فاعلية المسرح التفاعلي في معالجة قضايا المهاجرين. ص4 – العدد الشهري149
عابر سبيل في هذا العدد هو الفنان المسرحي الأستاذ علي البكري.
عابر سبيل في هذا العدد من ساخر سبيل هو الفنان المسرحي العراقي المقيم في لندن اونتاريو .
الأستاذ علي البكري والعبور بعنوان :
فاعلية المسرح التفاعلي في معالجة قضايا المهاجرين.
إن المسرح بوصفه نشاط فرجوي يتطلب وجود قطبين أساسيين هما العرض والمتلقي، وبغياب احد هذه الأقطاب تصبح العملية الإبداعية منقوصة فلا يمكن إقامة أي عرض مسرحي بلا جمهور. لذلك ضل المتلقي هو الشغل الشاغل للمبدعين وعلى مر العصور.
كما ان فهم مزاج المتلقي يساعد المبدع في اختيار النمط والطراز الذي يقدم به عرضه المسرحي. ولكي نكون اكثر واقعية لابد لنا من طرح بعض التساؤلات على انفسنا قبل الولوج بإنتاج عروضنا المسرحية .
وقد يكون اهم تساؤل نطرحه. هل ان مسرحنا متقدم تقنياً لمنافسة العروض المسرحية التي يقدمها الاخر؟
هل تحقق إيراداتنا أرباحا كافية؟ وهل بالتقنية الفقيرة يمكن أن نوفر عرض مسرحي ساحر يجعل المتلقي يشتري بطاقة العرض مرة أخرى؟ إن معرفتنا بقدراتنا المادية هي اهم السبل لتحقيق عرض مسرحي ينجح بالوصول الى المتلقي في المهجر، لكون العملية الفنية هي صناعة تحتاج الى مواد أولية جيدة لكي تكون محكمة وممتعة ومفيدة للمتلقي. وبدلاً من مناقشة المعوقات لابد لنا من مناقشة الحلول لمشاكلنا والسعي الى البحث عن فضاء جمالي فقير مادياً، غني معنوياً يكون فيه المتلقي جزء فاعل ومهم، ولا نضعه بدوامة من الملل بتقنيات فقيرة. ولا نعني بان اللجوء الى المسرح التفاعلي هو من باب الاستسهال به، لكونه من الناحية الفنية لا يقل صعوبة عن أنماط المسارح الأخرى إلا انه يعفينا من التقنية التي قد نخفق في التعامل معها، وتسخيرها لخدمة عروضنا.
ان للمسرح التفاعلي أهمية كبرى في مناقشة القضايا الحساسة للمهاجرين من مختلف الثقافات واللغات، لتسهيل عملية تكيف المقصود في البيئة الجديدة، كذلك يساعد بالانفتاح على الآخر وفهم جميع مخاوفه والتحديات التي يواجهها في البيئة الجديدة. لذلك نرى بانه مسرح مؤسسات رسمية او منظمات مجتمع مدني أو مسرح مقهورين اذا ما اردنا ان نستعير الأخيرة من المخرج البرازيلي (اوغاستوبوال ). ولأن الانترنت ممتلئ بالمصادر حول هذا النمط من المسارح لم تولد لدينا رغبة بإعادة كتابة ما هو مكتوب لان القارئ الباحث سيجد ضالته حتماً اذا ما أراد معرفة تاريخ هذا الأسلوب أو كيفية الاشتغال به. الا اننا هنا نسعى لتمهيد الطريق امام الراغبين بإقامة مسرح في المهجر ولا يمتلكون أي أدوات سوى الفكر و الممثل. ولا نعني الممثل المستجد بل الممثل المحترف او المستجد الذي يتمرن بكثرة قبل ان يفكر بالعرض. لأن المسرح التفاعلي هو مسرح يكون فيه المتلقي حاضراً في قلب الحدث مشاركاً فيه ومساهماً في رسم مسار الاحداث او تغييرها او ربما الاشتراك فيها، لذلك نحن بحاجة الى ممثل باحث يجيد تقديم الدور ويعرف كيف يستفز الآخر ويجعله ضمن هذه الحلقة، لذلك لابد لنا من ان نكون متسلحين بالفكرة متمرنين على الارتجال بشكل مكثف لكي نتمكن من مناقشة المتلقي وجعله ضمن حلقة العرض.
ولهذه الاسباب نعتقد ان افضل الحلول في إقامة مسرح في المهجر يجذب المتلقي لابد ان تنطلق من القضايا اليومية للمهاجر ومن المهاجر نفسه. ولأن المسرح التفاعلي هو الأسلوب الأكثر فاعلية في مناقشة تلك القضايا وجلب المتلقي للمسرح لابد لنا من تسخير امكانياته لبناء قاعدة تلقي خاصة بنا. لكي يرانا الاخر ويفهم قضايانا وكذلك لكي يصبح لنا قاعدة جماهيرية تساعدنا بالانفتاح على أساليب عروض أخرى ليست بالجديدة علينا، ولكن يصعب تحقيقها في الوقت الراهن.
***