كتب : محمد هارون
موضوع اليوم هو جزء من دراسة تفصيلية القيتها في جامعة واترلوا – قسم الدراسات العربية وكان عنوانها: الثقافة العربية في المهجر الكندي. اما ما سنعرضه اليوم فقد كان المحور الرابع للدراسة .
وكان بعنوان : الإعلام العربي في كندا *.
نقسم الموضوع لعدة اسئلة ونجيب عليها :
السؤال الأول ما هو الإعلام وما هي وسائله بشكل عام ؟
يُعرّف الإعلام أنّه العمليّة التي يتمّ فيها نشر الأخبار والحقائق والآراء والأفكار بين الناس بمُختلف الوسائل المُتاحة، لأجل الإقناع ونشر التوعية، والحصول على التأييد. أنواع وسائل الإعلام: يُمكن تصنيف وسائل الإعلام ضمن ثلاثة أنواعٍ رئيسيّة، هي: وسائل الإعلام المطبوعة ، ومن أهمّ هذه الوسائل: الصحف وامجلات . وسائل الإعلام غير المطبوعة تصنّف إلى وسائل مسموعة ومرئيّة وإلكترونية، حسب الأداة الإعلاميّة التي تعرضها، ومنها: التلفاز والذي يُعدّ من أهمّ أحدث أدوات ووسائل الإعلام المُؤثّرة، ومن الوسائل التي يصعُب تركها والاستغناء عنها. والمذياع أو الراديو يُعدّ المذياع من وسائل الإعلام المسموعة لعدم رؤية الجمهور لمن يذيع الخبر. الإنترنت تُعدّ شبكة الإنترنت من أحدث وسائل الإعلام في العالم، وتجمعُ بين الصّفات المكتوبة والمسموعة والمرئيّة والإلكترونيّة، حيثُ يُمكن للشّخص أن يتصفّح المواقع المُختلفة بكل سهولة، وساهم هذا كلّه في جعلِها أفضل وسائل الإعلام في ربط الأفراد والجماعات وتحقيق تواصلهم. ممّا يُميّز الإنترنت أنّه مُستقلٌ تماماً عن الدول وسياساتها، ممّا لا يُتيح لأحدٍ أنْ يتحكّم به وبمُحتوياته وما يُعرَض عليه من آراء وأفكار، كما يُقّدم كثيراً من الخدمات، ويحتوي على كمٍّ هائل من المعلومات.
السؤال الثاني من يقف خلف الإعلام العربي الكندي ويدعمه، وما هي أهدافه وسائله ؟
ياتي معظم مدخول اصحاب وسائل الاعلام العربية الكندية من المعلنين عن بضائعهم في الصحف والمجلات ومن إقامة الحفلات والمناسبات والمعارض ومن دعم رجال الأعمال العرب أحياناً ومن النادر جدا ان تقوم السفارات العربية باتاوا او الحكومة الكندية بدعم هذه المؤسسات الاعلامية . معظم أهداف الإعلام العربي الكندي تنحصر في الكسب المادي ونشر اللغة والثقافة العربية ثانياً . أما وسائله فعلى أغلبها صحف ومجلات وبرامج بساعات محدودة اذاعية وتلفزيونية تابعة لمحطات كندية كبرى “كروجرز وبيل” والتي حازت على مساحة طويلة من الوقت قياسا بغيرها من البرامج العربية. وشركات تلفزيونية خاصة تبث من خلال ( البوكس ) أو النت. كما ظهرت مؤخراً مواقع اليكترونية تتابع اخبار عرب كندا وتتناقلها عبر العالم الإقتراضي .
السؤال الثالث : ما هي لغة الإعلام العربي الكندي وحجمه ومستواه ؟
لغة معظم وسائل الإعلام العربي في كندا إن كانت مؤسسات خاصة أو حكومية كما في راديو كندا هي معظمها تتعامل مع اللغة العربية ويأتي بشكل أقل الانجليزية والفرنسية . أما من حيث الحجم والانتشار فتزيد أعداد الصحف الناطقة بالعربية في تورونتو الكبرى مثلاً عن 20 جريدة ومجلة قد تكون اسبوعية أو نصف شهرية أو شهرية وهي متفاوتة المستوى فنياً وحرفياً. وقد اختفى أو تقطع تواصله مع القراء بسبب الكورونا أو لأمر إنتاجية .
السؤال الرابع : ما هو الأثر الناجم عن كل هذه الوسائل والعروض على أبناء الجالية ؟
الأثر محدود من هذه الوسائل على أبناء الجالية العربية ويعود ذلك للأسباب التالية :
1- اتجاه الكثير من الناطقين بالعربية الى المحطات التلفزيونية الفضائية العربية للحصول على الأخبار والتسلية عوضا عن متابعة الوسائل العربية الكندية الفقيرة نسبياً .
2- قلة الإمكانيات بين ايدي أصحاب الوسائل الإعلامية الكندية العربية وهذا يؤثر على مستوى الإنتاج .
3- دخول البعض للعمل بهذه المهنة رغم افتقاره لاسس كثيرة فيها، وبالتالي تقل الحرفية وتتراكم الأخطاء وتزداد المنافسة فتقل أسعار الإعلانات ، وبالتالي تقل الجودة فيعِفُ القارئ والمشاهد الجيد عن المتابعة وينسحب من السوق كبار الصحفيين ويسود كبار التجار .
4- عدم وجود رابطة تجمع بين أصحاب هذه الوسائل، وان وجد فيكون بمستوى محدود و للتنسيق بمسألة التوزيع فقط .
5- تركيز الكثير من هذه الوسائل على أخبار وشوؤن أبناء جاليتها وليس على كل الناطقين بالعربية .
ولكن تكمن قوة وسيلة الإعلام العربية الكندية كلما اقتربت من الحدث الكندي الذي يهم ابناء الجالية ومدى دقته وسرعته وحرفيته .
* الدراسة كانت في عام 2018