خاص بكندا سبيل – حيفا
***
رواية “الخزي ” هي للجنوب افريقي والحاصل على جائزة نوبل جون ماكسويل، وقامت دار ورد السّوريّة بترجمتها الى العربية…
و”الخزي” رواية متوسطة الحجم، كتب أحداثها في مدينة كيب تاون في جنوب افريقيا وهي بلد المؤلف نفسه، التي جعل منها المكان لجميع أعماله وفق ما ذهب البعض، حيث جعلها تتمحور حول موضوع الأخْلاق، وهذا ما يشي به عنوانها، لأنّه يُبْرز بأنَّ خللا ما، أو شرخا ما في الأخلاق قد حدث.
ففي قصّة الأستاذ الجامعي، المُطلّق، ويعيش أعزب في المدينة، نراهُ يبحث باستمرار عن ما يملأ فراغ اللّذّة الحِسيّة له به، سواء عند زملائه أو زوجات زملاء له، أو حتى عند بنات الليل المحترمات، يعثر عليهن عن طريق وكالات لتشغيل المهاجرات المسكينات وبعضهنّ قد يكّنّ زوجات وأمّهات، يضطررن الى العمل في أوقات مًحدّدة بعيدا ن بيوتهن، لأنّ بطلنا الأستاذ يرفض كزوج، اتّباع الطريق ذاته الذي عاشه من قبل انقياده الى الحكمة والالتزام.
إذا بطلنا رفض أن يعيش ثانية كزوج ويراعي أنّهُ أبّ لفتاة تعيش بعيدا عنه، فاستمر في نزواته؛ فحدث ان التقى بواحدة عن طريق وكالة التشغيل، وصارا يلتقيان أسبوعيا، إلا أنّها وبعد صحوة ضميرها ورغبتها في تحسين حالتها ووضعها الحياتي تعود الى حضن وكنف أسرتها…
انتقل المعلم الأكاديمي الى عمل في معهد للأدب والموسيقى وهناك استغل فتيات طموحات يبحثن عن المعرفة ويعتقدن أن المعلمين هم آباء وليس وحوشا، لذلك سمح لنفسه أن يقوم بعلاقة “الخزي” مع طالبة عنده، فكانت هذه السّقطة نهاية مسيرته كمعلم جامعي.
واضح للقارئ الرّائي أنّ الرواية تبدو عادية في طرحها، فهي حافلة بالإشارات والإيحاءات عن الجنس، وهذا ما لم يعد متّبعا في الكتابة الحديثة، لأن موضوع الجنس أصبح حوارات عميقة تدور في بيت للدعارة، كما في رواية “الميتات” للمكسيكي خورخي إيبار، ليس فيها كلمة خادشة أو مشهد مُخلّ، لأنّها رواية عنيفة في فلسفتها وتعريفها للبيزنس في مجال الجسد بوصفِه نشاطا تجاريا، لكن ربما يكون خاطئا حسب وجهة نظر المجتمع ..
وهكذا فـ”الخزي” يوضح النظر لدى القارئ في فترات بسبب ما طرأ عليه من نضج وتطور فكري… لكن هذا لا يعني أنّ “الخزي” لم تبق رواية مُبهرة بكل عناصرها شبيهة بـ”المعلم ومارغاريتا” للروسي لغاكوف…