المقال صفحة 13 من ساخر سبيل العدد الشهري 91
***
إنسان بلا حدود .. فكرة وواقع
في ظل المتغيرات المتسارعة حول العالم بإتجاهات مختلفة ومتنوعة وما نتج عنها من مآسي إنسانية لكل منها حكاية مؤلمة في عدة مناطق حول العالم لا سيما في الفقيرة ودول الشرق الأوسط ،ومما كان له التأثير الأقوى ما يحدث في فلسطين من واقع معقد بإحتلال وإنقسام ، وعدم قدرة الأطراف التعامل مع واقع القضية الفلسطينية ، كل ذلك أرخى بظلاله بل كان محركا ودافعا قويا ليستنفر نخبة من النشطاء والمهتمين بالسياسة والقضايا الإنسانية ليبدأوا التواصل والإجتماع على مدار عدة سنوات ليفكروا ويبحثوا معا لمحاولة تشخيص وتحليل الواقع الفلسطيني ومدى القدرة على مواجهة التحديات فبادروا بمحاولات عديدة ولكنها لم يكتب لها النجاح , إلى أن إتسعت الفكرة لدى البعض منهم لتشمل البحث في الواقع الإنساني والكوارث الإنسانية التي حلت بالمجتمع الإنساني بشكل عام والواقع الفلسطيني بشكل خاص ، فإنطلقوا مرة أخرى للنقاش والتداول مع إيمانهم بالقضايا الإنسانية ، وإعتبار الإنسان محور الحضارات والأديان ، من هنا بدأت الفكرة تحلق في فضاء الحوار بين فلسطين ، كندا، هولندا ، بريطانيا وأمريكا ،حيث تواجد فرسان الفكرة موزعين في تلك الدول حيث تم التوافق بينهم على العمل على إنشاء منظمة تعمل على نصر.ة الإنسان في كل مكان دون أي نوع من انواع التمييز ،بدأ هنا إسم إنسان بلا حدود يظهر في أفق تلك النخبة ، وسرعان ما بدا العمل بينهم بتشكيل أمانة عامة للمنظمة من الأعضاء أنفسهم ، من ثم تشكيل جمعية عمومية تضم عدد من الأعضاء من مختلف دول العالم ، بالتالي بدأت الفكرة تنضج وتأخذ حيز من الإهتمام والعمل الدؤوب لتخرج إلى النور ، فبادر أعضاء من الأمانة العامة في كندا وكانوا أكثر تقدما بتحويل الفكرة إلى واقع ، حيث عملوا على تسجيل المنظمة كمؤسسة في كندا لتصبح واقعا من خلالها ننطلق إلى فضاء العمل الإنساني ، بعد وضع ميثاق ،وأهداف ، وبرامج للعمل ، فكانت خطة مدروسة على أن يعتمد المنهج العلمي الواقعي إنطلاقا من ميثاق المؤسسة الذي يتضمن التالي :
ميثاق مؤسسة إنسان بلا حدود
إنسان بلا حدود مؤسسة إنسانية غير حكومية تتألف من نشطاء في العمل الإنساني. وهي مفتوحة لجميع المهن الأخرى التي قد تسهم في تحقيق أهدافها.
تقدم مؤسسة “إنسان بلا حدود” المساعدة للفقراء وضحايا الكوارث الطبيعية أو البشرية وضحايا النزاعات المسلحة ، بغض النظر عن العرق أو الدين أو العقيدة أو الانتماء السياسي.
تلتزم مؤسسة “إنسان بلا حدود” بمبادئ الحياد والنزاهة في تطبيق الأخلاق الإنسانية العالمية ومراعاة الحق في المساعدة الإنسانية دون أي نوع من انواع التمييز.
يلتزم الأعضاء باحترام المبادئ الأخلاقية والحفاظ على الاستقلال التام عن جميع السلطات السياسية أو الاقتصادية أو الدينية.
كمتطوعين ، يدرك الأعضاء المخاطر والمخاطر المرتبطة بالمهام التي يقومون بها ولا يطالبون بأنفسهم أو عائلاتهم بأي تعويض بخلاف تلك التي تحددها المنظمة في حدود إمكانياتها.
فكان الميثاق أساس للإيمان بالفكرة ومدى واقعيتها لتنفيذ برامج المؤسسة التي تم إقرارها بعد تسجيل المؤسسة في كندا فأقرت المؤسسة عدد من البرامج .
برامج إنسان بلا حدود
أقرت المؤسسة مجموعة من البرامج لأعمال المؤسسة في مناطق اعمالها حيث المعاناة الإنسانية الناتجة عن العمليات العسكرية والنزاعات المسلحة حول العالم ، حيث تبدأ عملها مرحليا في فلسطين كأحد ابرز اوجه المعاناة الإنسانية ،وذلك من خلال عدة برامج :
1- برنامج التنمية والإغاثة الإنسانية
يعتمد البرنامج على العمل التنموي مع الأسر والفئات ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة كأساس للنهوض بتلك الفئات لمحاولة لمستوى معيشي ولو بالحد الأدنى ، ومن ثم يعمل على الإغاثة الإنسانية الطارئة عند الضرورة .
2- برنامج الحقوق الأنسانية
يعمل البرنامج بفريق حقوقي للدفاع عن حقوق المتضررين جراء الصراع المسلح بجميع الفئات محليا ودوليا
3- برنامج الدراسات والتدريب
يقوم البرنامج بتقديم دراسات علمية تطبيقة حول الواقع الإنساني في مناطق عمل المؤسسة ،كما يقدم مؤتمرات وإستطلاع رأي بطرق علمية لتزويد المؤسسة بالخطط العلمية التطبيقية للواقع الإنساني وٱليات العمل
4- برنامج الدعم الصحي
يعمل البرنامج من خلال توفير فرق طبية مساندة للمتابعة الصحية للمتضررين ،والعمل على توفير الدواء والأدوات الصحية قدر الإمكان
5- برنامج الدعم النفسي
يعمل البرنامج من خلال أخصائيين نفسيين مع حالات ضحايا الصراع المسلح والمتابعة لتقديم مستلزمات الدعم النفسي حيث أن البرامج كانت نتاج فكر إنساني يتوافق مع متطلبات التحديات ومدى القدرة على مواجهتها ، ومنطلق من الميثاق ،اذ يعتبر الميثاق والبرامج متوافقان لتحقيق الأهداف التي بدورها منطلقة من المبادئ والأخلاق الإنسانية المتفق عليها عالميا والتي جسدت في الإعلان العالمي لحقوق الانسان .