كيف نعد أنفسنا للعودة للمدارس ؟
غداً الثلاثاء 3 أيلول سبتمبر أول أيام المدارس 2019 - 2020 في كندا .
من سلسلة شباك ابو شلبك:
العنوان : يا مدارس يا مدارس .
المناسبة : عودة المدارس .
اللغة المستخدمة : الفصيحة
عمل أبو شلبك: مُدرس متقاعد.
الزمان : أيلول – سبتمبر مكرر.
المكان : حيث يكون مستقبل الصغار هاجس الكبار.
***
كتب محمد هارون .
________________________________________________________________
قبل البداية:
*دعونا نتذكر بأن الصغار قد اعتادوا على حياة الإجازة والنوم الطويل وخاصة بعد العطلة الصيفية ، لذلك يجب أن نمنحهم فرصة للتعود على الروتين الجديد، قبل بدء اليوم الأول من المدرسة عودة على النوم والاستيقاظ مبكراً. العودة للمدرسة بعد الإجازة صعبة على الطفل كما هي صعبة على أي بالغ. لذلك حاولوا عندما تتحدثون معه أن تركزوا على الأمور الايجابية في المدرسة حتى يتحمس للمدرسة، أمثلة على ذلك أصدقاء جدد، مدرسين جدد، والنشاطات المدرسية المختلفة.
*من الأفضل إعطاء مثال جيد لصغارك وذلك بالتسوق والتجهيز للمدرسة مبكراً، وتأكد من أن جميع اللوازم المدرسية جاهزة لهم قبل بدء الدراسة بوقت مناسب، تعطيهم انطباع بأهمية الوقت والتخطيط وأهمية العام الدراسي الجديد.
البداية:
*من الساعة السادسة والنصف وحتى الثامنة صباحا ترتفع درجة الاستعداد عند أولياء الأمور من أجل تجهيز أولادهم للذهاب إلى المدرسة….أتقدم لكم ببعض النقاط والتي أجزم بأنكم تعرفونها …ولكن للتذكير فقط من (شخص قضى بالتربية والتعليم الكثير من عمره) عموماً دعونا نبدأ:
*قبل النوم ضرورة التأكد من أن الصغار قد أدوا واجباتهم المدرسية.
*بعد متابعة نظافتهم الشخصية نقوم بالتأكد من محتويات حقائبهم ومساعدتهم بتطابق تللك المحتويات مع الجدول المدرسي .
*الانتباه الى نوعية الطعام المعطى لهم. ومن الضروري أن يكون صحيا ومفيدا وخفيفا. الابتعاد عن النشويات والدهون والاقتراب من العصائر الطازجة يومياً، والفواكه والخضار البسيطة، والتركز على الحديد والفيتامينات المختلفة. أما في المدارس التي تعد الوجبة للطالب فيمكنك التأكد من سلامة وصحة الغذاء من خلال مراجعة إدارة المدرسة. لا تنسى أن مسالة تثقيف ابنك صحياً من المهام الأساسية للأسرة.
*التوجه الى المدرسة مبكرا وبوقت كاف دون التعرض لضغط الوقت وخاصة للذاهبين الى المدرسة على أقدامهم. كما من الأفضل مصاحبة االتلاميذ في المرحلة الأولى الى الحافلة المدرسية وانتظارهم عند العودة.
*التأكيد على الملابس النظيفة والمناسبة للطقس دون مبالغة.
* الإنتباه الى وزن الحقيبة المدرسية.( من 10 – 20% من وزن الطالب )
* تفقد سيارتك عند نزول الصغار منها …مثال : أحيانا ينسى التلاميذ حقائبهم أو عُلب الطعام وما شابه …(أحدهم عاد بابنه إلى البيت والذي كان نائماً على الكرسي الخلفي بعد ان نزلت أخته فقط الى المدرسة) .
*في حال تعرض الصغار لأي مرض لاسمح الله فمن الأفضل عدم إرسالهم إلى المدرسة ومهاتفة المدرسة لإخبارها بالغياب، لذلك من الضروري الحفاظ على رقم هاتف المدرسة ورقم الطالب وصفه وشعبته بتناول اليد .
* التأكيد على أهمية المصروف اليومي وكميته بحيث تتناسب مع حاجات التلميذ ورغباته المعقولة.
* ارشاد الصغار الذاهبين للمدرسة مشياً على أقدامهم بتوخي الحذر من السيارات أو أية محاذير أخرى.
* أخيراً: من الضروري أن يشعر التلميذ بأنه ذاهب إلى مكان يحبه لذا يجب ان يكون مندفعا وسعيدأً.
واذا تحقق ذلك…. فسنكون بأول المشوار الصحيح.
العودة من المدارس:
* ضرورة ان يكون احد أفراد الاسرة الكبار بانتظار التلاميذ مع تجهيز وجبة ساخنة وصحية. واذا كان التلميذ صغيرا يفضل استقباله منذ نزوله من الحافله المدرسية.
* بعد أخذ قسط من الراحة تحدث مع إبنك واستمع لما يقوله. أسألة كيف كان يومه وما هي المشاكل التي واجهها( طبعأ بعيدا عن إسلوب التحقيق البوليسي المستفز) ومن المهم جداً للآباء والأمهات توطيد العلاقة مع أبنائهم وجعلهم يتحدثون معهم حول ما جرى في يومهم الدراسي، وحتى استشارتهم في أمور المنزل والمدرسة.
*من الأفضل تخصيص مكان مناسب للدراسة بعيد عن التلفاز وغيره من المغريات. ضع توقيت معين يتوجب عليهم الجلوس وحل الواجب فيه، وتأكد من أنهم انتهوا من فروضهم المنزلية قبل السماح لهم بالذهاب للتسلية أو لمشاهدة التلفزيون.
*يجب عليك معرفة من يصاحب، لذلك حاول حتى مقابلة أصحابهم ومعرفتهم عن قرب، من المهم جدا أن تتأكد من أن أصدقاء أولادك على خلق وتربية جيدة، وخصوصا لأننا قادمون من مجتمعات لها خصوصيتها حاول تعليم صغارك كيفية اختيار الصديق المناسب.
*اغرس فيهم الحب والانتماء لكندا وإطاعة القوانين والتعليمات المدرسية والتعامل مع الجميع باحترام .
*تأكد من أن النوم المبكر هي العادة الأساسية لأولادك سواء كان ذلك في الأيام الدراسية أوعطلة نهاية الأسبوع، كذلك تأكد من أن وجبة الإفطار وجبة أساسية للأسرة، وبان ملابسة تجهز قبل النوم، حاول تنمية عادة الاستعداد بشكل مبكر ليومه الدراسي.
*اطّلع على كتب ومناهج أولادك وتأكد من انك على اتصال مع المدرسين لمعرفة الخطة الدراسية حتى تكون مستعدا لتدريسهم.
* تذكر بأن تصرفاتك في البيت ستكون تحت رقابة الأطفال لذلك سيقومون بتقليدك باعتبارك القائد والأب والمعلم (المنهاج الخفي).
* ملاحظة أخيرة:
إلى الطلاب العرب الجدد على كندا، إن مسؤولية الأسرة مضاعفة بالتوجيه والمتابعة ، كما ان أهون الأمور هو تعليمهم الانجليزية مهما كان مستواهم فالبرامج المدرسية هنا مجهزة ومنظمة لكل المستويات. ولكن المشكلة عند الطلبة العرب القدماء في هذه البلاد، إنهم بحاجة للمتابعة والتوجيه ايضا. صحيح ان الجميع يشارك في البناء المعرفي والوجداني والحركي لأولادنا، المدرسة والشارع ووسائل الاعلام، ولكن الأسرة هي الأساس، لذلك حريّ بنا الحرص على إبقاء أولادنا ضمن ثقافتنا المتفتحة القابلة لأي جديد ومفيد. ويعني ذلك أن ينخرط العربي في المجتمع الجديد ويتفاعل معه بشرط أن يظل محتفظ بالقيم والمثل الحضارية التي نعتز بها، والحكومه الكندية تساعد الناس للحفاظ على ثقافتهم الأم.
لذلك من الضروري تعليمهم اللغة العربية ليس فقط من خلال حصص رتيبة مملّة في العطل الرسمية
ولكن تعليم العربية بطريقة جاذبة وشيقة تشدهم اليها فيبحثون عنها .
عموما الحديث بهذا الموضوع شيق وقابل للنقاش فالكل صاحب مصلحة والتربية هي الحياة نفسها كما قال أحد المربين الكبار.