عابر سبيل لهذا العدد هي السيدة إكرام المومني.

عابر سبيل لهذا العدد رقم 146 هي السيدة إكرام المومني / مدينة واترلو/ اونتاريو
والعبور بعنوان : الجريمة التي استمرت لأكثر من سنة ، ولم يوقفها أحد!

***

على يمين الصورة الشهيد الدكتور سفيان تايه وعلى اليسار الدكتور بلال المومني .

****

في السادس من تشرين ثاني – نوفمبر لعام 2023 أرسل زوجي الدكتور بلال المومني رسالة لصديقه الدكتور سفيان تايه رئيس الجامعة الاسلامية في غزة يسأله عن أخبارهم وأحوالهم بعد الحرب الشنعاء التي شنها الكيان الصهيوني على اهلنا في غزة بتاريخ الثامن من تشرين أول اكتوبر لنفس العام.
ارسل زوجي الرسالة التالية بعد محاولات متعددة للتواصل مع الدكتور سفيان ” السلام عليكم اخي سفيان طمني عنكم” ولكن ساد صمتٌ رهيب لمدة ثلاثة ايام لم يسمع بها زوجي شيئا من الدكتور سفيان.
بتاريخ التاسع من تشرين ثاني – نوفمبر رد الدكتور سفيان برسالة قال فيها ” وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. هلا أخي ابو هاشم. الحمد لله احنا بخير. لكن لا اخفيك الظرف صعب جدا جدا جدا. نسأل الله السلامة لكل ابناء شعبنا. والله كل ما تشاهدون على الجزيرة حق. بدون تهويل او تضخيم. وحسبنا الله ونعم الوكيل”
رد زوجي” الله يقويكم يا رب ويفرجها عليكم. قلوبنا معكم ولا نملك الا الدعاء”
فرد الدكتور سفيان” بارك الله فيك، المزيد من الدعاء”. وكانت هذه اخر كلمات الدكتور سفيان لزوجي.
بتاريخ الثاني من كانون أول – ديسمبر استيقظتُ وزوجي يضربُ الكف بالكف ويقول بصوت كله حسرة وحزن والم” إنا لله وانا اليه راجعون” فزعتُ وسألته ايش صار؟ فقال بحسره” استشهد الدكتور سفيان هو وعائلته” كان ذلك اليوم من اصعب الأيام التي مرت علينا منذ بداية الحرب الشعواء على اهلنا في غزة العزة. حيث كانت تلك بداية استهداف الكفاءات والعلماء والمدنيين في غزة.
بدأت الحرب البشعة التي يشنها الشيطان على اهلنا في غزة بتاريخ الثامن من أكتوبرلعام 2023 ومنذ ذلك التاريخ ولم يترك الاحتلال الصهيوني اي شيء الا وقتله! دمرَ كل ما هو جميل وناجح؟ استهدف المرافق التعليمية والطبية والخدماتيه ولسان حالهم يقول ” علينا ابادتهم جميعا ولا نجعل لها املا بالحياة! قتلَ اساتذة الجامعات والعلماء والادباء وعاملي الإغاثة! لم يرقب في أهل غزة الابرياء اطفالا وشيوخا ونساء ومرضى إلا ولا ذمة!
يدمر كل شيء يتحرك حتى الحيوانات لم تسلم من قناصته المجرمين!
تعجز كل لغات العالم عن وصف شناعة وبشاعة حربه على الابرياء العُزل في غزة العزة!
يعتبر الدكتور سفيان تايه من افضل علماء العالم في مجال الفيزياء وقد تم تصنيفه من افضل 2% من علماء العالم النابغين والمتميزين في مجاله. تولى رئاسة الجامعة الاسلامية في غزة ولم يبلغ الخمسين بعد. وإن دلَ ذلك على شيء فانما يدل على ابداعه وتميزه؟ وهل نتوقع من شياطين جنود الصهاينة إلااغتيال التميز في غزة؟ ان مجرد وجوده كمدني سبب لهم تهديدا واصروا على اغتياله واغتيال الالاف من اساتذة الجامعات والعلماء!
يا اعزائي ان الكيان الغاصب الصهيوني يدرك دعم المجتمع الدولي له وانه لا يُحاسب على اي من جرائمه والفضائع التي ارتكبها ولا زال يرتكبها ضد أهلنا في غزة.
ان الدعم الغربي للكيان الصهيوني يجعلنا نتساءل لماذا كل هذا الدلال للكيان! اهو بسبب اللوبي الصهيوني الذي يسيطر على اصحاب القرار في الغرب! اما انهم يخافون ان يتكون كيان صهيوني غاصب في الغرب يسلبهم ارضهم وارثهم كمل فعل مع الفلسطينيين؟
ما الذي يجعل العالم ان يبقى صامتا عن هذه الجريمة لاكثر من سنة؟!
جريمة تُبثُ على الهواء مباشرة على مرأء ومسمع العالم كاملا ولا احد قادر او يريد ايقافها!
يا اعزائي يؤسفني ان اخبركم اننا جميعا متواطئون! متواطئون بصمتنا وخوفنا وضعفنا؟!
ولا سيعني الا الدعاء ” اللهم انا نشكو اليك ضعف قوتنا و حالنا وهواننا على الناس”
رحم الله الشهيد سفيان تايه وجميع الشهداء الى جنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين!
إنا لله وانا اليه راجعون في الإنسانية جمعاء.
الصورة المرفقة للدكتور سفيان تايه على يمين الصورة رفقة زوجي الدكتور بلال المومني في مدينة واترلو اثناء زيارة الشهيد الدكتور سفيان لجامعة واترلو في مدينة واترلو في مقاطعة اونتاريو كندا.