شلبكيات

من سلسلة شباك أبو شلبك – العدد 148- ص3

أنا صابر لحد الآن.

من سلسلة شباك أبو شلبك.
العنوان: أنا صابر.
اللغة المستعملة اليوم: الفصيحة وبعض الدارجة.
نشاط ابو شلبك: مرشد في جماعة الإخوة الإعلاميين.
المناسبة: راوٍ عربي كندي يتحول الى مهنة غسيل الصحون!!
الزمان : عصر ما بعد الكورونا
المكان : ميسيساغا – اونتاريو
كتب : محمد هارون .

***
كما هو معروف .. أثناء انتشار وباء الكورونا إزداد الضغط على وسائط التواصل الاجتماعي وأيضا على المواقع الإقتصادية والثقافية والتعليمية لقضاء حاجتنا اليومية المتنوعةً، وطبعاً ترك ذلك بصمات واضحة على تفاصيل حياتنا حتى الآن منها ما هو ايجابي ومنها ما هو سلبي. فقد تسببت الجائحة في عزل نسبة كبيرة من سكان العالم ومنعها من التواصل الإنساني العادي وعوضت وسائل التواصل الاجتماعي الإفتراضية هذا النقص وبكل المجالات.
وانتشرت بتلك الفترة قصص وحكايات منها ما هو حقيقي ومنها هو مزيف ومنها ما هو خليط بينهما. ولكن الأغرب من ذلك استمرار تلك القصص على وسائط التواصل حتى الآن فمنها ما هو معروض بغرض التسلية أو لتحقيق بطولات وهمية في زمن الهزائم والهزال.
فمن القصص المُمِلة والمكررة المنتشرة على الفيسبوك مثلاً : ذلك العربي الذي يحمل الجنستين الكندية والعربية ( أحياناً مصري وأحياناً سوري او عراقي أو فلسطيني الى آخر العرب …. ) القادم من أمريكا الى كندا بسيارته فتساله موظفة الجمارك الكندية ايهما تحب أكثر الأردن ( مثلاً ) أم كندا؟ فيجيب أحب الأردن مثل أمي وكندا مثل زوجتي ولا أستطيع أن أتخلى عنهما ووو..الخ من القصة التي مرت على معظم البلاد العربية ..وصارت ممجوجة بحيث صار الراوي العربي الحقيقي يبحث عن وظيفة في مطعم ليغسل الصحون بدل غسل العقول !!
قصة أخرى انتشرت وما زالت : السوري أو المصري أو الفلسطيني .. ذلك الفطحل الذي يدوّر كل بقايا المنتجات القادمة من دكان الحارة أو من السوبر ماركت…ويقول: أنا اذا خلّصت علبة النيدو بيعملها للسكر .. واذا خلّصت علبة الجبنة بيغسلها وبتصير كباية … واذا خرب قميصي بيعمله ممسحة .. وحتى اكياس السوبر ماركت بيخليهم أكياس للزبالة .. وبطولات عديدة أخرى جعلت هذا المسكين يعتقد بأنه قدم طرفة أو نكته لنا أو يعتقد انه ينافس الياباني مثلا في الإبداع والخلق… طبعاً هؤلاء الأبرياء أقل خطراً ممن ينقلون أو يفبركون علينا و لنا وعلى فيسبوك وغيره الأخبار والفيديوهات والصور والمعلومات السياسية والثقافية وغيرها بدون تمحيص وتدقيق بوعي أو بغباء لأهداف مشبوه أو لجني وجمع المشاهدات و( اللايكات) ثم نبدأ نلوك بها وبصاحبها أيام عدة .
وبموضوع آخر ولكنه مشابه بالتقدم للخلف!! ففي منطقتنا العربية ، إنتشار مسابقات أطول سندويشة شاورما أو فلافل أو لبنه و أكبر جاط تبوله وأغنى صحن كشري .. الخ .
ومسابقات الحيوانات والتي هي بالأساس تسلط الضوء على العلاقة المميزة بين الإنسان والطبيعة من خلال فعاليات تجمع بين الترفيه، التراث، وإبراز مهارات الحيوانات. مثل مسابقات جمال الإبل التي تحتفي بالتراث العربي، وصولاً إلى سباقات الحمير وصياح الديوك، تعكس هذه الفعاليات مزيجاً من الطرافة والإبداع. هذه المسابقات بالأساس لا تهدف فقط إلى التسلية، بل تسلط الضوء على قدرات الحيوانات الفريدة، مما يجعلها تجربة ممتعة وغنية بالمعرفة. ولكن أن نتوقف عندها ونترك المسابقات العلمية في المعامل والمختبرات وساحات العلوم والتكنولوجيا نتركها لأولاد العم المدعومين من المصانع والمختبرات العلمية العالمية لجعلنا مزروعين في سباقات بطيئة… فهذا لعمري شيئ مخزٍ و محزن!!.
ما نريده هنا من الأفراد والتجمعات في المجتمع العربي الكندي على الأقل، وجود التنافس الإيجابي بينها وذلك في اختيار وتنفيذ برامج وفعاليات ما أحوجنا اليها في هذا الوقت الصعب أنشطة سياسة وإقتصادية وإجتماعية وأن لا تقتصر تلك الأنشطة على الإحتفاء بالعروسين القادمين لحياة جديدة أو الأنشطة المقامة للمودعين الى حياة فانية . كما نرنو أن تدور تكون تلك الفعاليات حول الحدث نفسه وليس حول المنظمين له!! وبالأساس أن تقاد تلك التجمعات من إدارات منتخبة حتى تفرز عملاً يليق بمستقبل عرب كَندا وتقبله أمجاد عرب كِنده.
استفسار شلبكي أخير ناجم عن رداءة وتخبط وأحيانا غموض لما ينشره البعض على صفحات التواصل الإجتماعي .. نسأل :
هل أنت سادي أم موسادي ؟؟ على حال كل أنا صابر حتى الآن !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock