كلمة السر “الأمير الأحمر” : أبو عمّار قتلته ((فرشاة الأسنان))وقَهْر الرجال!!
كندا سبيل – طارق عكّاوي – مونتريالْ
وأخيرا …نطق الرجُل وقال في تصريح صحفي على إحدى الفضائيات الأردنية أن الزعيم الفلسطيني الراحل “ياسر عرفات ” تم اغتياله عن طريق دس فرشاة أسنان ملوثة بمادة (الثاليوم) السامة والتي تؤدي إلى انتشار السم القاتل في الجسد بطريقة بطيئة وتدريجية!!!
هكذا اغتالت “خيبر” رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم بدس السم في كتف الشاة حسب الرواية الشهيرة وبقي الرسول يعاني من هذا السم لسنوات حتى أصابته الحمّى وانتقل للرفيق الأعلى!!
لم يكن بسام أبو شريف احد كبار مستشاري الشهيد الراحل “أبو عمار ” يوما ما بعيدا عن ملف التحقيق الذي ما زال مفتوحا في حادثة إغتيال الختيار ، وليست فرشاة الأسنان امرا بسيطا في “علم الطب الجنائي” لأنّ الختيار الشهيد كان محاطا بمجموعة صغيرة جدا من الأشخاص منذ أن بدأ حصاره بالمقاطعة في مدينة رام الله قبل 14 عاما،وليس من المستحيل ان يتم تتبع الشخص المسؤول عن تزويد مكتب “الزعيم الراحل” بمواد العناية الشخصية كالمشط وفرشاة الأسنان والبشاكير وغيرها …فشخص مثل “الراحل الكبير” كان محاطا بما يسمى “أمن الرئاسة” وهذا مسؤول عن سلامة ابو عمار شخصيا …ولكن كما كنا قد اشرنا في مقال سابق نشرنها في صحيفة كندا سبيل ” فإن الختيار الشهيد” كان قد أجاب على أحد المقربين منه في حصار المقاطعة حول سبب حالة “الضيق النفسي” التي اصابته في هذا الحصار مقارنة في بيروت قال الختيار “في بيروت كان عندي ابو حسن سلامة”!!
هذه الإجابة فيها “شيفرا” وكلمة سر أراد ان يوصلها “الختيار الشهيد” إلى أيتامه من بعده انه كان في حالة عّوز شديد لامثال الأمير الأحمر “علي حسن سلامة ” والذي أشرف شخصيا على تأسيس جهاز “امن الرئاسة” وكان متخصصا في إحداث اختراقات كبيرة في عواصم العالم لصالح قضية الختيار التي هي نفسها قضية الشعب الفلسطيني،وكان ايضا حريصا على عدم حدوث “الاختراق العكسي”!!
حادثة استشهاد “الختيار ” ليست مجرّد حادثة عابرة في تاريخ القضية الفلسطينية،ولها دلالات أكثر من خطرة اولها أن جهاز “موساد ” الصهيوني في إثناء الحصار الأخير كان يعبث في كل مكان في أروقة السلطة الفلسطينية، وإن كان أحد كبار المسؤولين المتقاعدين من هذا الجهاز قد وصف في تصريح صحفي قبل أيام هذا الجهاز بانه “مجموعة من القتلة” فتصريح كهذا لا يعكس دلالة ولا بريقا مهما لدى المناضلين الفلسطينيين الذين خبروا هذا الجهاز وعرفوا وظيفته جيدا ، ولكنّ المسألة تبقى متعلقة بــ “أصابع الموساد” التي أصبحت قادرة على العبث في الظلام بمؤخرات كثير ممن اعتقد الشعب انهم “حرّاس العقيدة الفتحاوية” وإلا فكيف وصلت فرشاة الأسنان المسمومة لمخدع الختيار الشهيد؟
كنّا ندرك تماما انّ “الختيار الشهيد” لن يعيش طويلا ، فهو في النهاية إنسان ولكل إنسان نهاية ، ولا شك انه نال شرف الشهادة التي طالما تمنّاها ..ولكن رحيل الختيار بمكيدة خسيسة يتحمّل مسؤوليته الدائرة الخاصة والقريبة جدا التي كانت تحيط به قبل رحيله…!!
باعتقادنا : لم يكتمل التحقيق بعد ….والمسؤولية ثقيلة على “أيتام عرفات” ولكن الثابت المتحوّل في هذه المرحلة أن”الاختراق” وصل أعلى مستويات القرار السياسي العربي والفلسطيني….!!
رابط عميق بين “تنظيف الأسنان” وتنظيف “البيت الداخلي” وبدون عملية التنظيف هذه لن تقوم قائمة لوطن ولو على مستوى “كيان حكم ذاتي”..!!
نتائج التحقيق في “اغتيال الشهيد الختيار ” لاتتعلق بكهنوت الشخصية وعبادة الرمز بقدر ما تتعلق بمستقبل ملف خطير وحسّاس يتعلق بمسارات عميقة جدا في كفاح شعب يبحث عن دولة….!!
أنّه الإختراق…!!