عابر سبيل اليوم هو د. كمال طيب الأسماء والعبور قصيدة لغزة الصمود.
مِن تحتِ شقوقِ الأرضِ نناديكم. ص4 العدد 135
اليوم عابر سبيل د. كمال طيب الأسماء وهو شاعر وكاتب كندي من السودان أصلاً وفصلاً، أحب فلسطين وأهلها وها هو اليوم يكتب لها قصيدة في هذا الزمن الصعب. والقصيدة بعنوان : من تحت شقوق الأرض نناديكم.
******
مِن تحتِ شقوقِ الأرضِ نناديكم
من بين ركام الصخر نناجيكم
وحطامُ البيتِ الموحشِ صار رماداً
صار كما ذراتُ تراب الأرض كساداً
***
من تحت شقوق الأرض نناديكم
هل يسمع عالمُكم صرخةَ وجعي ؟؟؟
آهاتٍ قضَّت مُضـْطَجَعي
لا تحكي البتة عن جزعي
بــل هي بركانٌ مشتعلٌ
واللهبُ لظاهُ على ولدي
فلذة كبدي
***
قد متنا و اللقمة في فمنا
والجرحُ النازفُ هذا هو دمُنا
متنا والبسمة في شفتينا
و حكايات أحبتِنا في أذنينا
يخنقنـا ألف خناق وخناق
متنا والدمعة في الاحداقْ
والصرخة تخرج من أعماقْ
***
تحت الأنقاضِ مدارُسنا
و مساجدُنا وكنائسُنا
و حوائجُنا و الأسواقْ
ذكرى من امل العشاقْ
وحنان الأهل الدفاقْ
***
متنا و أماني الطفل الراقد تحت الأنقاض
آمال باتت أوجاعاً بالمَشفى
يصرخ يحلم بالدار وإن كانت منفى
صرختنا عزاً تحكي لا ضعفا
صرختنا من ألق الروحِ
لا تشكو وجعا … لا قصفا
لا تشكو جرحا … أو نزفا
لكن تشكو حسرتنا
من خزي أخ باع الأقصى
من أجل رضاهم مرتداً
ما راعى حرمة دين أو شرف
وبه ربي أوصى
والثمن رخيص يا خلي
ونقول أخونا في الدين
ونقول اخونا العربي
ونقول أخونا في الإنسانية
أطفالي لا يعنون لك البتة شيئا.
إخواني لا يعنون لك البتة شيئا
الصرخة لا تعني شيئا
والآهة لا تعني شيئا
و استنجادي بمروءة قومي لا تعني شيئا
عاشوا … ماتوا
ماتوا تحت الأنقاض وتحت النار
على صخرٍ .. حجرٍ.. حرٍ.. بردٍ.
و بلا مثقال الذرة من بشرية آدم
لا عزة نفس لا خوف من بطش الجبار
***
من لا يعرف دِيناً رَقَّ لحالِ رضيعٍ
ودَّع تحت ركام الصخر حليبَ الأم
و غادر حضن الوالد دون وداع
ضاعت صرخته بين هدير المدفع
و أنين الصرخة يا وجعي لم يشفع
قل للطاغية المتجبر لن نخضع
أحفاد صلاح الدين على العهد
وإذا قلبوا ظهر الدنيا لن نركع
و إذا قلبوا ظهر الدنيا لن نركع