العابر هذا اليوم هو السيد فتحي أبو فرح والعبور بعنوان : ما هي ضريبة الكربون الكندية؟
****
ان ضريبة الكربون تطبق على مشتريات الوقود الأحفوري ، ويهدف إلى تشجيع الكنديين على تقليل استهلاكهم للوقود الملوث. يتم تطبيق ضريبة الكربون الفيدرالية في ألبرتا وساسكاتشوان ومانيتوبا وأونتاريو ونيو برونزويك ونوفا سكوشا وجزيرة الأمير إدوارد ونيوفاوندلاند ولابرادور ويوكون ونونافوت. أما كولومبيا البريطانية والأقاليم الشمالية الغربية فلديها رسوم الكربون الخاصة بها (ولكن مماثلة) للمستهلكين ، في حين تستخدم كيبيك نظام الحد الأقصى والتجارة. تؤثر الضريبة الفيدرالية على الأفراد الكنديين والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم وكذلك السكان الأصليون ومؤسسات القطاع العام مثل المستشفيات والجامعات والمدارس والبلديات في تلك المقاطعات والأقاليم . دخلت ضريبة الكربون حيز التنفيذ لأول مرة عند 20 دولارا للطن في أكتوبر 2019. وقد ارتفع منذ ذلك الحين ، ووصل إلى 80 دولارا للطن في 1 أبريل 2024 ، بزيادة 15 دولارا ، عن تكلفته السابقة البالغة 65 دولارا للطن. ومن المقرر أن تزيد ضريبة الكربون 15 دولارا أخرى كل عام حتى تصل إلى 170 دولارا للطن في عام 2030. تهدف هذه الزيادة السنوية إلى مساعدة كندا على الوصول إلى هدف الانبعاثات مع منح الكنديين الوقت لاتخاذ خيارات وقود أكثر اخضرارا. هناك أكثر من 20 مصدرا للوقود تنتج انبعاثات غازات الدفيئة ، مثل الفحم أو النفط أو البنزين ، والتي تتأثر برسوم الوقود. تعتمد الضريبة المفروضة على كل مصدر وقود على كمية غازات الدفيئة التي يتم إنتاجها عند حرق هذا الوقود. على سبيل المثال ، ينتج عن حرق لتر واحد من البنزين 2.3 كجم من ثاني أكسيد الكربون (CO2) ، بينما ينتج الديزل 2.7 كجم لكل لتر.
لماذا نحتاج إلى ضريبة الكربون؟
وفقا للأمم المتحدة ، يعد الوقود الأحفوري ، مثل الفحم والنفط والغاز ، أكبر مساهم في تغير المناخ العالمي ، حيث يمثل أكثر من 75٪ من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية (GHG) و 90٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. حيث بين عامي 2005 و 2020 ، زادت انبعاثات غازات الدفيئة العالمية بنسبة 18.2٪. ببساطة ، وارتفاع مستويات غازات الدفيئة يخلق تأثير الاحترار والأرض ترتفع درجة حرارتها الآن بشكل أسرع من أي نقطة مسجلة في التاريخ.
في 12 ديسمبر 2015 ، توصلت كندا و 194 دولة أخرى إلى اتفاقية باريس التي حددت بشكل جماعي أهدافا للحد من متوسط الزيادات في درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية. وفي عام 2020 ، احتلت كندا المرتبة 11 كأكبر دولة تنبعث منها غازات الدفيئة (تحتل الصين والولايات المتحدة والهند المراتب الثلاثة الأولى). وبموجب اتفاقية باريس ، التزمت كندا بخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 30٪ أقل من مستويات عام 2005 بحلول عام 2030 (ومنذ ذلك الحين عدلت التزامها إلى 40٪ إلى 45٪ أقل من مستويات عام 2005) ، وتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
الهدف من ضريبة الكربون هو تحفيز الكنديين على استخدام كميات أقل من الوقود الأحفوري والتحول إلى أشكال أكثر اخضرارا من الطاقة ، مثل استخدام المضخات الحرارية أو استخدام وسائل النقل العام ، للحد من انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب تغير المناخ.
وفقا لمعهد المناخ الكندي ، ستحتاج الأسر الكندية إلى تحمل عبء الكوارث المرتبطة بالمناخ. وفي تقريرهم “السيطرة على الأضرار: الحد من آثار المناخ” ، يجادل المعهد بأن تأثيرات المناخ ستضع عبئا كبيرا على الأسر الكندية بحلول عام 2095 (على الرغم من أن الآثار قد تم اختبارها بالفعل) مع تباطؤ النمو الاقتصادي ، ورفع الحكومات الضرائب لدفع تكاليف الكوارث المناخية ، وزيادة فقدان الوظائف وتصبح السلع أكثر تكلفة مع تعطل سلاسل التوريد مع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 12٪ (مقارنة بسيناريوهات المناخ المستقر) ومع انخفاض الدخول بنسبة 18٪.
ويشير التقرير إلى أن “تحليلنا يظهر أن تدابير التكيف الاستباقية لها فوائد كبيرة على مستوى الاقتصاد”. “مقابل كل دولار واحد يتم إنفاقه على تدابير التكيف اليوم ، سيتم إرجاع 13 إلى 15 دولارا في السنوات المقبلة في شكل فوائد مباشرة وغير مباشرة.”
لماذا يتم زيادتها؟
منذ أن تم فرض ضريبة الكربون في 1 أبريل 2019 ، بتكلفة 20 دولارا للطن ، من المقرر أن تزيد بمقدار 15 دولارا للطن حتى عام 2030 عندما تصل إلى 170 دولارا للطن. (من 2019 إلى 2022 ، ارتفع إلى 10 دولارات للطن كل عام.) تحدث الزيادة عمدا ببطء بمرور الوقت بموجب النظرية القائلة بأنها تمنح أي شخص يتأثر بالضريبة (الأسر والشركات) الوقت لتغيير عاداته الاستهلاكية والتحول إلى خيارات وقود أقل تلويثا.
كيف يساعد خصم الكربون الكندي؟ ((Carbon Rebate
يعد خصم الكربون الكندي (CCR) ، المعروف سابقا باسم دفع حوافز العمل المناخي ، ميزة معفاة من الضرائب للمساعدة في تعويض تكلفة تسعير الكربون الفيدرالي. المقيمون الذين تبلغ أعمارهم 19 عاما أو أكثر في ألبرتا ومانيتوبا ونيو برونزويك ونيوفاوندلاند ولابرادور ونوفا سكوشا وأونتاريو وجزيرة الأمير إدوارد وساسكاتشوان مؤهلون للحصول على CCR. يعتمد المبلغ الذي تتلقاه على المقاطعة التي تعيش فيها وعدد أفراد الأسرة المقيمين في منزلك.
هناك ملحق ريفي بنسبة 20٪ إضافية للأشخاص الذين يقيمون خارج مراكز المدن بسبب احتياجاتهم العالية من الطاقة ومحدودية الوصول إلى خيارات أنظف ، مثل النقل العام. وهذا يعني أن المتلقي في ريف ألبرتا سيتلقى دفعة ربع سنوية قدرها 270 دولارا ، بدلا من 225 دولارا لسكان الحضر ، على سبيل المثال.
يتم سداد مدفوعات CCR أربع مرات في السنة: 15 أبريل و 15 يوليو و 15 أكتوبر ويناير 2025. لتلقي دفعة CCR الخاصة بك ، تحتاج إلى تقديم إقرار ضريبي كل عام.
يساعد الخصم الكنديين في تكاليف المعيشة ، بغض النظر عما إذا كانوا يقللون من انبعاثات غازات الدفيئة الشخصية أم لا. ومع ذلك ، فإن أولئك الذين اختاروا خيارات أكثر مراعاة للبيئة (وبالتالي يدفعون ضريبة كربون أقل) ، سيستفيدون أكثر من الخصم. بالإضافة إلى ذلك ، وفقا للأرقام الصادرة عن البيئة وتغير المناخ في كندا ، ووكالة الإيرادات الكندية ، وإحصاءات كندا ، هناك متوسط صافي فائدة متوقع في جميع المقاطعات.
على سبيل المثال ، في ألبرتا ، إذا كان متوسط تكلفة الكربون هو 1,056 دولارا والخصم لكل أسرة هو 1,779 دولارا ، فإن متوسط صافي الفائدة هو 723 دولارا. وفي أونتاريو ، يبلغ متوسط التكلفة 869 دولارا ، ومتوسط الخصم 1,124 دولارا ، مما يعطي فائدة صافية قدرها 255 دولارا.
ضريبة الكربون: النقاد مقابل المؤيدين
مؤيدو ضريبة الكربون:
جاء أكثر المؤيدين لتسعير الكربون الكندي في شكل رسالة مفتوحة من قبل أكثر من 100 خبير اقتصادي من جميع أنحاء كندا ، الذين كانوا قلقين بشأن التهديدات الناجمة عن تغير المناخ. تهدف الرسالة إلى إلقاء الضوء على “الأدلة والحقائق السليمة” لتسعير الكربون. تنص الرسالة على ما يلي: “نشجع الحكومات على استخدام سياسات معقولة اقتصاديا لتقليل الانبعاثات بتكلفة منخفضة ، ومعالجة مخاوف الكنديين بشأن القدرة على تحمل التكاليف ، والحفاظ على القدرة التنافسية للأعمال التجارية والدعم لانتقال كندا إلى اقتصاد منخفض الكربون. سياسات تسعير الكربون في كندا تفعل كل هذه الأشياء “.
منتقدو ضريبة الكربون:
كان الزعيم المحافظ بيير بويليفري وأنصاره (بما في ذلك دوغ فورد من أونتاريو ، وأندرو فوري من نيوفاوندلاند ، ودينيس كينج من جزيرة الأمير إدوارد ، وبلين هيجز من نيو برونزويك ، وجميعهم رؤساء وزراء محافظون) يروجون لشعاراته الجذابة والإيقاعية “Axe the Tax” و “Spike the Hike”. (في عام 1989 ، كانت هناك مسيرات “Axe the Tax” حول ضريبة السلع والخدمات المقترحة.) حجتهم هي أن الضريبة تخلق عبئا ماليا غير عادل على الكنديين الذين يعانون بالفعل من تكلفة ارتفاع التضخم. وقال بويليفري إنه سيلغي الضريبة إذا شكل حكومة بعد الانتخابات المقبلة المقررة حاليا في عام 2025. ومع ذلك ، لا يوجد مؤشر واضح على ما سيحل محل ضريبة الكربون لمساعدة كندا على الوصول إلى أهداف خفض الانبعاثات. بالإضافة إلى ذلك ، إذا تم إلغاء ضريبة الكربون ، أيضا إلغاء خصم الكربون الكندي ، وسيؤثر ذلك على الأسر الكندية بطرق مختلفة. في حين أن الكنديين ذوي الدخل المرتفع (الذين ، بشكل عام ، لديهم تكاليف ضريبة كربون أعلى) سيستفيدون من إلغاء الضريبة ، فإن الكنديين ذوي الدخل المنخفض ، الذين يدفعون أقل في ضريبة الكربون ويستفيدون أكثر من الخصم الذي يشكل حصة أكبر من دخلهم ، سيخسرون. وفقا لنموذج هيئة الإحصاء الكندية ، كما ذكرت CBC ، فإن 94٪ من الأسر لديها دخل أقل من 50,000 دولار ، حصلت على خصومات تجاوزت تكاليف ضريبة الكربون في عام 2023.
كان الكنديون أنفسهم من أشد منتقدي ضريبة الكربون: وفقا لاستطلاع أجرته أنجوس ريد في نوفمبر 2023 ، يدعو 42٪ من الكنديين إلى إلغاء الضريبة ، في حين أن 17٪ سيخفضونها مؤقتا للسنوات الثلاث المقبلة ، و 25٪ سيمتنعون عن أي زيادات. وقال 15٪ فقط إن ضريبة الكربون يجب أن تزيد كما هو مخطط لها. من المهم وضع هذا في سياق الأولويات المتغيرة: قال 22٪ فقط من الكنديين إن تغير المناخ هو من بين أهم القضايا التي تواجه كندا ، مقارنة ب 34٪ في عام 2021 و 40٪ في عام 2019.
يكمن جزء من المشكلة في أن سياسة تسعير الكربون الحكومية ، سواء الضريبة أو الخصم ، لم يتم توضيحها إلى الكنديين الذين قد لا يفهمون بوضوح الضرر الاقتصادي والبيئي الذي قد ينتج إذا لم نفعل شيئا للحد من انبعاثات غازات الدفيئة. قد يكون من الصعب أيضا تحليل مدى تأثير ضريبة المستهلك لأنها مجرد واحدة من نهج متعدد الجوانب للحد من انبعاثات غازات الدفيئة.
