لقاء العدد رقم – 84 من ساخر سبيل
أجرى اللقاء : محمد هارون
لقاء سبيل في هذا العدد مع شخصية اعتبارية هي فرقة المسرحية الكنديةMT Space والتي تنظم المهرجان المسرحي العالمي Impact Festival
***
المقدمة : منذ أربع سنوات تقريباً أجرينا ” لقاء سبيل ” مع الفنان مجدي بومطر وتحديداً في العدد 42 من ساخر سبيل الشهرية. وكانت تلك المقابلة تتمحور حول تجربته وانجازاته المسرحية في كندا وفي البلاد العربية. وبدأنا تلك المقابلة بنبذة تعريفية على مخرجنا الكندي العربي اللبناني وتالياً جزءاً منها بما يلي :
مجدي بومطر … مسرحي كندي من أصل عربي لبناني، هو أحد مؤسسي المسرح العربي الكندي و الذي صال وجال في المسارح الكندية والعربية في الوطن الأم، فعلى تلك الخشبات أبدع في إعمال خلاقة ومتميزة، وهو صاحب فكرة المسرح المتعدد الثقافات في جنوب اونتاريو و الذي ولج من خلاله الى عالم غني ثري ومتنوع الفضاءات والرؤى، وقد نال بو مطر التقدير والتكريم أينما حل تثمينا لانجازاته العديدة، وهو أحد الشخصيات العربية الفنية التي نتطلع اليها لإنهاء صورة العرب النمطية في الغرب والتي تشكلت عنا بقصد أو بدونه، رهاناتنا على ابداعاته المسرحية للمرحلة المقبلة في التطلع نحو صورة مشرقة لنا جميعا. في لقاء اليوم سيكون اللقاء مع شخصية اعتبارية يقودها مجدي بو مطر مع آخرين وهي فرقة
“ MT Space”
Impact Festivalوالتي تقيم كل عامين مهرجانها المسرحي ( إمباكت) وستقام الدورة 19 لهذا التجمع المسرحي العالمي خلال الاسابيع القليلة القادمة. من هنا سننطلق في اسئلتنا عن هذا المهرجان وانطلاق هذه المقابلة كانت في بيت مخرجنا المميز والذي استقبلنا في بيته بجو أسري حميم وكانت هذه المحصلة .
***
س1 : قبل الدخول في دهاليز وتحضيرات مهرجان ( امباكت 19 ) أرجو ان تعطينا لمحة عن فرقتكم الإدارة والأعضاء وابرز الإنجازات الفنية .
ج1: تأسست فرقة أم تي سبيس(MT Space) في صيف عام 2004، و قد قدمنا خمس عشرة موسماً مسرحياً منذ ذلك الحين. اهداف الفرقة تنشيط مسرح المهاجرين و التعددية الثقافية بالإضافة الى مسرح السكان الأصليين. اليوم الفرقة تنتج أعمالاً مسرحية بشكل دوري، تقدم إنتاجات كندية و تنظم مهرجان إمباكت الدولي الذي يقام مرة كل عامين منذ عام 2009. بعد تأسيس الفرقة شغلت منصب مديرها الفني لمدة 12 سنة حتى عام 2016 حين استلمت هذا المنصب الفنانة الكندية من أصول هندية بام باتيل، و تستمر بام بعطائها و رؤيتها الفنية بقيادة الفرقة في الوقت الحاضر. اما انا فمهمتي الحالية تنحصر ببرمجة المهرجان و اخراج بعض أعمال الفرقة. جالت أعمال الMT Space في كثير من المدن الكندية، كما كان لنا جولات دولية الى سوريا، لبنان، الاْردن، البحرين، مصر، تونس ساحل العاج و غيرها.
عملت الفرقة مع عدد كبير من الفنانين الكنديين و غير الكنديين في إنتاجاتها المختلفة و نذكر منهم الممثلة السورية القديرة ندى الحمصي و الفنان الشاب الموهوب احمد ميرعي.
من ابرز مسرحياتنا “مواسم الهجرة” (2005)، “آخر 15 ثانية” (2009)، “الجسد 13” (2011)، “الشّقف” (2016 انتاج مشترك مع مسرح الحمراء التونسي) و “امل” (2018).
س2: مهرجان ( امباكت 19) الهدف والبدايات .. ماذا تقول عنهما ؟
ج2: انطلق المهرجان عام 2009 ليكون ملتقىً إبداعياً للفنانين فن الثقافات المهمشة، و المواهب القادمة الى كندا من كل حدبٍ و صوب. اردنا ان نبيّن صورة للمسرح الكندي غير الصورة النمطية الأوروبية السائدة. المهرجان تأسس للإضاءة على مواضيع المساواة و العدالة الاجتماعية و لإعطاء مساحة ابداعية للفنانين المهمشين من الثقافات الغير أوروبية في كندا و تأمين منصة دولية محترفة لهم لتقديم انجازاتهم.
انطلق مهرجان إمباكت قوياً تحت هذا الشعار و يستمر في دورته السادسة من 24 الى 29 سبتمبر من هذه السنة.
س3: من هي أشهر الفرق والأعمال المسرحية التي شاركت في هذا المهرجان عبر دوراته السابقة؟
ج3 : لقد قدم مهرجان إمباكت بدوراته الخمس السابقة اكثر من 70 مسرحية كندية و دولية من كافة اصقاع الارض لعل أشهرها The Living Dance Studio من الصين، و فرقة بال فريناك من المجر (2009)، L’Explose Danza من كولومبيا و فرقة مقامات عمر راجح من لبنان (2011)، فرقة كيت جونسون من الدينمارك (2013)، ڤكتوريا هانت من استراليا (2015) و فرقة اوكاريكا للرقص من نيوزلندا (2017)
س4: بالإضافة الى التخطيط السليم و النوايا الطيبة والعمل المخلص الدؤوب لإنجاح أي عمل فني كبير . هناك النواحي المالية. بصراحة على من تعتمدون بالدعم المالي لكي تصلوا لهذه المرحلة المتقدمة؟
ج4: نعتمد بشكل رئيسي على الدعم الحكومي للبلديات المحلية، محافظة اونتاريو و الحكومة الفدرالية، بالإضافة الى الهبات الخاصة من مؤسسات مانحة و أفراد مهتمين، زد على ذلك شباك التذاكر و الأجور التي نتقاضاها لتقديم اعمالنا.
س5: ماذا عن الاقتطاعات المالية التي قامت بها حكومة فورد في اونتاريو عن الأنشطة الثقافية والفنية.
ج5: لقد اقتطعت حكومة فورد الحالية في أونتاريو مبالغ كبيرة من موازنة وزارة السياحة و مجلس أونتاريو للفنون (Ontario Arts Council) مما ادى لنقص كبير في موازنة مهرجاننا لهذه السنة مما اضطرنا الى اقتطاع عدد من المسرحيات التي كنّا قد برمجناها نذكر منها مسرحيتي “جوغينغ” اللبنانية لحنان الحاج علي و “فاطمة” المغربية لمنى بنغالي. بسبب هذا النقص في الدعم الحكومي هذه السنة نجد أنفسنا مجبرين على اعادة النظر في عدد من الأنشطة التابعة للمهرجان و التي نأسف انها لن تتم كما كان مخطط لها.
س6: بالعودة الى الدورات السابقة وحالياً .. هل هناك مشاركات لفرق عربية من الخارج او من كندا شاركت بالمهرجان؟
ج6: نعم لقد شارك عدد من الفرق العربية في المهرجان و منها طارق الحلبي و فرقة عشتار من فلسطين، مقامات عمر راجح من لبنان، نحن نلعب للفنون من المغرب، و مسرح الحمراء من تونس. هذا بالإضافة الى أعمال كندية لفنانين عرب مثل ديما الأنصاري، ندى الحمصي، احمد ميرعي و ريما جبر.
س7 : بالنسبة للفرق المشاركة في هذه الدورة ( امباكت 19) من هي وماذا ستقدم للجمهور ؟
ج7 : يشارك في المهرجان لهذه السنة 17 عرض منها 7 عروض دولية من تونس (ثلاثة عروض)، المكسيك، تشيلي، الإكوادور و إيران. كما يشارك 6 عروض كندية من مونتريال (3)، تورنتو (2) و باري (1) و 4 عروض محلية من منطقة واترلو ضمنها إنتاج الأم تي سبيس الأخير “أمل”.
نشير ان العروض العربية المشاركة هي مسرحية “العنف” و مسرحية “الخوف” للثنائي التونسي العملاق الفاضل الجعايبي و جليلة بكار من انتاج المسرح الوطني التونسي. ايضاً مسرحية “مدام أم.” للشابة التونسية آسية الجعايبي، و العرض المحلي “حقيبة” لاحمد ميرعي. كل هذه العروض المذكورة هي باللغة العربية مع بث للترجمة بالانكليزيّة. يتطرق احد عروض المهرجان “عصفورين بحجر واحد” للقضية الفلسطينية من و جهة نظر الفلسطينية-الكندية ريما جبر و اليهودية-الكندية ناتاشا غرينبلات التين تقيمان في تورنتو.
اما مسرحيتنا “أمل” فهي تقدم قصة عائلة سورية اضطرت الى اللجوء الى كندا بعد احداث الثورة السورية.
س8 : هل لديكم تخطيط مستقبلي لنقل بعض عروض هذا المهرجان الى خارج كتشنر اونتاريو ، وهل هناك تعاون وعلاقات مع فرق عربية وكندية مع فرقتكم وخاصة في دورات هذا المهرجان؟
ج8: نعم نحن دائماً نسعى لتأمين عروض إضافية للفرق المشاركة و خاصة الدولية منها. نحن في علاقة تعاون مع مهرجان “شمال/جنوب” في مونتريال و الذي يديره المغربي- الكندي أمين الازادي، حيث ان بعض العروض ستقدم في المهرجانين.
س9: بالنهاية ماذا تقول للجمهور الكندي العربي؟
ج9: أدعو الجمهور العربي الكندي الى زيارة كتشنر التي لا تبعد عن تورنتو اكثر من ساعة و ربع بالسيارة للاطلاع على برنامجنا و لحضور بعض المسرحيات المبرمجة التي لن تجدوها في كندا مرة اخرى. للمعلومات عن تفاصيل المهرجان و شراء البطاقات يمكن زيارة موقعنا الإلكتروني www.impacttheatrefestival.ca او www.mtspace.ca
***
الخاتمة : باسم القراء الكرام وباسم أسرة ساخر نتقدم بالشكر الجزيل للأ ستاذ الفنان مجدي بو مطر ولفرقته ولكل العاملين على تجهيز برامج ( امباكت 19 ) القادم قريباً . ومن هنا ندعو الجمهور العربي الكندي لحضور هذا المهرجان الذي نعتز به ونفتخر بالقائمين عليه .