هؤلاء رأوا العالم من حولهم بمنظار مُختلف.. فهل كانوا على صواب؟
لا شيء يدوم ، ولا حتى الأفكار التي في رأسك. وينبغي ألا تهدر وقتك في البحث عنها، فعندما تختفي، تكون تلك نهايتها.
بول أوستر
هُناك بعض التنبؤات والمقولات الشهيرة التي قالها مجموعة من أذكى وأشهر وألمع الأشخاص في هذا العالم، ومع ذلك فقد اكتشفنا لاحقاً أنها كانت من أغبى ما نطق به هؤلاء، لماذا؟! لأنهم كانوا ينظرون للعالم بمنظارهم الخاص بهم، وبتجربتهم وخلفيتهم وتفكيرهم ونمط حياتهم الخاصة. وإليكم بعضاً من أبرزها في السطور القادمة:
بطليموس – الأرض هي مركز هذا الكون
earth
بطليموس هو رياضي وجغرافيّ وعالم فلك يُونانِيّ الأصل، من أهل القرن الثاني الميلادي، فقد وُلِد نحو سنة 87م وتوفّي قُرْب الإِسْكَندريّة نحو 150م، وكان من أهم علماء الفلك في مصر القديمة، وهو وصاحِب كتاب المَجَسْطي والذي قدم فيه لنظرية مركزية الأرض، عندما قال إن الأرض هي مركز هذا الكون، على أساس أن الأرض ثابتة، وأن الأفلاك تدور حولها.
ونموذج مركزية الأرض -كما وصفة بطليموس، ولم يكن هو واضعه، فقد أسس لهذا الاعتقاد فلسفيَّاً أرسطو، بينما تم تطوير نموذجه العلمي بواسطة بطليموس- استطاع أن يفسر جميع الظواهر في حينه، مثل اقتران عطارد والزهرة بالشمس، اقتران القمر بالأرض، توقف المريخ في السماء وتغيير جهة حركته بشكل دوري، الكسوف والخسوف وغيرها من الظواهر.
وظلت نظرية بطليموس هذه سائدة حتى القرن السادس عشر الميلادي، فقد كان هذا هو المُعتقد السائد حتى جاء جاليليو بنظرية مركزية الشمس، وأن الأرض ما هي إلا جُرم يدور حولها، ثم بعدها تتالت النظريات الفلكية، حتى اكتشف العالم أن الأرض مجرد ذرة صغيرة، في بحر هائل للرمال هو الكون.
هوراس راكهام – السيارة لن تُصبح أبداً وسيلة للنقل
هوراس راكهام
وفى عام 1903م صرح هوراس راكهام – Rackham Horace رئيس بنك Michigan Savings Bank، ومُحامي الاقتصادي الأمريكي هنري فورد – Henry Ford، بأن الخيول جاءت لتبقى، وستظل موجودة دائماً كوسيلة نقل، وأن السيارة ليست إلا وسيلة ترفيهية لا أكثر ولا أقل، وما هي إلا مُجرد ابتكار، وأضاف ناصحاً فورد بعدم استثمار أمواله في تجارة السيارات، لكن راكهام نفسه لم يستمع لهذه النصيحة، وقام بشراء أسهم بشركة فورد!
وفي هذا السياق يُذكر أن هنري فورد يُنسب إليه المساعدة في بناء اقتصاد أمريكا في سنوات ضعفها، فقد كان هو أول من طور صناعة السيارات في العالم، مما أحدث أكبر الأثر على المشهد في القرن العشرين، فلم تعد السيارات حكراً على الأغنياء، بل أصبحت في متناول الجميع، محدثاً بذلك ثورة صناعية في الولايات المتحدة.
منتج سينمائي – البث التليفزيوني سيتوقف لا محالة
التليفزيون
ابتكر الاسكتلندى جون لوجى بيرد – John Logie Baird عام 1925م آلة لبث الصوت والصورة أسماها تيليفايزر – Televisor، كانت حجر الزاوية في اختراع جهاز التلفزيون، وفي عام 1936م أطلقت الـ BBC البريطانية أول بث تلفزيوني تاريخياً من قناة حكومية، بالاستناد إلى التكنولوجيا التي ابتكرها بيرد.
وبعد هذا بعشرة أعوام فى عام 1946م تنبأ المُنتج والمُخرج الأمريكي داريل زانوك – Darryl Zanuck، والذي كان يعمل رئيساً لـ Twentieth Century Fox بأن جهاز التليفزيون لن يصمُد طويلاً في منافذ البيع بأي سوق بالعالم، والبث التليفزيوني سيتوقف تماماً، فلن يستمر أكثر من ستة أشُهر، مؤكداً على أن الناس سوف يملون من استمرار المشاهدة اليومية لشاشة التليفزيون، وشبهه بصندوق الألعاب الخشبي. واليوم بات التليفزيون من أكثر وسائل الترفية والتسلية استخداماً.
هارولد سبنسر جونز – التحليق في الفضاء مُحال
مارك سبنسر
وفى عام 1957م صرح هارولد سبنسر جونز – Harold Spencer Jones كبير علماء الفلك في المملكة البريطانية قائلاً: “إن التحليق في الفضاء أمر مستحيل، بغض النظر عن أي تقدم سوف يحرزه العلماء في المستقبل”. ولكن بعد مرور أسبوعين، وتحديداً في 4 أكتوبر عام 1957م قام الاتحاد السوفييتي بإطلاق أول قمر اصطناعي حول الأرض، والذي حمل اسم (سبوتنيك1)، وكان ينقل إشارات الراديو البسيطة إلى الأرض لمدة 21 يوماً، وبقي في المدار لمدة 6 أشهر أخرى.
واليوم تدور أعداد هائلة من الأقمار الصناعية حول كوكب الأرض الآن، وتلتقط لنا صوراً كثيرة مبدعة، وتساعد في البث والتصوير وتحديد الأماكن وغيرها من الأشياء الهامة.
توماس جون واتسون – الحاسب الآلي ليس له أهمية
توماس جون
في عام 1943 توقع توماس جون واتسون – Thomas John Watson رئيس مجلس إدارة شركة International Business Machine (IBM) الرائدة في عالم الكمبيوتر والتكنولوجيا، انحسار الطلب على أجهزة الحاسب الآلي، بأن قال “إنني أعتقد أن السوق العالمي للحواسيب قد يتسع ربما.. لخمس حواسيب لا غير”. ولك أن تعرف أنه في عام 1949م كان وزن الحاسب الآلي نحو 30 طن، وكان يضم 18 ألف لمبة.
توماس جون 2
وفى عام 1977م صرح أكثر مؤسسي الشركات نجاحاً في أمريكا كين أولسن – Ken Olsen مؤسس شركة المعدات الرقمية – Digital Equipment Corp (DEC)، والتي عملت في مجال الحواسيب متوسطة الحجم، وكانت هي أول من استخدمت نظام يونكس الشهير، في بيان رسمي له قائلاً: “ليس هناك أي سبب وجيه يدفع المرء لأن يقتني جهاز حاسب آلي في منزله”.
نعم! فرؤوس تلك الشركات العريقة لم يتوقعوا أن يكون في العالم أكثر من خمس حواسيب! أو أن تكون هُناك حاجة للناس لاقتناء الحواسيب في بيوتهم، ولم يتخيلوا أن تخرج إلينا حواسيب شخصية صغيرة. ربما يجب أن أشير من باب التوضيح أنهم يقصدون الحواسيب الخارقة Super Computers وليس الحواسيب الشخصية.
والآن، إن أصابتك الدهشة، وقليل من الاستهجان بعد قراءة الكلمات السابقة، فاعلم أنك لست وحدك، فقد تعجبت منها أنا أيضاً..
المصدر
كتاب The Seven Habits of Highly Effective Peopleلمؤلفه Steven Covey، ويُمكنك اقتنائه عبر موقع أمازون.
إخلاء المسؤولية
منقول عن موقع اراجيك