شباك ابو شلبك
العنوان : فرفطة روح .
المكان : شقة أبو شلبك بضواحي توروتنو .
الزمان : ظهر الخميس 11 حزيران – يونية من سنة أولى – حقبة الكورونا .
المناسبة : الحظر والحشر.
عمل ابو شلبك : أسير كوروني .
اللغة المستعملة : الفصيحة وبعض العامية .
كتب : محمد هارون
***
أم شلبك ( عند باب الشقة وابو شلبك خارجاً ) : لوين رايح ؟
ابو شلبك : زي ما انتِ شايفة رايح أشم الهوا، وين رايح يعني، واحد حامل سجادة الصلاة بيمينه ومتصفح ضد الكورونا والدنيا الظهر .. رايح صلاة الجمعة يا ستي …عندك اعتراض؟؟.
ام شلبك : أستغفر الله العظيم .. هاي الأمور تعبانه معك على الآخر اليوم !!
أبو شلبك : كأنك صايرة من جماعة أبو جهل آخرة هاليوم!!.
أم شلبك : أنت صاير من جماعة الجهل والخرف.. أنت رايح تصلي الجمعة ؟
أبو شلبك : أخيراً الحكومة سمحت النا بصلاة الجمعة بشروط صعبة.. عشان هيك بدي أطلع بكير شوي حتى أحجز مساحة أصلي فيها .
أم شلبك : اليوم الخميس يا مولانا !!
ابو شلبك : شووو.. وين الرزنامة؟؟؟ ( يتجه للرزنامه ويعود خائباً ) طيب خلينا اروح اصلي الظهر بالجامع ما أنا صرت جاهز .
أم شلبك : لسه الجوامع ما فتحت بمنطقتنا.. بكرا إن شاء الله .. ارتاح هسه يا حج .
أبو شلبك : شكلوا ما ضل فيها حج كمان .. راح يسكروه السنه .. استغفر الله وبعدين بهالوباء اللعين.. تقولي ابليس راكبنا السنة !!.
أم شلبك : الله المستعان . ارتاح في البيت خلص .
ابو شلبك : صرت لابس ..شو أساوي .. خلينا أكب الزبالة .
أم شلبك : هاي خامس مرة بتكب الزبالة اليوم…من وين بتجمّعها ؟… أنا بعرف أنت بس بدك تطلع وتنقل المرض النا.. بكفي أنك من يومين تلاته طلعت طول النهار ومش عارفة وين غبت ؟.
أبو شلبك : صراحة… طلعت مع صاحبي أبو العبد جارنا ، وشاركنا بمظاهرة ضد العنصرية تضامنا مع صديقي جورج فلويد .. وما جبت المرض ولا شي وهيني زي الحصان ما شاء الله عليّ .
أم شلبك : انت بتتلكك .. ما احنا عنا بالبلاد أكثر من ميت جوروج فلويد وما عمرك تعاطفت معهم .
أبو شلبك : من اليوم وطالع اي واحد بتعرض للظلم راح اطلع بمظاهرة من شان اتضامن معه. وبعدين امبارح سجلني صديقي أبو صفوح بمنظمة العفو الدولية – أمنستي – من شان ندافع عن حقوق الإنسان.
أم شلبك : هسا الانسان صار اله حقوق من ايمتى؟؟ !!.. ما هي سايبة والكبير بيوكل الصغير والقوي ببلع الضعيف ما أنت شايف شو صاير يا صابر… انا خايفة عليك من كل هالحكي .. وبعدين كبار السن اللي زيك اكتر الناس بتعرضوا للكورونا وبيموتوا فيها… أنت ما بتعرف تقعد ، رايح جاي بتلف وبتخلق مشواير.
أبو شلبك : مش صحيح … الحكومة سمحت بفتح كثير شغلات والوضع تحسن .. وبعدين أنا وين بدي أروح .. يا إما بتضامن مع المقهورين يا إما بروح السوق بتبضع أغراض البيت.
ام شلبك ( تنفعل ) : طيب .. امبارح رحت السوق وجيبت ( كونتينر ) ورق تواليت يعني خمسين ربطة و2 كيلو كراوية و20 كيس بهارات سجق ووستين حبة جوزة الطيب ودقة الكعك وعلبة سلفانا وقرفة عيدان.. قرفتنا يا شيخ.. أصلا لو غابت هاي الاغراض عن مطبخي سنه ما بسأل عنها .. … وبعدين مين طلب منك هاي الأغراض ها.. فهمني ؟.
ابو شلبك: وطي صوتك .. انت عندك كل شي خبز ولحمة ورز وزيت وخضاروفواكه…قلت يا صابر شو اشتري … شو اشتري … فاشتريت ورق التواليت خفت انه تخرب الشطافة.. أفرضي انه الشطافة خربت شو أساوي أنا؟؟.. وبعدها شريت بقيت الأغراض عشان قرب العيد الكبير .. أنا قلت يعني أروح اجيب النواقص.
أم شلبك ( تنفعل أكثر ) : ما قلنا ما فيش حج يعني ما فش عيد … اسمع من الآخر.. لا تروح ولا تيجي.. خليك بالبيت ..جيبت لي الزايدة يا ناقص !!
أبو شلبك : أنا ناقص !!..أنتِ واحدة ناقصة وقليلة أدب وين احترام الأزواج والبعول .. ما بسمح لك أبداً.. ولا تحت اي ظرف انك تشتميني .!!
أم شلبك ( تهدأ ) : والله أنا خايفة منك وعليك… معلش عصّبت شوي .. سامحني المهم خليك بالبيت .
أبو شلبك : أي والله زاهي وهبة نفسه فرفطت روحه .. وحتى إنه ترك البرنامج.
أم شلبك: يا زلمة انت بايش واحنا بايش !!
ابو شلبك : طيب شو بدك اياني أساوي .. قرينا قصص واسمعنا أخبار .. وشفنا مسلسسلات وعجنا وخبزنا معك خبز وكعك ، واشتغلنا بقوارين الزريعة شغل حاكورة كبيرة .. وعملنا البرنده مستنبت… وقطفنا ميت ضمة نعنع ونشفناه … وحكينا مكالمات كثيرة مع الأهل والأصحاب بهاظا شو اسمه.. بالزور .
ام شلبك : بالزووم
ابو شلبك : بالزمة تسكتي .. بطلت تفرق بالزين ولا ببز واحد …كلها صدور .
ام شلبك : انت انحرفت يا شلبوكتي.. حتى الفاظك تغيرت بأيام الحشرة .
ابو شلبك : بلا حشرة بلا كشرة ..وعلى سيرة الأيام .. شو اليوم ؟
أم شلبك :.. يا زلمه قلت الك من شوي.. اليوم الخميس .
ابو شلبك : يا ريت كان طلع اليوم سبت أو أحد لنرتاح .. ونعمل كعك ونكب كب كلنا كبة!! شو رأيك اروح اشتري لوازم الكبة ولا تعملي مقلوبة زهرة ؟.
أم شلبك : ما بدنا زهرة ولا كبة.. من شان الله أقعد يا صابر .
أبو شلبك : أقعد يا صابر .. أقعدي يا هند .. مش عارف شو صار مع وائل وهند !!
أم شلبك : لا حول ولا قوة الا بالله .. انت شو بتخبص وبتحكي… مين وائل وهند ..المهم خليك مرزوع على الكرسي وما تتحرك .
أبو شلبك : فرفطت روحي ..يا حلاوة روحي … بدي اطلع واطش على كيفي.. وبدون ما البس اللفام.. و( تقطعه ام شلبك )
أم شلبك : ودخلك شو اللفام .. قصدك الكَمامة؟؟ .
أبو شلبك : الكِمامة للبهايم والنقاب والبرقع والقناع للمرأة واللثام واللفام للرجل أما القمامة.. ( تقطعه مرة أخرى).
أم شلبك : خلص من شان الله فتحت لي مُعجم براسي وبيكفي تنظّر عليّ…يا ناس اصعب اشي بالدنيا انك تقعد وتحكي مع معلم متقاعد.
أبو شلبك : مش عاجبك خليك بالكمامه أحسن.. نرجع لموضوعنا… شوفي من أنا وصغير كنت احب البس اللفام على وجهي عشان أصير زي الدكاترة ، هلق ما بدي اي شي البسه بكف ايدي ولا على وجهي.. انخنقت… الله يرحمك يا جورج .. ( يرفع صوته ) لقد خلقنا لنعيش أحرارا ..أنا مع مناعة القطيع.. وبدي حط راسي بين الروس واقول يا قطاع الروس … انا طالع سلام.
أم شلبك : يا شلبوكتي يا بعلي.. انت ما راح تصير دكتور.. انت بطلعتك هسه برة البيت، بتكون مشروع شهيد أومصاب كوروني ورقم جديد بضيفوه على أعداد المصابين .. طيب أسمع .. الله يرضى عليك اذا مصر تتطلع ، تجنب الاختلاط وبلا حكاية مناعة القطيع .. والله يقطع الكورونا واللي جابها…راح تدمرنا !!
( عند الباب الموبايل يرن وابوة شلبك يرد .. يمتقع لون وجهه ويعود لداخل الشقة ) .
أم شلبك : خير شوفي مالك رجعت ؟؟
أبو شلبك ( يبلع ريقة ويتأتأ ): صاحبي أبو العبد رفيق الدرب .. كورونا .. طلع عنده باسور .. باسوورد .. بوززاا .. بوزاتف كورونا.. طلع عنده كورونا !!!!.
انتهت .