شباك أبو شلبك
العنوان: هل هناك أخلاق في التعامل مع الخلافات ؟
اللغة المستعملة اليوم: الفصيحة وبعض العامية.
نشاط ابو شلبك: لا عمل لديه فهو محبط من حال الجالية العربية.
المناسبة: وهل يحتاج المحبط إلى مناسبة كي يثرثر ؟
الزمان : زمن الردح والخلافات .
كتب: الحقيقة أبو شلبك لم يكتب ولكنه نقل مقالا فعدله قليلاً ونقله لكم.
قبل أن نبدأ نتذكر سوياً قول الأمير شوقي: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت… فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
..
الخلافات التي تشوب العلاقات أمر طبيعي، سواء كانت في الأسرة أو في العمل أو أي نطاق آخر من العلاقات، ولكن أسلوب إدارة المشكلات يختلف من شخص لآخر، ومن نقاط الاختلاف مستوى الأخلاق لأطراف المشكلة، فهناك من يعتمد على الإساءة للآخر والنزول بالمستوى الأخلاقي للدفاع عن نفسه، وهنا يجد الطرف الآخر نفسه في ورطة، فهو إمّا أن ينحدر للمستوى ذاته، أو يتمسك بأخلاقه ويحلّ المشكلة بطريقة أخرى. يقول أحدهم إنه يحاول الالتزام بأخلاقه إلى أبعد الحدود إذا دخل في خلاف مع شخص سيّئ الخلق، ولكنه في نهاية المطاف إن وجد نفسه مضطرًا للتعامل مع الآخرين بالمثل، فلا حرج عنده في ذلك. ويضيف: “البعض يتمادى في الإساءة إذا قابلته بالإحسان، ويظن أن الخلق الحسن ضعف، ولذا لا بد من الشدة أحيانًا، حتى إن كانت هذه الشدة ستؤدي إلى تراجعي قليلًا عن أخلاقي التي اعتدت عليها في التعامل مع الناس”. ويشير إلى أن تعامله بهذا الشكل يختلف حسب علاقته بالطرف الآخر في الخلاف، فإن كان حريصًا على استمرار العلاقة، ربما يتنازل، أو يتحاشى الاشتباك معه في نقاط توتر علاقتهما، وإن لزم الأمر يطلب من وسيط التدخل لحل المشكلة، مبينًا: “إن لم تكن هذه العلاقة تعنيني كثيرًا، أتعامل معه بالمثل”. توازنٌ بالخبرة.
شابة أخرى تقول لقد عانيت كثيرًا من سوء معاملة الآخرين لها لكونها تعفو وتتنازل، ولكنها بعد أن حصلت على وظيفة، واحتكت بزملاء ينتمون إلى شرائح مجتمعية مختلفة تغيّرت تمامًا. توضح: “اعتدت أن أتنازل عن حقي بدعوى حسن الخلق، ولكن بعدما تعاملت مع زملاء ذوي طباع مختلفة، وجدت أن التغيير أمر حتمي”، مشيرة إلى أنها أدركت أن ما كانت تفعله كان تنازلًا وضعفًا وليس أخلاقًا حسنة. وتبين: “كان التغيير صعبا في البداية، وكنت أحيانا أرد على البعض بنفس أسلوبهم، فأندم لاحقا لشعوري بأن الآخرين يجروني إلى أخلاقهم، ولكن الآن، وبعد سبع سنوات من العمل، أصبحت أجيد التعامل مع الناس، وأرد على كل شخص بما يناسبه، فأحصل على حقوقي وأمنع الإساءة لي، مع الحفاظ على مستواي الأخلاقي، فالخبرة أعطتني القدرة على التعامل بتوازن”. بين الأخلاق والضعف ومن جانبه، يقول أحد الأخصائيين الاجتماعيين : إن الإنسان يجب أن يتمسك بمستواه الأخلاقي، بل وأن يحاول الارتقاء به أكثر، دون مجاراة الآخرين إن كانوا يتعاملون بمستوى أخلاقي متدنٍ. ويضيف “لا بد من التمسك بالأخلاق أيًا كانت الظروف، وعلى الفرد أن يلتزم بمبادئه، وأن يطوّع أساليبه في التعامل مع الآخرين وفقا لهذه المبادئ، لتتناسب مع قناعاته لا مع قناعات غيره”. ويتابع: “التمسك بالأخلاق لا يعني التنازل عن الحقوق والسكوت عن الخطأ، فبين هذين الأمرين حد فاصل صغير جدا، إذ التنازل يعني الضعف والخوف وليس دليلا على حسن الخلق”. ويوضح حمد أن تعامل الفرد بأخلاق مماثلة لأخلاق الطرف الآخر في أي خلاف قد يوقعه في المزيد من المشكلات بدلا من حل المشكلة الأساسية، مبينا: “إذا كان الطرف الآخر ذا خلق سيء، فلن يجد حرجا ولا صعوبة في التمادي باستخدام الأساليب السيئة، وهذا ما لا يجيده صاحب الخلق الجيد، وبالتالي يخسر أمامه”. وينبّه إلى أن تكرار النزول في المستوى الأخلاقي لعدة مرات بحجة مواجهة الآخرين واسترداد الحقوق قد يؤدي إلى اعتياد الفرد على هذا المستوى، فتتراجع أخلاقه بشكل عام وليس في الخلافات فقط، ولذا يجب أن يكون الرد بأساليب حضارية دوما، لافتا إلى أن الأمر مرتبط بالثقة بالنفس واحترام الذات وتقديرها. ويلفت إلى أن القدرة على التمسك بالمستوى الأخلاقي ترجع للشخص نفسه وإمكانياته وقدراته الذهنية واتزانه الانفعالي، وثقته بنفسه، وتميزه بالصبر من عدمه، إضافة إلى ما يمتلكه من مهارات تمكنه من تطويع أساليب الخلافات لصالحه وتسيير علاقاته الاجتماعية بطريقة سليمة.
( منقول عن موقع فلسطين اون لاين – بتصرف )