محطّات بارزة في أحداث كندا الجويّة للعام 2019
كندا سبيل – ميسيساغا – اونتاريو
على فكرة الشتاء رسمياً بكندا لم يبدأ !!
سيبدأ السبت 21 كانون أول – ديسمبر .
****
الحديث عن الأخبار المتعلّقة بحالة الطقس في كندا يطول ولا ينتهي و “ليس هنالك نقص في قصص الأحوال الجويّة” كما يقول كبير خبراء الرصد الجوي في وزارة البيئة الكنديّة ديفيد فيليبس.
ولم يشذّ العام 2019 عن سواه، وحفل بالعديد من الأحداث الجويّة من الفيضانات وحرائق الغابات والتقلبات الغريبة في الشمال القطبي الكندي.
ونشرت وزارة البيئة الكنديّة كعادتها منذ 24 عاما، قائمة سنويّة بأبرز الأحداث الجويّة، بالاستناد إلى مجموعة من المعايير التي وضعها خبراء البيئة، ومن بينها مدّة الحدث الجوي وعدد الكنديّين المتأثّرين به.
يقول خبير الرصد الجوي في وزارة البيئة سيمون لوغو إنّ الجفاف أو الحرّ الشديد قد يشكّل الحدث الأبرز في بلد صغير، ولكنّ الأمر مختلف في بلد شاسع مثل كندا، وما يعيشه أبناء الغرب الكندي من أحداث جويّة قد يكون بعكس ما يعيشه أبناء الشرق.
“هذه السنة، حلّت الفيضانات الربيعيّة في منطقة أوتاوي في الصدارة، وكانت قياسيّة، ويجري ترتيب الأحداث الجويّة بالاستناد إلى مضاعفاتها على السكّان، وعلى الاقتصاد والبيئة، وطول المدّة التي استمرّ خلالها الحدث”: سيمون لوغو خبير الرصد الجوي في وزارة البيئة الكنديّة.
وتشكّل فيضانات نهر اوتاوا في منطقة اوتاوي الذي يفصل بين مقاطعتي أونتاريو وكيبيك تهديدا في فصل الربيع مع بداية موسم ذوبان الثلوج.
ولكنّ الفيضانات بلغت مستويات قياسيّة منذ ثلاث سنوات، وارتفع منسوب مياه النهر إلى مستوى غير مسبوق، وغمرت المياه نحوا من 6 آلاف منزل في المنطقة.
وعزت وزارة البيئة السبب إلى مجموعة من العوامل المتضافرة، من الطقس البارد والثلوج الكثيفة إلى ارتفاع معدّلات الحرارة في فصل الربيع والأمطار الغزيرة.
وحلّ ثانيا في قائمة وزارة البيئة موسم الأعاصير في مقاطعات الشرق الكندي الأطلسيّة، التي اجتاحها اعصار دوريان مصحوبا برياح فاقت سرعتها 100 كيلومتر في الساعة.
ولم تكن المقاطعات قد انتهت بعد من مضاعفات العاصفة الاستوائيّة “ايرين” التي حملت كميّات هائلة من الأمطار ولا سيّما إلى مقاطعة نوفا سكوشا.
وفي كالغاري في غرب البلاد، ليس مستغربا أن تتساقط الثلوج في وقت مبكّر ، في أيلول سبتمبر أحيانا، ولكنّ كثافتها لم تكن معهودة، وتفاجأ أبناء المدينة بتساقط 32 سنتيمترا من الثلج هذه السنة.
ودوما مع الأحداث الجويّة البارزة، ومع موجة البرد القطبي التي اجتاحت مقاطعات البراري في وسط الغرب الكندي في شباط فبراير، وتدنّت الحرارة إلى 40 درجة مئويّة تحت الصفر في العديد من أنحاء البلاد بسبب الدوامة القطبيّة Polar Vortex التي عادة ما تلفّ القطب الشمالي، ولكنّ الهواء القطبيّ بدأ يتسرّب جنوبا منذ بضع سنوات.
وبالحديث عن القطب الشمالي، أثبت العام 2019 أنّه عام آخر حارّ قياسيّا، وتراجعت مساحة الجليد البحري إلى 4،5 ملايين كيلومتر مربّع وهو ثاني أدنى معدّل سنوي، قريب من معدّل العامين 2007 و2016.
“شهدنا موجة من الحرّ في كندا خاصّة في القطب الشمالي. وكان الصيف شديد الحرّ هذه السنة في بعض انحاء إقليم نونافوت، وكان فصل الصيف الأكثر حرّا منذ 72 عاما، وبلغت الحرارة والرطوبة مستويات قياسيّة أحيانا في أقصى الشمال ” سيمون لوغو خبير الرصد الجوي في وزارة البيئة الكنديّة.
وتجاوزت الحرارة 20 درجة مئويّة وتمّ إقفال طريق الجليد الذي يربط قرية ديتاه في أقاليم الشمال الغربيّة بالعاصمة يلونايف في الحادي عشر من نيسان ابريل، أي في وقت مبكّر للغاية للمرّة الأولى منذ العام 1993.
وتركت الأمطار الغزيرة والجفاف مضاعفات على القطاع الزراعي في مقاطعات البراري وخسر العديد من المنتجين الزراعيّين محاصيلهم.
وتحوّل الربيع في مقاطعات الشرق ووسط الشرق إلى فصل شتاء آخر هذه السنة، واجتاحت الفيضانات مقاطعة نيوبرنزويك، ووصلت الدوامة القطبيّة إلى مقاطعة أونتاريو التي شهدت فصل الربيع الأكثر بردا منذ 22 عاما.
من إعداد مي أبو صعب – (راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ راديو كندا)