المقدمة : لقاء العدد 135 مع مجموعة من الفلسطينين وسيتحدثون بخصوص الحرب المدمرة على غزة وهم من جهات واهتمامات مختلفة، فمنهم الفنان الفلسطيني السويدي جورج توتاري صاحب أشهر أغنية تمجد فلسطين وشعبها باللغة السويدية . ومقابلات مع شخصيات من غزة باقية هناك وأخرى عادت لكندا مؤخراً، السيد هاني عودة الباقي في غزة والسيدين اكرم البيطار و باسل ناصر القادمين حديثاً من هناك الى كندا. وقد تحدثا عن الظروف التي رافقت خروجهما من غزة حتى الوصول لتورونتو .
أتقدم بالشكر والتقدير لكل من ساهم في انجاز هذه اللقاءات وهم السادة سعيد هنري ووائل غنيم وحامد أبو سته .***
اللقاء الأول : مع الفنان الفلسطيني السويدي جورج توتاري .
مؤلف أغنية سويدية بعنوان (تحيا فلسطين أو تعيش فلسطين)
****
جورج توتاري: روحانية الفن ورسالة الثقافة الفلسطينية في قلب السويد
ما قصة أغنية “تحيا فلسطين وتسقط الصهيونيّة” للفنان النصراوي جورج توتاري؟ كيف اجتاحت واكتسحت ميادين العالم وتُرجِمتْ للغاتٍ عديدةٍ وتُستخدَم بمظاهرات نصرة فلسطين بجميع أرجاء المعمورة.
أعرب الشاعر والكاتب الفلسطيني السويدي، جورج توتاري، عن إيمانه بأهمية الفن والموسيقى كوسيلة فعّالة للتأثير في المجتمع الغربي، وتسليط الضوء على الحضارة والثقافة الفلسطينية وسط حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة. وجورج توتاري هو مؤلف أغنية (تحيا فلسطين أو تعيش فلسطين) لفرقة “الكوفية” السويدية، والتي لاقت تفاعلا بشكل واسع في أوروبا وسط الاحتجاجات المطالبة بإنهاء القصف الإسرائيلي لغزة حول العالم. واستخدم المتظاهرون في دول عدة منها السويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأغنية للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين ورفضا للقصف الإسرائيلي لغزة.
وفي مقابلة عبر تقنية الزووم مع “ميديا إن تورونتو”، شدد توتاري على الدور الذي لعبه في عرض القضية الفلسطينية بشكل مثقف وفني لإلقاء الضوء عليها في المجتمع السويدي. ويصف توتاري نفسه بأنه يعمل بشغف ويستمتع بمشاركة أعماله، حيث يركز على أداء واجبه ودراسة المواضيع وتقديمها بطريقة تتناسب مع الجماهير المستهدفة. وتحدث الشاعر الفلسطيني عن تركه لفلسطين ومدينة الناصرة مسقط رأسه بعد حرب عام 1967 واحتلال إسرائيل لقطاع غزة والقدس الشرقية، مشيرًا إلى الأمل الكبير الذي كان يتأمله الفلسطينيون في الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر. وقال توتاري إنه كان يخطط للهجرة إلى كندا حيث يوجد له قريب يعيش في تورونتو، إلا أن الأقدار ساقته إلى السويد. وكان يعيش بين مواطنيها محاولًا فهم الثقافة والمجتمع. ويعتبر الشاعر الفلسطيني السويد بأنها أفضل بلد في العالم ويشكر أصدقاءه من المحافظين السويديين على دعمهم، قائلا: “السويديون هم الذين وقفوا بجانبي”. وفي رؤيته للمجتمع السويدي، يستند توتاري إلى قناعاته بأن الثقافة والفن تلعب دورًا حاسمًا في توطيد العلاقات بين الشعوب، لافتا إلى بداية فرقته الموسيقية لشرح قضيته الفلسطينية، حيث كتبوا أغاني حول مأساة فلسطين التاريخية. ويسلط جورج توتاري الضوء على تحولات المجتمع العربي في السويد وتأثيرها على الهوية والمصالح الفردية. يرى توتاري أن الناس في النهاية يهتمون بمصالحهم، ويعكس ذلك بوضوح في كيفية تأثير المصالح على العلاقات والقرارات. كما يقدم توتاري صورة تحليلية للواقع العربي في السويد، حيث يشير إلى سيطرة اللوبي الصهيوني على صناعة القرار والإقتصاد ووسائل الإعلام كما هو الحال في الولايات المتحدة. وسلط الضوء على الضعف الذي يعتبره موجودًا في المجتمع العربي، حيث يرى أن بعضهم لا يعبرون بفعالية عن تطلعات الناس ويظهرون كغرباء في المجتمع الذي يعيشون فيه. ويشير إلى الحاجة إلى التفاعل والتواصل مع المجتمع السويدي، مشيرًا إلى أن هذا يمكن أن يقود إلى تحسين فهم الثقافة العربية والقضايا التي يواجهها المهاجرون. وقال إنه عندما هاجر إلى السويد كان هناك دعما لإسرائيل غير معقول، ودفاعا عن سياستها الاجرامية ايضا، كما كان الفلسطينيون قلة، فتواجدهم في السويد كان بحكم منحة دراسية لفترة من الزمن فقط، وكانو بحالة من الحيرة والتشتت، لا يعرفون ماذا يفعلون، كما لم يكن هناك قيادة تنظمهم وتضعهم تحت جناحها اضافة الى ان مواقف الأحزاب اليسارية كانت ضعيفة جدا، ولم يكن لهم موقف واضح من القضية الفلسطينية، فالاعلام كان حينها بيد الحركة الصهيوينة، كما يقول توتاري. ويرى توتاري أن تشجيع الأجيال الشابة على العمل والنضال يشكل جزءًا أساسيًا من المساهمة في مستقبلهم. كما تحدث عن التحديات التي واجهها في التفاعل مع موسيقيين محترفين، ويعبر عن أمله في تشكيل جيل فلسطيني جديد في الخارج يعبر عن هويتهم بطرق فنية ملهمة. ويؤكد الانتشار الواسع النطاق لأغنية “تحيا فلسطين” عبر مواقع التواصل الاجتماعي على قوة الموسيقى في توحيد الشعوب المختلفة ثقافيا ولغويا. والأغنية واحدة من أعمال فرقة “كوفية” الموسيقية التي أسسها توتاري لتعريف الغرب بالقضية الفلسطينية وأصولها، وعملت على نفقاتها الخاصة لسنوات. توتاري الحامل لقضية وطنه وشعبه عند تأسيس فرقته عام 1972، جذب زملاء له من الجامعة من السويديين اليساريين المؤيدين للقضية الفلسطينية، وصديقا له من مدينة القدس. وفي ختام حديثه، شدد توتاري على أهمية التفاعل والتواصل مع المجتمع السويدي، معتبرًا ذلك مفتاحًا لفهم وتقبل الثقافة الفلسطينية، وبالتالي، تحقيق التواصل الحقيقي وبناء جسور فعّالة بين الثقافات.
***
وهذا ما كتبه دكتور هاني عوده من غزه وهو مفوض منظمه انسان بلا حدود في الشرق الاوسط .
كتب لنا بعنوان : الناجون من الموت، حكاية غزة.
الناجون من الموت لا تقتلونا مرتين…………..
في السابع من أكتوبر العام الجاري بدأت الحكاية بشن حرب مجنونة نازية على قطاع غزة تلك البقعة الصغيرة المزدحمة بالسكان الذين عانوا ويلات حصار حانق منذ سنوات سابقة فبدأت طائرات الإحتلال الإسرائيلي بقصف همجي وارتكاب مجازر متتالية ذهب ضحيتها أكثر من 20000 شهيد منهم أكثر من 5000 طفل حيث تخللها عملية نزوح جماعي للسكان من مناطق إلى مراكز إيواء غالبا مدارس الأنروا هرباً من مناطق القصف ظنا أنها أماكن أمنة ولكنها لم تسلم من مجازر الإحتلال اذ ارتكبت عدة مجازر في (مراكز الإيواء) كما يطلق عليها, فأشلاء جثث تتناثر وأطفال ونساء تنتهي حياتهم وعائلات بأكملها انتهت دون أي مبرر وما زاد هدم وتدمير كل مقومات الحياة للناجون من الموت وفي مراكز الإيواء تبدأ حكايات أخرى حيث رحلة البحث عن من تبقى من الأهل والأصدقاء والبحث عن مقومات الحياة حيث يفترشون الأرض ودون غطاء كافي والأمطار تنغص حياتهم في النوم ولا طعام كافي وجبات قليلة مما توفر تسد رمق الجوع ولا مياه كافية حتى البنية التحتية في مراكز الإيواء غير ملائمة للحد الأدنى من الحياة ففيها يبدأ صراع البحث عن الحياة حفاظا على من تبقى حيا, فالجميع خائف مما ينتج حالة صراع على كل شيء فطابور الخبز معاناة وطابور المياة معاناة اكبر وصراع حاد للحصول على أدنى قدر مما توفر.
حالة إنتظار وخوف وترقب وعدم نوم من القصف المستمر وسماع اخبار بالكاد في حال توفر وقت قليل جدا من الكهرباء وأحياناً تصاب بصدمات متتالية بمعرفة استشهاد الأهل والأقارب الذين تقطعت بينك وبينهم السبل . إن الحرب الهمجية على قطاع غزة لم تمر في التاريخ بهذه الأدوات والطريقة النازية بإرتكاب مجازر جماعية وجرائم ضد الإنسانية دون أي إعتبار لقواعد الإشتباك ومبادئ القانون الدولي الإنساني مما أثبت أن الكيان الصهيوني فوق القانون الدولي وما القانون الدولي وحقوق الإنسان ما هو الا حبر على ورق لا قيمة له
***
وتاليا ما قاله لنا السيد اكرم الصباغ الكندي القادم من غزة حديثا وهو من سكان لندن اونتاريو :انا المعاناه التي عشناها في غزه من اصعب الحروب التي واجهناها في غزه وقد حاولت الخروج من معبر رفح المصري اكثر من 5 مرات وفي كل مره كان المعبر مغلق ويوحد حوالي 1000 شخص بانتظار فتح المعبر وقد تم قصف المعبر بالصواريخ من قبل الطيران الاسرائيلي وسمعنا الصراخ والعويل من السيدات والاطفال ، وانا لااعرف احدا قريب من المعبر وقد اتصلت بأخي وارسل لي سياره في كل مره ولكن لا يوجد مفر من الخروج ولكن المعبر مغلق، وقد حاولت عده مرات الذهاب الي المعبر تحت القصف الشديد وكنا لانعرف النوم نتيجه القصف الشديد وبعد ه محاولات وصلنا للمعبر ، وعندما تم المنازه علي حمله الجوازات المصريه الرومانيه والامريكيه الاوروبيه ولم يتم المناده علي حمله الجنسيه الكنديه لان مندوب الحكومه الكنديه لم يكن موجودا ولكن الظباط المصريين علي المعبر عاملونا بكل لطف وقدموا لنا المساعده وانجزوا معاملاتنا بالسرعه الممكنه. وقد سألنا اذا كان هناك اي مندوب من السفاره الكنديه وسألنا بعض الصحفيين الاجانب ان كان هناك مندوب من السفاره الكندي اجابوا بالنفي بالبدايه ، وبعد ذلك نادي علينا شخص ان كنا نحن كنديين ، فأجبته بالايجاب واخبرني انه من السفاره الكنديه والباص جاهز الذهاب الي القاهره. وطلبنا منهم التوقف في مكان في الطريق او اي مطعم علي الاقل لتناول الادويه وبعض الطعام ولم يستجيبوا لنا ولكن قبل الوصول الي القاهره ونتيجه الحاحنا بضروه التوقف لتناول الطعام استجابوا لطلبنا ، واخبرونا انهم حجزوا لنا في فندق Fairmont وعلينا المغادره خلال ٧٢ ساعه واعلمونا ان مده الاقامه اذا كانت منتهيه ممكن في المطار يتم دفع غرامه تأخير او سرف يسمحون لكم بالمغادره بدون دفعها، واخبرونا انه اذا لم يكن معنا اي فلوس للعوده الي كندا بامكان السفاره اعطاء قرض يتم تسديده لاحقا ومعامله المصريين لنا كانت ممتازه ولم يتم تأخيرنا ، ووصلنا الي كندا يوم الثلاثاء ٢١ نوفمبر ويوجد اشخاص اخريين عادوا الي كندا معي في نفس الرحله ولا ادري عنهم شيئ عنهم ، هذا ما حصل معي وربنا يحمي غزه واهلها وتحيا فلسطين .
***
والتقينا أيضاً مع السيد باسل ناصر القادم حديثاً من غزة والذي حدثنا عن العقبات والظروف التي رافقت طريق العودة لكندا .العقبات التي واجهتنا كانت في إغلاق معبر رفح لمدة يومين وانتظارنا هناك قبل ان يفتح في اليوم الثالث و كان يوم الاحد ٢١ نوفمبر. كذلك تاخير اصدرات تأشيرات دخول لمصر والطريق الطويل من معبر رفح الى القاهرة حيث غادرنا المعبر مساء الأحد الساعة الخامسة مساء ووصلنا القاهرة الساعة الثالثة فجرا. لقد قامت الحكومة الكندية مشكورة ممثلة في وزارة الخارجية من خلال سفارات كندا لدى مصر والسلطة الفلسطينية وتل أبيب ببذل جهود جبارة من أجل اخراجنا من غزة ووصولنا الى كندا. فبالاضافة الى تجهيز الأسماء والكشوفات والتنسيق اللازم كان يوجد في المعبر المصري طاقم كبير من السفارة الكندية في القاهرة وقاموا بكل ما يلزم من أجل المساعدة داخل المعبر من أجل تسهيل الإجراءات وحل اية اشكاليات. كما قام طاقم السفارة بدفع تكلفة التأشيرات ورسوم الدخول لمصر والتي تبلغ حوالي اربعين دولار لكل مسافر. كذلك قام افراد من طاقم السفارة بمرافقة الباصات من معبر رفح المصري حتى الوصول إلى الفندق. وقد عملت السفارة على توفير اقامة رائعة ومريحة في افضل فنادق القاهرة لمدة اربعة أيام. وقد كانت تكلفة الغرفة اربعمائة دولار تشمل ثلاث وجبات رئيسية و قامت السفارة بتغطيتها كاملة لاربعة غرف اقمنا فيها. وفي أثناء الاقامة بذلت السفارة جهدا عظيما لاصدار تأشيرات الدخول لكندا لأفراد الاسرة الغير كنديين المرافقين. هذا رغم وجود فردين من العائلة لم يكن يوجد بحوزتهما جوازات سفر سارية المفعول. وقد غادرنا القاهرة الى كندا تورنتو صباح الجمعة الموافق ١٧ فبراير، وقمنا بدفع تكلفة تذاكر السفر. مع العلم بأن الحكومة توفر قروض ميسرة لمن لا يستطيعون تغطية تذاكر سفرهم..