في مفهوم الثّقافة.
كتب : رشدي الماضي- حيفا
الثّقافة ابداع انسانيّ جمعيّ يميّز المجتمعات الانسانيّة كاملة، فلا يُمكن لأيّ مجتمع أنْ يستمرّ وجودُهُ بدون تلكَ العناصر الثَّقافيّة…
وما الغريب؟!
ونحن نعلم أنّ هذه العناصر هي هي التي تعمل على الحفاظ على حياتِهِ، واستمرارها عبر الزّمن والأجيال… مِمّا جعل الجميع يُجْمعون على قبولها “دستورا” يتعلّمون منه سبل الحياة وأساليب الحفاظ عليهم كجماعة متماسكة دائمة السَّعْي الى الرُّقيّ والتطوّر نحو الأعلى والأَفضل والأحْسن…
وعليهِ تُصْبح الثّقافة، وإن اختلفت تعريفاتها، بأنّها مجموعة القيم والعادات والتّقاليد والأعراف والإبداعات التي يعيش وفقها جماعة من النَّاس أو مجتمع بشري…
وبسبب اكتساب هذا الإبداع الجمعي الذي اتُّفِقَ عليهِ وتبنَّاهُ المجتمع، صفة الشَّعْبيّة، قامت وتقوم الدّراسات الإنتروبولوجيّة والفولكلوريّة بدراسة ثقافة الشُّعوب من خلال مظاهرها كما يتمثّلها الشّعب في أنماط سلوكِهِ وإبداعاتهِ…
وهذا أمر طيعيّ، لأَنّ كلَّ إبداع أو تعبير وممارسة، يقوم بها المجتمع، تَنْبُعُ من منطلق ارادتِهِ التّعبير بها عن موقِفِهِ من الحياة…
وهو يمارس ذلك بمختلف الوسائل كاللغة والموسيقى والإشارة والايماءَة بالحركة والتّشكيل، وبالنُّظم الاجتماعيّة وأنماط السُّلوك، وكذلك بأدوات وطرائق العمل وبمعتقداتهِ ورُؤاهُ وتصوّراته الفكريّة والفلسفيّة…
ولا بُدّ أن أُسارع وأُضيف في هذا الصّدد، أنَّ حراك المجتمع الدّيناميّ يُصاحِبُهُ إيقاع خاص يتغيّر بتغيّر الظّروف الطبيعيّة والاقتصاديّة والسّياسيّة والتّعليميّة والثّقافيّة، وغيرها من المعطيات التي تُحيطُ وجودهُ وتًؤثّر في بنية حضوره الإنسانيّ…
وحين نقوم بجمع كلّ هذه العناصر والمعطيات نصل الى تشكيل ما اتُّفِق على تسميتهِ بالإطار المادي للثّقافة…
وصباح الخير
لِمَنْ يتعامل مع “جسد” الثّقافة بمبضع الحذف والإضافة، حذف تلكَ العناصر التي فقدت قُدْرتها على تلبية حاجات كلّ زمن حديث لتبقى الثّقافة كيانا مرنا متجدّدا باستمرار ويتوافق وينسجم مع واقع الحياة التي يعيشها الإنسان في عصرِهِ…