كنديات

لقاء العدد مع الأستاذ راتب كوبايا .

لقاء العدد رقم 149 من ساخر سبيل الشهرية ص8.

لقاء العدد رقم 149 من ساخر سبيل الشهرية
مع الناشر والشاعر ( الهايكست ) والفنان راتب كوبايا .

***
المقدمة : في العدد الشهري الجديد رقم 149 من ساخر سبيل يطيب لنا اللقاء مع شخصية ثرية متميزة في المجتمع العربي الكندي وصاحب خبرة كبيرة في مختلف المجالات والكواليس والدهاليز فنحن نلتقي اليوم مع ناشر وشاعر وفنان مسرحي وتاجر، كل ذلك بشخصية واحدة وهو العالم في زمن الوحش والدكتور سليم في مدرسة المهاجرين ولكنه على أرض الواقع هو الصديق والأب والجد…..
الأستاذ راتب كوبايا .

أجرى اللقاء : محمد هارون .
********
س1: يطيب لنا مشاركة القارئ الكريم بموجز حول سيرتك الذاتية من البدايات في لبنان حتى وصولك الى كندا .
ج1: أنا من مواليد بيروت / لبنان 1950 ، ترعرعت ودرست في مدارس المقاصد الإسلامية بيروت
وأنا صاحب ومدير عام ورئيس مجلس إدارة ” دار الراتب الجامعية ” في الجمهورية اللبنانية ومؤسس Kobayaa trading Co. احمل دبلوم المحاسبة وادارة الاعمال من الجامعة الاميركية اللبنانية وعضوٍ اتحاد الناشرين العرب ومركزه القاهرة/ مصر وعضو نقابة الناشرين في لبنان بيروت/ لبنان . في البدايات تدربت وعملت في قسم التصميم والطباعة في جريدة الديلي ستار وجريدة الحياة.
حاصل على امتيازات وشهادات ومشاركات في معارض الكتب العربية والعالمية. ونلت تكريم من معرض الشارقة اكسبو/ الأمارات وآخر من معرض فرانكفورت للكتاب / المانيا.
أما حالياً.. فأنا متقاعد متفرغ / أديب / كاتب / شاعر / فنان ( ممثل مسرح وسينما ) بالتطوع الاختياري في فرقة تياترو العرب الكندية.
أما عن الهجرة خارج لبنان فمنذ 2008 هاجرت لكندا كمستثمر لتحقيق حلم العيش الكريم في البقعة الرائدة وبلد الحرية والرفاهية والأمان ( كندا Canada ) والحصول على جنسيتها والانصهار فيها والمواطنة الصادقة في الحقوق والواجبات وخلق فرص جديدة ومناخ مناسب لطموحات الابناء وتربية الأحفاد ، وهذا تحقق بحمد الله وتوفيقه ، وأنا الآن وبكل فخر واعتزاز مواطن كندي عربي امارس حقوقي كاملة وأقوم بواجباتي على أكمل وجه.

س2: تابعناك منذ فترة قريبة بعدة أعمال مسرحية وتلفزيونية وخاصة أدوارك مع فرقة تياترو العرب الكندية .. هل كان ذلك نشاط عابر أم محطة فنية جديدة وجدت نفسك بها؟ وما هو الدور المسرحي الذي لعبته وأحببته أكثر من غيره… ولماذا؟

ج2: بالنسبة لمشاركتي في مسرحيات فرقة تياترو العرب الكندية فهي وليدة الصدفة اولاً لكنها كانت بالأساس تراودني منذ طفولتي في مسقط رأسي ببيروت المحروسة . لكنها لم تتحقق إلا ببعض الأعمال الدعائية والإعلانية هناك بسبب ضيق الوقت وزحمة العمل والسفر الدائم للمشاركة في معارض الكتب العربية والعالمية على مدار السنوات السابقة.. أما وبعد الاستقرار في كندا ، لم يعد هذا النشاط عابراً ، بل اصبحت خشية المسرح من أهم أولوياتي .. وأما عن الدور الذي وجدت نفسي فيه فهو دور ( الدكتور سليم ) في مسرحية مدرسة المهاجرين. والدور الخارق في مسرحية (زمن الوحش) حيث قمت بدور العالم .. هنا يحضرني التنويه بالشكر الجزيل لك صديقي محمد هارون وللمخرج الدكتور الفنان جورج وديع وللمخرج العبقري البرت جورج ولجميع الفنانين والفنانات اللذين رافقوني في هذا المهرجان الرائع من حياتي الفنية .. وحبذا .. وكم اتمنى أن يكون هنالك جزءا ً ثانياً لمسرحية مدرسة المهاجرين تتوسع في الغوص في أعماق المجتمع العربي الكندي وتعبر عن تطلعاته وطموحاته وبالتالي تحقق الحلم الحقيقي للمهاجرين في نفس القالب الكوميدي الهادف .. وغداً لناظره قريب !

س3: أنت من شعراء الهايكو العرب في كندا .. حبذا لو أجبت عن استفساراتنا حول هذا الشعر ..
ما هو الهايكو؟ ما أصله؟ هل يمكن اعتباره نوعاً من أنواع الشعر ؟ ومتى دخل إلى بلاد العرب؟ وأخيراً .. نطمح بقراءة بعض إبداعاتكم في هذا الحقل الأدبي.
ج3 – بالنسبة للهايكو… فقد بدأت مسيرتي فيه منذ عشر سنوات تقريباً حين لفتت نظري تلك الومضات التي كنت اقرأها والتي لطالما كتبت ما يماهيها دون أن اعرف كنهها .. بخاطرة حيناً وشذرة او مقطوعة طوراً او حتى منثورة مقفاة بطريقة موجزة وحديثة.. الى ان خضت هذا المجال وانتسبت الى نادي الهايكو العربي وتدربت وتتلمذت على ايدي الهايكست المخضرم محمود الرجبي وخضت معه تدريبات مكثفة لمدة طويلة الى يومنا هذا ..هذا الفن من الأدب الحديث ليس سهلا ً كما يتبادر للأذهان نظراً لعدد كلمات نصه القليلة وسطوره الثلاث ، بل على العكس تماما ًحيث أنه يحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت والقدرة لتحقيق النجاح المطلوب لخوض غماره والغوص في فضاءه الواسع وتحقيق التقاطة حسيّة باستخدام الملموس برسالة ضمنية لم يتم ذكرها بشكل مباشر ( الإيحاء ) ببساطة متناهية بعيدة عن المغالاة والتعاطف المؤدي للأنسنة المرفوضة ( التنحي).. الاكتفاء بتصوير الحدث ونقله كما هو دون تفسير او توضيح ( تخطي السببية ). بعض المتخصصين يقولون: أن للهايكو ” مناخات” يتفرد فيها وهو ليس شعراً ، وهذه المناخات تتجاوز الموضوع الى عوالم شعرية وجمالية أرحب وأشمل وأعمق، يتعذر أحيانا ً القبض عليها بالتحليل ( مسألة وجدان وتأمل) ويختم ، أن الهايكو في فنيته عابراً للشعريات منفلتاً من قوالب المنهاج الجامد . والبعض ينبذ الخيال برمته وآخر يصفه ( غرفة فارغة لخيال المشاهد) .. والكل ينشد الدهشة الكامنة ضمن التقنيات والقوانين التي تحكم صوابية النص وعدم كونه تقريرياً واضحاً للعيان !! أخيراً.. مما لا شك فيه أن الهايكو ابتدعه اليابانيون وكان رفيق الكهنة والرحالة وكتبوه في مدوناتهم لوصف الطبيعة والمواسم بلغة ( الزن) التي تطورت مع الزمن.. وللوصول إلى لقب هايكست أو هايجن يحتاج الباحث الى الكثير من القراءة والتمحيص والتأمل والصبر..
الهايكو Haiku للمعلم الأول ماتسوو باشو ( 1867-1902 )
واضعه … ماساوكا شيكي ( 1867- 1902 )
مقطوعات
هايكو Haiku

شجن الليل
بين أغصان أرزة
يتظلل قمر
..
لؤلؤة البستان
بقناديلها المتدلية تتبرج
شجرة رمان

شجرة التين
أول اطلالة للثمر
صيف عسلي
..
الغصة الأخيرة
أواخر الصيف موعد
حصاد السفرجل

س4: من المعلوم بأنك كنت صاحب دار نشر للكتب المتنوعة .. حدّثنا عن عملك بدور النشر والتوزيع وأهم إنجازاتك بهذا المجال ؟
ج4 : عن دار النشر اقول انها قمة المتعة والتحدي والتشويق حيث قضيت فيها نصف عمري وما زلت مستشاراً فيها.. فخلال السنوات ال 45 قمنا بإصدار أوائل الكتب الجامعية في المجالات العلمية والتقنية والهندسية والتكنولوجية والتي اعتمدت للتدريس في اعرق الجامعات العربية.. كما نشرنا القواميس والمعاجم والروايات وكتب الاطفال والموسوعات بعدد ناهز ألالاف من العناوين .. دار الراتب ناشرون كانت وما زالت موجودة في لبنان ليومنا هذا.
س5 : ما هي أوضاع وظروف دور الطباعة والنشر ومعارض الكتب حاليا في ظل التطورات التكنولوجية السريعة حالياً .
ج5: عن أوضاع دور النشر والطباعة والتوزيع في العالم العربي فهي وللأسف الشديد ليست على ما يرام وليست بخير لعدة أسباب باتت معروفة من قبل الجميع، واهمها تراجع المبيعات عالميا ً للكتاب الورقي واستبداله الكترونياً وبسبب القرصنة المستفحلة للكتب الرائجة في الاسواق العربية والانحسار المضطرد في عددٍ المكتبات والموزعين .. واخيراً بسبب الغلاء الكبير في اسعار الاشتراك بالمعارض وتكاليف الشحن والسفر والاقامة وغيرها..
س6: ما رأيك بالحالة الثقافية والفنية في المجتمع العربي الكندي ؟.

ج6 :عن الحالة الثقافية في المجتمع العربي الكندي أقول انها { محدودة } وستبقى كذلك طالما أنها متقوقعة وليست قابلة للانفتاح على الحضارات الأخرى.. ويلاحظ أن المسرح وهو ابو الفنون لا يجذب الا القليل من الناس بينما الغناء والموسيقى مثلاً فتأخذ حيزاً اكبر …أما عن ندوات الشعر والرواية او معارض الكتب فليس هناك ما يكفي لسدّ رمق الشاعر او الكاتب والمتلقي مفقود ، وفهمكم كفاية.
س7 : ما هي انطباعاتك عن الإعلام العربي في كندا وكيف يمكن تطويره؟
ج7: الاعلام العربي في كندا يحتاج الى الكثير الكثير من الجهد والوقت والتركيز، وبالتالي على المجتمع التفاعل والتواصل والمشاركة والمتابعة وخصوصاً في مجالات التعليم والتربية والثقافة والمسرح والرياضة وغيرها..أما عن التطوير.. فلا شيء يأتي من فراغ، واذا لم يكن هناك اهتمام ومبادرة فلسوف يكون الامر صعب.
س8: باعتبارك صاحب تجربة كبيرة في مختلف المجالات .. ما هي نصيحتك للإنسان العربي وخاصة من جيل الشباب الراغب باللهجرة لكندا وإلى الذين وصلوا منهم حديثاً لأرض المغترب؟.
ج8: للمغترب الجديد نصيحة بجمل … التروي ثم التروي تم التروي .. تعلّم ولا تخجل مهما كان عمرك .. انتسب لمعاهد اللغة المجانية داوم في الجامعة في المجال الذي ترغب فيه..وبعد الدراسة العميقة لكل ما يدور من حولك .. انطلق ولا تخف .. كندا بلد الفرص . فمن جد وجد ، وبظل العيش الكريم والأمان والإطمئنان يمكن للإنسان أن يخلق العجائب ويحقق المكاسب والطموحات ..

س9: في نهاية هذه المقابلة… نتشرف بسماع كلمة أخيرة منكم لقراء جريدة ساخر سبيل وموقع كندا سبيل .
ج9: في الختام.. الى قراء جريدة ساخر سبيل وموقع كندا سبيل كل التبجيل، قول الحق لا يحتمل التأجيل، والحقيقة هي غربال يتساقط من ثقوبه التأويل، والعمر يمضي بالتعليل، نحن الآن على مفترق طريق طويل، وما نشهده لا يشفي غليل.. ولا يعيد الروح لقتيل، وكل ما يدور من حولنا تمثيل …يقابله تمثيل !!!.
ومسك الختام .. خاطرة
ذات رجاء وتلميح
من الأرض إلى الفضاء الفسيح
عتم بين النجمات قبيح
وقمر بهلاله الضوء يستريح
لا صوت لهم ولا نداء ولا تلويح

يا لها من ملحمة مناجاة
حين كانوا بمحاذاة
بحر واسع على الشاطئ غفاة
سحلتهم الريح العاتية حفاة
بدون مجاديف ، كثبان وتجاويف عراة

بين السحاب الأبيض .. أيادي
ثكالى قوم بالدمع والفقد تنادي
وترنو في العلياء إلى لقاء
لم تسعهم الأرض الجرداء
حين صعدوا للسماء

أرواحهم ، وأنفاسهم دعاء
تطايرت من بين الأشلاء
ما ذنبهم .. ما اقترفوه
لا ذنب لهم إلا أنهم أصداء
للرحمة يستحقون الرثاء
أحياء ..
شهداء عند ربهم شهداء
***
الخاتمة : كل الشكر والإمتنان للأستاذ راتب كوبايا على هذا اللقاء وعلى هذه الفرصة التي أتاحها للجريدة وأيضاً على أفكاره الثمينة الناتجة عن خبرة طويلة في البلاد العربية والمهجر وأشعاره المدهشة التي أشاعت أجواء البهجة والتأمل .
***
صور متنوعة من أنشطة الأستاذ الضيف راتب كوبايا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock