شلبكيات

ساخر سبيل – شباك أبو شلبك – العدد 150- ص3

العنوان : الحوادث المحزنة للمهاجرين الجدد.
المناسبة : قرب انجاز الجزء الثاني من مسرحية مدرسة المهاجرين .
الزمان : شتاء 2025
المكان : سجن المدينة.
كتب : محمد هارون .

***
مقدمة : شباك ابو شلبك اليوم منقول عن مسرحية مدرسة المهاجرين والتي كتبها محمد هارون واخرجها د. جورج وديع وعرضت أكثر من مرة منذ سنوات قليلة وقام بتمثيلها نجوم تياترو العرب ، والسبب في عرض اليوم هو تكرار مشاكل أبناء المجتمع العربي الكندي وخاصة في ملف الهجرة، وأيضاً قرب عرض الجزء الثاني من هذا العمل المسرحي والذي لاقى إقبالاً متميزاً حينها. ما سنعرضه اليوم هو المشهد الثاني من الفصل الثاني والذي يستعرض مشكلة من مشاكل المهاجرين الجدد. وأيضاً ننشر في هذا العدد ص 14 مقال للأخت النشمية إكرام المومني عن أحد أبرز الأحداث التي وقعت قبل أيام مع شباب عرب جدد أدت لوفاة أحدهم للأسف.
*******
دائرة اضاءة بوسط المسرح ( سجن خلفه قضبان وبداخله كراسي وبطانية أو شراشف بيضاء وسوداء على الأرض .. شكري جالس على الكرسي .. يافطة علوية مكتوب عليها ….police station والشرطي يتمشى يميناً ويساراً )
شكري( يحمل صورة ويغني لها): بنت الجيران..
يدخل ابو شلبك مدفوعا بقوة للداخل ..
شكري : أبو شلبك .. حبيبي !! ( ويقوم ويحتضنه و كأنه لم يره منذ سنوات!)
أبو شلبك: ول ! .. وأنا بقول ليش مسكر تليفونك .. ايش جابك لهون يا شكري؟! ؟!
شكري: أنا ايه الي جابني .. انت إيه الي جابك؟
أبو شلبك (بخجل): جابني إلي جابك!
شكري: ههه .. طب أنا بتاع مشاكل ..انت راجل كبارة و ماجستير في أدب أبو العلاء التعرّي و …
أبو شلبك(مقاطعا): المعرّي مش التعري !
شكري: ما شاء الله …. يعني ماجستير في الي بيقلع هدومه .. مش في القلع نفسه ..برضوا الفنانين ليهم جوهم !
أبو شلبك: فنانين شو يا زلمة، أبو علاء المعرّي من عظماء الأدب العربي !
شكري: لا معلش ..لو معري حيكون من عظماء قلة.. الأدب العربي ..لا مؤاخذة يعني!
أبو شلبك :يووووو .. يا حبيبي الشاعر المعري من مدينة معرة النعمان ..عشان هيك نسبه المعرّي!
شكري: يا سبحان الله .. معرة النعمان .. هي النعمان كلها كانت بتتعرى .. ايه nude beach ..
أبو شلبك: ولك احترم حالك ..قعدت تلات سنين ماجستير أتعرّى فيه … اااا أبحث.. في أدبياته و شعره.. اسكت بلا ما أرتكب فيك جريمة هلأ..! هينا هيك هيك في السجن ..
شكري: طيب خلاص خلاص .. حسستني انه ابن خالتك .. أبو العلاء ال .. اسمه ايه؟
أبو شلبك(مرددا بعصبية): أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري!
شكري : أيه بني أدم ولا تركيبة دوا ؟ ده صعب أوي ..
أبو شلبك: أسمعت أجمل ما قالت العرب؟
شكري: هما قالوا أيه.. في حاجة يعني .. سمعني .
أبو شلبك : دان القشيب تفاقشاً فتميصعت منه العثارق كالقنا المتبعجل…
واذا الكروبة الهيكروبة هيهعت شربتاه خرت كالخربعصل
شكري: أنا مش عايز اسمع حاجة تاني .
أبو شلبك: لم انهي أشعاري بعد.. فالزنازين تخلق المبدعين .
شكري(مقاطعا): طب خلاص خلاص .. انت عامل ايه كويس؟
أبو شلبك: حفقع من الانبساط.. انت شو جابك هون؟
شكري: سياحة ! ( حركة طيارة )
أبو شلبك: ما أثقل دمك يا رجل .. احكي !
شكري : طيب ..ولا حاجة يا سيدي .. ضربت واحد نصاب ..فجابلي البوليس!
ابو شلبك : مين تعيس الحظ اللي وقع تحت ايديك؟
شكري : واحد بيقول انه مستشار هجرة .. نصب عليّ بعشرة الاف دولار .
ابو شلبك : ول ول .. شو القصة يا ابن الناس؟ .
شكري : ياخي الحب بيعمل بلاوي ..
أبو شلبك: أوف ..حب .. هو انت بتعرف تحب يا شكري؟ فكرت عقلك بالبزنس وبس.
شكري: يا راجل أنا الي أحب .. في بنت جميلة جدا كانت عايشة في البيت الي جمبينا في مصر .. بنت الجيران .
أبو شلبك: ياخي انتو المصريين ..كل شاب عندكم عندو بنت جيران بحبها .. احنا مكانش في حارتنا الا واحدة ممكن تُصنّف انها بنت .. انه تنحب يعني.. كانت تصير مذابح بس تطلع في الشارع ..شباب محروم بعيد عنك !
شكري: ربنا يعينكو بقى! بس لا .. رقية مكانتش زي أي بنت جيران ..
أبو شلبك(مشبعا القاف): رُقيّة ..يا سلام اسم راقي..
شكري(بالقاف المصرية المرقّقة):مين رقية دي ؟
أبو شلبك: ولك انت بتقول اسمها رقية!
شكري: لا أنا قلت اسمها (وينطقها بالهمزة): رئية .. من الرأرأة .
أبو شلبك: ايش هو الي رأرأة .. هو رئية .. من الرقة ..
شكري: انت حتعرف اسمها أكتر مني .. هي “رقية” ! وياما كنا نرأرأ مع بعضينا !
أبو شلبك: طيب رؤيّة عراسي ..رؤييية.
شكري: اه لو سمحت يعني .. دي خريجة جامعة أمريكية، حيكون اسمها “رقيّة” ازاي يعني؟!
أبو شلبك: جامعة أمريك… يا زلمة خلاص المهم مالها ؟
شكري(شارحا): كنت مقدملها طلب تيجي كندا بس الطلب مش ماشي، فدلوني الناس على مستشار هجرة هنا قالوا عليه داهية .. عاين الطلب 5 دقايق و قالي ولا يهمك .. وسلخني 5000 دولار علشان يرفع قضية .. و كل شوية يقولي هات ألف عشان الترجمة، عشان الأوراق و مش عارف ايه .. ألف على ألف و في النهاية جالي و يقولي .. خلاص لقينا الحل ..
أبو شلبك: وشو طلع معه؟
شكري: قالي معاملة هجرة عادية مش حتمشي ، انت تقول لقريبتك تروح السفارة وتقول أنها مِضطِهدة !
أبو شلبك: وهي فعلا مُضطَهدة ؟
شكري: لا .. و أنا قلتله كده … قالي هي بس تروح السفارة الكندية وتجز شعرها قصيّر و تلبس هدوم رجالي و تقول: أهلها حيقتلوها عشان عرفوا أنها “ليزبيان”
أبو شلبك: أوليزبيان !
شكري: انت عارف ليزبيان يعني ايه؟
أبو شلبك: اه طبعاً هدول الي بيشتغلوا في وكالة ناسا الفضائية.. ما شاء الله .
شكري: ناسا مين .. استنى .. قلتله لحظة و فتحت جوجل اميجيز أشوف..(ويشرد شوي): شفت صور يا أبو شلبك.. (ويعلو صوته درجة): شفت حاجات يا شلبوكتي ..(وأعلى أكثر) يا لهوي يا لهوي يا لهوي..(ولسه عالي بس أوطى بدرجة مع نبرة مختلفة): ده رقيّة طلعت صندل يا راجل !
أبو شلبك (بسرعة): ولك الله يسترك ركز .. ايش صار ..
شكري: ولا حاجة .. فهمت معنى الكلمة ايه .. وعنيك ما تشوف الا النور لقيت نفسي ماسك في رقبته و بزعق عايز فلوسي يا ابن الحرامية ! شوية ولقيت البوليس عالباب و أخدونا احنا الاتنين.. انا هنا وهو في الحجز اللي جنبينا .
أبو شلبك: طول بالك مش هيك يا زلمة!
شكري: يا راجل بحب فيها كل ده، و يقول عليها مش مزبوطة .. ده كنت مغرقها شوكولاته و دباديب..!
أبو شلبك: اه يعني انت مش زعلان على اللي حكى عنها .. انت بس زعلان على الدباديب والشوكلاته .
شكري : دي مش كلها مصاريف!!.
أبو شلبك : بتعرف انت ايه يا شكري ؟!
شكري: ايه؟
أبو شلبك: انت انسان تافه !
شكري: لا والله .. ليه انت جابوك هنا ليه .. بتاجر في المخدرات يعني ؟!
أبو شلبك: يا ريت كان على القليلة فيها فلوس .. كنا بنلعب ورق .. وحمي الوطيس !
شكري: وطيس وطيس … مش فاهم ..ورق .. كوتشينة يعني ؟
أبو شلبك: اه !
شكري: وأنا برضو اللي تافه !
أبو شلبك: والله الحياة كلها صايرة تافهة هاليومين أنا تافه وأنت تافه .. تصدق و تآمن باللل..
(يقاطعهما دخول سالم و أبو صفوح المكان قذفا كذلك ! )
شكري (بانبساط): أهلا أهلا، ده الفصل كله هنا، المدرسة كلها .. إيه ده ايه الي جبكو هنا !
سالم: والله بهدلتوني معكم يا جماعة .. أنا ما الي بهالسوالف .. والله فضيحة !
أبو صفوح: فضيحة شو يا زلمة .. هاد كله في سبيل للوطن !
سالم: وطن شنو ياخي .. هذا وقت مزح !! !
أبو شلبك: والله هاي غلطتك يا شكري… يعني لو كنت اجيت انت رابع في القهوة ما كانت صارت كل المشكلة !
شكري: اه و كنت دخلت السجن لوحدي ..مين حيونسني بقى ؟!
أبو صفوح: أنا بقول نستغل الفرصة .. و نقعد نغني أغاني وطنية ..
أبو شلبك: شو مالك انت معلّق عالوطن والوطنية !.
أبو صفوح: ما بعرف بس كتير عم بحضر أخبارهاليومين، حنيت بعيد عنك !
شكري: طب ما دام اغاني وطنية .. أنا غنيلكم أغنية وطنية !
أبو شلبك: غرد يا بلبل!
شكري: بتونس بيك و انت معايا ..بتونس بيك و بلاقي في قربك دنيايا .. ااه .. لما تقرب أنا بتونس بيك …ولما بتبعد أنا بتونس بيك . وبلاقي في قربك دنيايا دنيايا .. وإن جه صوتك ..صوتك بونسني و هواك في البعد، في البعد يحرسني .. ..(ويرقصون ويغنون لثوان إلى أن تخفت أصواتهم بحسب تصرّف المخرج)
أبو شلبك(بأسى بعد أن انتهى الغناء): هلأ أنا ابو شلبك اضرب واطرح … ماجستير في الأدب العربي، آخر عمري أقعد في التخشيبة وعلى لعبة شدة ( يغني بتونس بيك) .. والله وصلنا الحضيض.
أبو صفوح: لك ألعن من الحضيض .. وين بدي ودّي وجهي من أولادي . ( يغني بتونس بيك). يعني مو هاي الصورة الي كنت حابب فرجيها للكنديين عن العرب .
سالم: ايه والله احنا “كده” .. شيء مذل .. إنه الحضيض والله ..
شكري (ينظر لهم بنظرات غريبة و كل منهم قد قال جملته ثم يقول بتأثر مزيف): اه والله .. أنا وأنا صغير كنت بحب الحضيض، بس دلوقت خلاص حرمت أحضحض تاني ..
أبو شلبك: شو بتخبص تحكي؟
شكري: يعني ..الحضحضة مش كويسة .. مش كل الناس تقدر عالحضيض .. أصله جامد عالمعدة ..
أبو صفوح: ولك شو عمتحكي؟
شكري( منفعلا): منا مش فاهم بتقولوا ايه ..يعني ايه أم الحضيض ده ..(بصوت أوطى درجة): ده غير الحديد والصلب؟
سالم (ضاحكا): ياخي عجيب أنت يا شكري .. الحضيض يعني القاع.. القاع !
شكري: اااه .. أوكي ..متقول القاع .. يعني ايه ؟
أبو شلبك: يعني الدنيّة من الأمرِ !
شكري: قول تاني
أبو شلبك: يلعن ها .. يعني الدنيّة من الأمرِ !!
شكري(هازا رأسه): يعني بتعمل ببي عند الحضيض ون اور تو ..ااا
أبو شلبك: خلاص انسى .. والله رقبتي صارت قد حبة الفستق لما اتصلت عأم شلبك تيجي تكفلنا ..
أبو صفوح: ايه والله .. ايه لو تعرف أم صفوح شو صار معي لتتشفى فيا !
شكري: احنا لازم نتغير يا جماعة .. نشتغل عالانجليزي كويس .. ونلاقي شغلانات مناسبة ..
أبو شلبك: أنا صرت مستعد أشتغل أي شي .. المهم ما يكون عنا وقت لنقعد على القهوة !
(ام شلبك و مصيب يتكلمان مع الشرطي بلا صوت حسب المخرج ثم يخرج مصيب مع الضابط)
(تدخل حينها أم شلبك بجزع للمكان و تحدث أبو شلبك من وراء القضبان)
أم شلبك(باهتمام): أبو شلبك .. ايش صار يا “دارلينج” ؟
أبو شلبك(ناظر للأسفل بحرج): ما بلاش “دارلينج” قدام الشباب ..
شكري: والله وكبرت يا شلبوكتي و بقيت دارلينج !
أبو صفوح: والله أني اتزوجت مرتي و طلقتها تلات مرات وولا مرة شميتها لكلمة دارلينج ..
ابوشلبك : سالم .. بتحب تضيف شي ولا حكي الشباب كفاية؟
سالم (بابتسامة): أظن بسكت أحسن !
أبو شلبك: أحسنت .. شفتي يا أم شلبك، دايما بتفضحيني !
أم شلبك: إيه أنا الغلطانة جاية أنقذك .. فضيحة قال .. والله انت اللي فضيحة .
أبو شلبك: المهم حكيتي مع الضابط؟
أم شلبك: لا .. انجليزياتي أي نعم أحسن منك، بس كتير صعب أخد و أعطي في مصيبة زي هيك مع الضابط .. عشان هيك جبت مصيب معي ليحكي معي.. وما شاء الله عليه خلص الموضوع !
أبو شلبك(باستنكار): مصيب؟!
مصيب (يدخل): مين يقول اسم مال أنا؟
شكري: أنا في حياتي ما تخيلت حكون مبسوط إني شفتك زي دلوقت يا مصيب !
أبو شلبك: شو صار معك يا مصيب؟
مصيب(بهدووء وثقة): أنا في كلام مع نفر ولد كيمو، مال قهوة انت يسوي معاه جنجال ..وبعدين في ترتيب كلام مع ضابط .. هو قول زين .. كله misunderstand ..وانت في يطلعinnocent ! .. ..و مستر شكري أنا سوي كفيل من فلوس مال أنا .. كلش زين !
أبوصفوح: الحمد والشكر الك يا الله ..ظهر الحق وزهق الباطل!
سالم: حق شنو يا أبو صفوح .. انتم الي ضربتم على الولد في القهوة !
أبو شلبك: تصدق وتآمن بالله يا مصيب .. أنا طول حياتي أحترم الشعب الهندي ..
شكري: لا وحياة ماما ؟!
أبو شلبك : وأقدر الهند والهنود في كل بقاع الأرض ..من فراشهم لمدير جووجل .. كلكم بتفهموا ما شاء الله..نفسي أبوسك يا أخي..
أم شلبك: متبوس مرتك بالأول ! رايح تبوس مصيب!!
أبو شلبك: زغاريد هسسس .. !
أم شلبك : سوزان ( موسيقى وتخرج)
مصيب ينادي : سوزان .. ( يخرج خلفها ).
أبو صفوح: ايه ليه مزعوج ..لك أنا اتجوزت و طلقت مرتي تلات مرات و ما بحياتي …
أبو شلبك(مقاطعا): تقوليش كمان عمرك ما بستها.. وصفوح شو يا أبو صفوح ؟؟؟
أبو صفوح (يهم بالإجابة بسرعة و لكن يمنعه وجع مفاجئ): والله يا ابو شلبك..(ويبتر عبارته و يقول بألم و هو يمسك معدته): أيييي ..لك شو عمبصير (ويسقط أرضا من الوجع).
أبو شلبك والجميع: شو فيه .. مالك يا زلمة ؟
أبو صفوح: مصارين بطني رح تفقع ..كانه تسمم … سكاكين عمبتنخزني.. يا الله ..
سالم : كله من الفلافل.
أبو شلبك: نادوا على الاسعاف.. يا بوليس بوليس
سالم: يا ابو شلبك بوليس ب p مش ب B
ابو شلبك: إخرس أحسن لك .. يا بوليس.
تنطفئ الأضواء .. وتظهر أضواء حمراء تخفت و تظهر متتابعة مع صوت عربة الإسعاف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock