إعلام العوالم
كتب : محمد هارون
قبل أكثر من قرن من الزمان كانت هناك مجموعة من النساء يحترفن الرقص والغناء والغرام ، وكن يقمن بإحياء أفراح الزفاف وكانت تطلق عليهن تسمية العوالم ..
وكما تقول كتب التاريخ ” … لهن في مدن الشرق حارات اسمها حارات أو أزقة العوالم وكانت المركز الرئيسي للبهجة والسرور في الأفراح والليالي الملاح”.
كانت تلك العوالم ترقص وتقبض الثمن بدون الإساءة .. فالهدف واضح البهجة والسرور .. !!
والآن الحديث في زمن كورونا الهدام :
لكن البعض من عوالم أو إعلامي اليوم في زمن الكورونا الهدام زمن الجائحة الجائعة الجائرة .. لا هدف لهم الا الإساءة والتشتيت والتهويل لنشر خبر لهدف ليس له علاقة بالحقيقة أو للتوعية باخطار المرض، بل لغرض سياسي أو حزبي أو طائفي أو لجمع ( اللايكاتت ) والمعجبين خاصة من المعلنين . عوالم زمان كان لهن حارات وإعلامي اليوم لهم محطات وفضائيات ومنصات وطاقم من الكتبة بكل الإمكانيات!!
وقبل الولوج بدهاليز هذه السوالف والقنوات نود التوضيح بأننا لا نحجر على أحد تفكيره وإبداعاه وطرائفه وانطباعاته ولكن نرفض وغيرنا كذلك يشمئز من احتكار قول الحقيقة أو ادعاء تملكها أو نشر خبر أو عرض فيديو يسئ للناس بدون علم وحقائق ثابتة.
لماذا نقول هذا الكلام؟
معظمنا يشاهد وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ويتابع السخرية في تناول موضوع الفيروس اللعين ويشاهدون أخباراً متنوعة ما بين الحقيقي والمفبرك. كما انتشرت الأغاني والعبارات و” البوستات ” والفيديوهات كان الغرض منها تلطيف الأجواء وتخفيف الهم والتنفيس عن النفس من الغم … وهذا لعمري جهد مقبول . ولكن هناك عوالم اعلامية ما زالت ترنو الفائدة والشهرة بطريقة “غوبلزية ” فتركت الفيروس يسرح ويمرح وراحوا يعرضون و يكتبون عن :
– مؤامرة صينية أو أمريكية ، مع ان كلاهما يغواصان معاً في الأزرق!!
– يمجدون زعيم معين بطريقة هوليودية ( الرجل القوي، الزعيم الخالد، العالم الماجد) مع ان هذا الشخص يقوم بعمله العادي لمقاومة الفيروس وينسون تمجيد اصحاب الروب الأبيض.
– يكتبون عناوين مقالاتهم بخلاف محتواها مع ان هذه الطريقة صارت فجة ومكشوفة ومقيتة.
– ينشرون مادحين وبفخر طرق وحلول خرافية لوباء العصر ليس لها علاقة بالعلم ولا بالهم، هذا التاييد والمباركة تكون فقط لأن مصدر هذا الخبر الخرافي بلدهم الأصلي. ( ظهرت نظريات غريبة في بعض الدول العربية ).
– البعض من الأغنياء من عرب كندا ومعظمهم يقيمون خارجها يستفسرون منا ومن غيرنا عن كيفية الحصول على دعم الحكومة الكندية والمصروفة بالأصل للمتضررين من الوباء . نرد عليهم بان هناك شروط وأسس لصرف تلك المعونات فيقولون لك : دبّرها !!
– ترك العديد من الإعلاميين الحقيقين للساحة وبالتالي حلول أصحاب مهن أخرى مكانهم، والبدء باقتحام مواقع ليست لهم والقيام بعمل أنشطة إعلامية ( مقابلات، فيديوهات وبعضها يتم تصويرها أثناء قيادة السيارة ..مش عارف شو حكاية التصوير من وراء المقود وانت ماشي بالسيارة !!) فتظهر عيوب العمل وعدم التخصص إن كان في إدارة الحلقة أو في اختيار المشاركين أو أو …(اللي مش كاره يا ناره ) ولكن ما الهدف ؟ يبدو بأنه … الإنتشار والترويج لأعمالهم الأساسية بعد انحسار الإضاءة عنهم أو الحصول على منح حكومية لمساهمتهم بالتوعية أو غير ذلك ..والله أعلم !!
– انتشار أخبار وفيديوهات وأحياناً مكررة نزقة و مرعبة تدمر النفس الإنسانية وتسئ لكرامة الإنسان.
– انتشار تطبيقات على مواقع التواصل الإجتماعي مستغلة حالة الخوف والتوتر عند الناس لجمع معلومات شخصية عنهم للوصول الى اختلاس أموالهم بحجة التشخيص الطبي الدقيق لمرض كوفيد 19.
– وقبل أن نختم … نود أن نثمن عالياً جهود وأفكار ومبادرات الكثيرون من عرب كندا لمساعدتهم لمن حولهم من أبناء الجالية وخاصة في مد يد العون لمن يحتاجها بدون تطبيل وإعلام !!!
– كما نحيي رجال الإعلام من العرب الكنديين الذين قدموا ويقدموا ما يفيد بدون النظر الى الفوائد الآنية الصبيانية ( اللايكاتية ) .
– كما نتمنى عودة الكبار من المتخصصين للظهور وإبداء الرأي حتى تموت الطفيليات والطحالب المتسلقة مع الوباء على أكتافنا .
وختاماً : يا ناس يا محترمين خلينا حلوين متعاونين ولبعضنا محبين .. يا جماعة مين عارف ماذا تخبئ لنا الأيام !!