العنوان : أبو شلبك وكيل عقاري
مهنة أبو شلبك : سمسار من الشُطّار
المناسبة : التبطّر على النعمة
اللغة المستخدمة : الفصيحة وبعض العامية
المكان والزمان : ميسيساغا في غُرة عام 2022 .
كتب محمد هارون
______________________________________________
مَلّ.. مالك لأحد البيوت الفخمة في شمال غرب ميسيساغا ويدعى أبو شاكر من بيته فقرر بيعه ، وفي نيته التخلّص منه والحصول على الملايين في زمن المجانين حيث ارتفاع الأسعار المهين للمعدومين، وبدأ في البحث عن بيت أصغر مساحة ولكنه بمنطقة أرقى بنظره وإتجه إلى مدينة اوكيفل عند أغنياء العرب المهاجرين هناك، كما كان يعتقد . فذهب إلى الوكيل العقاري السيد صابرأبو شلبك وهو أحد وكلاء العقارات المعروفين في البلد ويعتبر الخبير الأول في السمسرة والذي تراه أينما ذهبت في الصحف او على الفيسبوك وعلى جدران مواقف الحافلات وعلى جوانب الحافلات نفسها… دائما يبتسم تشعر عندما ترى صورته وكأنه ضمن الجنة وامتلك مفاتيحها.
فهيأ أبو شلبك لمالك البيت السيد أبو شاكرإعلانا للبيع بناءً على معرفته المسبقة بالبيت ..وكتب عنه وصفاً مفصلاً، أشاد فيه بالموقع الجميل والمساحة الكبيرة والتصميم الهندسي الرائع ثم تحدث عن الحديقة .. وبركة السباحة .. وقربه من الطرق السريعة والأسواق والمستشفيات والمدارس كما وعدد مزايا الرخام في الأرضيات والخشب الفاخر للأبوا… .ثم طلب من المالك قراءة المواصفات للموافقة قبل النشر ، فقرأ أبو شاكر بتأنٍ وعلامات الاستغراق تسكنه ..صمت قليلا ..ثم طلب من ابو شلبك السمسار الشاطر أن يعيد قراءة الإعلان، فأعاد صاحب الفراسة القراءة….ممنيا نفسه بعمولة كبيرة تعيد له الأموال التي يدفعها ثمنا لمصاريف الاعلانات وغيرها.
صرخ المالك فجأة .. فعلا هو ذاك ..إنه بيتي الرائع .. ثم أكمل … إلا أن اعتيادي على مزاياه جعلتني أفقد متعتي به.. امتقع وجه ونزلت ريالة (الريلتر ) أبو شلبك لأن البيعة سارت على طريق الردة.
ارتبك أبو شاكر بعد أن لاحظ امتعاض ابو شلبك قائلاً : من فضلك يا ابا شلبك لا تغضب مني …أرجو أن لا تنشر البيت للبيع..فبيتي غير معروض للآخرين … ثم خطب بصوت مرتفع ليسمع كل المتفرجين والمستمعين قائلا : نحن اعتدنا نعم الله في حياتنا حتى فقدنا متعتها ..أحصِ نعم الله عليك .. واكتبها واحدة واحدة .. عندها لن تكون زاهدا بها ..ولن تملّها ..
وستجد نفسك أكثر سعادة وشكر ..وامتنان …وسيبك من شلبك وأبوه .
تلفت أبو شلبك حول نفسه فلم يجد أحدا أمام الخطيب إلاّ هو …ثم حدّث نفسه بعد أن نظر الى السماء فقال لها …أرزاق …رزقة رزقك يازلمه يالله يا بعلي … اصحى قوم شوف اكل عيشك الساعة صارت 11 وأول بيعة الك اليوم، بعد صبر أيوب … يلا صح صح قوم ….والله يا جوزي بدك تباطح لتلحلق زمايلك الوكلاء العقاريين … صرتوا ما شاء الله عليكو زي جماعة الجرايد وبياعين الشاورما.. مثل الهم على القلب …يالله القهوة بردت.
أبو شلبك وبعد أن تجبّد وتطّعوج وأخذ نفسا بفتحة فم تستقبل دبل دبل وتربل برغر قال : حتى بالحلم مش زابطة معي …يا كريم .