رداً على سيل من ( السرسرية ) هل من سبيل ؟
مين قاري ورق؟؟ .
كتب : محمد هارون .
تستطيع ان تقرا تلك العبارة بلهجتك وكما تريد، لكن المعنى المقصود من هذا المثل الشعبي ( وأن اختلفت بعض كلماته) يبقى واحداً، وهو : أكتب كما تشاء، فلا أحد يقرأ !! . فحال الإعلام العربي في المهجر والمقر، مقرف واعذروني على ما قلت .. طبعا اذا استثنيت أي جهة سأتّهم بانني تابع لها . والسبب بذلك أن المتلقين قرفوا واقفلوا اذانهم وأغلقوا عيونهم، ولكنهم فتحوها للمسليات والمنشطات وأحيانات الدعايات والرايحات والجايات !!. فوسائل الإعلام بمعظمها يا سادة ياكرام كاذبة…. وفي متونها الشك والريبِ !! ونحن هنا نخالف شاعرنا الكبير صديقي الحبيب حبيب بن أوس الطائي الحوراني (أبو تمام). في مسألة نقاء الصحف. صحيح ان بيننا أكثر من الف عام ولا معتصم لدينا، وصحيح أن شاعرنا الكبير كان يتنقل من الشام لمصر للعراق ولغيرها بدون تأشيرات دخول ولاحتى جواز سفر وأنا لا أحسده على ذلك، بل أتذكر فقط ما أحتاجه أنا للتنقل بين بلاد العرب ليس فقط جواز سفر وتأشيرات، بل أحتاج وكل عائلتي والجيران أيضاً إلى نظافة في الملف الأمني تنافس طُهر حَمَام مكة. نعود إلى موضوعنا في مخالفة الحبيب أبي تمام حول بيض الصحائف وجلائها…. والله كان زمان يا الحبيب.
أما حالياً فبعض وسائل الإعلام العربية الكندية وخاصة المرتبطة بوسائط التواصل الاجتماعي وأشهرها ” الفيسبوك” تحتاج بعد قراءة ” البوستات” إلى تعقيم كامل لعينيك، وتحتاج أيضاً الى تكحيلها بعد العمص الذي قد يصيبهما لكثرة الأخطاء اللغوية ولرداءة التعبير وفقر المحتوى، وتحتاج احياناً الى ملطف جو لتنقية المكان نتيجة الروائح النتنه المنبعثة من بين سطور لمقال يطفح بالردح والقدح وبمراحيض الحقد على فرد أو مجموعة وقد يكون ( المشتوم ) من نفس ملة وأصول الكاتب الرداح النزق، وأحيانا تظهر الطائفية او العنصرية أو التطبيل لفرد أو زعيم أو حزب ، وأحيانا تحتاج الى نوع قوي من المهدئات للفجور الذي يصبغ ويطبع بعض الصور المثيرة لدرجة التقيئ.
أما اذا خرجنا الى الفضاء الخارجي لكندا فنجد التلفزيونات والإذاعات العربية والغربية فكلها لها أجندات وأهداف وتستطيع تطويع الخبر لصالحها، وطبعا هذا ليس اكتشافا لي فقد ولى زمن المعجزات في زمن فيمتو زويل. أذكر ما كان يقوله كبارنا لنا:( اسمعوا يا قواريط، كلام الجرايد كلام عرط والإذاعة حكي خرط وعليك وحتى ما تصير ملط، ان تسمع وتقرأ للجميع ثم تشغل مخك وتتطلع فاهم بالضبط …طيب يا عمي مين فاضي بهيك وقت ؟). هناك حقيقة واحدة هي أن زمن الغوبلزية* قد ولى، فلا يستطيع أحد أن يكذب دائما لأنه سيفقد جمهوره وحتى وان كان ثرياً ويستطيع أن يضخ المال في حبال التضليل فحبل الكذب قصير. وطرق اكتشاف الحقيقة صارت تحت نقرات الأصابع وبالتالي أمام العيون وبثوانٍ يستطيع اي “كمبيوتري” مبتدئ أن يميز بين الغث والسمين. على كل حال من المفروض أن تكون وسائل الإعلام أوعية لنشر الحقائق وكشف الأكاذيب وتعريتها، ضمن قواعد وأصول تعارف عليها الإعلاميون بأسماء مختلفة منها “ميثاق أخلاق مهنة الصحافة”. و لكن عندما تفرض عليها الحكومات قوانين تحدّ من حريتها وقدرة تحرّك الصحافي الباحث عن الحقيقة، سنجد أن الكثير من الإعلاميين خرجوا عن ثوابت المهنة، إرضاء لجهات دفعت مالا أو هددت أو توعدت الكاتب أو المصور أو حتى المالك نفسه، وبلاد العرب مليئة بأمثلة على صحة كلامنا، فتحولت الفضائيات والصحافة وغيرها الى لعب دور المضلل والمتستر، أكثر منه دور الفاضح والكاشف للأكاذيب. نحن في ساخر سبيل ( أولاد مبارح) لايحق لنا التنظير ، ولكن نحاول تقديم المفيد والممتع في المحيط الذي نعيشه، وهي المجتمع العربي في كندا، حيث أهلنا وربعنا، وبكل مكان تستطيع جريدتنا الورقية إسماع حفيفها. والجدير بالذكر فقد توقفت الطباعة مع الكورونا اللعينة، ولكننا نرسل الجريدة على الايميل للمئات من الراغبين وأيضا نرسل الجريدة PDF الى الكثيرين على مجموعات وأفراد على واتساب و على مواقع التواصل الاجتماعي حيث نعد برش ونشر رحيقها. فنحن فريق ديدننه التطوير وسبيله التطلع لمستقبل إعلامي عربي كندي أفضل . ومؤخرا هنا لدينا موقع بسيط بتصميمه ولكن هنا أيضاً تصميم دائم لبسط فكرة التعاون بين الإعلاميين الكنديين العرب للتطوير وخاصة في إثراء المعلومة الى النُظّارة في المجتمع العربي الكندي ولقراء العربية بكل مكان . موقعنا المعدل الجديد يحمل الأخبار المنوعة والمهضومة والذي كان يحتضن سابقا إذاعة ومحطة تلفزيون عربية كندية ، ونأمل قريبا بانضمام قنوات عربية كندية جديدة لموقعنا هذا .إذن .. موقع الكتروني وجريدة ورقية ترسل للقراء عبر البريد الاليكتروني حالياً، وطرق أخرى للتواصل معكم أبرزها جريدة السبت سبيل وهي جريدة فيسبوكية إسبوعية . هذا التجمع الاعلامي يعطي للمجتمع العربي الكندي الأولوية وسيكون في خدمته ويحاول أن يكون صوتاً له . نحن لا ندعي بأننا الأوائل أو الأفضل ولكن نحاول أن نكون في الطليعة نحترم وعيكم ونخدم احتياجاتكم من نقل حدث أو تفسير موقف أو عرض صورة وفيديو أو إعلاء لصوت خافت . كما سنعتمد على تفاعلكم ومشاركاتكم للتطوير وخاصة إضافة لغات أخرى للموقع وهذا ما باشرنا بالإستعداد له عملياً . وهنا لابد لنا أن نشكر العديد من القراء الكرام والذين يتابعونا ويقدمون لنا النقد العلمي البنّاء ومنهم ( وليس جلهم ) د. عبد القادر فارس والسيد وائل غنيم والدكتور كمال طيب الأسماء .