لقاء سبيل
لقاء اليوم مع السيد محمد أبومرزوق الكندي الفلسطيني الذي أنصفته المحكمة الكندية بعد أن تعرض إلى إعتداء عنصري في إحدى حدائق ميسيساغا- اونتاريو .
أجرى اللقاء : محمد هارون ومنى عايش .
***************************
مقدمة : مقابلة العدد 129 اليوم مع السيد محمد أبو مرزوق وعائلته، والذي تضرر أيما ضرر من إعتداء بشع قبل 4.5 سنوات قليلة من أخوين أرعنيّن في ميسيساغا اونتاريو بدون سبب واضح .
دعونا نذكركم ولو بايجاز بما حدث في صيف 2018 في كراج إحدى حدائق ميسيساغا – اونتاريو، حيث قام أخوين من أصول أوروبية شرقية بالإعتداء بشكل وحشي على السيد محمد أبو مرزوق وأمام عائلته وبمكان عام . حيث قام أحدهم بضرب السيارة من الخارج وعندما خرج محمد ليرى ما حصل، تم ضربه فسقط علي الأرض مغمي عليه واستمروا بضربه بأرجلهم حتي حضرت الشرطة واستطاعت فض الإعتداء بقوة السلاح والقت القبض على المجرمين وأرسل السيد أو مرزوق الى المستشفى بحالة يرثى لها . وبعد أشهر في العام الذي تلاه اي في 2019 بدأت محاكمة المجرمين في محكمة برامبتون اونتاريو، ونذكر حضراتكم بما كتبته ساخر سبيل عند بدء المحاكمة .
عنونت الجريدة الخبر بِ ( كلنا معك .. كندا بلد العدالة ).
بدأت اليوم الاثنين 16 كانون أول – ديسمبر، جلسات المحكمة الخاصة بقضية المتهمين بالاعتداء على السيد “محمد ابومرزوق”. في صيف العام الماضي 2018 باحدى حدائق ميسيساغا .
فقد شهدت الغرفة 403 في محكمة برامبتون – اونتاريو بدايات محاكمة المتهمين بالاعتداء على السيد أبو مرزوق وعائلته لدوافع عنصرية كما هو متوقع. وحسب القوانين المتبعة فيمنع تداول أخبار الجلسة على وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ويمنع التصوير داخل المحكمة حتى يتم إصدار الحكم والذي يتوقع ان يصدر بعد عدة جلسات حتى نهاية الإسبوع الحالي . ( صدر الحكم بعد 4.5 سنوات لاسباب عديدة وأهمها وباء الكورونا ) . حضر الجلسة العديد من أبناء المجتمع العربي الكندي لدعم أسرة ” ابو مرزوق” واظهار التعاطف لهم وتقديم الإسناد المعنوي لهذه الأسرة الكندية العربية التي تعرضت لأبشع إعتداء تتعرض له أسرة في مكان عام . اليوم وقد صدر الحكم بحق المجرمين وانتهت القضية قانونياً فليس الهدف من هذه المقابلة اليوم التذكير بمدى الجور والظلم والألم الذي تعرض له السيد أبومزوق وعائلته فقط وانما مدى رضى أبو مرزوق والجالية عن هذا الحكم ومدى تأثير هذه المشكلة على العائلة والجالية وكل الكنديين وهل أنصف القانون المظلوم وتحقق ما كنا قد توقعناه وكتبناه في تغطيتنا لهذه من فترة طويلة وقلنا آنذاك مخاطبين السيد أبو مرزوق ( كلنا معك .. كندا بلد العدالة )…
إذن ليكن السؤال الأول حول هذا الشعار والذي حملناه معنا الى بيت العائلة بميسيساغا حيث سررنا بأن السيد محمد أبو مرزوق يتمتع بالصحة الجيدة والحمد لله .
س1: بعد صدور الحكم بحبس المجرميّن ست سنوات ، هل أنت راضٍ عن الحكم وهل كندا بلد العدالة كم قلنا في جريدتنا سابقاً؟
ج1: نعم أنا ممتن لأن القضية أصبحت الآن وراءنا و أنا راض عن الحكم، وأثق في نظام العدالة الكندي
حيث أن القاضي أخذ جميع الوقائع والمقاييس والقضايا المشابه ليتوصل الي حكم 6 سنوات على المذنبين.
س2: لنرجع إلى الوراء .. ما الذي حدث في حديقة ” ميسيساغا فالي” آنذاك . هل هي قضية عنصرية أم اسلام فوبيا، أم هل كان من قام بهذا الفعل الإجرامي تحت تاثير مخدر أو مسكر، اطلعنا على ذلك ولو بايجاز ؟
ج2: لا أتذكر اي شي مما حدث في ذالك اليوم وحسب ما روي لي من زوجتي والحاضرين أنهم كرروا عبارة – أذهبوا الي بلادكم go back to your country . ولم يكونوا تحت تاثير أي مخدر كما اثبتت المحكمة .
س3: نحن لا نهدف إلى نكأ الجرح، ولكن بعض القراء لا يعرفون مدى تأثير ذلك على صحتكم ووضعكم النفسي وعملكم وأسرتكم وخاصة الأطفال .
ج3: باختصار – قالي لي الطبيب – لا تحلم بأن ترجع كما كنت، أقبل بوضعك الحالي، بالاضافة الي المخاوف من التعرض لحادث و اي خبطة في الراس ووجود الجلطات الباقية في الراس. وضعي الصحي ليس مثل السابق وعندما براني الناس يقولون– انت احسن من السابق – وسأبذل جهدي كي لا انكسر واظل قوياً .
س4 :هل تنامى إلى مسامعكم وأنتم في كندا منذ فترة طويلة قضية مشابهة لما حصل معكم وماذا كان حكمها؟
ج4: للاسف الشديد انا في كندا منذ اكثر من عشرين سنة ولم يخطر على بالي بأن يحدث ما حدث لي لاي شخص آخر، وخصوصا في مسيساقا، لوجود تنوع واختلاف ثقافي كبير، ولكن بعد الحادث بدات بالاطلاع ووجدت ان العنصرية موجودة في كندا للأسف.
س5: بماذا تعلق على تفاعل عرب كندا وغيرهم من الكنديين مع قضيتكم إن كان بعد الحدث مباشرة أم أثناء المحكمة التي استمرت طويلاً، هل وقفوا معكم أم خذلوكم ؟
ج 5: وقوف المسلمين كافة ثم الجالية العربية ثم جميع الكنديين، – فالجميع وقف مع زوجتي وعائلتي وتواجدوا دائما معنا، والأمثلة كثيرة، من المدرسة الاسلامية إلى جميع المساجد والبيت الفلسطيني وعمدة مسيساقا وجميع رجال الأعمال مثل محمد فقيه وغيره. وهذا أكبر دليل علي وجود الترابط والتعاطف.
س6: على اعتبار ان هذه القضية هي قضية رأي عام. هل حضور بعض أفراد الجالية لجلسات المحكمة ولعدة مرات أفادكم وبرأيك هل اهتم القضاة بهذا التواجد الداعم لكم .
ج6: نعم فوجود الجالية مؤسسات وأفراد كان دعم شخصي ومعنوي لي ولعائلتي.
س7: عود على بدء .. إلى محمد أبو مرزوق الإنسان الفلسطيني الكندي .. حدثنا عنك.
ج7: وضعي الصحي جيد والحمد لله – وضعي العملي، حاليا أعمل كاتب عدل وParalegal وأتخصص في حل مشاكل بين الملاك والمستاجرين والقضايا في المحكمة الصغرى small claims court لقضايا تصل لحد $35,000 وأصبحت مسجل معتمد لدي الخارجية الكندية ومعظم السفارات والقنصليات العالمية الموجودة في كندا.
س8 : هل تتابع أنشطة المجتمع العربي الكندي في تورونتو وما حولها، ما رأيك بها وكيف يمكن تتطويرها وأنت صاحب تجربة بأكثر من مجال .
ج8: نشاطي الاجتماعي قل جدا بعد الحادث، ولا أدري هل هو الخوف أو رغبة في الوحدة.
السؤال التاسع والأخير وبالنهاية : ما لذي خرجت به من هذه التجربة المريرة ؟ وما الذي ترغب بقوله لقراء ساخر سبيل وكندا سبيل ؟
ج أقول للقارئ الكريم : حاول تجنب الجهلة قدر الإمكان، ولكن في حالة حدوث أي شي غير عادي – لا تتنازل عن حقق – you have to stand up and speak up.
أشكر جريدتكم على تواصلها معي ومع غيري بقضايا وأنشطات أخرى للجالية العربية .
***
الخاتمة : نتقدم بالشكر والتقدير للسيد محمد أبو مرزوق ونتمنى له السلامة الكاملة وأن يوفق بعمله الجديد. ونؤكد على ما قاله بتجنب الجهلة ولكن إن تمادى عليك أحدهم فلا تتنازل عن حقك.
