تطوع سبيل
“كوني له أمةً يكن لك عبداً”
بقلم: اكرام المومني
***
يروى في الاثر ان اعرابية اوصت ابنتها بعدة وصايا يوم زفافها، وربما كانت هذه الوصايا منهجا اتبعه العديد من الاهل لنصح بناتهم المقبلات على الزواج. استوقفتني هذه الوصايا واردت الحديث عنها و ضمن سلسلة من المقلات التي طرحت فيها اقتراحات لمبادرات مجتمعية من اجل المحافظة على الأُسرة العربية وحماية النساء من التعنيف وتأهيل كل من الزوجين للتمكن من تكوين اسرة قائمة على التفاهم والاحترام والحب والمودة. في مقالي السابقين” عباءة جدي ، ورفقا بالقوارير”، ركزت على اهمية تأهيل الرجل من اجل المحافظة على الحياة الزوجية والأسرة . وذلك لما للأسرة من اهمية في بناء الفرد حتى نتمكن من تربية وتنشئة طفل واعي ومؤمن بواجباته ودوره في المجتمع ودروه في الانتاج ورفعة المجتمعات.
اسمحو لي في هذا المقال عن اتحدث عن دور المرأة في المحافظة على الأُسرة وتنشئة اطفال منتجين وفاعلين على جميع المستويات.اجزم ان وصايا الاعرابية هي وصايا شاملة لجميع النواحي المادية والفسيولوجية والسيكلوجية والاجتماعية، وهذا يعتبر منهج في ادراة الأسرة وتنشئة الاطفال والتعامل مع الشريك/ الزوج واحتوائة. للتعرف الى الوصايا كاملة يمكنم الاطلاع على هذا الرابط:
https://ar.wikipedia.org/wiki/أمامة_بنت_الحارث
قد يوحي العنوان اننا نطلب من الازواج في هذا العصر ان يصبحوا عبيدا لبعض ، طبعا لا، وانما هذا الطلب يعتبر مجازي. وانما المقصود به هو ان يحتوي كل من الزوجين الاخر، وان يكون لينا في التعامل معه. وضحت لي صديقتي التي تعمل شرطية انه في قضايا العنف الاسري عندما تأتي مكالمة او بلاغ او تصلهم شكوى لها علاقة بالعنف الاسري، فانه حسب القانون الكندي، فالشرطة عليها حتما ان تقوم ب القبض على المتهم وهذا ما يسمى “An arrest shall be made” اخبرني احد الازواج انه لا يستطيع ان يبدي رأيه في ابسط امور التربية لان زوجته تهدده باستمرار بانها سوف تشتكي عليه وتحضر الشرطة وطبعا الزوجة دائما مصدقة وانه سوف يسجن ويتعرض للمحاكمة. فاصبح دور الاب للاسف محيد، وذلك لان بعض السيدات قررت ان تتسغل القانون لصالحها وللسيطرة على الزوج وعلى العائلة وان تكون هي الآمر الناهي في المنزل. اخبرني احدهم ايضا انه يعمل في مجال صعب جدا يتطلب منه الوقوف لفترة طويله وصعبة ، قال وصوته تملأه الحسرة والذل:” انه يعطيها الراتب / المعاش كاملا وانها تعطيه مصروفه اليومي بالقطارة”…تعجبت الى اين وصل الحال بالرجل العربي الشرقي! اذن لنعود لحكاية الأعرابية ووصاياها لابنتها، نريد ان نرى عائلات مبنية على الاحترام والحب والمودة والاحتواء من قبل الطرفين، الزوج والزوجة. ارجو من السادة القراء ان يبدو رأيهم في هذا الموضوع لان ما يحدث مؤلم جدا فقد زادت حالات الانفصال وتشتت العائلات وهذا كله بالنهاية يؤثر على البنية الاساسية للمجتمع وهو الطفل. فيا اعزائي لا يمكن لاحد الابوين ان يربي الطفل لوحده، لذلك يجب ان يتكاتف الجميع لبقاء الاسرة وعدم تفككها.
***