ثقافيات

لقاء سبيل مع الفنانة المسرحية التونسية الكندية … ارتسام صوف

العدد 81 ص 8

أجرى اللقاء : محمد هارون
***
مقدمة : عبر أكثر من ست سنوات عرضت جريدتنا العشرات من اللقاءات عبر باب لقاء سبيل مع شخصيات اعتبارية وشخصيات عادية من أبناء المجتمع العربي الكندي من أكثر من مدينة وفي أكثر من مجال منهم السياسي ومنهم رجل الأعمال ومنهم المثقف والفنان والرياضي .
ديدننا وهدفنا قديماً ودائماً هو تقديم قصص نجاح لافتة كي نظهرها، ومواهب عليها الأضواء خافتة نلمعها، وانجازات باهتة نلوّنها، كي يتعلم ويستفيد المهاجر الجديد وحتى المقيم قديماً ، يقيّم ُ مسيرته ويتحفز من جديد ، وهذا ليس عيباً في مجتمع غريب على قسم كبير منا ، وبالتالي يحتاج الى تغيير في طرق العيش وتحمل أنماط مختلفة عما تعودنا عليه في بلاد الشمس في شرقنا المدهش بكل شيْ.
اليوم نلتقي مبدعة كندية من أصول عربية تونسية أذهلت وبفترة قصيرة كل من تابع أعمالها المسرحية ، انها السيدة ارتسام صوف ، والتي رأيناها في مارس آذار الماضي في عرض مسرحي قصير لم يتجاوز الربع الساعة ، ولكننا لم ننساه حتى الآن. التقيناها ومعها الدكتور عبد الحسين علوان رئيس رابطة الفنانين والأدباء العراقيين في كندا، وهو رفيقها وشريكها في خشبة المسرح وبتفاصيل الحياة اليومية.
الى السؤال الأول في لقاء سبيل مع الفنانه المسرحية ارتسام صوف …
ساخر1 : نحن في ساخر سبيل يشرفنا ان نستمع من المبدعة ارتسام صوف نبذه عن حياتها من الإنطلاق في تونس الى الإحتراف في كندا.
ارتسام :
انا فنانة فسيفسائية اختزل التجارب المختلفة وحتى المتناقضة احيانا ، انطلقت من المسرح المدرسي و تنوعت تجاربي على امتداد 30 سنة لأمر بمسرح الهواية والاحتراف .. انا عصامية و اكاديمية تحصلت على بطاقة الاحتراف قبل دخولي الى المعهد العالي للموسيقى والمسرح بالكاف انا رئيسة جمعية مسرحية و صاحبة شركة انتاج فني .. لي العديد من الاعمال المسرحية و الاذاعية و التلفزية كما اني درست الاخراج السينمائي بالتوازي مع مجالي المسرحي .
تنوعت تجاربي بين التمثيل والاخراج والانتاج اسست المهرجان الدولي مرا للمسرح النسائي وانا مديرته الى الآن .
 
ساخر 2 : أستاذ المسرح الدكتور عبد الحسين علوان رفيق دربك الشخصي والفني ، كيف نستفيد كعرب في كندا من لقاء مبدعيّن على خشبة واحدة، وإلى أي المدارس والمذاهب المسرحية تميلين ولماذا ؟
ارتسام :
الدكتور عبد الحسين علوان طبعا هو بوصلتي و انا جناحاه فنحن نمثل ثنائي مثالي هو بتجربته العراقية المنفتحة على المسرح الكلاسيكي والمدرسه المسرحية العريقه و انا بتجربتي تونسية المنفتحة على المسرح التجريبي
ان نلتقي معا هي فرصة للبناء على اسس صحيحة و مختلفة و ايضا منفتحة .
المسرح اليوم لم يعد مجرد عروض استهلاكية ترفيهية تقدم لتمضية الوقت المسرح اعمق و اهم بكثير اليوم نحن في حاجة الى مسرح تفاعلي يشارك الجمهور العرض و يثير فيهم التساؤلات نحن في كندا نقدم العروض التي تلمس القضايا الخاصة بنا فنحن في نفس الوقت مثقلون بقضايا الوطن البعيد و ايضا بقضايا الوطن الجديد نحاول ان نلمس جانبنا العربي و الكندي في نفس الوقت بطرق فنية بعيدا عن الاستسهال .
 
س3 : من متابعاتنا لمسيرتك المسرحية وجدنا خطوات متقدمه منها اشرافك على “مهرجان مرا للمسرح النسائي” .. حدثينا عن فكرته وسبب وجوده ومهرجانته القادمه .
ارتسام :
اليوم برغم التطور الذي وصلنا اليه وبرغم الشعارات المرفوعة والقوانين المنصوصة مازالت المرأة تعاني من كل انواع العنف نحن نعيش وهم حقيقي اسمه حقوق المرأة لذلك بعث مهرجان مرا انطلاقا من حقوق الممثلة ليمتد ليشمل كل الفئات النسوية في العالم سنقدم دورته الرابعة التي تمتد من 22 الى 27 نوفمبر 2019 بتونس العاصمة والتي تحمل عنوان المرأة و الحرب .
 
ساخر 4 : في جعبتنا معلومات تقول أن أبرز انجازاتك المسرحية كانت مسرحية، على بابك فلسطين ومسرحية لجوء .. هل من المزيد نضيفه للقارئ الكريم وخاصة في المجتمع العربي في كندا .
ارتسام :
لا انكر ان مسرحية على بابك يا فلسطين كانت من اسباب اكتشافي من قبل العديد من المسرحيين العرب و تحصلت من خلالها على عديد الجوائز منها جائزة احسن نص واحسن ممثلة بمهرجان طقوس بالاردن وايضا مسرحية لجوء هي لقائي الفني الاول مع دكتور عبد الحسين علوان لكن اعمالي المسرحية عديدة وبعضها يعتبر اهم بكثير لكن لم يقع الترويج لها بالشكل المناسب و اعتبر مسرحية يرما للكاتب الاسباني لوركا من اعمالي المهمة والناجحة جدا ايضا مسرحية سندريلا وهي موجة للأطفال من اخراجي وتحت اشراف فني للدكتور عبد الحسين علوان وهي وبعد ثلاث سنوات مازالت تطلب للعرض .
 
ساخر5 : من المعروف ان المسرح التونسي من أبرز المسارح العربية والافريقية ، الى اين وصل الآن وخاصة بعد الثورة ؟
ارتسام:
المسرح التونسي يبقى رائدا مقارنة بالمسرح العربي، منذ بدايات المسرح في تونس تعاقبت عليه اسماء كبيرة كانت قدوة لكثير المسرحيين العرب
قد يعرف المسرح في تونس كبوة و فترة تراجع لكنه دائما مسرح ريادة وقادر على النهوض..
ما يميزه عن غيره هو الجرأة لان ليس فيه تابوهات وفيه جراة كبيرة في تناول المواضيع وطرحها المخرج التونسي هو مخرج صاحب مشروع يعمل عليه بشغف و صدق و يتحدى المعوقات والتي اغلبها مادية لوجيستية
 
ساخر 6: الفنانة المصرية محسنة توفيق والتي توفيت مؤخرا،ً أبدعت في الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، مارأيك بذلك؟ .. بالنسبة لكِ، هل يمكننا القول بأن العمل المسرحي طغى على علاقتك بالأعمال التلفزيونية والسينمائية ؟
ارتسام :
اكيد جدا الفنانة محسنة توفيق كانت من ضمن الممثلات القلائل اللتي تمكنت من اتقان آليات التمثيل السينمائي والتلفزي والمسرحي
بالنسبة لي تجربتي التلفزية والسينما لم تكن كبيرة لان المسرح اخذ مني الوقت والجهد الكبير او لعلي لم اتلقى العرض الذي يقنعني باهمية التجربة انا انتقائية جدا ولقد تلقيت عروض عديدة ولكنها لم ترتقِ الى مستوى توقعاتي و لا توجهاتي .
 
 
 
ساخر 7 : ما هي انطباعاتك عن الأنشطة المسرحية في كندا إن كانت باللغة العربية أو بغيرها.
ارتسام :
هناك نشاط مسرحي مهم في كندا مسارح متطورة وفرق مختلفة هناك تنوع ملحوظ يختلف من منطقة لاخرى هناك تواجد عربي محتشم ولكننا نحضى بالاحترام والايمان اللازم من الجمهور المتابع لنا ومن السلط المسؤلة عن دعم هذا النشاط
 
ساخر8 : هل تتابعين الحياة الثقافية والاجتماعية والإعلامية لعرب كندا .. مارايك بها؟
ارتسام:
احاول ان اتابع نشاطات الجاليات العربية المختلفة ،اعتقد اننا كعرب بحاجة الى مراجعة نوعية المادة التي نتابعها فالامسيات الثقافية لا تلاقي اقبال بقدر الحفلات الغنائية و هذا في الحقيقة يحز في نفسي لاننا بالاساس شعوب الحضارة و الثقافة و الادب والشعر و من المحزن ان نلاقي عزوف عن متابعات النشاطات الثقافية
 
 
ساخر 9 : ما نصيحتك للشباب الكندي من أصول عربية والذي يدرسون المسرح ويرغبون بالانخراط بهذا المجال الرائع والمتعب في آن واحد .
ارتسام:
نحن نعيش في بلد يحترم الفن و نحن محظوظون بذلك علينا ان نستغل الفرصة و نفتح اذهاننا و ارواحنا و نتعلم من ابو الفنون (( المسرح)) علينا ان نكون اصحاب مشاريع انسانية نعمل عليها بصدق و جدية
 
ساخر 10: أخيراً .. كلمة لقراء ساخر سبيل وموقعها الاليكتروني .
ارتسام :
المسرح علاج للروح اذهبوا الى المسارح واجعلوا اطفالكم يلتحقون بالنوادي و النشاطات المسرحية
اعتبر نفسي مواطنة عالمية ولكني فخورة بجذوري واحاول ان اقدمها هنا في كندا على احسن وجه خاصة وان كندا بلد يراهن على الاختلاف والتنوع
شكرا لساخر سبيل لفتحها لي المجال للبوح بما يخالج الروح
***
الخاتمة : القراء الكرام باسمكم جميعا .. أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الإمتنان للسيدة ارتسام صوف على مشاركتها لنا هذا اللقاء والذي نرجو ان يكون قد القى الضوء على مسيرتها الابداعية والشخصية ليستفيد كل من يعمل أو ينخرط في دهاليز المسرح و في العمل الفني بكل تفاصيله . كما نشكر كل من ساهم في تحقيق هذه المقابلة وخاصة الدكتور عبد الحسين علوان .
 
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock