شباك ابو شلبك
العنوان : أبو شلبك حراً .
اللهجة المستخدمة في هذا العدد: اللهجة العراقية وبعض الفصيحة .
المكان: غرفة في بيت ابو شلبك – تورونتو
****
ابو شلبك في غرفته امام جهاز الكمبيوتر وحوله صحف ومجلات وبيده جريدة و يردد: والله هاظا الكلام ما يجوز صعب يابا صعب… بالخيال ما يصير تشذي … التشلب ما يخلف الا من تشلبة والبَزّون الا مع البزّونه… والقرد مع القرده ..هنا شو يصير.. ما ادري؟ (يعود ليتابع شاشة الكمبيوتر باندهاش ).. (تدخل زوجته تحدثه دون ان ترى شاشة الكمبيوتر )
أم شلبك: وانت شد دعواك ما تسمع ؟؟ (لا يلتفت لها)
أم شلبك : شوف اني شد احجي وياك .
أبو شلبك يتفاجأ ويغلق الكمبيوتر مرتبكا :ها ها ما في ما ادري.. شنو السالفة .. خير يابا احتشي
أم شلبك : شنو اللي دا يا خذك مني ..الكتب، الكمبيوتر، التلفزيون ..كَولّي.
أبو شلبك : رحم الله والديتش … ما تقولي لي ايش بيش هالايام !!؟؟
أم شلبك: ردت اتطمن عليك عيوني .. اني ما اللي غيرك وما الك غيري وما نعرف احد هني.
أبو شلبك : بدون قلبي وكلبي …احتشلي ايش عندك .
ام شلبك : اني مدا افتهمك .. زين اسويلك استكان جاي عندي كليجه كولش طيبه
أبو شلبك : اني بعد اللي شوفته على النت واللي كَريته بالجريده ..كلش مشتهي سمجه مسكوفه، دلمية مظبوطه شيش تكه لحم غنم ، حتى ترد لي عافيتي.
أم شلبك : اسم الله على عافيتك .
أبو شلبك: على الكمبيوتر شوفت بلاوي … وبالجريدة كَريت قصة مرعبة .
أم شلبك : ما تقولي اذا هي قصة مرعبه… شكو كاتبينها بالجريدة ؟.
أبو شلبك: هذا رعب ثاني غير رعب بلادنا …هذا الرعب ما في دم.. بس في عرق وعظ .
أم شلبك: جيب الجريده أكَرا خلي اللي اشوف شنو الموظوع.
ابو شلبك: بدون ما تكَرين أني الخص الموظوع .
أم شلبك : اكَرا الموضوع كله …شكو عدنا ..موعد صاحبك أبو حيدر حتى يوخذنا السوق، بعد له ساعة.
أبو شلبك : والله لحد الآن، كندا علينا غريبة……. على كل حال، أكَرا وأمري لله…. ترى أنا قلتلج بخطورة الموظوع وانتي حره .. وهاي بلاد حرية الحريم!!. شوفي… السالفة وما فيها، عن هون كتبها واحد أسمه هارون…. عنوانها، المتظاهرون يمزقون اليافطات.
أم شلبك : رجعنا للمتظاهرين وللمفخخات… وللشعب يريد اسقاط النظام.
أبو شلبك : إهنا ما في براطيل وفساد.. هنا السقوط شي ثاني …اسمعيني بس.
– يبدأ أبو شلبك بقراءة الحكاية من الجريدة.
***
… لا أعرف لماذا تزوجتها ؟ قال جان لصاحبه.
رد الصاحب: ( وقد ظهر ما بداخله مباشرة على محياه، ولكن ما بداخله كان متداخلاً ما بين الاندهاش والانبساط، حتى كاد أن يُسقط كأس القهوة الساخن من يديه على مدخل الشركة حيث كانا يدخنان)…هل تريد تركها بكل سهولة وبرود ؟
جان : (بعد أن أفرغ دخان سيجارته والهواء الساخن من جوفه في الجو البارد )…بصراحة نعم، وتذكّر ياصديقي، أن لا أطفال ولاشئ قانوني ولا حتى ديني يربطنا معاً رغم الأيام الطويلة التي قضيناها سوية.
سام صديق جان، غرس ببطء ودلال عقب سيجارته في الصحن المنتصب المخصص لهذا الغرض ثم التفت لصديقه محذراً من ردود فعل الزوجة خصوصاً وهي تعمل بالمكتب المجاور وستراه يومياً. ولكن جان لم يلتفت للتحذير فالمهم عنده أن يتخلص منها …ابتسم سام بخبث وقال: علمت من صديقتي وزميلتها بأن بأن .. أخاف أن تنزعج! جان الح على صديقه أن يخبره بما علم، ولن يغضب مهما كان الخطب…مما ساعد سام على الاسترسال ولكن التكلف ما زال واضحاً في أخباره. …زوجتك ملّت منك ومن الذكور عموما،ً وللمزيد من التوضيح لقد اتجهت نحو صديقتي تغازلها وتشكو لها لوعتها …ابتسم جان مستهزءاَ، ثم تنهد وقال: أحسست بذلك، وهذا سبب كاف لتركها…عموماً لقد هجرت البيت منذ يومين…وهذا سيسهل الانفصال….خبر رائع وهو لمصلحتي تماماً….الجملة السابقة هي التي تمتم فيها سام دون أن يسمعه أحد. ولكن جان انتبه لشرود صديقه وبادره بالسؤال: هل نسيت انك تقف مع انسان يتضور جوعاً ولا ينفعه كأس القهوة …هيا نكسب الوقت ونتناول الطعام ونستمر بالحديث المشّوق. في المطعم الصغير المجاور بدا سام سعيداً، و متوتراً الى حد ما، ولكنه استغل الوقت المتبقي من فترة الإستراحة وباح لزميله …..جان أنا وأنت روح واحدة بجسدين. لم يفهم جان مباشرة واستفسر عن تلك الجملة بقوله: وضح أكثر ما تريده … وجد سام الفرصة سانحة وكأنها مقذوفة تحتاج الى الكبس على الزناد فأطلق جملته … أنا أحبك يا جان….هل تتزوجني ؟ أنا وأنت مللنا النساء.
– أم شلبك : ( مذهولة) لعنة الله عليكو… يا حيف الرجال .
– ابو شلبك : اسمعي الحين
تفاعل جان مع ما قاله المتيم المذكور بالذكور ولم يخجل، بل إن تلك الجملة أنعشته ودفعته الى الاعتراف بأنه لم يهتم بإمرأة بحياته وما زواجه الأخير من إمرأة إلا تقليداً للأخرين ومن باب الشراكة بمصروفات البيت المرتفعة لا أكثر. عانق سام جان وقبل وقبل ..( يتوقف أبو شلبك ثم يكمل… أنا بقول بكفي… ترد أم شلبك… كّمل شو قبل قبل هاي …أبو شلبك يكمل… مع ترافق أحمرار خديه ) قبل… قبله من أطراف شفتيه وهمس بأذنه ….هيا … لن نُضّيع الوقت، لنذهب الى المدير لنطلب إجازة لعدة أيام …وخرجا وكفيهما متلاحمتين. صاحب المطعم ديفيد، وهو الذي يعرف معظم العاملين في الشركة، تنفس الصعداء، ومعه محاسبه لخروج جان وسام، ولكنهما لم ينطقا بأية كلمة فهما يعرفان القانون جيداً، كما أن بعض الزبائن الذين شاهدوا المشهد الحميميّ تمنت العودة إلى بلادها رغم الجور المتواجد هناك، ومجموعة أخرى منهم لم تبدِ أي اهتمام.
****
لقد قررنا الزواج….هذا جواب سام لمديره عندما طلب تبرير الإجازة.
ارتفعت أصوات الثلاثة في المكتب، وخاصة صوت المدير الذي رفض الإجازة بحجة تأخرها وبداية الموسم، ولكن سام وجان اتهماه بالرفض لأنه متخلف وعنصري ويرفض أفكارهما بالجملة ، المدير أصر على أن الرفض يعود للأسباب التي ذكرها فقط .
جان : أنا أحبه وسنتزوج ونغادر بدون إذنك .
المدير : (بعد تردد) ….طيب… طيب… ماذا ستقول لزوجتك وأسرتك ؟
(أم شلبك … هالمدير ابن عرب الله يحفظه …يرد ابو شلبك …الصبر طيب)
سام : … والمجتمع والرأي العام … أكمل يا سيدي … ارجوك أترك هذه الأفكار العفنة المتخلفة التي تحملها ومعك بعض المعقّدين …دع القافلة تسير ولا تقف أمام المد الحضاري .
جان : ألم تر كيف يحتفلون بحريتنا وأفكارنا …إنها مظاهرات وكرنفالات تنتشر في كل المدن المتطورة في العالم …. وحكومات عديدة في العالم تدعمنا.
المدير : أنتم أحرار وسياسة الكثير من الحكومات معكم ولكن القيم الإنسانية ترفض تصرفاتكم.
سام: (مستهتراً) سنترك هذه القيم والأفكار لك .
جان : وسنترك لك كل النساء أيضاً .
نظر المدير اليهما نظرة فيها شئ من الوعيد، ولكن العروسان خرجا من المكتب والضحكات تملاْ الممرات والإنشراح بادٍ على مشيتيهما، كما أنهما لم يهتما بإغلاق باب المكتب حسب طلب المدير وجعلاه مشّرعاً …وقالا: أترك كل الأبواب مفتوحة فلا انغلاق بعد اليوم.
ام شلبك : خلاص ما اريد اسمع باتشر نروح المطار.. انا رجعة على العراق وما اريد هالبلاد .
ابو شلبك : والله مو على كيفنا آغاتي .. آكو ظروف نتعود عليها .
ام : يعني انت موافق على ما يساوه هالسرسرية.
ابو شلبك : لا ابدا .. بس احنا ما نقدر كل ما واجهنا شغلة عاوية وجديده نكول با بنرجع بلادنا.
أم شلبك: والله ما ادري شو اكول.
ابو شلبك: صديقي ابو حيدر اللي صار هني أكثر من عشرين سنه قال لي عشان تعيش هنا مبسوط لازم تحترم قوانين البلد وتنفذها والشغلة الثانية تدفع الضريبة والباقي انت حر فيه طالما ما تأذي غيرك .
ام شلبك : يعني.. المهم احنا نربي اولادنا على قيمنا وبعدين نطلقهم بجو الحرية اللي نحرمنا منه احنا.
ابوشلبك : طبعا… هنا عندك حرية بكلش .. حرية الكلام والمعتقد وابداء الرأي مثل الجنس .. تذكرين لما شاركنا من فترة بمظاهرة ورفضنا مناهج الجنس للمدارس والكل سمع راينا .
ام شلبك: المهم يسمعوا منا وينفذوا مطالبنا .
أبوشلبك : ينفذوا مطالب الاغلبية .. صراحة اني مش متفاءل.. عربنا مشاركتهم باحداث موطنهم الجديد ظعيفة وهذا اللي قاله ابو حيدر.
أم شلبك : طيب لو حكوا وشاركوا ما يدخلوا بسين جيم مع الحكومة .
ابو شلبك: تقولين رأيك بالسياسة بالجنس بالدين .. تكوني متدينه او ملحدة ما حد يكلمتش .. المهم ولادنا نربيهم على الحرية وبنفس الوقت بنراقبهم ونتابعهم بدون ظغط .. بكرر بدون ظغط .
ام شلبك: والله هظول عيوني وعمري اللي بعيشه هني بكندا .
أبو شلبك: يطول عمرك يا بعد قلبي، وينصر كندا على اعدائها يارب .
أم شلبك .. مندهشة: حتى بكندا في نصر واعداء .. مين همه الاعداء ؟
ابوشلبك : أكو مشاكل هنا… بس لا تخافين الأعداء هني صفر .. هني العدو هو الكورونا ويلي يرفظوا التطعيم و العنصرية الاضطهاد والبرد .
أم شلبك : طالما مسموح نحتشي سياسية .. خطر على بالي سؤال .. انت تعرف شنو اسم حاكم كندا العام ؟
ابوشلبك : احرجتني والله ما ادري.. بس اقولتش اسماء كل حكامنا في البلاد من 50 سنه.. أعدلتش ؟
أم شلبك: لا فدواك حبيبي ما أريد سياسة ولا زعما .. يالله الحين نستقبل الأولاد باص المدرسة وصل .
ابوشلبك ( يفكر ) : يا ترى باص المدرسة مختلط بين الذكور والاناث .
أم شلبك : ما تفرق معي طالما انا مربية اولادي صح .. يالله ننزل .
أبوشلبك : برايك احنا أحرار ؟؟ يعني خلصنا من تابو البلاد؟؟ .
ام شلبك: شنو يعني تابو ؟
ابوشلبك ( يرفع السبابتين للأعلى ): التوبة اكول تشلمة جديدة .. بعدين اكلتش .. الحين يالله نشوف العيال .
انتهت