تطوع سبيل صفحة جديدة في ساخر سبيل .. تكتبها السيدة إكرام مومني.
أنظر العدد الجديد رقم 106 ص14
تكتب ببانر باعلى الصفحة
تطوع سبيل: مقال شهري للسيدة إكرام المومني تحت عنوان تطوع سبيل، تتناول فيه قضايا إجتماعية وخاصة في المجال التطوعي ومواضيع تربوية تهم المرأة والأسرة العربية الكندية .. باسمكم جميعاً نرحب بالسيدة إكرام صاحبة الخبرة في الكتابة والمشاركات الإعلامية المتنوعة، ونرجو أن تكون مقالاتها مفيدة للجميع ومنيرة لجوانب كانت مغطاة في صفحاتنا .
***
رعب ام هوية!
بقلم: اكرام المومني – كتشنر اونتاريو.
كانت معلمة الدين رحمها الله تقول لنا يجب ان تلبسوا الايشارب وما حدا لازم يشوف شعركم خارج البيت، كنت حينها في المراحل الاولية من المرحلة الاساسية في مدرسة متواضعة في قرية جميلة على قمم جبال عجلون شمال الاردن تدعى صخره. كان الايشارب بالنسبة لنا مرتبط بالرعب والخوف والرهبة من المجتمع والناس ومعلمة الدين، حيث انها ستقوم بانقاص علامتنا اذا ما لمحت احدانا بدونه في احياء تلك القرية الصغيرة الوادعة الجميلة ومع مرور الزمن تجذرت داخلي القيم والمباديء واصبح منديلي او ايشاربي جزاء لا يتجزاء من هويتي واحد ملامح شخصيتي التي افخر بها واضعها بشموخ وكبرياء وامشي مرفوعة القامة واثقة وثقتي تعانق السماء. شاءت الظروف ان اتغرب عن وطني واسافر الى اوروبا لاسباب عائلية…عشت هناك ما يقارب عقدا من الزمن ولم اشعر يومها ان حجابي مصدر ذعر او رهبة… ولم يشعرني احد بانه خائف مني بسبب الحجاب وهانذا اجلس في مكتبي في احد المؤسسات الكندية لا اجرؤ على ن امارس بعض المشي اثناء الاستراحة من اجل تنفس بعض الهواء النقي وانعاش روحي من ضنك العمل والتوتر!
ابقى حبيسة مكتبي واوراقي الى ان ينتهي يوم العمل….لماذا لاني اشعر بالخوف… كل الاعين ترمقني وتشعرني اني مختلفة وغريبة ولماذا ارتدي قطعة قماش لا تنتمي اليهم!
اذا ما سرت في الشارع التفت حولي ذعرا من ان يهاجمني احدهم لا لسبب وانما بسبب ديانتي!
وعشت في صراع بين خوفي واثبات هويتي… هل يا ترى ابقى حبيسة مكتبي اما اتحدى الخوف وانطلق الى الفضاءات غير مهتمة ولا خائفة! من المحزن ان يتم اغتيال الانسان وقتله فقط لانه مختلف! هل تجردت الانسانسة من انسانيتها!
في بلد يدعي الحضارة والتقدم وتعدد الثقافات اصبحنا نخاف ان نضع حجابنا لان العالم لم تفهمه لان الناس يرون من خلاله غموض وعدم فهم لفلسفته ولان العالم لا يفهمون الاخرويرتعبون من فكره الاختلاف!
هل يا ترى سنبقى حبيسي الخوف والذعر ام سنتغلب على زعرنا وخوفنا ونبقي حجابنا رمزا لهويتنا ومبادئنا وعقيدتنا هل سيأتي علينا حين من الدهرنتخلى عن هويتنا ونستسلم للذعر والرعب…! وهل سنصل الى ان نختار بين الذعر ام الهوية؟!
ما رأيكم اعزائي القراء؟!
***