ثقافيات

لقاء العدد: مع السيدة أسماء الوحش رئيسة منظمة النساء العربيات الكنديات في واترلو وجويلف.

أجرى المقابلة : د. أحمد البوريني .

لقاء العدد
لقاء مع رئيسة منظمة النساء العربيات الكنديات في واترلو وجويلف
(مهرجان للثقافة العربية يبرز دور وهوية المرأة العربية الكندية)

إعداد وحوار/ الدكتور أحمد البوريني

المنتدى العربي الكندي للحوار الثقافي – وجريدة ساخر سبيل
arabican.forum@outlook.com


___________________________________________________________
مقدمة :
يسرني أن استضيف من خلال المنتدى العري الكندي (ARABiCAN) وجريدة ساخر سبيل لهذا اليوم السيدة أسماء الوحش رئيسة منظمة النساء العربيات الكنديات في اقليم واترلو وجويلف (اختصاراً – كاوا)؛ وهي منظمة غير ربحية تأسست عام 2016 بهدف دعم وتمكين النساء من أصول عربية أو الناطقات باللغة العربية، وتمتين الروابط فيما بينهن من جهة ومع المجتمع الكندي عموماً من جهة أخرى. وتسعى ضيفتنا إلى جانب فريقها نحو تحقيق رؤية هذه المنظمة الفتية المتمثلة في تمكين المرأة العربية الكندية (بما في ذلك اللاجئة والمهاجرة)، وتعزيز شعورها بالقوة والثقة بالذات، وتوفير الدعم والتشجيع اللازمين من أجل مساعدتها على الاندماج وتحقيق آمالها وتطلعاتها، ضمن منظومة من القيم والمبادئ الراسخة التي تعزز هويتها العربية الكندية الراقية في مجتمع يزخر بالتعددية واحترام حق كل فئة في التعبير عن أهدافها.
الحوار:

وللتعرف عن قرب على أهداف وأنشطة منظمة النساء العربيات في اقليم واترلو وجويلف، أجريت اللقاء التالي مع السيدة أسماء الوحش.

***
أولاً: كيف جاءت فكرة تأسيس هذه المنظمة وما هي الأهداف الرئيسة التي تسعون لتحقيقها في مجال دعم المرأة العربية الكندية؟

برزت الفكرة عندما هاجرت من الأردن إلى كندا وتحديداً لمنطقة واترلو عام 2012. وقد شعرت في البداية بالوحدة وعدم إمكانية الاندماج بسهولة، وبذلت جهداً كبير من أجل تكوين علاقات اجتماعية مع بعض الأسر التي تتحدث اللغة العربية. ولاحظت حينئذ عدم وجود أي مؤسسة خاصة بالنساء العربيات تهتم بشؤونهن ودعمهن نفسياً واجتماعياً.
من هنا، توجهت للعمل والتطوع في العديد من المؤسسات في اقليم واترلو، واستكملت دراستي في مجال المؤسسات غير الربحية وادارتها، لأتحول بعدها إلى تأسيس منظمة “كاوا” بمساعدة عدد من المتطوعات والمهتمات بهذا الشأن عام 2016، لتصبح مؤسسة رائدة في دعم النساء من أصول عربية وعائلاتهن في إقليم واترلو وجويلف.
ثانياً: هل يمكن أن تحدثينا بصورة مختصرة عن رؤية ورسالة هذه المنظمة ضمن الأطر التي وضعتموها لدى إطلاقها؟
تمثل رؤيتنا في أن تشعر كل امرأة عربية بكندا بأنها قوية، واثقة، ولديها الدعم والتشجيع لتحقيق آمالها، وأهدافها، وطموحاتها.
أما مهمة ورسالة المنظمة فتتمثلان في تأمين شبكة علاقات آمنة وداعمة للنساء العربيات عن طريق تعريفهن بمصادر الدعم المتنوعة، وتقديم البرامج المساعدة لهن ليكنّ مواطنات فاعلات في المجتمع. كما تسعى المنظمة جاهدة لتمكين النساء العربيات الكنديات جنباً إلى جنب مع الفتيات الصغيرات حتى يتمكنّ من إحداث التغيير الإيجابي المسؤول في حياتهن وحياة أسرهن ومن ثم في المجتمع الكبير من حولهن، مع الحفاظ على القيم الراقية والأصيلة.

ثالثا: إلى أي مدى نجحت المنظمة في التعبير عن قضايا المرأة العربية الكندية؟

بالنظر إلى التزايد المضطرد والكبير في أعداد الحالات من النساء اللواتي يتلقين الدعم من فريق عمل المنظمة بالإضافة إلى المشتركات في البرامج المختلفة نجد بأننا حققنا خطوات إيجابية ومهمة.
ومن جانب آخر، تمكنت المنظمة من إحداث تغيير في النظرة السلبية تجاه كثير من القضايا والمؤسسات بسبب الأفكار النمطية التي قد تحملها المرأة القادمة حديثاً إلى كندا. ومن بينها، على سبيل المثال، تعريف القادمات الجدد بالعلاقة الإيجابية بين المواطن وأفراد الشرطة في كندا. فنحن نقوم بتعريف النساء العربيات الكنديات بالخدمات المتعددة التي يقدمها قسم الشرطة في المجتمع الكندي بناء على علاقة تشاركية والتنسيق لحضور ورش عمل خاصة للنساء.
كذلك قدمت المنظمة عدداً من المبادرات ومنها الاحتفاء بالنساء العربيات، وتسليط الضوء على إنجازاتهن لخدمة المجتمع، كما تم بناء علاقات جيدة مع مؤسسات المجتمع المدني، مع الحرص على عقد اجتماعات للتعريف بأهم التحديات التي تواجهها المرأة العربية في كندا، وآليات مساعدتها ودعمها. وأعتقد بأن منظمتنا كان لها دور بارز في تحقيق ذلك.

رابعاً: ما أهم الفعاليات والأنشطة التي تقومون بتنفيذها؟ وما طبيعة مهرجان الثقافة العربية الذي تعتزمون تنظيمه الشهر القادم؟

قامت منظمة النساء العربيات في اقليم واترلو وجويلف (كاوا) بتنظيم العديد من الأنشطة والبرامج القائمة على دعم المرأة العربية على جميع الأصعدة العملية، والأسرية، والتنمية الذاتية، والأمومة، وغيرها من المواضيع التي تخص المرأة العربية في كندا.
ومن الأمثلة على برامجنا:
Work pro: ويهدف هذا البرنامج الى مساعدة المرأة العربية على دخول سوق العمل الكندي من خلال استضافة مدربة واختصاصية توظيف لمساعدة النساء فيما يتعلق بأسلوب كتابة السيرة الذاتية، وطرق البحث عن عمل، وتوسيع شبكة العلاقات المهنية، وفهم بيئة العمل الكندية، وتغيير المسيرة المهنية أحياناً خصوصا للقادمات الجدد. ويتلقى هذا البرنامج دعماً من الحكومة الكندية.
Mother to Mother: برنامج “من أم إلى أم”: وهو برنامج مصمم للنساء الحوامل أو أمهات الأطفال ممن هم بعمر سنتين فأقل. ويتم من خلال البرنامج مناقشة مواضيع خاصة بالأم والطفل، وطرق التربية والعناية بالأطفال. ويتم تنفيذ هذا البرنامج بدعم من مؤسسة United Way Waterloo Region Communities وبالشراكة مع مركز Greenway- Chaplin Community
ESL English Conversation Circle : برنامج تعليم اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها. ونركز من خلاله على إجراء جلسات المحادثة باللغة الإنجليزية وتعزيز المهارات، وإثراء المفردات، واكتساب الثقة للتحدث باللغة الإنجليزية.
Strong Families Together: يسعى برنامج ” معا نحو أسرة قوية” إلى ربط النساء العربيات بالموارد المتاحة في كندا وإيجاد المساحات الآمنة لمناقشة أي مشكلات قد تتعرض لها المرأة العربية وأسرتها. ويقوم البرنامج على أساس الشراكة مع ” مركز خدمات أزمات النساء في منطقة واترلو وجويلف”. ويستضيف المختصين لمناقشة مواضيع تخص العلاقات الأسرية، والزوجية والإرشاد، والاستقلال المادي، وقانون الأسرة في كندا. ويتلقى هذا البرنامج دعماً من مؤسسة المرأة الكندية Canadian Women’s Foundation
Police Outreach: برنامج توعوي حول سبل وجهود التعاون مع شرطة اقليم واترلو وجويلف، والتي تهدف الى تثقيف الوافدين الجدد حول قوانين الحكومة الكندية والهيئات الاجتماعية المحلية.
بالإضافة إلى هذه البرامج الفاعلة، قامت المنظمة بتعيين موظفات مختصات لدعم النساء العربيات الكنديات في مواجهة صعوبات ومشكلات الحياة اليومية من خلال توصيلهن بالمصادر المحلية والاختصاصيين القادرين على تناول حالاتهن النفسية، والعائلية والمهنية. والأخذ بأيديهن لتطوير حياتهن نحو الأفضل، وتسهيل اندماجهن بالمجتمع الكندي مع الحفاظ على هويتهن العربية الكندية.
أما الهدف الأساسي من إدارة وتنظيم مهرجان الثقافة العربية بالنسبة للمنظمة، والذي يتم بمشاركة بلدية كيتشنر، واختيار مركز المدينة كموقع لتنظيم الحدث، فهو التعريف بثقافتنا العربية أمام المجتمع الكندي، وإيجاد الفرص للتبادل الثقافي مع جميع المجتمعات والثقافات الأخرى الموجودة في المجتمع الكندي المتعدد الثقافات. أيضا من خلال المهرجان تهدف منظمتنا إلى الوصول للريادة على المستوى الاجتماعي والثقافي والخدمي كمنظمه قائمة في اقليم واترلو وجويلف. ونأمل من خلال تنظيم مهرجان الثقافة العربية في إبراز دور المنظمة والنساء العربيات في المجتمع الكندي المحلي وتسليط الضوء على خدماتنا ومهاراتنا التي تساهم في نهضة المجتمع الكندي ككل.
ويهدف المهرجان كذلك من خلال الفعاليات إلى دعم المشاريع المحلية العربية عبر المشاركة في الأنشطة، وكذلك عن طريق عرض المنتجات وتسويقها، بهدف إيصالها للمجتمع العربي خاصة والمجتمع الكندي بوجه عام.
خامساً: ما أهم التحديات التي تواجهها منظمة النساء العربيات في اقليم واترلو وجويلف ومتطلبات تجاوزها من وجهة نظركم؟
أحد التحديات التي تواجهها منظمة المرأة يتمثل في صعوبة الوصول إلى أكبر عدد ممكن من النساء العربيات المنعزلات عن المجتمع الكندي ككل، سواء بسبب عوائق اللغة أو بعض التقاليد او لأسباب عائلية؛ واللاتي يحتجن للدعم المادي والنفسي والاجتماعي لرفع مستوى اندماجهن بالمجتمع وتجاوز صعوبات الحياة على جميع الأصعدة دون التفريط بقيمهن.
ايضا من خلال الخدمات التي نقدمها للمرأة العربية نجد ان بعض النساء العربيات في كندا قد يواجهن تحديا في الإفصاح عن مشكلاتهن النفسية والعائلية والمادية، نظرا لتخوفهن ولأسباب ترتبط عادة ببعض العادات والتقاليد غير الإيجابية أحياناً، مما قد يحد من وصولهن إلى مصادر الدعم والمساعدة المتوفرة في المجتمع المحلي. لذلك نعمل كمنظمة عربية كندية على كسر تلك الحواجز وتجاوز هذه العقبات عن طريق تعيين موظفات ومرشدات مجتمعيات، بهدف بناء علاقات قائمة على الثقة المتبادلة مع النساء العربيات ونشر التوعية عن طريق تنظيم ورشات العمل التثقيفية في شتى المجالات الأسرية والشخصية والمهنية. كما تحرص المنظمة على بناء العلاقات مع منظمات المجتمع المحلي في إقليم واترلو وجويلف لتسهيل تقديم الخدمات للنساء العربيات وعائلاتهن.
سادساً: هل هناك تأثيرات بفعل التباين الثقافي بوجه عام بالنسبة للمرأة ذات الأصول العربية في كندا؟
بالتأكيد هناك تأثير للتباين الثقافي، وهذا ما يجعل منظمة النساء العربيات فريدة في اختيارها لنوعية الخدمات التي تقدمها…إذ أنها توفر برامجها باللغة العربية مع محاضرين من أصول عربية عند الحاجة، مما يسهل التواصل والتفاهم بين مقدمي البرامج والمشاركات… وكما تعلم هناك عدد من الاختلافات الثقافية، والأمور ذات الخصوصية، والمقبولة ثقافياً بالنسبة للمرأة العربية الكندية، والتي قد لا تنطبق بالضرورة على ثقافات أخرى ضمن المجتمع الكندي بوجه عام. وربما يعد هذا ميزة يوفرها التنوع الغني والتعددية الثقافية في كندا.
سابعاً: كيف تنظرون إلى مستقبل منظمة المرأة العربية الكندية، وما الدعم الذي ترجون الحصول عليه سواء من المؤسسات الحكومية أو غير الحكومية أو من جمهور المجتمع الكندي عموماً والمجتمع العربي الكندي خاصة؟
تسعى منظمه النساء العربيات الكنديات إلى الوصول للريادة في خدمة المرأة العربية الكندية على مستوى إقليم واترلو وجويلف، وتوسيع خدماتها وبرامجها على نطاق أوسع ضمن المناطق المجاورة لتمكين المرأة العربية وأسرتها في الاندماج في المجتمع الكندي. كما تسعى منظمتنا لكي يكون لنا الدور الفعال كنساء عربيات في المساهمة في صنع القرارات التي تهم المرأة العربية وثقافتها بشكل خاص في المجتمع الكندي. كذلك نطمح إلى جعل اسم منظمتنا – النساء العربيات الكنديات في واترلو وجويلف (كاوا) في صدارة المؤسسات العاملة في مجال تمكين المرأة العربية في المجتمع، والمنظمة الرائدة في مجال العمل الاجتماعي على مستوى المنظمات المحلية الكندية.
وفي ختام هذا اللقاء، أود أن أتقدم بالشكر للسيدة أسماء الوحش وجميع أعضاء منظمة النساء العربيات في إقليم واترلو وجويلف على هذه الجهود المميزة والمبادرات الرائدة التي تخص المرأة العربية الكندية، وتعزيز دور الثقافة العربية في إثراء ثقافة المجتمع الكندي عموما، ولعب دور إيجابي وحضاري في فسيفساء الثقافة الكندية المتنوعة، متمنياً لهن مزيداً من النجاح والإنجازات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock