عابر سبيل : السيدة عليه مجدي
العبور بعنوان : موسم الأعياد والتخفيضات .. هل نحتاج كل ما نشتريه ؟!؟!
موسم الأعياد والتخفيضات .. هل نحتاج كل ما نشتريه ؟!؟!
كتبت : عليه مجدي – أتاوا.
****
.. ها قد بدأ موسم الأعياد وبدات معه رغبتنا الملحة في الشراء .. في زمن بات فيه الفرار من كل وسائل التواصل الاجتماعي هو الحل الأمثل في ترشيد نفقاتنا وكبح جماح رغباتنا المحمومة تجاه كل ماهو مرتبط بعيد الميلاد ورأس السنة الجديدة!!!! فما أن تقرر تصفح مواقع التواصل الاجتماعي حتى يهاجمك سيل من مقاطع الفيديو القصيرة reels عن هدايا الكريسماس وديكورات المنازل والأزياء والوجبات التي يمكنك إعدادها لموسم الأعياد !!! مقاطع فيديو قصيرة لا تتعدى الدقيقة تشعرنا أن كل شيء سهل ومتاح وممكن متجاهلين عامل الوقت و إمكانياتنا المادية !!!! ونبدأ في عمل قائمة من المشتريات يختلط فيها ما نحتاجه بما نريده !!!! يتزامن ذلك ايضاً مع تخفيضات ال Black Friday و تليها Boxing Day لتداعب مخاوفنا كبشر من الخسارة وإضاعة الفرصة ولسان حالنا يقول ( يجب أن نشتريها قبل نفاذ الكمية !!!!!) لأن مناسبات التخفيضات تعزز الشعور بالندرة وتوقظ عقلية القطيع بداخلنا .. لنجد أنفسنا مجبرين بشكل لا إرادي على الشراء والإنفاق..
هل نبحث عن السلع ام نبحث عن السعادة ؟!
ان حالتنا المزاجية تؤثر بشكل رئيسي على قراراتنا الشرائية.. فأن تتسوق وانت حزين .. غاضب او جائع يزيد من احتمالية شراءك لسلع انت لست في حاجة إليها !!! وتؤكد الدكتورة آن كريستين دوهايم، أستاذة جراحة الأعصاب المتميزة لدى كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن: أن الشراء يمنح الدماغ جرعة من مادة الدوبامين الكيميائية، وغالبًا ما يُطلق على الدوبامين اسم الناقل العصبي “للشعور بالسعادة”. .. لكن هذه السعادة مؤقته يزول تأثيرها سريعا مخلفة ورائها احساس عميق بالحزن والندم على ما تم إنفاقه بلا فائدة!!!
الوعي هو أول طريق التغيير .
الوعي بأن الكثير من الضغوط التي نشعر بها تأتي من الأشخاص الذين يحاولون كسب المزيد من المال عن طريق بيع السلع الغير ضرورية لنا والإدراك أيضا بأن الضغط المجتمعي وسياسة القطيع قد تدفعنا لاتخاذ قرارات الإنفاق قد تكون هي الخطوة الأولى لإحداث تغيير في عاداتنا الشرائية .. فبإمكاننا إعداد قائمة باحتياجاتنا الضرورية كأحد الوسائل للحد من هوس الشراء في موسم الأعياد والتخفيضات .. ايضاً التركيز على الواقع من خلال عمل جدول مقارنة بين ما نحتاجه وما نريده قد يساعدنا كثيرا في اتخاذ قرار الشراء .. يمكننا ايضاً أن نجعل الأولوية لإلتزاماتنا المادية ( كدفع الفواتير والأقساط الشهرية و إيجار السكن على سبيل مثال ) وهذه الخطوة بامكانها ان تعزز إدراكنا بحدود الدخل والإنفاق الخاص بنا .. واخيراً التسوق بذكاء من خلال مقارنة الاسعار واختيار الجودة الأفضل مع السعر المناسب مع الدخل الخاص بنا .