العنوان: أبو شلبك في السجن
اللغة المستعملة : الفصيحة وبعض العامية
المناسبة : عودة لزمن هند
المكان : عنابر سجن الرفع
الزمان: ساعة سبيل
مهنة أبو شلبك: حالم سبيل .
***
كتب : محمد هارون
الراوي : في بداية زيارة العالم الجليل صابر أبو شلبك “مدير مصلحة السجون في دولة الإتحاد العربي” الى السجن الوحيد في الدولة والتي رافقه فيها مجموعة من سيدات المجتمع من مؤسسة الأسرَة البيضاء وجمعية سجون خالية وخبراء التربية والاخصائيون الاجتماعيون في بلادنا. في البداية شرف الجميع بزيارة مُتحف السجانين والسجون العربية القديمة والموجود ضمن أقسام السجن، وقد أبدا عالمنا اندهاشه وتقززه مما شاهد من نماذج وأساليب وأدوات وبقايا متنوعة استخدمت سابقا وخاصة في قسم الأمن المركزي والسياسي والمخابرات العامه والشعبة الثانية عشرة وقسم بيت خالتك وقسم الدرك الأسفل والمخابرات الجوية والبحرية والخرااجية والعديد من الأقسام الأمنية التي ويااا للمسخرة كانت تسود بلادنا سابقاً . بعد تلك الزيارة والتي اقشعرت لها الأبدان ، طلب سماحته مراجعة ملفات السجناء الحاليين، وقرأها بالتفصيل، ثم بدأ وبمرافقة الجميع بمشاهدة شريطاَ ( فيلم) تسجيليا عن السجن الوطني الوحيد المتبقي على أرضنا والخدمات المتوفره به، وبعد أن ُسرعالمنا الكبير أبو شلبك والوفد المرافق له بما شاهد وسمع، طلب مقابلة السجناء فردا فردا ليتأكد من محتوى ما جاء بالشريط ، وقد أمر أن تكون المقابلات عبر جهاز المرئي الشخصي وهو ما يدعى في الغرب “الاسكايب” وذلك توفيراً للوقت وحفاظا على الخصوصية، و فضل أولاً مقابلة مساجين عنابر أمن الرفع ثم عنابر أمن الشتم ثم أمن التطاول ثم أمن الإزعاج ثم أمن التحرش وأخيراً أمن الهمز واللمز.
وجّه مولانا العالم أبو شلبك أسئلة محددة لمساجين قسم عنابر الرفع من خلال ( الاسكايب)
س1: ما أسمك وما هي مهنتك ؟
س2: ما هي تهمة الرفع الموجهة اليك؟
وتالياً اجابات سجناء عنابر الرفع كما سُجلت في جهاز الحاسوب المحمول بالحضن ( اللاب توب… في بلاد الفرنجة ) الخاص بمدير مصلحة السجون العربية ابو شلبك .
السجين الاول في عنبر الرفع : الاسم: ناشر سبيل ومهنتي صحفي . وتهمتي نشر أخبار مشكوك فيها رفعت الضغط عند بعض القراء.
السجين الثاني: الاسم : حارس سبيل ومهنتي شرطي مرور . التهمة : رفعت صوتي على سائق مركبة.
السجين الثالث: اسمي خابر سبيل ومهنتي رجل أمن وتهمتي رفعت يدي على مواطن متظاهر يرفع يافطة تطالب بالحجرِ على بقايا المدخنيين وايداعهم مصحات ومحميات خاصة.
الرابع: اسمي حاجب سبيل ومهنتي عامل نظافة وتهمتي رفعت حاجبي نافيا وجود دبوس طٌبعة في الشارع أدى إلى ثقب في أسفل قدم كلب كان يتمشى مع مرافقه في الشارع.
الخامس: اسمي صارم سبيل ومهنتي موظف في وزارة الداخلية. تهمتي رفعت اصبعي مهدداً في وجه مراجع جاء يسأل عن معاملة هوية وطنية تأخر صدورها 7 دقائق.
السادس: اسمي سائح سبيل ومهنتي صياد. تهمتي رفعت فوهة خرطوشي باتجاه حيوان بري .
السابع : اسمي صايع سبيل ومهنتي صاحب محل ملابس نسائية . وتهمتي رفعت حذائي بوجه زوجتي .
الثامن : : فاكر سبيل ومهنتي معلم لغة عربية . وتهمتي، أحد طلابي رفع الحال المنصوب
التاسع : اسمي بائع سبيل ومهنتي تاجر . وتهمتي رفع الأسعار الخاصة بالمواد الغذائية المدعومة من الدولة والمخصصة للفقراء.
العاشر : اسمي طالب سبيل مهنتي محصورة بالدراسة وبمساعدة والدي بمصنعه. تهمتي رفعت الٌكلفة بيني وبين أبي واشعلت لفافة تبغ (والتي كانت تسمى سابقا سيجارة ) في حضرته.
الحادي عشر: اسمي عابر سبيل مهنتي راعي غنم . تهمتي رفع ذيل حماري ليتبول في الطريق العام بقريتنا.
الثاني عشر: اسمي ساهره سبيل ومهنتي ممرضة. تهمتي رفع نسبة السكر عند مريض لتأخري باعطائه الدواء نصف دقيقة.
الثاني عشر :اسمي ناسخة سبيل مهنتي امينة سر. تهمتي رفع تقريركاذب لمديري عن موظفين محترمين .
الرابع عشر: اسمي هند سبيل مهنتي ربية بيت . تهمتي المساهمة بذبح شاة خارج مسلخ البلدية ورفع قلب الذبيحة من مكانه وقضمه نياً مما أساء لمشاعر الحاضرين وخاصة أطفال الحي .
العالم أبو شلبك : يا للهول أعيدوا هذه المرأه الى القرن السابق… يا للقرف والهمجية!! أي فعل جئت به ياهند؟ … يا للهول ( يرتفح صوته ) يا للهمجية يا للوحشية !!
***
القاضي للحاجب : اذهب للمتهم صابر أبو شلبك وايقظه من غفوته وأحلامه التي وصلت الى مسامعنا وذكّره بانه مسجون بقفص ونومه اثناء محاكمته أمر به استهزاء بهيبة المحكمة…. هيا…!!! .
الحاجب : (يذهب للقفص الخاص بالمتهم ابو شلبك ويلكزه بكتفه ) ايها المتهم… اصحى .
ابو شلبك يكمل محتدا : ماذا فعلت يا هند ؟ رجعت بنا الى سلوك منقرض، نريد اعادة اليقظة العربية من جديد، صحوة مرة أخرى … صحوة أخرى .
الحاجب : اصحى مرة أخرى… خزعبلاتك أعلى من أقوال القاضي …هيا ( يلكزه بعنف )
ابو شلبك يصحو : ارفع ايدك عني… فأنا الجنرال العالم أبو شلبك…ما اسمك وما مهنتك وما هي تهمتك ؟
الحاجب : نعم يا حبيبي ( يخفض صوته وبخبث ويشخر ) لما يروّحوا الناس… والله لأخلي دموعك ودمك وشعرك وريالتك مخلوطين سوا.. (يرفع صوته) حضرة القاضي يوجه كلامه لك …قف وانتبه.
القاضي : أأنت المتهم صابر ابو شلبك؟
ابو شلبك : خاطبني بسماحة العالم . ( يضحك من في القاعة)
القاضي : هدوء من فضلكم …لنحافظ على وقت المحكمة ونقفز عن الأسئلة الروتينية…. يا سيد أبو شلبك انت متهم ببث الخرافات والشعوذات في كتاباتك و مقالاتك الخرقاء الرعناء، بحيث تجعل القراء العرب يعيشون بمدينه فاضلة خرافية مما انعكس على سلوك بعضهم حيث بداوا بالشعور بكرامتهم وبالتالي يطالبون بالحرية وصاروا يرسمون اللوحات وينصتون لبعضهم البعض وبعضهم اتجه للموسيقى وازداد رواد المكتبات وآخرون صاروا يقرضون الشعر ويكتبون الحكايات ويفسرون النظريات العلمية لذلك ارتفعت اثمان الكتب وزادت كلفة ادوات المختبرات العلمية…الخ ونتيجة لكل ذلك قلّت الجريمه وأضحى طلاب الجامعات متفرغون للعلم فقط، وقل الانتساب لأجهزة الأمن وندر رواد الافلام الهابطة وساد الحس العام بالتغير السلمي في بلادنا و… (يقاطعه أبو شلبك)
ابو شلبك (بثقة وبرود) : يا للروعة … أخبار جميلة وماذا تريد الدولة غير ذلك ؟
القاضي (منفعلا ضاربا الطاوله بالمطرقة الخشبية… رادحاً ) : شو رايك تحل محلي!! ..انت بدك تغير الدولة على كيفك…بدك تشطب كل أجهزة الدولة ونظامها العام ؟ بعملك هذا انت واتباعك واشكالك المسخرجية وبعض الفنانيين المنحلّين ستغيرون التاريخ …يا سيدي احنا العرب هيك… الله خلقنا هيك… احنا بلطجية وغنم.. وكمان بقر….احنا حيوانات ..احنا
…( يقطعه زميله القاضي الثاني)
القاضي الثاني : اهدأ يا سيدي اهدأ … ( يتوجه للحضور) طبعا سيدي القاضي انفعل هنيهة ولا يقصد اهانة العرب، معاذ الله ولكنه انفعل من تصرفات النكرات والسحالي التي تسئ لأمتنا العظيمة…ثوان ونعلن الحكم على المدعو أبو شلبك.
– لم يبلع القاضي الثاني لسانه ولكن ابو شلبك بلع ريقه خلسة واذ بالقرار يتلوه القاضي الأول :
حكمت المحكمة على المدعو صابر أبو شلبك ومطيته ساخر سبيل بقص اصابع يديه ولسانه… رفعت الجلسه.
أبو شلبك ( ينفجر ضاحكأ ): حتى أنت يا بروتس، بقصد حتى أنت يا برطوشه وصلت للرفع ( ما زال يقهقه) تقطعوا لساني تقطعوا أصابعى تقطعوا…. اقطعوا ما تريدون ولكن لن تقطعوا سيرتي العطرة … فالأيام القادمه جميلة يا صاحبي…و(الحياة جميلة يا صاحبي ).
ملاحظة أخيرة : أبو شلبك وبآخر عبارة يخاطب القارئ وليس القاضي. لذا اقتضى التنويه.