لقاء سبيل – العدد 89 مع الفنان أمير أندراوس .
أجرى المقابلة : محمد هارون
المقدمة :
ضيفي اليوم في العدد الشهري 89 كان هو نفسه ضيفي اليومي في الطابور الصباحي في إحدى الثانويات العربية قبل أكثر من عشرين عاما ، كان الصبي اليافع طالبا موهوبا بالعزف على أكثر من آلة موسيقية وبامكانه ان يقود السلام الوطني لذلك البلد لوحده . كان يشاركني بالعمل المسرحي المدرسي في الموسيقى والمؤثرات الصوتية وبمتابعة كل صغيرة وكبيرة وتوقعت له صولات وجولات في الموسيقى لاحقا . وبعد أقل من ربع قرن بقليل التقينا في أحد مطعم ميسيساغا – اونتاريو، حيث كنّا ضيوفا على افتتاح ذلك المطعم . لم اكن بحاجة للتخمين لمعرفة من هو أمامي، فقط هي ثوان حيث بدأت بازالة اللحية وبضغط الشخصية العملاقة التي تقف معي، وتنادي كيفك استاذ محمد ؟
عرفته وتذكرته ولكن خانني تذكر الاسم، ولم لا، فقد تعاملت مع التلاميذ أكثر من ربع قرن (منذ 1979 وحتى 2005 وباكثر من بلد عربي ) واعتقد باني قلت له : أنت عامر تبع الموسيقى ؟ فرد وقال : (وأنت الصادء استاذي .. انا أمير… أمير أندراوس .. تلميزك من زمان ).
ضيفي اليوم يا سادة يا كرام هو الفنان الشامل أمير اندراوس .
الى الأسئلة …
س1 : بعد ان تركت الثانوية، اين ذهبت ؟ أعطينا نبذة عن سيرتك الشخصية اثناء بدايات التشكيل .
ج1 : بعد حصولي على شهادة الثانوية العامة قمت كأي طالب للعلم بالتسجيل في كلية الهندسة في إحدى جامعات دولة الإمارات وبالفعل اتممت سنتين في هذا الاختصاص ولكن كان حبي للموسيقى يزداد يوما بعد يوم إلى أن أصبح هاجسا داخلي يسيطر على كل أحاسيسي وتصرفاتي وبالفعل استطعت أن اقنع والدي ووالدتي طبعا بدعم من اخوتي وأخواتي بأن المستقبل الناجح سيكون في مجال الموسيقى حيث إنني خلال دراسة للهندسة لم انقطع يوما عن حبي للموسيقى واقامت الحفلات وممارسة هوايتي في أحياء المهرجانات التي حققت بها نجاحا وتميزا بفضل الله تعالى ولكن كان شرط والدي الوحيد هو أن أحصل على شهادة جامعية وبالفعل عدت الى بلدي الحبيب لبنان و اتممت دراسة في العلوم الموسيقية في جامعة الروح القدس الكسليك.
س2: هل درست الموسيقى ؟ وما هي ابرز انجازاتك فيها ؟
ج 2 – خلال بدايات دراستي للموسيقى في لبنان حالفني الحظ بفضل الله تعالى ووفقت في الحصول على وظيفة في إحدى الإذاعات اللبنانية المعروفة كعازف حيث كانت هذه الإذاعة تهتم باحياء المهرجانات والحفلات الموسيقية عالية المستوى مما أكسبني خبرة كبيرة في الحياة العملية وأعطاني فرصة ذهبية في التعرف على عدد كبير من الفنانين المخضرمين في مجال الموسيقى والحمد لله كنت دائما أحظى بالإعجاب والتقدير من كلا الطرفين الأول رؤساء في العمل والثاني الفنانينالكبار الذين كنت اتعرف بهم . هذا حقق لي مزيج بين الدراسة الأكاديمية وحياتي العملية وبالفعل بدأت بالإنتاج وقمت بتلحين وتوزيع أغنيي الأولى “شروق الشمس ” التي وبحمد لله نالت إعجاب كبير من كبار الفنانين وحققت انتشارا واسعا.
س3: من هو الموسيقي أو الموسيقية التي تأثرت به أو بها ان كانت عربية ام أجنبية، ولماذا؟
ج3: أنا شخص شرقي بطبعي و حيث ان والدي كانا دائما يحرصان على ان نتثقف بأنواع الموسيقى الشرقية الراقية أمثال وديع الصافي ،الرحابنة، فيروز ،أم كلثوم، عبد الوهاب ،إلى آخره .وطبعا قامت دراستي الأكاديمية للموسيقى بإتمام الجانب الغربي أمثال بيتهوفن موزار و غيرهم . باختصار أنا مؤثر بكل انواع الموسيقى الراقية أو عالية المضمون .الموسيقى هي لغة العالم.
س4: ما رايك ببرامج المسابقات العربية المنشرة حاليا بالفضائيات ورايك ايضاً بالموسيقى العربية حالياً
وخاصة في كندا ؟
ج4: بالنسبة للشق الأول من السؤال برأيي هو سيف ذو حدين حيث الناحية الإيجابية هي إعطاء فرصة للمواهب الجميلة وتأمين انتشارها في العالم ، اما الناحية السلبية فهي المحسوبيات وأحيانا الإخفاق باختيار الحكام في هذه البرامج . وبما يخص الشق الثاني من السؤال اكثر ما يعجبني في الجاليات العربية في كندا الإصرار على تذوق أنواع الموسيقى الجميلة ذات المضمون الراقي والعالي القيمة
س5 : هل لك تواصل مع فرق موسيقية أو فنية عربية كندية ؟
ج5: أكيد اتواصل ولي الشرف بالتعامل مع كل موسيقي موهوب وفنان . وهؤلاء كثر في كندا. حالياً اتعامل مع فرقة تياترو المسرح العربي الكندي في عملهم القادم ” مدرسة المهاجرين ” وهذا يعيديني بكل فخر للتعاون مع استاذي محمد هارون كاتب المسرحية وهو ممسرح مناهج وتربوي عتيق وصديق، كما يشرفني ايضاالتعاون مع د. جورج وبقية فريق المسرحية .
س6: كيف يكون دور الفرق الموسيقية العربية في كندا فاعلاً ومؤثراً ومطوراً للعلاقات مع الثقافات الأخرى في كندا حيث التنوع الثقافي المتناغم .
ج6: كما ذكرت سابقا الموسيقى هي لغة العالم ، فأنا أرى أن أجمل ما يحصل في الحفلات الموسيقية والمهرجانات وذلك أراه عندما اكون واقف على خشبة المسرح (اسمح لي أن أستعير منك هذا التعبير يا أستاذي )هو أن ترى كل الجمهور منسجم ومتفاعل مع الموسيقى ويعبر عن ذلك كل على طريقته ، والأهم عندما تكون الموسيقى في أوجها تلقى كل الجمهور يصفق وكأنه شخص واحد ويد واحدة هذا يدل على شيء فهو برأيي يدل على أن الموسيقى عندما تكون حالمة وذات قيمة فنية فهي توحد كل الناس وتحيي بداخلهم الأحاسيس والمشاعر الجميلة وهذه الموسيقى الراقية هي طبعا ما يسعى أمير لتقديمها دائما.
س7: سألتك سابقا عندما رايتك لأول مرة في كندا، وبلغة بسيطة ومباشرة ( شو حدفك على كندا؟) والآن نعدل السؤال لزوم الصحافة ونقول : لماذا جئت لكندا وأقمت بها حديثاً وأنت أبن ظروف كانت جيدة في لبنان ؟
ج7: بالتأكيد أنا لما انقطع يوما عن بلدي الحبيب لبنان ولكنني فنان أؤمن بأن رسالتي يجب أن تصل إلى كل العالم وهذا ما كنت وسأظل أسعى إليه. بما يختص بكندا بالتحديد لا استطيع الا أن أكن كل الاحترام والتقدير لهذا البلد الجميل لانه بكل بساطة يحترم ويقدر الإنسان والإنسانية وبرأيي هذا أهم شي يسعى إليه الإنسان عامة والفنان خصوصاً.
س8 : هل تنصح صغارنا بتعلم الموسيقى وخاصة موسيقانا، وكيف السُبل لدروس موسيقية مفيدة وغير مكلفة على اولياء الأمور؟
ج8: طبعا انصح وأؤكد على أهمية وجود الموسيقى في حياة أجيالنا النامية لأن الموسيقى تعد منفس للطاقات الإيجابية للإنسان وهي عامل وقائي يقوم به الأهل لتحسين أطفالهم وتنمية قدراتهم . أما بالنسبة موسيقانا بالتحديد (العربية) فهي جزء من عاداتنا وتقاليدنا و تراثنا، وأظن انه من الطبيعي أن نسعى للمحافظة عليها. وبما يخص الدروس الموسيقية فانا كأستاذ موسيقى أستحدث برامج تعليمية ذكيه،وهي تنال القبول وترحيب كبير لدى الطلاب والأهالي معا، بما معناه أن يحصل الطالب على المعلومات و النظريات الموسيقية ويكتسب المهارة للعزف على الآلة بكل استمتاع بأسرع وقت وأقل مجهود.
س9: لماذا يلجأ الفنان المبدع للعمل في المطاعم ؟ هل هو المردود المادي أم البحث عن الشهرة أم أشياء أخرى ؟
ج9 : بالنسبة للمطاعم فهي بالنسبة لي وسيلة للتواصل مع الجمهور والتفاعل معه، حالها كحال المهرجانات والحفلات الموسيقية المقامة على مسارح، وطبعاً المردود المالي مسألة طبيعية ناتجة عن القيام بعمل انساني وما بالك اذا كان جميلاً وراقياً .
س10 : ما اريك بالإعلام العربي الكندي، وكلمة أخيرة لقراء ساخر سبيل.
ج10: لا استطيع الاجابة بصدق وبموضوعية عن سؤالك هذا لاني ببساطة غير مطّلع على تفاصيل الأمور في هذا الجانب لكثرة سفري ، ولكن ما أعرفه أنا هو ان الإعلام الصادق الواعي يحتاج الى بيئة حُرة والى تغطية مالية كافية لمن يعمل بهذا المجال ، اعتقد النقطة الاولى متوفرة بكندا ولكن النقطة الثانية غير واضحة بالنسبة ، هل الإعلانات تكفي؟ هل هناك جهات عربية سياسية تغطي الاعلام العربي الكندي ؟ حقيقة لا أعرف، ما استطيع قوله هنا ، هو فقط التمني بالتوفيق والنجاح لكل وسائل الاعلام العربية الكندية لخدمة الناطقين بالعربية . وأخيراً أشكر ادارة ساخر سبيل بادارة الاستاذ الفنان محمد هارون ، وكل التحية والتقدير لقراء ساخر سبيل بكل منصاتها على الجريدة الاليكترونية والتي اتابعها اينما كنت وبكل أسفاري حيث تاتي على هاتفي، وايضا الويب سايت والفيسبوك والواتساب.
***
الخاتمة : باسم السيدات والسادة القراء الكرام نشكر الفنان الموسيقي أمير أندراوس على مشاركته وتفاعله معنا في هذا العدد ونتمنى له مستقبلاً شخصيا وفنياً مزدهرا وسعيداً .
.
.