تغريدات ترامب “عنصرية” أم خطة محكمة لإعادة انتخابه؟
ناقشت صحف عربية تصويت مجلس النواب الأمريكي لصالح قرار يدين تصريحات الرئيس دونالد ترامب ضد أربع عضوات في الكونغرس. وانتقدت صحف عربية “عنصرية” ترامب، بينما قالت صحف أخرى إن تصريحاته تأتي ضمن خطة لإعادة انتخابه.
وكان ترامب قد طالب النائبات بأن يعدن إلى “الأماكن المنهارة والموبوءة بالجريمة، التي قدمن منها”، على حد قوله في سلسلة تغريدات نشرها على موقع “تويتر” يوم الأحد الماضي.
“نساء يتحدين ترامب”
تصدرت إدانة الكونغرس لتصريحات ترامب عناوين الصحف ووصفتها ﺑ”العنصرية”.
ونقل موقع “عربي 21” عن السيناتور من الحزبِ الجمهوري، ميت رومني، قولَه: “إن تعليقات الرئيس مدمرةٌ ومهينة”، مضيفاً أن “من واجباتِ الرئيسِ الأمريكي توحيدَ الشعبِ من جميعِ الأعراق والألوان والأصولِ القومية المختلفة”.
أما صدى البلد المصرية فنقلت هجومَ النائبة الأمريكية ألكسندريا أوكاسيو كورتيز على الرئيس ترامب قائلة: “لديك عقل عنصري في رأسك، وقلب عنصري بين ضلوعك”.
من هن عضوات الكونغرس الأربع اللائي طلب منهن ترامب “العودة لبلادهن”؟
انتقادات لترامب بسبب تغريدات “عنصرية” ضد عضوات بالكونغرس
وتحت عنوان “نساء يتحدين ترامب”، تقول عايدة النجار في الدستور الأردنية: “يكشف الرئيس المعجب بنفسه عن نفسية تحمل الغرور والكراهية لمن لا يؤيد سياسته الداخلية والخارجية ويراه غير مناسب أن يكون رئيساً لأعظم دولة في العالم.. الرئيس المغرور، يناقض نفسه ويتخبط بسياسته التي تبدو واضحة في خطابه السياسي المحلي والعالمي”.
وتضيف: “هذا الإصرار من ترامب للمضي في سياسته العنصرية، لن يمر ببساطة، فقد فتح الانتقادات علي سياسته المتهورة، ولا أقول هذا فقط دفاعاً عن النساء، أو ظاهرة كره الأجانب في أمريكا، لا، فترامب عنصري ومتحيز بامتياز لمصالحه الشخصية”.
“خطة محكمة”
ويقول عبد الله عبد السلام في الأهرام المصرية: “كلام ترامب ليس زلة لسان أو تنفيساً عن غضب من انتقاداتهن اللاذعة له، بل خطة محكمة تهدف لإعادة انتخابه من خلال تحديد أجندة المعركة الانتخابية بالتركيز على قضايا أثيرة لديه كمنع الهجرة وبناء السور”.
ويضيف: “ومما يؤكد أن دعوة ترامب ليست شطحة، أن غالبية القيادات الجمهورية لاذت بصمت القبور، ولم يشذ سوى عدد قليل انتقده على استحياء”.
“نازي أحمق”
وتقول رأي اليوم اللندنية في افتتاحيتها: “لم نفاجأ بالتّصريحات العنصرية المشينة وغير المسبوقة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتطاول فيها على أربع عضوات في الكونغرس من أصول عربية وأفريقية وإسلامية، واتهمهن بمعاداة أمريكا، وطالبهن بالعودة إلى بلدانهن الأصلية، فهذا الرجل عنصري نازي، أحمق، ما كان يجب أن يكون رئيساً لدولة تدعي أنها تتزعم العالم الحر”.
وتضيف الجريدة: “تستحق النائبات الأربع اللواتي علقن الجرس، وتصدين لهذا الوحش العنصري الجاهل الأحمق كل التقدير والاحترام، وسيدخلن التاريخ كرائدات في الدفاع عن قيم العدالة والمُساواة في بلدٍ انحرف رئيسها وبعض مُؤيّديه النازيين عنها”.
أما محمد كريشان فيقول في القدس العربي اللندنية: “ترامب لا علاقة له بالسياسيين الذين نعرفهم في واشنطن، ولا علاقة له بالسياسة أيضاً، وهذا ما يفسر شطحاته المختلفة في القضايا السياسية”.
ويضيف: ” لا أحد من القادة السياسيين في العالم مثل ترامب في حرصه على استفزاز الداخل والخارج على حد سواء، وعلى إحراج أنصاره ومنتسبي حزبه الجمهوري، وزيادة حجم الغيظ لدى خصومه الديمقراطيين، وعلى الدخول في مناكفات لفظية مع حلفائه الأوروبيين، تارة مع الفرنسيين وتارة أخرى مع البريطانيين”.
عن : بي بي سي