– العنوان: أبو شلبك يشارك بفعاليات تأنيث آذار.
– اللغة المستخدمة في هذه المرة : الفصيحة.
– عمل أبو شلبك اليوم : مراسل لمحطة فضائية.
– المناسبة: خشونة شهر آذار ومحاولة تأنيثه.
– الزمان : مطلع شهر آذار.
– المكان: الساحل الشرقي للبحر المتوسط.
كتب : محمد هارون.
______________________________________________________
تلقى السيد صابر عبد المعطي الحنظلي ( أبو شلبك ) أمراً من رئيس المحطة الفضائيه التي يعمل مراسلاً لها، بالتوجه الى مملكة صور الساحلية الفنيقية لتغطية فعاليات تأنيث آذار. تردد أبوشلبك في قبول الأمر لأن من يغطي ويشارك بهذه الفعاليات بالعادة هم من الفتيات والسيدات الفضليات، ولأن المضمون أنثوي بدرجة رئيسه. اذاً لماذا لا يرسل رئيس التحرير إحدى الزميلات بدلاً منه. إجابة رئيس التحرير كانت مقنعة …الزميلات مشغولات الأولى في حالة ولادة والثانية في شهر العسل. توجه أبو شلبك من فوره إلى العمل متخيلا نفسه من فريق عمل كلام نواعم، ولم لا فهو يجايل ماما فوزيه بالعمر وأحياناً بالأفكار ولكنه ما زال حيا وفوزية فازت بالإنتقال للرفيق الأعلى . عند وصوله الى الساحل الفنيقي، علم من الزملاء الصحفيين المتواجدين مبكراً هناك قصصاً طريفة ترافق بالعادة تلك النشاطات ومنها، ان التجمع العالمي لآلهة الحب وأرباب الجمال قرر وبقيادة أفروديت آلــهــــة الجمـال لــــدى الإغريـــق، وولدها الصبي المذهل وإله الحب كيوبيد، وبحضور فينوس آلهة الجمال عند الرومان، قرروا التوجه إلى شرق المتوسط للمشاركة باحتفالات آذار التي ستقيمها حضارات شرق المتوسط، متجاوزين تحذيرات عيونهم المراقبة في المنطقة والتي أكدت على خطورة الأوضاع في بلاد الشام والعراق ومصر وليبيا ، ولكن ألهة الجمال في اليونان ورفيقاتها أبت إلاّ أن تشارك باحتفالات يوم المرأة وفجر السيرين وعيد الأم وانطلاقة ربيع الأرض والكرامة في بلاد الأرز والزيتون والنخيل والصمود الإسطوري، وقالت أفروديت لنفسها: إن الأوضاع في بلادنا- بلاد الإغريق- الاقتصادية والجمالية لا تسر أحد من الرعية، رغم الهِبات والهَبات الأوروبية.
بعد أيام قليلة أرسل أبو شلبك تقريره مرفق بشريط مصور إلى الاستوديو الأم، جاء فيه:
عند وصول المراكب إلى السواحل الفنيقية، قالت الآلهه آفروديت لفينوس ولمرافقيها: سننزل في مدينة صور في وسط الساحل إلى بلاد الأبجدية والأرجوان الأحمر. ُسرّ الجميع بالوصول بعد سفر طويل منهك منذ بداية هذا الشهر الهدار والمرعب برياحه، وهم على مراكب شراعية شرعية رغم عسس غواصات الاسطول السادس، ولكنهم لم يرتعدوا من الرعود السماوية والوعود الأطلسية بإعادة هذه السفن لموانئها، لم يرتعبوا لأن المراكب كانت مغلفة بدعوات الأمهات ومحمية من الآلهة والذين هم يشكلون أيضا معظم الركاب.
عشتروت آلهة الحب والجمال عند الفنيقين كانت على رأس المستقبلين، وشاركها ملوك وأمراء المنطقة وأبرزهم الاميرة عليسة، وباقة من بنات الساحل الكنعاني عُرف منهم دلال المغربي سناء محيدلي وشادية أبو غزالة، ومندوبة عن أمهات الشهداء والأسرى، وليلى خالد وآني كنفاني وروز ماري صايغ وماجدة المصري وأمنة جبريل، ومن مأرب جاءت توكل كرمان رغم ازدحام جدول عملها اليومي وخاصة بعد حصولها على جائزة نوبل للسلام، ووصلت للمشاركة أيضا ثلة من نسوة شمال أفريقيا وخاصة من قرطاجة والاسكندرية، وغيرهن الكثير، حتى أن والي ديوان الاتيكتيت والتواصل الحضاري في المملكة عجز عن توفير أماكن لكل النسوة اللواتي رغبن بالمشاركة في هذا العرس الأممي.
وعن طريق سيناء وصلت الى جنوب كنعان عند غزة، ايزيس وهي ربة القمر والأمومة لدي المصريين وكان في استقبالها القيادات النسائية الغزية بزعامة ريم الرياشي وسفيرة النوايا الطيبة راشيل كوري. ويرافق الآلهة ايزس، الإله بس إله المرح والسرور وحامي المرأة عند الولادة، وأيضاً الإلهة تاورت التي تحمي الأمهات اثناء الحمل والولادة وبمباركة من كبير الآله آمون رع . عند وصول القافلة الملكية إلى رفح أذهلها الانتظار وتأخر الموكب، ثم لاحظت وجوهاً غريبة في المنطقة أعتقدت انهم من قُطاع الطرق وليسوا من قطاع غزة، ولم لا فتصرفاتهم تدل على ذلك، وعلى الفور تناولت الهاتف المحمول خاصتها وخاطبت آلهة الحرب التابع لها عن وجودغرباء على أطراف الوطن، بدوره عزا إله الحرب وجود هؤلاء إلى مصائب ارتكبها النظام السياسي السابق وانه وفي القريب العاجل سيعيد مداخل مصر السفلى الى مجدها الغابر. ولظروف صعبة تعيشها أرض الرافدين وخاصة في الأونه الأخيرة حيث المجتمع الذكوري الداعشي المتوحش، جاءت المشاركة من خلال برقيات تأييد وتأكيد على دور المرأة الأم والزوجة مرسلة من اينانا وهي سيدة السماء وتعتبرأيضاً إلهة الحب والقتال وهي بالمناسبة ابنة الآله آنو إله السماء، وهي كذلك حبيبة الآله تموز إله الخصب والرعي عند السومرين. ولأهمية التمور الصحية، رافق البرقيات، سلال تمور نَضرة مميّزة من ميزوبوتاميا هدية لكل أم أنجبت بآذار.
ولظروف الصيانة الدورية لبساط الريح استعاضت آلهة الهند- أرض الآلهة- بالاسكايب للتواصل مع الهة شرق المتوسط، وقد تواصلن، آلهة غرب آسيا وآلهة جنوبها، من خلال خادمة الملكة ممتازجيهان تلك الملكة التي توفيت أثناء المخاض مما دفع زوجها الملك شاه جهان لبناء أروع القصور تخليدا لذكراها . هذا ما خاطبت به الخادمة المجتمعين من خلال الاسكايب، وتحدثت عن وفاء الزوج لزوجته ودعتهم أيضاً لزيارة ضريح تاج محل في الهند، ومن يتلهف للرؤيا السريعة فعليه التوجه الى غوغل وكتابة تاج محل وحتماً ستحل عليه الدهشة.
جُهزت وفُردت طاولات الطعام، وقَدمتْ مجموعة مدربة من بني البشر ومتخصصة في خدمة الكبار، قدمت الأمبروسيا والنيكتار لمجموعة الآلهة اللواتي شاركن باحتفالات تأنيث آذار. وكصحفي نزق حاول كاتب هذه السطور- ابو شلبك – المشاركة على مائدة الآلهة، الا ان الأمن الالهي- فتوش ئيل- منعه من ذلك فاضطر لتناول الطعام والشراب الآدمي مع البشر بكل أطيافهم الملوك والأغنياء والفقراء.
بعد الطعام انتقلت الآلهة بموكب مهيب إلى المدرجات الرومانية حيث تجمعت المئات من النسوة المشاركات والضيوف. في البداية تم قراءة رسائل التأييد والمساندة القادمة من الحضارات الأخرى وأبرزها من المايا الأزتيك رافقها سفن محملة بأرقى أنواع الذرة من بلاد الهنود الحمر دعماً للمرأة المنكوبة، والاعتذار عن إرسال التبغ لخطورته على الحوامل والأجنة. وأخرى من آلهة الجمال الصينية والتي كانت عبارة عن رسالة فاكس أكدت على دعوة المرأة إلى الاهتمام بجمالها وحيويتها، وتقدمت بوصفات ناجعة ومفيدة تركزت على الشاي الأبيض والجينسنغ، لذلك تم توزيع هذه الوصفات عبر ايميلات المشاركات. كما تم عرض مواضيع متنوعة، حيث استمعوا إلى مداخلات تمحورت حول تأنيث آذار وتشذيبه وإبعاده عن الزلازل والأمطار قدر الإمكان، ليليق بمكانة المرأة ونعومتها وعطاء الأم وخصبها، وطالبوا وساطة الآلهة بعل للمساعدة في ذلك. كما ظهرت أوراق عمل تبحث في تعرض النساء لأشكال مختلفة من العنف مثل الاتجار بالنساء والاغتصاب والحرمان من الميراث والإكراه على الزواج وعدم المساواة بفرص العمل وقيادة المواكب وركوب المطايا.
وفي المساء حضرن معرضاً للكتب وأمسية أدبية شارك فيها بعض من أشهر الصحفين العرب وفي طليعتهم كاتب هذا المقال، الداعي لكم بطول العمر صابر عبد المعطي المكنى بأبي شلبك ، ورهط من شعراء العرب في الحب والجمال وعلى رأسهم حمدونه الأندلسية والتي سُمح لها بتقديم أبرزشعراء الحب والغزل من الذكور، وقد تقدم كل من أمرؤ القيس وعنترة و كعب بن زهيروكثيرعزة وقيس بن الملوح وأبو تمام وأبو فراس وابن زيدون وابن خفاجة وجبران وعقل ونزار وناجي ونصرالله وصنع الله ، كما ان الكثير من المبدعين العرب الذكور اعتذروا عن المشاركة لأسباب متنوعة، وأهمها غلبة الأغراض الشعرية الأخرى وأبرزها الهم الوطني على مواضيعهم. حتى أن الآلهة أبدت استياءها من هذه الحُجة على اعتبار أن المرأة والأرض هما الوطن. في نهاية الاحتفال رُفعت البرقيات والتحيات للمرأة المظلومة منذ الأزل، مروراً بالنساء اللواتي أضربن عن العمل في مصانع النسيج في نيويورك قبل أكثر من قرن، ووصولاً لنساء العراق وفلسطين وسوريا , ومصر وكل مناطق الاضطهاد والاحتلال والتخلف ، كما أرفقت المشاركات مع التحيات أكياس من القطع الذهبية والياقوت واللؤلؤ لكل الأمهات الفقيرات لأن التمنيات لاتطعم خبزاً كما رأت الآلهة . كما تسلمت مندوبات التخطيط مشاريع جديدة لكيفية تطوير عمل المرأة في الأيام القادمة. ثم كُرِمت أمهات الشهداء وزوجاتهم والنساء العاملات في خدمة المرأة والبلاد والعباد. وختم ابو شلبك تقريره بالقول …..قبيل الوداع تم تقليد وتبادل الأوسمه والهدايا الثمينة بين الآلهة والملوك والشعراء، وقد قام المصور المرافق لأبي شلبك بتصوير كل تلك الهدايا والتي سترونها مباشرة على اليوتيوب لاحقاً، ومن هذه الهدايا ظهرت ألواح حجرية كتب عليها عبارات ترحيبية وبالأحرف الابجدية، صُنعت بمدينة أوغاريت، وظهر أيضاً سيف صلاح الدين الأيوبي، والفرس البيضاء لظاهر لعمر، وعمامة الإمام موسى الصدر وقلم غسان كنفاني وريشة ناجي العلي والكرسي المتحرك للشيخ أحمد ياسين وآخر بزة عسكرية لياسرعرفات وقصيدة أمي لمحمود درويش وصورة مكبرة لخالد سعيد عندما ودعته أمه ، واختفت من مشهد الهدايا تماما ما هو مرتبط بعظمة تاريخ ميزوبوتاميا، حيث تسربت معلومات عن وجود سرقة بل وتهريب لهذه التحف وقيل ايضا ان بعض المستحمرين الجدد قد دمروا تلك التحف والتماثيل . وقد أقسم الجميع على الاعتزاز بهذه الهدايا العظيمة التي استلموها وسيتم عرضها في أماكن عامة وليس في الغرف المعتمه الخاصة. التوصية النهائيه كانت… نقاش طويل بين الحضور بحضور بهي للآلهة حول مكان احتفالات آذار القادمه.. اقتراحات عديدة طرحت من مثل: الموصل أو حلب أو غزة أو بنغازي او صنعاء او الرقة أو أو .. الخ ، كما وتجرأ أحدهم بطرح القدس … ابتسمت الالهة ابتسامة حزينة… ثم بكت !!