عابر سبيل للعدد 128 هي الشاعرة والقاصة الفلسطينية ربا شعبان
والعبور بعنوان : أغنية لظريف الطول .
عابر سبيل لهذا العدد هي الشاعرة والقاصة الفلسطينية ربا شعبان
والعبور بعنوان : أغنية لظريف الطول …
***
ثم تصل إلى هناك …
قهوة لو سمحت … بدون سكر …شكرا
في حقيبتي الكثير من أنفاسي المتلاحقة …
وبعض “الأمتعة ” :”خيمة أمل …خريطة ممتدة كالنصل …قصيدة قديمة لدرويش..”
آه …شكرا … أنا ممتن …
لوجهي ملامح الشمس التي منحته تلك القبلة السمراء ذات صيف…
للغتي صوت الوتر الذي ترك في صمتي ذلك اللحن الشجي البعيد:
“يا ظريف الطول وقف تا قللك …رايح عالغربة وبلادك أحسن لك
خايف يا ظريف تروح وتتملك …وتعاشر الغير وتنساني أنا ”
ولكن ظريف الطول لم يتوقف لينصت لمحدثه …!
فهو لا يريد أن يدخل في نقاشات كثيرة عن الغربة النفسية والمكانية والفرق بينهما حيث تتحول الأوطان لمناف والمنافي لأوطان …
لا يريد أن يتحدث عن سماء أضيق من جناحين وعن طائر غص بحريته حتى ثمل بقصيدة لا تتسع لمداه …
على النهر أن يفك قيد المستنقع…وعلى الطير أن يمد جناحيه للمدى …وعلى خيول الموج أن تسابق الريح …
على حقيبتي أن تضيف الكثير من الكتب والصور والأصوات لتصبح أثقل وأغنى …
قهوة لو سمحت …شكرا..
فقط قهوة ..أحتاج أن أصحو كثيرا
أمامي الكثير …
القتال على ثغر من ثغور الرزق …
الحياة الناعمة بكل خشونتها …والغربة بكل إلفتها …والفرح بكل ما فيه من شجن …
وتلك الصفقة التي أبرمتها مع الحياة … أحسب كل ما فيها من أرباح فادحة وخسارات باهظة …
كل تلك الألوان الجديدة للوحاتي وكل تلك الظلال للغتي …
لا أحتاج الكثير من اللغة الجديدة بل الكثير من ظلالها …فاللغة ظلال لا أشجار…!
سأتدرب على رقصة جديدة…
لا بأس ببعض الدبكة …
أحمل في روحي تلك الخفة والرشاقة وذلك الناي الشجي الذي ينفخ نغماته نفسا نفسا من خشب مثقوب القلب كان شجرة في مكان ما …
الدبكة هل جربتم الدبكة ؟
تتشابك الأيادي وتقفز القلوب وتشتعل الأرض بضربات أقدام فتية وتلك الأنغام الراقصة…
تشرب قهوتك من جديد وتضيف الهيل إلى بن فواح على أصوات شجية
لا رقصة جديدة الآن…
لا أحد يضرب الأرض بتلك القوة ويتنفس مع شهيق وزفير الناي أفضل من عاشق للدبكة والدلعونا والميجنا …
ستغنيها مع الآخرين:
“يا ظريف الطول وقف تا قلك
ما تنسى احبابك مهما حصل لك ..
وين ما زرعوك يا زين الشباب
بقلوب البشر زهّرْ واتملّك…”