اقتصاديات

هاني آدم يكتب : عايش سبيل – العدد الشهري – 144

عاصفة 2024 المالية: لماذا يُعتبر الاستثمار في العقارات ملاذًا آمنًا وسط انهيار سوق الأسهم للكنديين.

عايش سبيل – العدد 144 من ساخر سبيل الشهرية .
عاصفة 2024 المالية: لماذا يُعتبر الاستثمار في العقارات ملاذًا آمنًا وسط انهيار سوق الأسهم للكنديين.
متابعة : المستشار العقاري هاني آدم

مقدمة: أدى الانهيار الأخير في سوق الأسهم إلى إرسال موجات صادمة عبر الأنظمة المالية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك كندا. مع تزايد التقلبات وعدم اليقين في سوق الأسهم، يتجه العديد من المستثمرين إلى العقارات كخيار استثماري أكثر أمانًا واستقرارًا. يستعرض هذا المقال الانهيار الأخير في سوق الأسهم، وتداعياته، ولماذا قد يكون الاستثمار في العقارات رهانًا أفضل للكنديين.
الانهيار الأخير في سوق الأسهم: شهد سوق الأسهم اضطرابات كبيرة في أوائل أغسطس 2024، حيث انخفضت المؤشرات الرئيسية بشكل كبير بسبب مجموعة من البيانات الاقتصادية الضعيفة ومخاوف المستثمرين من ركوداقتصادي وشيك. انخفض مؤشر S&P/TSX المركب، وهو المؤشر الرئيسي للأسهم في كندا، بنسبة 2.44% في بداية التداول في 6 أغسطس 2024، بعد عمليات بيع عالمية شهدت انخفاضات حادة في المؤشرات حول العالم. كان هذا الانخفاض جزءًا من اتجاه أوسع، حيث سجلت مؤشرات S&P 500 وناسداك المركب أيضًا خسائر تزيد عن 3% في الجلسة السابقة. ساهمت عدة عوامل في هذا التقلب في السوق. أدت البيانات الاقتصادية الضعيفة، وخاصة أرقام الوظائف السيئة في الولايات المتحدة، إلى تأجيج المخاوف من ركود اقتصادي، مما أدى إلى عمليات بيع واسعة النطاق. بالإضافة إلى ذلك، أدى قرار بنك اليابان برفع أسعار الفائدة إلى ما فوق الصفر تقريبًا إلى اضطراب الأسواق المالية العالمية، مما تسبب في تأثيرات متتالية. زادت التقارير المتباينة عن أرباح الشركات من عدم اليقين لدى المستثمرين، مما زاد من تفاقم تقلبات السوق. على الرغم من بعض التعافي في الأيام التي تلت الانهيار الأولي، لا يزال السوق متقلبًا، حيث يتوقع الخبراء استمرار الاضطرابات.
لماذا يُعتبر الاستثمار في العقارات أكثر أمانًا؟ على النقيض من تقلبات سوق الأسهم، يقدم الاستثمار في العقارات عدة مزايا تجعله خيارًا أكثر أمانًا وجاذبية للكنديين. العقارات هي أصول ملموسة، توفر أمانًا ماديًا لا يمكن للأسهم أن تضاهيه. على عكس الأسهم التي يمكن أن تتقلب قيمتها بشكل كبير، تميل العقارات إلى التقدير بشكل ثابت مع مرور الوقت. هذا الاستقرار يجذب بشكل خاص خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي. العقارات بشكل عام توفر استقرارًا أكبر مقارنة بسوق الأسهم. في حين يمكن أن تتأرجح أسعار الأسهم بشكل كبير استجابة لظروف السوق، تميل قيم العقارات إلى أن تكون أكثر استقرارًا وقابلية للتنبؤ. بالإضافة إلى ذلك، فإن العقارات هي أصول مادية يمكن استخدامها أو تأجيرها أو بيعها، مما يضيف طبقة من الأمان لا يمكن للأسهم، التي هي مجرد حصص ملكية في شركة، أن تقدمها.
الأداء التاريخي للعقارات: تاريخيًا، كانت العقارات حجر الزاوية في خلق الثروة للكنديين. على مدار الـ 34 عامًا الماضية، شهد متوسط سعر المنزل الوطني في كندا نموًا كبيرًا، بزيادة سنوية متوسطة قدرها 6.3%. في حين قدم سوق الأسهم عوائد سنوية أعلى بمتوسط حوالي 7.9%، إلا أنه يأتي مع تقلبات أعلى بكثير. ارتفع متوسط سعر المنزل في كندا من 120,200 دولار في عام 1990 إلى 827,100 دولار في ديسمبر 2023. شهدت المناطق الحضرية الكبرى مثل تورونتو وفانكوفر نموًا تاريخيًا أكثر حدة، مما يبرز الإمكانات لتحقيق عوائد كبيرة في أسواق معينة.
توليد الدخل من العقارات: يمكن أن تولد الاستثمارات العقارية دخلًا ثابتًا من خلال عوائد الإيجار، مما يوفر تدفقًا نقديًا موثوقًا يمكن أن يكون ذا قيمة خاصة خلال فترات الركود الاقتصادي. يمكن أن يوفر الاستثمار في العقارات المؤجرة تدفقًا ثابتًا من الدخل، وهو أقل عرضة لتقلبات السوق مقارنة بأرباح الأسهم. يفضل العديد من الكنديين الاستثمارات العقارية السلبية، مثل إقراض الرهن العقاري الخاص وصناديق الأسهم العقارية، التي تتطلب إدارة أقل نشاطًا بينما لا تزال توفر دخلًا.
المزايا الضريبية للاستثمار العقاري: تأتي الاستثمارات العقارية أيضًا مع عدة مزايا ضريبية يمكن أن تعزز العوائد وتقلل من العبء الضريبي الكلي. يمكن بيع المسكن الرئيسي غالبًا دون تكبد ضرائب على الأرباح الرأسمالية، على عكس بيع الأسهم التي تكون خاضعة بالكامل للضريبة. يمكن للمستثمرين العقاريين الاستفادة من خصومات الاستهلاك لتقليل الدخل الخاضع للضريبة، مما يزيد من جاذبية العقارات كاستثمار.
الاستثمار العقاري في ظل التباطؤ الاقتصادي: على الرغم من التباطؤ الأخير في سوق العقارات، لا يزال غالبية الكنديين يعتبرون العقارات استثمارًا أكثر أمانًا وربحية مقارنة بالأسهم. أظهر استطلاع أجري في أوائل عام 2024 أن 87% من الكنديين يفضلون الاستثمار في العقارات على الأسهم لتوليد دخل إضافي. يُعزى هذا التفضيل إلى الاستقرار المحتمل والنمو الطويل الأجل للعقارات.
أبرز الانهيار الأخير في سوق الأسهم التقلبات والمخاطر الكامنة المرتبطة بالاستثمارات في الأسهم. بالنسبة للكنديين الذين يبحثون عن استثمار أكثر أمانًا واستقرارًا، تقدم العقارات عدة مزايا مقنعة، بما في ذلك الاستقرار، الأداء التاريخي، توليد الدخل، والمزايا الضريبية. في حين أن كلا فئتي الأصول لهما مزاياهما، فإن الطبيعة الملموسة والتقدير الثابت للعقارات تجعلها خيارًا جذابًا بشكل خاص في أوقات عدم اليقين الاقتصادي. كما هو الحال دائمًا، يجب على المستثمرين النظر في أهدافهم المالية الفردية وتحملهم للمخاطر عند اتخاذ قرارات الاستثمار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock