كنديات
تحقيق صحفي بعنوان : (إذا ما كنا واحد راح ياكلونا واحد واحد )
تحقيق سبيل : العدد 81 ... ص 21 وص22
كيف يمكن تطوير أداء ونشاط المجتمع الفلسطيني الكندي ؟
وهل ستنجح التغيرات الأخيرة في البيت الفلسطيني ؟
المقدمة
أجرى الحوار : محمد هارون
***
مقالات وفيديوهات ورسائل بريدية عادية واليكترونية واراء شفهية، أبدت رأيها بعملية التغيير التي جرت مؤخراُ في البيت الفلسطيني ، بعض هذه الكتابات كانت ناقدة وايجابية وبعضها يسودها الإحباط واحيانا يفيض بما هو غير مقبول من كلمات بذيئة واتهمات باطلة وغير متداولة في العمل الاجتماعي والنقابي بين أبناء الجالية هنا بكندا أوبين أبناء شعبنا بشكل عام . في ساخر سبيل سنقوم بعرض بعض ما كُتب وأحياناً عُرض بمنصات أخرى ووافق صاحبه على اعادة عرضه لدينا، ومنهم من اعتذر عن تنزيل مقاله أورأيه لحالة احباط اصابته بعد انتهاء اعمال اللجنة المؤقتة ، ومنهم من خصص مشكوراً مقالاته لصفحتنا . الغرض من هذا التحقيق هو كيفية تطوير العمل بكل أشكاله بين أبناء مجتمعنا الفلسطيني في كندا بدون أي تعصب أو تحيز وأيضاً تبيان الحقائق والأحداث في البيت الفلسطيني بالفترة الأخيرة . يشارك بهذا التحقيق شخصيات كندية فلسطينية محايدة لها رأيها المتزن بيننا ، وابتعدنا قدر المكان عن أراء الأخوات والإخوة الذين شاركوا بشكل او باخر في الانتخابات الاخيرة ليس لعيب فيهم لا سمح الله وانما لنبدوا أكثر حيادية فقط . كما غابت السيدات عن المشاركة وذلك بعد عرضنا على بعضهن الكتابة فاعتذرت اثنتان ليأسهن من امكانية التطور وان ( الحكي ما بفيد ) وبعضهن لم يردنا منهن اي رد .
وقبل البداية أيضاً نود التذكير بان اختيارنا لهذه الشخصيات للمشاركة معنا لا يعني بالمطلق اننا اخترنا الأفضل من أبناء مجتمعنا الفسطيني الكندي بل هو أختيار عشوائي، وأيضاُ لسهولة التواصل معهم وخبرتهم ودرايتهم بأمور الجالية . وطبعاً نحن على استعداد لمواصلة النقاش بكافة الطرق الحضارية للوصول بمجتمعنا الفلسطيني الكندي الى أعلى الدرجات وأسمى المراتب .
الى المشاركين الأفاضل …
***
البيت الفلسطيني يجمعنا !!
د. عبد القادر فارس :كاتب ونقابي، مقيم في هاملتون
إنه من المؤسف أن يصل الحال بالجالية الفلسطينية في كندا , أو بالأحرى ” الفلسطينيين الكنديين ” , إلى حالة من الخلاف والتجاذب والفرقة والتناقض , خاصة بعد الانتخابات الأخيرة , لمجلس إدارة البيت الفلسطيني , البيت الجامع لكل الفلسطينيين , بكل مشاربهم السياسية , والذي من المفترض , أن يجمع ولا يفرق , خاصة أن جهدا كبيرا بذل من قبل اللجنة المؤقتة , التي كلفت بوضع دستور ونظام داخلي , وتنظيم الانتخابات , والتي أفرزت فوز أعضاء المجلس الحالي , والذين تشكلوا في قائمة واحدة , مقابل قائمة أخرى خسرت الانتخابات , وهو ما أحدث بعد ذلك نقاشا وجدالا على صفحات شبكة التواصل الاجتماعي , لم نكن نريده أن يحدث , وأنا بصفتي عملت نقابيا سابقا في اتحاد الطلاب , وفي نقابة الصحفيين , واتحاد الكتاب , كما كنت عضوا مسؤولا ومنتخبا في عدة جمعيات أهلية , وصاحب تجربة في تنظيم الانتخابات والمشاركة فيها , سواء فوزا أو خسارة , كنت أفضل أن تكون انتخابات البيت الفلسطيني , وفق قائمة واحدة , أو بشكل فردي , حتى لا يقع الصدام بين قائمتين , وما نتج إثر نتائج الانتخابات من حالة السجال القائمة ,, ولكن ما دامت الانتخابات قد تمت , وأفرزت ما أفرزت , فإن على الجميع الالتزام بمبدأ الديمقراطية , وأن على الخاسر وفق ذلك تهنئة الفائز , وعدم عرقلة عمله , والعمل بالتحضير الجاد للانتخابات القادمة بعد عامين , وبالمقابل , على الفائز , ألا يستفرد بالقرار , وأن يشرك الجميع , ويتعاون مع الكل الفلسطيني في هذه الساحة , التي تعج بكل الاتجاهات السياسية الفلسطينية والكندية , وكل العيون على جاليتنا وسلوكها لأن فلسطين قضية قائمة , وموضع جدل في السياسة الدولية , بما فيها كندا بحكومتها , وأحزابها يمينا ويسارا , ونريد أن نظهر في هذا البلد , بأبهى صورة تعبر عن الفلسطيني الحضاري , المشارك بكل فاعلية في البلد الذي يعيش فيه , وأنه صاحب قضية عادلة ,الإنسان الفلسطيني يبني ولا يهدم , يُشّرِف بلده , وتِشرُف به البلد الجديد الذي يعيش فيه .
***
التغيير في البيت الفلسطيني
وائل غنيم – سياسي ونقابي -هاملتون
لقد ترددت كثيرا قبل ان اكتب عن هذه الإندفاعة المخلصة التي كان يرغب بها ابناء جاليتنا الفلسطينية من اجل تغير جذري وحقيقي في البيت الفلسطيني والتي بدات بعد تشكيل اللجنه الموقتة الثلاثية من قبل الجمعية العمومية وبدأت بالعمل من اجل هذا التغيير. وكان اختيارها للجان المختلفة كلجنة تغيير الدستور ولجنة الانتخابات مثلا التي تم تشكيلها بسرعة وبظروف صعبة فكانت تنقصها الخبره والدراية من اجل انتخابات شفافة ونزيهه وديمقراطيه وبدون محسوبية. ولذلك بعض الأخطاء ارتكبت ان بقصد او بدونه بدونه، وأضرب مثالاً على ذلك : اعتماد اعضاء اللجنة الانتخابية على انفسهم ( رغم معرفتهم بالانجليزية) لتقييم المتقدمين لغويا للادارة، إذ كان الأجدر بهم اعتماد جهات أوافراد من المتخصصين بعملية التقيم اللغوي، وبالتالي نبتعد عن اللغط وسوء الظن. ان نتيجة الانتخابات والتي افرزت فوز قائمة كاملة ولم يفز احد من القائمة الأخرى رغم وجود شخصيات فاعلة وخبيرة بالعمل النقابي و المالي بها، أظهرت بان العملية تمت بطريقة الفزعة العائلية ( كما العشيرة في بلادنا هناك ). السؤال الان : الى متى سننتظر حتى يختار الناخب في مؤسساتنا العربية الكندية المرشح على اساس انجازاته وخبراته وليس على ما طُلب من الناخب ان يختار!!
اذن… هل هناك تغيير حقيقي أم مجرد استبدال الأشخاص ، لان امانة المسؤولية تفرض علينا اختيار الأشخاص المؤهلين القادرين على اجراء تغيير حقيقي .
أخيراً : كنت أتمنى ان تكون سيدة على راس هذه المؤسسه الفلسطينية لإثبات أنفسنا أمام المجتمع الكندي بحضارتنا وثقافتنا ومنح المراة الحرية الكاملة للتعبير واثبات وجودها . اخشى اننا ضيعنا الفرصة الحقيقية من اجل التغيير الذي كنّا ننادي به جميعا وكانت هذه الاندفاعة من اجل هذا التغيير، وستثبت لكم الأيام أيها الفلسطينيون الشرفاء ان هذه الاندفاعة كانت ذات نتائج حقيقية علي الأرض أم لا ، وهذا يعتمد علي نجاح المجلس الجديد والذي نرجو على الأقل ان يستمر على نهج اللجنة المؤقتة وخاصة الشفافية في القضايا المالية .
***
كيف يمكن حل الخلافات و المنازعات فيما بيننا
ابراهيم العبدالله (أبو وهيب) : كاتب وناشط اجتماعي – تورونتو
التميز و التباين هما القاعدة و الاساس في العلاقات ما بين الافراد, و هي ايضا علاقات الافراد ضمن المجموعات البشرية التي قد تشكل عائلات و جمعيات و مؤسسات و احزاب و كيانات سياسية و اجتماعية و تجارية…الخ. هذا التباين الطبيعي قد يتطور سلبا او ايجابا مشكلا عاملا لهدر الجهد وتضييع الفرص و الهدف , أو قد يشكل حافزا من اجل التغلب على التحديات وانجاز المكاسب.
وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (ألحجرات 9)
ولما كان الولوج في تشخيص الحيثيات المختلفة وصولا الى بلورة القواعد للتحكم بها هو موضوع اكاديمي يتطلب المتسع من الوقت, لذلك فان هذا المنشور سيكتفي بطرح العناوين الرئيسية دون الاسهاب بتفصيل الحثيات و الحلول التي قد نعود اليها لاحقا.
أوجه التعبير عن الاختلاف :
• الاستياء, الاعتكاف , القطيعة ثم الطلاق
• أبداء الراي, الاعتراض, الاحتجاج, التصادم, المعارضة, التنازع
• المناكفات و التشهير بما فيها القدح و الذم
• المواجهة بالوسائل المادية
اسباب الخلافات و المنازعات :
• الخلفية التربوية و الثقافية عند اطراف النزاع
• سلوكيات الاطراف المتنازعة
• الاطر المؤسساتية و منها الدستور و النظام الداخلي و الممارسات المعتادة
• البيئة المسيطرة على المؤسسات و الافراد
• المؤثرات و التدخلات الخارجية من أصحاب النفوذ و المصالح
• الاهداف و النوايا المعلنة و المبيتة للافراد المقررين و المتنفذين
• امكانية اتخاذ القرار و الموقف ممن يشغلون مواقع القرار
• تضارب المصالح و الاجندات في ما بين اصحاب النفوذ و المعنيين من الناس.
• طبيعة ميثاق العمل أو النظام الداخلي المتبع Ground Rules , Group Norms
• غياب الشفافية , المراقبة , الضوابط , المتابعة , التقييم, المحاسبة. الحوافز و المكافآت.
اليات معالجة المنازعات
• اللجوء الى المرجعيات المؤسساتية أان وجدت
• الحل الودي Amicable solution
اللجوء الى المرجعيات المجتميعة
• التحكيم Arbitration , رهنا بموافقة الاطراف المتنازعة.
• اللجوء الى القضاء الرسمي و الحكومي.
تقنيات حل النزاعات
كل شخص لديه الرغبات والاحتياجات والأهداف. يأتي النزاع إلى الصورة عندما تكون رغبات أو احتياجات أو أهداف أحد الأطراف غير متوافقة مع رغبات أو احتياجات أو أهداف طرف (أو أطراف) آخر. الصراع ، ببساطة ، هو عدم توافق الأهداف ، مما يؤدي غالبًا إلى قيام أحد الأطراف بمقاومة أو منع الطرف الآخر من تحقيق أهدافه.
هناك ستة طرق لحل النزاع قد تظهر في الحياة العملية نختصرها بالعناوين:
الحل القسري ،الحل الاستيعابي و التجانسي، المواجهة ، التعاون ، الانسحاب / التجنب . تذكر أيضًا أن هذه التقنيات قد لا تؤدي بالضرورة إلى نتائج طويلة الأجل. نتائج التجانس والانسحاب لها نتائج مؤقتة وليست دائمًا هي تقنيات جيدة لاستخدامها لحل المشكلات. قد لا تكون القرارات التي تم التوصل إليها من خلال تقنيات التأثير والتوفيق والمواجهة مرضية دائمًا لجميع الأطراف ، ولكنها تميل إلى تحقيق نتائج طويلة الأمد.غالبًا ما تكون التقنيات المتعاونة ناجحة وتنتج الالتزام بالقرار شريطة أن تعتقد جميع الأطراف أن لديهم فرصة لتقديم آرائهم وأفكارهم. من المهم الإشارة إلى أنه كما هو الحال في أي موقف ، هناك حاجة إلى التعامل مع الصراع بمجرد ظهوره. عندما تنجح في حل النزاع ، سينتج عن ذلك الارتياح و زيادة الإنتاجية وعلاقات عمل وحياة أفضل وأكثر إيجابية.عندما يواجه الأعضاء تعارضًا ، يتوجب معالجة الامر أولاً على انفراد مع الشخص الذي يواجه المشكلة بطريقة مباشرة وتعاونية ، لكن يجب الاستعداد لتصعيد المشكلة إلى اتخاذ إجراءات أكثر رسمية إذا لزم الأمر. في حالة وجود تعارضات بين أعضاء الفريق ، يجب التشجيع على الحل دون تدخل من جهات خارجية. و سيأتي أفضل حل للصراع عندما يتمكن المختلفون من حل المشكلات بينهم. و عندما لا يكون ذلك ممكنًا سيتعين التدخل والمساعدة في حل المشكلة. من اطراف خارجية. ينبغي التذكر أن القواعد الأساسية الصلبة والسياسات والإجراءات المعمول بها ستساعد على تخفيف حدة الصراع قبل نشأته.
***
تغيير أو لا تغيير؟!
حسام حصباني – ناشط سياسي – ميسيساغا
أولاً وقبل الدخول في الموضوع ، يجب ملاحظة أهمية ما حصل في الفترة الوجيزة الماضية من أمور مهمة
أدت للتغيير في البيت الفلسطيني.
• إن إقرار الإدارة السابقة بأخطائها وفسح المجال للتغيير، هو بحد ذاته إقرار بالفشل والتنحي جانباً، وهذا أمر جيد وتشكر عليه.
• ما تمخض من حراك فيما بعد هو دليل واضح عن رغبة الجالية في التغيير إلى الأفضل، حيث أن وجوها كثيرة حضرت بعد غياب طويل، والكل عبّر عن إستيائه للوضع المزري والمضر بِنَا كجالية فلسطينية. فتم إختيار لجنة مؤقتة متوافق عليها، ولها الشكر والتقدير لما أنجزته.
• دعت اللجنة المؤقتة أبناء الجالية للانتساب إلى البيت الفلسطيني لحشد أكبر عدد ممكن ، وذلك بتعميم الهدف لهذا الحشد على أساس التغيير وتوحيد الصف، وذلك بانتخاب مجلس إدارة جديد لقيادة مرحلة التغيير القادمة.
• قامت اللجنة المؤقتة بتأسيس لجنة الانتخابات ، وقامت هذه اللجنة بعمل مشرف وبشفافية تامة ، ما أثمر عن انتخابات نزيهة ومحقة على مستوى التنسيق والتطبيق. وبغض النظر مؤقتا عن التكتلات التي حصلت بين المرشحين، إلا أننا نقدّر ونشكر لجنة الانتخابات على المجهود ولها كل الإحترام.
ثانياً، وهنا صلب الموضوع ، وهو الأهم بالنسبة لهذه الجالية. هل نريد التغيير أم لا نريد التغيير؟؟؟
لم يوجد عقل الإنسان عبثاً، لم يوجد ليتقيد وينشل. بل وجد ليعرف، ليدرك، ليتبصر، ليميز، ليعين
الأهداف وليفعل في الوجود رغم نزاهة الانتخابات يجب النظر في نتائجها وما قبل نتائجها. فبرغم وجود حقيقي لأشخاص كثر يريدون العمل الجاد للتغيير، إلا أنه كان هناك نمط من الأعمال والأفعال اعتدنا عليه في السابق وكان السبب الرئيس في تخلي الكثير عن العمل ضمن مؤسسة البيت الفلسطيني . نأمل أن لا تتكرر في المستقبل وتكون عائقا في وجه التغيير فهذا النمط من العمل لهو عينه سبب علتنا،
• فما رصد من أمور في عملية الانتساب وحشد المنتسبين
• وما جرى من تهريج من البعض في إجتماع الجمعية العمومية لمناقشة التعديلات على الدستور
• والتكتل الأوتوماتيكي للائحتين إنتخابيتين أفرز لنا فريقين حارماً بذلك بعض النخب في الجالية من أن
يكونوا جزءاً فعالاً في اللجنة الإدارية الجديدة. كل ذلك أظهر الانقسامات القائمة رغم وجود الكثيرين ممن
لا يريدون الانقسام، وهؤلاء هم من سنعول عليهم في السنتين القادمتين.
إلى اللجنة المنتخبة نوجه التحية، ونبارك لها فوزها المحق على أساس التكتل، ونبارك لأعضائها تحمل عبء هذه المسؤولية الجادة لخدمة الجالية ولمّ الصف. وهنا نؤكد أن العمل في إدارة الجالية هو امتحان لهذه اللجنة، وهو في نفس الوقت فرصة لمن يصبون إلى العطاء والتفاني خدمة لوطنهم ولأبنائه، فلا تخذلوهم. إننا وإذ نبارك لكم النجاح في الانتخابات، فالنجاح الحقيقي هو في ما سوف تقدمونه خلال عامين.
فإذا كنّا مقبلين على التغيير، فليكن التغيير إلى الأفضل، فلتكن الإدارة الجديدة وليكن نصب أعينها
على ما يرنو إليه أبناء الجالية. وما يريدونه هو نهج جديد مبني على الـ “نحن” ، نهج تذوب فيه الإنتماءات
الجانبية المشتتة لانتمائنا الأم. يريدون مركزا تعج فيه الحياة لخدمة أبنائهم وذويهم، يريدون إدارةً واعية تقوم بالتأسيس لصياغة وثيقة تفاهم مبنية على ثوابت وطنية يتفق عليها الجميع، تعمل هذه الوثيقة على ضبط العمل في نهجنا المتبع في الدفاع عن قضيتنا في هذا البلد الآمن والحر. إلى اللجنة الإدارية المحترمة، نأمل لكم سنتين من النجاح في تقديم نهج جديد يشعر فيه إبن الجالية بوحدته لا بتبعيته، لأن خطورة التبعية التي شهدناها لهي خطر على مستقبل هذه الجالية وما يمكن أن تقدمه في خدمة قضيتنا. ونعدكم بالعمل جنباً إلى جنب لتحقيق هذه الأهداف. إلى أبناء الجالية الكرام، وإلى من يريدون التغيير، تعالوا وأعملوا، وضعوا هذه الإدارة في خدمة الجالية ضمن برامج تخدم تعزيز الوحدة، وكونوا العين المراقبة لأدائهم . فلنكن صفاً واحداً في وجه إعلام مسيّر، وجمعيات معادية لنا ولقضيتنا تعمل ليل نهار لكسب رأي صناع القرار. إن قوة الخصم لهي في ضعفنا فلا تلوموا الغير. أخيراً ، تحيا فلسطين حرة أبية، أبية على كل من يدّعي أنه الوصي الوحيد عليها ، فكلنا أوصياء فهذا واجبنا جميعاً.
***
الكل يعلم ان الانتخابات لعبة فيها خاسر وفيها رابح
فراس مريش : ناشط سياسي اجتماعي – اوكفيل
في البداية يجدر بنا جميعا العمل بشتى السبل المتاحة لنشر الوعي بضرورة العمل الاجتماعي والثقافي والسياسي بين ابناء المجتمع العربي الكندي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص ، من هنا أود المشاركة بهذا التحقيق الصحفي لساخر سبيل .
الى موضوع هذا التحقيق الصحفي حول: كيف يمكن تطوير أداء ونشاط المجتمع الفلسطيني الكندي وهل ستنجح التغيرات الأخيرة في البيت الفلسطيني ؟
كنت في وقت سابق قد تحدثت في أكثر من مكان وبأكثر من وسيلة عن ضرورة إنشاء مؤسسات عربية كندية حتى لو كانت بسيطة لما لها من أهمية في حياتنا كعرب كنديين من كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية نقوم بتأسيسها ونشارك بها على اسس ديموقراطية واختيار الاصلح وهو الأكثر كفاءة وخبرة والذي يملك الوقت لبذله في هذه المؤسسة التطوعية غير الربحية . ولا ضير ان انبه هنا الى اننا كعرب تاخرنا في تشكيل المؤسسات الفاعلة قياسا بالوجود الزمني لنا في كندا ، وأحد أهم أسباب هذا التأخر هو الإقامة بعقلية المهاجر المؤقت القادم لكندا للحصول على جواز السفر ثم العودة للبلاد العربية. بهذه الطريقة لا يمكن تأسيس اي شئ لأولادنا. حقيقة هناك بعض العرب يبقى في كندا أكثر من 20 سنة منعزلا عن أبناء جلدته وجيرانه و يتعامل مع كندا كأنها مكان طارئ وبالتالي خسر بلاده وخسر كندا، وكما هو معروف بان القانون الكندي يحمي ويدافع عن تنوع الثقافات ولا يحاربها كما يعتقد البعض.
الجاليات الأخرى سبقتنا ودخلت المعترك السياسي والاقتصادي والاعلامي وغير ذلك ونحن ما زلنا نفكر واذا اقمنا أوأوجدنا مؤسسة اختلفنا للأسف. ولكن ما يثلج الصدر ويدعو للتفاؤل هو ان مؤسستين كبيرتين عادتا للانتخابات والشفافية والعمل المنظم وهما مؤسسة اسنا والبيت الفلسطيني موضوع حديثنا .
تابعنا منذ بداية العام 2019 انجازات اللجنة المؤقتة على كافة الصعد وانتهى عملها بنهاية ابريل نيسان . ولكن بالنسبة لي كنت أود ان يمتد عمل اللجنة المؤقتة لعدة أشهر أخرى كي تختمر التجربة ونخرج بآليات عمل أفضل ومشاركة شعبية أقوى. ولكن يبدو أن ظروف عمل أعضاء اللجنة والتي عملت بكد وتعب تابعه الجميع هي ما دعتهم لتحديد نهاية ابريل للانتخابات وبالطبع اعلن عن ذلك مبكرا. عموماً جرت الانتخابات ونجم عنها ادارة جديدة أفرزت لنا مجموعة منتخبة من أغلبية أعضاء البيت الفلسطيني . والكل يعلم ان الانتخابات لعبة فيها خاسر وفيها رابح وعلى الخاسر تهنئة الرابح ثم العمل على تجاوز عثراته كي يفوز في اللعبة القادمة بعد سنتين كما هو الحال في البيت الفلسطيني.
نبارك للفريق الفائز ونتمنى لهم التوفيق والنجاح ونطلب من الجميع دعمهم والوقوف معهم.
الادارة الجديدة مكونه من سيدتين وشابين بالاضافة للمخضرمين وبدأت العطاء الذي نتمنى أن يستمر بشفافية واستيعاب لجميع أطياف المجتمع الفلسطيني الكندي بعيدا عن أي حزبية أو فصائلية وبعيدا عن حب الزعامة والمخترة والشهرة، فقد تكون هذه فرصة أخيرة لنا جميعا لأن رياح التغيير هبت، لذا وجب اغتنامها . ويجب التأكيد على أن أهم أنجازات هذه التجربة الديمقراطية الفريدة من نوعها هو التعديلات الدستورية التي وضعت السلطة الحقيقية في يد الأعضاء. ولهذا أوصي جميع الأخوة والأخوات من أبناء المجتمع الفلسطيني في منطقة تورونتو الكبرى وما حولها بالإنضمام إلى البيت الفلسطيني لدعم هذه التجربة الرائعة وإثرائها والمحافظة على مكتسباتها. وأتقدم بالشكر لفريق العمل المميز الذي عمل بجد لتقديم التعديلات المنشودة. في نهاية مداخلتي هذه اتمنى التوفيق للادارة الجديدة للبيت الفلسطيني وأشكر جريدة ساخر سبيل لمساهماتها في تطوير العمل الاعلامي بين أبناء المجتمع العربي الكندي.
***
المجتمع الفلسطيني تجاوز الخلافات
ناجح نعيرات : كاتب وناشط اجتماعي – ميسيساغا
شاء القدير أن يكون المجتمع الفلسطيني لاعبا محوريا في المجتمع العربي في كندا عموما وجامعا للعرب على قضية لا يختلف عليها عاقلان، ولأن “هذا الطين من تلك المَطيَنَة”، كان لابد للمجتمع الفلسطيني الكندي أن يحمل خصائص ونواقص مجتمعه الأوسع أي المجتمع العربي من حيث الخلاف على اتفه الاسباب والانقسام والشللية والقبلية والحزبية وغيرها. خلال السنوات الثلاث الماضية لوحظ حراك غير عادي في المجتمع الفلسطيني وتجاذبات ومشاحنات تهدأ حينا وتستعر أحيانا، صراع غير مصرح بيه بين الجيل القديم اصحاب الخبرة والجيل الجديد من المهاجرين الذي جاء من المنطقة العربية بخبرات حديثة وجاء حالما بغد أفضل و لكنه اصطدم بمؤسسات معطلة مشلولة لا حياة فيها. كان البيت الفلسطيني مثلا من المؤسسات المتميزة والتي ساهمت بشكل واضح في تثبيت الوجود الفلسطيني والعربي في منطقة تورونتو الكبرى وأصبح البيت عنوانا للفلسطينيين والعرب، ولكن كما هو الحال في أي مؤسسة يستشري الفساد في جنباتها هرم البيت وخارت قواه وتكالبت عليه الذئاب، واصبح العمل المؤسسي الفلسطيني عموما مشلول وهناك انعدام ثقة بكل المؤسسات وطفا على سطح المجتمع كثيرمن الحالمين “بمخترة” هنا أو زعامة مزيفة هناك، وفقد الفلسطيني الكندي الأمل. تلك السوداوية دفعت عقلاء المجتمع الفلسطيني للتدخل لإنهاء حالة الشلل هذه، وظهر تيار قوي يدعو الى ضرورة إحداث اختراق من هناك ابتداءً من خلال تنظيم انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة وتحجيم القوى الفصائلية والفئوية التي كانت تتحكم بالمؤسسة، ومن ثم احترام نتائج الانتخابات، ومنح المجلس المنتخب حقه الكامل بإدارة المؤسسة ومراقبته بشكل حثيث لتفادي أخطاء الماضي.
المثلج للصدر انه وبعد الجهود الجبارة التي قامت بها اللجنة المؤقته التي أدارت عملية التغيير، كان هناك استجابة فورية من أبناء المجتمع الفلسطيني، فتوجهوا الى الاشتراك بأعداد غير مسبوقة ومن ثم الى صندوق الاقتراع لاختيار مجلس الإدارة الجديد، وكان عرسا ديمقراطية من افضل ما تم إنجازه حتى اللحظة على الساحة الفلسطينية الكندية، وتجربة يحتذى بها من قبل المؤسسات العربية الاخرى. التجربة اثبتت انه هناك امل كبير في تغيير حقيقي ولا نحتاج سوى الإرادة والإصرار على التغيير ومتابعة ومراقبة نتائج كل مرحلة لضمات الاستمرارية، أيضا ستبقى رواسب الماضي تلاحق أي مجلس منتخب الى أن يقرر الاعتماد على أصحاب الخبرة والتخصص لرسم مستقبل المؤسسة، وبفتح ملفات الفساد وملاحقة المتورطين وتعزيز ثقافة الشفافية ومحاربة الفساد كمهنة لكل عضو في هذه المؤسسات، وإذا لم يتم ذلك بسرعة سيفقد حراك التغيير زخمه وتعود “حليمة الى عادتها القديمة” و سنرجع الى نقطة الصفر….. والأمل معقود على كاهل افراد المجتمع للاستمرار في المطالبة بالتغيير نحو الأفضل والتجربة اثبتت إمكانية ذلك لا محالة.
***
أخيراً …
في ظل ما تقدم به المشاركون من أفكار و آراء نحترمها اتفقنا معها أواختلفنا ، ومن خلال متابعاتنا لبعض المقالات التي رفض اصحابها نشرها لسبب أو لأخر، وفي ظل هذه المراسلات التي يتداولها بعض الأشخاص وما يحتويها من مفردات لا تليق؛ أود أن استخلص بعض الملاحظات لما حصل ويحصل ضمن مركز الجالية الكندية الفلسطينية (البيت الفلسطيني) لعل وعسى يستفاد منها:
1 – لايزال البعض أسير منطق العمل التنظيمي الحزبي الغوغائي .
2 – حب الظهور الشخصي والتسلق على الناس من بعض الشخصيات التي لا وزن لها إلا من خلال هذا التسلق.
3 – عدم القدرة عند اغلب الناس في العمل العام على تقبل الآخر من فكر وعقيده .
4 – عدم مقدرة بعض الناس على احترام ذاتهم وبالتالي على ضبط مفرداتهم مما ينتج عنه عدم احترام للآخرين .
5 – في المفهوم العام؛ العمل الجماعي بدون آليات واضحة ينتج عنه الفوضى.
6 – عدم القدرة على التعامل مع الفوز وكذلك صعوبة تقبل الهزيمة الناتج عن عدم الخبرة وممارسة هذا المنهج السليم.
7 – مع احترامي لكل ما يقال من حق الانتماء والانتساب والإيمان والعمل اكان مكفولا بالقانون او حقوق الرأي ام لا من دروس التجربة على كل المستويات، لا وعي لدينا ولا خبره في كيفية التعامل مع المجتمع الكندي اكان قولا او فعلا .
8 – عدم المقدرة على نقاش الموضوع لذلك نشخصن الأمور ونهاجم الأشخاص لاعتقادنا اننا بذلك نحقق موقف لصالحنا، ننفعل من خلال ردات فعل غير مدروسة او محسوبة لأننا لم نتعود على وزن الأمور من منطلق المنطق والعقل.
9 – الشعور عند البعض انه في حال نجاح مؤسسة فهذا النجاح يضعف مؤسسته لذلك كان العزوف عن المشاركة او المساهمة في إنجاح العمل ولا استبعد المساهمة في محاوله إعاقة نجاحه.
10 – قبول شريحة من الجالية يرغبون بوصف أنفسهم بالمثقفين، بالوقوف على هامش الحدث، ولكل واحد منهم أسبابه.
بتلخيص : هنا اجتمعت هذه الأمور كلها، .. الموروث من الماضي + حب النفس + عدم تقبل الآخر + عدم الاحترام لذاته والآخرين + عدم وجود اليات لتنظيم العمل الجماعي + نقص في ممارسة العمل الديموقراطي + التهور وعدم المقدرة على وزن الأمور ونتائجها + شخصنة المواضيع ومهاجمة الأشخاص بدل نقاش الأفكار+ عدم تحمل المنافسة + ننتظر ونرى. هذا ملخص ما استنتجته من متابعة تجربة الشهور الخمسة الماضية. كل التوفيق والنجاح لمسيرة أبناء مجتمعنا العربي والفلسطيني بكندا .