إعداد الباحث : أ.د.حنا عيسى
المـــقدمــــــــة
كانت ولا زالت تتمتع فلسطين بتنوع جميل ، فتنوعت تضاريسها ، فرسمت الجبال والسهول والصحاري والأغوار خارطتها بروعة وعناية ، وتسلسل التاريخ والحضارات بانسياب بين حقب أزمنتها ، فدخلها الفرس والروم والصليبيون ، وعمر في حضارتها وأثارها الفاطميون والأمويون والعباسيون ، وهبط فيها الرسل والأنبياء ، وباتت قبلة المصلين والمؤمنين ، فهي مسرى محمد ومهد عيسى وقيامته عليهما السلام.
مدن فلسطين وقراها وحاراتها وشوارعها خير شاهد على تنوع انساني طائفي عرقي جميل، بنوا وعمروا وعاشوا هنا في فلسطين، جاؤا منذ زمن بعيد من قارات ومدن بعيدة، ليكونوا جزءً من حضارة عريقة، حضارة فلسطين، فعاش فيها الاقباط والأرمن والتركمان والبهائيون والاحمديون والافارقة ، وجاورهم الشركس والسريان والسامريون والدروز، واحاط بهم الموارنة والغجر الروم والاكراد، لكل منهم عاداته وتقاليده، ماضيه وحاضره، ولكنهم هنا في فلسطين انصهروا فلسطينيين، فيها عاشوا واقاموا، رابطوا ودافعوا.
ففي فلسطين من اي مكان جئت ومن اي بلد قدمت تشعر وللوهلة الأولى انك في موطنك، ففلسطين بتنوعها وبهائها تجد فيها من كل حضارة قبس، ولكل ديانة فيها نفس، فالمساجد والكنائس تتعانق، ولمختلف الاطياف والاعراق فيها مقام، فالزوايا والتكايا والاديرة والمدارس لكل الطوائف والاعراق، لا طائفة تتعدى على اخرى، ولا عرق يزاحم آخر، ففلسطين وحدها رغم صغر مساحتها، وانتهاكات المحتل فيها، كانت ولا زالت وستبقى مهبط الانبياء، ومهد الحضارات.
الفـــهــــــرس
الرقم المحتوى الصفحة
1 المـــقدمــــــــة 2
2 الطائفة السامرية 3
3 الشركس 11
4 الجماعة الأحمدية 14
5 الموارنة 18
6 التركمان 22
7 الأرمن 25
8 الأقباط 28
9 البهائيون 32
10 الجالية الإفريقية 37
11 السريان في فلسطين 42
12 الطائفة الدرزية 45
13 الغجر (الرّوم) 52
14 الاكراد 56
15 الخاتمة 65
الطائفة السامرية )السُمَرة
الطائفة السامرية )السُمَرة(، وبالعبرية ( شمرونيم)،) وفي التلمود يعرفون باسم كوتيم)
وهي مجموعة عرقية دينية تنتسب إلى بني إسرائيل وتختلف عن اليهود، حيث أنهم يتبعون الديانة السامرية المناقضة لليهودية رغم أنهم يعتمدون على التوراة، لكنهم يعتبرون أن توراتهم هو الأصح وغير المحرفة، وأن ديانتهم هي ديانة بني إسرائيل الحقيقة، ويقدر عدد أفرادها بـ 783 شخص موزعون بين مدينة نابلس ومنطقة حولون بالقرب من تل ابيب. والطائفة السامرية أصغر طائفة دينية في العالم، تضم 5 عائلات منها عائلة الكهنة التي تقوم بالطقوس الدينية بينما يمارس بقية أفراد الطائفة التجارة والصناعة والعمل في دوائر الحكومة والمهن المختلفة .
يرجع أصل السامرية إلى أسباط بني إسرائيل، وقد كان موطن الفرقة السامرية مدينة نابلس التي كانت تسمى شخيم. تتجه هذه الطائفة في صلاتها نحو جبل جرزيم، أما الفرقة الثانية فكان موطنها الأساسي القدس حاليا، وتتجه في صلاتها إلى جبل صهيون وهؤلاء يلقبون باسم العبرانيين، أما السامريون فينسبون إلى شامر الذي باع جبلا للملك عمري وبنى عليه مدينة شامر والتي حرفت إلى سامر ومن ثم السامرة نسبة لمالكها الأول شامر، ولكل طائفة توراة خاصة بها فالعبرانيون لهم التوراة العبرانية، والسامريون لهم التوراة السامرية.
ظهر الخلاف بين الفريقين بعد العودة من السبى البابلي، وكل فريق تمسك بتوراته على أنها التوراة الصحيحة غير المحرفة، تتكون التوراة السامرية من خمسة أسفار هي التكوين والخروج واللاويين ويسمى الأحبار والعدد وتثنية الاشتراع، وتختلف التوراة السامرية عن التوراة العبرانية في بعض الألفاظ والمعاني. وتختلف الوصايا العشر عندهم عن وصايا اليهود لأنهم جمعوا الوصيتين الأولى والثانية،(أنا الرب الهك، لا يكون لك آلهة غيري؛ لا تصنع لك تمثالا)، (تثنية 11: 29 و 17: 12)، وزادوا وصية عن قداسة جبل جرزيم، ولايقبلون كتب العهد القديم الأخرى التي كتبت بعد العودة من السبي، لا يعتبرون نبيا إلا موسى.
وفي القرن التاسع عشر كان عدد السمرة يتراوح ما بين 150 و 200 نسمة، وكانوا يعيشون في حي الياسمينة في مدينة نابلس القديمة. وفي الوقت الحالي يصل تعدادهم إلى 400 نسمة في منطقة حولون، ويقدر عددهم بـ 350 في نابلس بفلسطين، وفقاً لإحصائيات عام 2011م.
يعتبر السامريون في مدينة نابلس أنفسهم فلسطينيون، فهم طوال فترة تواجدهم عاشوا مع الفلسطينين في مدينة نابلس ولهم محالهم التجارية فيها حتى اليوم، وكانوا سابقا يتمتعون بتمثيل نيابي لهم في المجلس التشريعي الفلسطيني، حيث أعطاهم الرئيس السابق ياسر عرفات مقعد تحت نظام الكوتا، إلا أنه تم إلغاء هذا الكرسي لاحقا بعد وفاة عرفات، كما أنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية التي اعطتهم اياها الحكومة الإسرائيلية لأسباب منها تسهيل تواصلهم مع الأقلية السامرية الموجودة في منطقة حولون.
ويرتبط جبل جرزيم بالطائفة السامرية ارتباطاً وثيقاً، ويدعى أيضاً جبل الطور ، ويقيمون عليه طقوسهم الدينية أثناء عيد الفصح حيث يحتفلون بنحر الذبائح وتقديم القرابين وتأدية الفرائض والصلوات في العراء كل عام .
وتحتفظ الطائفة السامرية بأقدم مخطوطة للتوراة معروفة حتى الآن كتبت على رق في شكل لفائف، وعثر في هذا الجبل على معبدين يونانيين متصلين بأدراج ضخمة تنحدر إلى مدينة نابلس (بلاطة حالياً)، وكذلك سور روماني وكنيسة بيزنطية، كما يوجد بالقرب منها مقام الشيخ غانم وهو نقطة مراقبة إستراتيجية استخدمت في العصور الوسطى كمركز لنقل الإشارات، كما استخدمتها السلطات البريطانية أثناء الحرب العالمية الثانية لغايات مشابهة.
o عقيدتهم
تقوم عقيدة السامريين على أركان خمسة، وعلى السامري أن يؤمن بهذه الأركان جميعها، حتى يحق له أن يحمل اسم سامري، وهذه الأركان هي:
• وحدانية الله، أي أنه لا يوجد له شريك ولا مشير ولم يلد ولم يولد أبدي سرمدي قادر كامل.
• الإيمان بأن سيدنا موسى رسوله وحبيبه وكليمه ولا إيمان بغيره البتّة.
• الإيمان بأن التوراة (الخمسة أسفار الأولى من الكتاب المقدس) هي شريعة الله.
• الإيمان بأن جبل جرزيم هو قبلة أنظار السامريين، وهو الواقع مقابل جبل عيبال جنوبي مدينة نابلس.
• الإيمان بيوم الدينونة، يوم الحساب والعقاب المعروف لدى عامة الناس بيوم القيامة.
ويرأس الطائفة السامرية الكاهن الأكبر، وهو من سبط لاوي، أي من عائلة الكهنة والأكبر جيلاً، ويساعده في مهامه هذه مجلس كهنوتي مكون من 12 كاهناً، وهو الذي يقرر كل ما يتعلق بالشؤون الدينية، وتشرف على حياة الطائفة لجنة الطائفة السامرية، التي تُنتخب كل سنتين، وتكون تحت إشراف محافظ نابلس، وتعمل هذه اللجنة على تسيير أمور الطائفة السامرية الحياتية الدنيوية.
o شريعتهم
ترتكز شريعة السامريين على الكلمات العشر، أي الوصايا العشر التي نزلت على موسى عليه السلام يوم خاطبه الله تعالى في سيناء، وهي : 1. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي، 2. لا تنطق باسم الله (إلهك) باطلاً، 3 . احفظ يوم السبت لتقدّسه، 4. احترم أباك وأمك لتطول أيام حياتك، 5. لا تقتل، 6. لا تزنِ، 7. لا تسرق، 8. لا تشهد الزور، 9. لا تشتهِ بيت قريبك وما يحويه، 10. احفظ قدسية جبل جرزيم الأبدية المطلقة.
o أعيادهم وعاداتهم
يحتفل السامريون بأعياد التوراة فقط وهي موسمية، وعددها سبعة هي: عيد الفصح، وعيد الفطير، وعيد الحصاد، وعيد رأس السنة العبرية، وعيد الغفران، وعيد العرش (المظال)، والعيد الثامن أو فرحة التوراة.
وخلال هذه الأعياد يحج السامريون إلى جبلهم المقدس (جبل جرزيم) ثلاث مرات سنوياً؛ أثناء عيد الفصح وعيد الحصاد وعيد العرش.
ويصلي السامريون يومياً صباحاً عند الفجر، ومساءً عند الغروب، وكل صلاة بسبعة ركعات. لذلك يقال إن السامرية هي أقرب الديانات إلى الإسلام من حيث الوحدانية والطهارة، خصوصاً أن صلوات السامريين ركوع وسجود يسبقها وضوء اليدين والفم والأنف والوجه والأرجل.
تعتمد الديانة السامرية على الطهارة، وهي ركن الدين وأساسه، فالرجل لا يجوز أن يخرج من البيت إلا إذا كان طاهراً، وبالنسبة إلى المرأة السامرية، فعندما تكون في فترة الحيض لا تمارس أعمالها المنزلية بتاتاً، ولا تمس أي أغراض في المنزل، أما عند الإنجاب، فإذا كان ذكراً تجلس منعزلة في غرفتها مدة 41 يوماً، ولا تمس بقية أطفالها، بل فقط ترعى طفلها، أما إذا كانت المولودة أنثى، فتبقى منعزلة عن أولادها مدة 80 يوماً.
تصوم الطائفة السامرية يوماً واحداً في السنة، وعلى كل فرد في الطائفة صيام هذا اليوم حتى الأطفال، فهناك قاعدة تقول: كل نفس لا تصوم في هذا اليوم تموت، ويكون الصيام عن كل شيء، ابتداء من الأكل والشرب، ومروراً بالأعمال المنزلية والعمل والدراسة، ولا يمكن حتى مشاهدة التلفاز أو القيام بأي نشاطات دنيوية، ويخصَّص يوم الصوم للصلاة، التي تكون عبارة عن ركوع وسجود تتخللها تراتيل باللغة العبرية.
o يوم السبت
حاط يوم السبت بقدسية هائلة لدى السامريين، وبطقوس خاصة تصل حد الانعزال التام عن العالم، لدرجة أنهم لا يجيبون على الهاتف، ولا يشعلون الأنوار، ولا يخرجون من بيوتهم، ولا يستقبلون الضيوف.
وهناك سبع صلوات ليوم السبت، يؤديها السامريون في الكنيس السامري، بإمامة أحد الكهنة، ولا يجوز للسامري أن يزاول أي عمل يوم السبت مهما كان نوعه، سوى تحضير طعاماً بارداً.
وهناك ثلاثة شروط فقط للخروج من يوم السبت وكسر الحواجز الدينية وهي: نشل الغريق، وإطفاء الحريق، وملاقاة العدو.
o مقدسات السامريين
1. جبل جرزيم: لأنه في اعتقادهم: عليه قدم نوح قربان الشكر لله بعد الطوفان، وعليه أراد إبراهيم أن يقدم ابنه إسحاق، وعليه نام يعقوب ورأى السلم منصوباً والملائكة عليه، وإليه ابتهل موسى لرؤيته ولعمارته وعدم خرابه، وعليه بنى يشوع بن نون هيكل موسى عليه السلام بعد دخول الأرض المقدسة، وعليه تلا الإسرائيلون البركة (لذلك سمي جبل البركة).
2. قبور الأنبياء حول نابلس مثل: قبور الكهنة العازار وايتامر وفينحاس والسبعين شيخاً في عورتا قضاء نابلس، ثم قبر يوسف عليه السلام في نابلس، ثم قبور الكفل ويشوع بن نون في كفل حارس.
3. قبور الأزكياء العشرة في حبرون (الخليل) وهم: آدم، شيت، أنوش، نوح، إبراهيم، إسحق، رفقة، يعقوب ولائقة، ثم قبر السيدة راحيل بين الخليل وبيت لحم.
4. قبر هارون بن عمران في جبال موآب عند وادي موسى شرقي الأردن.
5. قبور باقي أولاد يعقوب عليه السلام والمنتشرة في الأرض المقدسة منها : بنيامين في كفر سابا، لاوي في سيلة الظهر، يهودا في طلوزة، وثلاثة منهم جامع الأنبياء في نابلس.
الشركس في فلسطين
تعود بدايات الوجود الشركسي في فلسطين إلى عام 1878م، إبان عهد الإمبراطورية العثمانية، إذ وفدت طلائع الشركس إلى فلسطين من منطقة “مارويل” الواقعة على الحدود اليونانية البلغارية، حيث سكنوا هناك منذ عام 1865م بغرض استفادة الحكومة العثمانية من قدراتهم الحربية في المعارك التي كانوا يخوضونها في أوروبا الشرقية والبلقان، لكن الهزائم المتوالية التي لحقت بالعثمانيين أمام الروس وحلفائهم الأوربيين أجبرت الحكومة العثمانية على ترحيل الشركس، ونقلهم من أوروبا الشرقية إلى شبه جزيرة الأناضول وبلدان المشرق العربي ومنها فلسطين، في فلسطين تمركز الشركس في قريتين، الأولى “كفر كما” الواقعة على بعد 12 كم إلى الشرق من بحيرة طبريا، وسكانها من قبيلة “شابسوغ”، والثانية هي بلدة “الريحانية” بالقرب من الحدود وسكانها من قبلية “إبزاخ”، والشركس في فلسطين ينتمون إلى أربع قبائل، تتفرع منها 46 عائلة، وأكبر القبائل هي قبيلة شابسوغ التي تمثل غالبية سكان قرية كفر كما وجزء من قرية الريحانية. عاش الشركس جميع الأحداث التي جرت في فلسطين منذ استقرارهم فيها، ونظرا لقلة عددهم فقد كان تأثيرهم في أحداث البلاد محدودا، وفي عام 1948م، وعلى أثر نكبة فلسطين لجأ عدد من شركس فلسطين إلى سوريا، كانت الروابط الدينية والإسلامية تشدهم إلى أهل البلاد إضافة إلى تشابه نمط المعيشة الزراعية ـ الرعوية الذي كان يمارسه الشركس والعرب، إلا أن الشركس لم يتماهوا تماما مع المجتمع الفلسطيني المحلي وظلّوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم الخاصة.
كان للشركس شأن خطير في مصائر البلاد العربية؛ فقد تمكنوا من السيطرة على مقدرات الحكم في مصر، وأنشأوا دولة عرفت بـ«دولة المماليك الشراكسة». ولكن الدولة العثمانية الناشئة قضت عليها سنة 1517 في معركة مرج دابق. أما في البلاد الأصلية للشركس فقد أنجز الروس احتلالهم القفقاس سنة 1864، وأجبروا سكانه على الهجرة. وقد ساعد العثمانيون الشركس على الاستيطان في بلاد الأناضول سنة 1878 وفي بلدان المشرق العربي، فوصل الشركس إلى سوريا وفلسطين ثم تركزوا في الأردن. ومنحتهم الدولة العثمانية أراضي حول بيسان في فلسطين، ومنها انتقلوا إلى خربة كفركما التي صارت، في ما بعد، قرية. وإلى قرية علما قرب الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية. ثم أنشأوا قرية الريحانية. واستوطنت جماعات أخرى منهم خربة شركس وخربة سطاس قرب مدينة الخليل منذ سنة 1878. أما أكبر تجمع للشركس فهو في الأردن. ومعظم هؤلاء وفدوا إلى الأردن من فلسطين التي كانوا قد وصلوا إليها بالبواخر العثمانية التي أنزلتهم في ميناء حيفا، ثم جرى إسكانهم في أراضي المستنقعات المحيطة بمدينة بيسان. عانى الشركس ما عاناه الفلسطينيون جراء قيام إسرائيل سنة 1948. وغادر فلسطين آنذاك نحو 20 عائلة شركسية استقرت في قرية مرد السلطان شرق مدينة دمشق كلاجئين فلسطينيين. أما القسم الأكبر من الشركس فقد بقي في فلسطين المحتلة، وخضع مثل بقية العرب لظروف الاحتلال، وقاسوا عمليات الطرد ومصادرة الأراضي. ففي تشرين الأول 1953 طردت السلطات الإسرائيلية سبع عائلات شركسية من قرية الريحانية. وفي سنة 1957 غادر عدد من الأسر إلى تركيا هرباً من عسف الاحتلال. وتقلصت مساحة قرية كفركما الشركسية من نحو 8500 دونم إلى نحو 6500 دونم، وأراضي قرية الريحانية من 6000 دونم إلى 1600 دونم بالمصادرة.
بلغ عدد الشركس في فلسطين عام 1931م حوالي 866 شخصاً، وفي عام 1945م وصل عددهم إلى 950 شخصاً، ثم انخفض إلى 806 أفراد اثر نكبة فلسطين عام 1948م بسبب لجوء عدد من العائلات الشركسية إلى سوريا وتركيا. وفي عام 1969م وصل عددهم إلى 1745 نسمة. والآن يبلغ عددهم حوالي 5000 نسمة منهم 3200 يسكنون في قرية كفر كما و1800 نسمة في قرية الريحانية.
هم مسلمون وليسوا عربا، فعلاقتهم مع دينهم وثيقة كما ان علاقتهم مع ابناء جنسهم متينة، فهم محافظون، لباسهم محتشم، لا تباع الخمور في محالهم ولا تشرب في بيوتهم، ويرسلون زكاة اموالهم الى اخوتهم الشركس في القفقاس وتركيا والشيشان ويقومون بحملات الاغاثة لاخوتهم المسلمين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتستخدم الأبجدية القومية الشركسية المستعملة في القفقاس في دروس تعليم اللغة الشركسية، أما القاطنين في قرية الريحانية والقريبين من خط الحدود العربي فيمكنهم إرسال أولادهم إلى المدارس اليهودية أو العربية على حد سواء.
تدعم فلسطين الشراكسة للحفاظ على هويتهم الثقافية ويتكاثف الوجود الشركسي في القريتين المذكورتين حيث يستطيعون الاستفادة من خدمات البلدية والخدمات العامة كسائر السكان الآخرين على الأقل، كما يمكنهم تقلد وظائف في مختلف المجالات وفي المؤسسات العامة. لا تزال اللغة الشركسية تستعمل كوسيلة للتواصل في المجتمع بين الشراكسة.
الجماعة الأحمدية (القاديانية) في فلسطين
الجماعة الأحمدية هي عبارة عن حركة إسلامية تجديدية نشأت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي في شبه القارة الهندية، مؤسسها هو ميرزا غلام أحمد القأدياني (1835-1908)، نسبة إلى بلدة قاديان، في إقليم البنجاب في الهند، حيث وضع أسس جماعته في 23 من مارس عام 1889 وسماها الجماعة الإسلامية الأحمدية. ادعى ميرزا غلام أحمد بأنه مجدد القرن الرابع عشر الهجري، وبأنه المسيح الموعود والمهدي المنتظر من قِبل المسلمين، والفكر الأحمدي يشدّد على الاعتقاد بأن الإسلام هو الديانة السماوية الأخيرة للبشرية جمعاء والتي نزلت على النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ويعيش الأحمديون في كل البلدان التي يوجد بها مهاجرون من شبه القارة الهندية، حيث إن الاضطهاد الشديد والقمع المنظم تجاه هذه الجماعة في عدد من الدول الإسلامية حذت بالعديد من أفرادها الأحمديين للهجرة والاستقرار في بقاع أخرى من العالم، وبعد وفاة الحاج مولانا حافظ حکیم نور الدین – الخليفة الأول لمؤسسها – انقسمت الجماعة إلى فرعين: الحركة الأحمدية في لاهور وجماعة المسلمين الأحمدية.
عقيدتهم:
يعد الأحمديون أنفسهم مسلمين، يؤمنون بالقرآن وبأركان الإيمان جميعها: بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالبعث والحساب، وبأركان الإسلام كلها؛ وتؤمن الجماعة الإسلامية الأحمدية بأن ميرزا غلام أحمد مبعوث من الله سبحانه وتعالى، مثيلاً لعيسى عليه السلام ليضع الحروب الدينية، مُديناً ومستنكراً سفك الدماء، معيداً أسس الأخلاق والعدالة والسلام إلى العالم، ويؤمنون بأنه سيخلص الإسلام من الأفكار والممارسات المتعصبة، ليعيده إلى شكله الحقيقي كما كان في عهد النبي محمد. الا ان الكثير من المعتقدات الأحمدية تعتبر مخالفةً للفكر الإسلامي التقليدي منذ تأسيس الجماعة، حيث إن الكثير من عامة المسلمين ينظرون إلى الأحمديين على أنهم غير مسلمين نظراً لوجهة نظرهم وقناعاتهم فيما يتعلق بوفاة السيد المسيح وعودته، وفهمهم للجهاد بشكله السلمي.
• يعتقد القاديانيون أن الله يصوم ويصلي وينام ويصحو ويكتب ويخطئ ـ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ـ.
•تعتقد القاديانية بأن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً.
•يعتقدون أن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد وأنه كان يوحى إليه، وأن إلهاماته كالقرآن.
•يقولون لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة غلام أحمد.
•يعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين وهو غير القرآن الكريم.
• يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل وشريعة مستقلة وأن رفاق الغلام كالصحابة.
• يعتقدون أن قاديان كالمدينة المنورة ومكة المكرمة بل وأفضل منهما وأرضها حرم وهي قبلتهم وإليها حجهم.
• نادوا بإلغاء عقيدة الجهاد كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية لأنها حسب زعمهم ولي الأمر بنص القرآن !!!.
• كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوج من غير القاديانيين فهو كافر.
• يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات والمسكرات.
وجودهم في فلسطين:
تذكر المصادر الأحمدية أن الخليفة الثاني بشير الدين محمود أحمد زار حيفا والقدس وبيت لحم والخليل عام 1924، وقد تمت دعوته لشرب الشاي في منزل مفتي القدس، وفي نهاية هذا المطاف عاد الى حيفا والتقى مع حاكم المحافظة قبل أن يغادر إلى دمشق، لكن على ما يبدو إن دمشق لم ترحب بالخليفة حيث حصلت ضجة وهياج ديني لم تشهد المدينة مثيلاً له حتى أن هناك من حاول نسف فندق السنترال الذي نزل به الخليفة الأحمدي، وعندها أعلنت الحكومة الفرنسية أنها عاجزة عن حمايته وصحبه ونصحته بمغادرة البلاد، فعاد الوفد إلى بيروت ثم إلى عكا وحيفا ومنها إلى بورسعيد بمصر. لكن بعودة الخليفة الأحمدي الى قاديان صمم على إعداد أول بعثة تبشيرية أحمدية إلى دمشق بالذات التي رفضت استقباله ووضع على رأسه البعثة المبشر الشاب جلال الدين شمس والذي أسس الجماعة الأحمدية في الشام ومنطقة الكبابير في حيفا بفلسطين وجماعة مصر. بعدها وصل إلى فلسطين مكانه أبو العطاء الجلندهري حيث مكث حتى العام 1936 في بلدة الكبابير جنوب حيفا، ولم يكن هؤلاء فقط هم الذين حاولوا نشر مبادىء الجماعة بين الفلسطينيين، فهناك محمد سليم الهندي الذي خدم الجماعة في فلسطين من العام 1936 حتى 1938، ثم شودري محمد شريف كذلك جلال الدين قمر الذي حضر للبلاد العربية عام 1954، ومما سبق يظهر بجلاء اهتمام الجماعة الأحمدية بالانتشار في العالم العربي والانطلاق نحو هذا العالم عبر فلسطين، ورغم تمحورها في الكبابير بحيفا في فلسطين إلا أن هناك انتشاراً محدوداً لها في الضفة وغزة.
ويقدر عدد أتباع الطائفة الأحمدية في فلسطين بنحو خمسة آلاف شخص، يعيش منهم في بلدة الكبابير قرابة الـ 3000 نسمة، فيما يتوزع الآخرون على مدن عكا وحيفا وطولكرم ونابلس وغيرها.. وتعيش الطائفة نوعا من العزلة العقائدية حيث لم تتمكن الأحمدية من الانتشار وسط الفلسطينيين على الرغم من تاريخ وجودها في البلاد والذي يناهز الثمانين عاما، مع أن زعماء الاحمدية يأملون في أن يكون أتباعهم في فلسطين الجسر الذي تعبر عليه الأحمدية إلى العالم العربي.
الموارنة في فلسطين
الموارنة: هي مجموعة دينية تقطن في سواحل بلاد الشام وخاصة في لبنان وتتبع الكنيسة المارونية، تعود تسميتهم إلى مار مارون الراهب السرياني الذي عاش في شمال سوريا خلال القرن الرابع وانتقل اتباعه لاحقا إلى جبل لبنان ليقترن اسمهم به منذ القرن العاشر الميلادي، مؤسسين بذلك الكنيسة المارونية، تمكن الموارنة من الحفاظ على كيان شبه مستقل خلال فترتي الخلافة الاموية والعباسية محافظين بذلك على ديانتهم المسيحية ولغتهم السريانية حتى القرن الثالث عشر عندما تمكن المماليك من إخضاعهم، وهيمن الموارنة لاحقا على كل من متصرفية جبل لبنان العثمانية بالقرن التاسع عشر وجمهورية لبنان الكبير برعاية دول أوربية، غير أن هجرة أعداد كبيرة منهم إلى الأمريكيتين ونشوب الحرب الأهلية اللبنانية أدت إلى تقلص اعدادهم بشكل حاد حيث يشكلون حاليا حوالي ربع عدد سكان لبنان.
أما الكنيسة المارونية فهي كنيسة أنطاكيّة، وسريانية، وشرقية، وكاثوليكية، وشبه وطنية؛ اجتمعت نواتها الأولى حول القديس مارون بهيئة حركة رهبانيّة ما لبثت أن ضمّت علمانيين، لذلك دعيت باسمه، ويعتبر الموارنة أيضًا من دوحة الكنيسة السريانية تاريخيًا وطقسيًا وثقافيًا، أما إيمانيًا، فهم جزء من الكنيسة الكاثوليكية التي تقرّ بسيادة البابا، رغم ذلك، فللكنيسة المارونيّة بطريركها الخاص وأساقفتها. والإيمان الماروني هو ايمان “شرقي ارامي سرياني”، أي هو الايمان الذي حدده مجمع خلقيدونية عام 451، والذي أصبح معتقد كنيسة روما، والكنيسة المارونية لا تزال متشبثة بهذا الايمان منذ إعلانه ولم تحد عنه ابدًا وقد كان المطران ” جبرائيل القلاعي”، أول من دافع عن ايمان الكنيسة المارونية، علمـًا بان القلاعي متوفي العام 1516 وكان يشغل منصب رئيس اساقفة قبرص المارونية.
يتواجد الموارنة في فلسطين في المناطق الشمالية بالقرب من الحدود مع لبنان ويقارب عددهم 7000 مارونياً. رأس الكنيسة المارونية هو المطران بولس صيّاح، الذي يقيم بالقرب من باب الخليل في مدينة القدس ويتولى الاهتمام بأسقفيتها التي بنيت عام 1895م، ويوجد عدد من الموارنة في مدينة حيفا حيث يصل عددهم حوالي 3500 نسمة، وهو اكبر تواجد للموارنة في فلسطين.
وبلغ عدد الموارنة في حيفا عام 1945م 4193 مارونياً، وذلك حسب الإحصاء الذي أجرته آنذاك حكومة الانتداب البريطاني على فلسطين، وفي عام 1948م لجأ 3569 منهم إلى لبنان وسوريا والأردن ودول أخرى، مما جعل عددهم محدوداً في المدينة. وفي السنوات اللاحقة، وبسبب التكاثر الطبيعي ونزوح موارنة من قرى الجش وأقرت وكفر برعم والمنصورة في الجليل الفلسطيني الأعلى نحو حيفا اخذ عددهم بالازدياد. ومن اشهر العائلات المارونية جبران، سلامة، يعقوب، راشد، غنطوس، جبور، حلو، عقل، دكور، صافية، فرحات، ديبي، هاشول، طنوس، سوسان، خلول، زكنون، بطرس، عليمي، خليل، اندراوس، اسحق، زيناتي، دياب، عبد الله، أبو وردة، صادر، نصار، لحود، عتمة، سليمان، زهرة، مارون، فارس، سروع، مرشي، مغيزل، روزه، مطانس، شوفاني، سويد، شكري، مطر، أبو سنة، خوري، عبود، جريس، رشيد، عيس، مصلح، وبوباني.
كما يتواجد عدد من الموارنة في مدينة عكا حيث قدموا من لبنان في بداية القرن السادس عشر الميلادي، وفي سنة 1741 جمع الكاهن الشاب القس ميخائيل فاضل العائلات المارونية التي كانت تمارس عبادتها لدى الكنيسة اللاتينية (الفرنسيسكان)، وشرع في بناء كنيسة تخصهم، وقد دشنت سنة 1751م، وتعرف باسم كنيسة السيدة الوردية. ويبلغ عدد أبناء الطائفة المارونية في عكا حوالي 300 نسمة، ومن العائلات المارونية في هذه المدينة: ساسين، مخول، عبادو، أبو ورده، فارس، ضو، حلو، وجبران.
كما ويتواجد عدد من الموارنة في كل من الناصرة والجش شمال فلسطين وعسفيا، والقدس، ولديهم العديد من الكنائس التاريخية ككنيسة السيدة التي تقع في الجهة الغربية من قرية الجش، ووكنيسة مار مارون التي تعتبر اكبر الكنائس المارونية.
واللغة السريانية هي اللغة التي تكلم بها السريان كافة، ومع الزمن أصبحت اللغة العربية هي اللغة الأم للموارنة، وبالرغم من الحفاظ على الثقافة المارونية في جبال لبنان، فقد ظهر نوع جديد من الكتابة وهي الكتابة “الكرشونية”، أي اللغة السريانية مكتوبة بلغة عربية.
التركمان في فلسطين
التركمان هم شعب تركي يعيش في تركيا وتوركمانستان وأذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وجزء من الصين يعرف بتركستان الشرقية وجزء من أفغانستان وفي شمال شرق إيران وشمال العراق وفي أنحاء متفرقة من سوريا ولبنان وفلسطين. ويَتكلّم التركمان بشكل عام اللغةَ التركمانيةَ، وهي إحدى لهجات اللغة التركية التي تبلورت كلغة مستقلة، وكان تعبير التركمان قد استخدم تاريخيا كمرادف لتعبير “الغز” وهي قبائل سكنت خلال عهود أواسط آسيا ، ولعل هذا التعبير شاع وتعمم عندما بلغت لسلاجقة الأوائل مبلغ القوة والسيادة. كانت الحروب والفتوحات سببا رئيسا لهجرة التركمان مواطنهم الأصلية في أواسط آسيا وتدفقهم للاقامة في البلدان والأقاليم المجاورة كالعراق وبلاد الشام وغيرها.
التركمان في فلسطين ((عرب التركمان)) ينتمون إلى قبيلة تحمل هذا الاسم، ويعود زمن مجيئهم إلى فلسطين إلى العام 497 هجرية، 1103 ميلادية خلال الحروب الصليبية ،حيث شارك التركمان في الدفاع عن بلاد الشام أثناء تلك الحروب، ويعتبر القادة مظفر الدين كوجك (كوكبورو) أحد قادة صلاح الدين وزوج شقيقته، وهو أمير دولة الأتابكة في أربيل، والقائد يوسف زين الدين أمير أتابكة الموصل في شمال العراق، هم أسباب قدوم التركمان إلى فلسطين من خلال مشاركتهم لصلاح الدين الايوبي في معركة حطين، والقبائل التركمانية في مرج بن عامر، كانت سبعا، وهي قبيلة بني سعيدان، قبيلة بني علقمة، قبيلة بني عزاء، قبيلة الضبايا، قبيلة الشقيرات، قبيلة الطواطحة، وقبيلة النغنغية، وكل قبيله تنقسم إلى سبع عشائر على الاقل اي لا يقل عن 49 عشيره كبيره. وانخرط التركمان في فلسطين وجميعهم من المسلمين في الحياة الوطنية، ولا سيما في موضوع مواجهة مشروع الاستعمار الاستيطاني، كما أنهم شاركوا في المواجهة الفلسطينية مع الانتداب البريطاني. وتسجل أحداث ثورة فلسطين الكبرى 1936 ـ 1939 مشاركة التركمان بالثورة، وقد كانت قرية “المنسي” إحدى مراكز الثورة في اللواء الشمالي من فلسطين، وفي حرب 1948 اجتاحت القوات الصهيونية قرى التركمان في فلسطين، ودمرتها بعد قتال عنيف بين المهاجمين وأهالي القرى. وقد سقطت ” المنسي ” بعد معارك حدثت ما بين 9 و13 نيسان / أبريل 1948، وتزامن سقوطها مع أغلب القرى المجاورة، وتم تهجير أهاليها، وقد اتجه بعض تركمان فلسطين ممن نزحوا عنها عام 1948 إلى منطقة الجولان في سوريا.
يتركز وجود التركمان في الوقت الحاضر في محافظة جنين حيث يزيد عددهم عن العشرة آلاف نسمة في المدينة ومخيمها فقط، ويقدر فخري التركمان وهو عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني سابقا بأن عدد التركمان يصل اليوم إلى أكثر 30 ألف نسمة موزعين على بعض المحافظات الفلسطينية وتحديدا جنين ونابلس وطولكرم وقطاع غزة.
حتى أواخر العهد العثماني كان التركمان يحافظون على لغتهم التركية ويستخدمونها في حياتهم اليومية فيما بينهم، ولكن مع مرور الزمن اكتسب التركمان في فلسطين اللغة والعادات والتقاليد العربية، ومنذ بدايات القرن العشرين أخذوا يستخدمون اللغة العربية وكادت اللغة التركية تتلاشى من التداول، خاصة بين الأجيال الجديدة. وانخرط التركمان، في فلسطين وفي الشتات، كلياً في المجتمع الفلسطيني، وذابوا في البوتقة الفلسطينية، وعلى حد تعبيرهم فهم “لا يعرفون لهم وطناً إلا فلسطين”. ويشارك التركمان كغيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني في الحياة العامة وفي الكفاح الوطني الفلسطيني قديما وحديثا، ففي سياق الدفاع عن أراضيهم كانت لهم مشاركة فاعلة في مواجهة الانتداب البريطاني والأطماع الصهيونية في أرض فلسطين، كما يسجل للتركمان الفلسطينيين مشاركة غالبيتهم في النضال الوطني من خلال صفوف فصائل العمل الوطني، فضلا عن مساهمتهم الملموسة في مسيرة البناء. والتركمان الفلسطينيين يمتازون بتوقهم للتعليم وإخلاصهم في الحياة المهنية حيث تجد بينهم الكثير من الأطباء والمهندسين والإعلاميين الناجحين، ولديهم ممثلين في المجلس التشريعي الفلسطيني.
الأرمن في فلسطين
الأرمن شعب ينتمي إلى العرق الآري (الهند أوروبي)، ويعود وجودهم في أرض أرمينيا التاريخية-الهضبة الأرمنية إلى الألف الثالث ق.م، حسب الدراسات اللغوية والآثارية الحديثة والتقليد المتوارث القديم. وتمتد أرمينيا التاريخية إلى الشرق من المنابع العليا لنهر الفرات وحتى بحر قزوين وإيران، وتحدها من الجنوب سلسلة جبال طوروس الأرمنية في حين تمتد أرمينيا الصغرى إلى الغرب من منابع نهر الفرات. وتبلغ مساحة أرمينيا العظمى وأرمينيا الصغرى معاً، حسب بعض المؤرخين، نحو 358 ألف كيلومتر مربع، وهي تعادل نحو اثني عشر ضعف مساحة جمهورية أرمينيا الحالية. وتنبع من أرمينيا عدة أنهار رئيسة مثل آراكس، والكر، ودجلة والفرات.
وتمتد جذور الطائفة الأرمينية في فلسطين إلى ألف وسبعمائة عام مضت، حيث جاءوا في القرن الثالث الميلادي إلى القدس واستقروا فيها مشيدين لاحقاً (في القرن السابع الميلادي) بطريركية خاصة بهم أصبحت على مر العصور مقصداً للحجاج الأرمن، الذين عملوا على تأسيس الخانات ومراكز الضيافة. ويعود أكبر توافد للأرمن إلى القدس إلى الهجرات الأرمينية الكبرى التي شملت بلاد الشام عام1915 م في أعقاب الحرب العالمية الأولى وتداعياتها. وتركز الوجود الأرميني في فلسطين في مدينة القدس بالتحديد لما لها من أهمية دينية وتاريخية وثقافية، ففي عام 1893م كان يقطن في مدينة القدس 847 أرمينا حسب الإحصاء الذي نظمته الدولة العثمانية في ذلك الوقت، وكان يسكن مدينة يافا في الفترة نفسها 92 أرمينا، فضلا عن أعداد غير محددة من الأرمن كانت تسكن بيت لحم والناصرة وعكا وغزة. وفي سنة 1945م كان يعيش في القدس وحدها خمسة آلاف أرميني، وقد تناقص العدد تدريجياً بسبب الهجرة إلى ثلاثة آلاف أرميني قبيل الاحتلال سنة 1967م، وبحلول العام 1974م لم يكن عدد الأرمن في القدس القديمة يتجاوز ألفي أرميني. وفي عام 1985م تراجع العدد إلى حدود 1200 أرميني.ويبلغ عدد الأرمن اليوم في فلسطين حوالي 3000 نسمة يتوزعون في القدس وبيت لحم ورام الله وأجزاء أخرى من فلسطين.
والمجتمع الأرميني يمكن وصفه بالمجتمع الشرقي المحافظ الذي يعتمد ضوابط سلوكية للعادات وقواعد لأصول الحياة، ويمكن القول بأن الأرمن، في عاداتهم وتقاليدهم لا يختلفون كثيراً عن مجتمعهم الفلسطيني الواسع. فالمجتمع الأرميني يحترم المرأة ويعتبرها العمود الفقري في العائلة حيث يقول الأرمن: “أن الرجل هو الرأس والمرأة هي الرقبة”، وحسب التقليد الأرميني، فإن من يعتنق المسيحية يتوجب عليه أن يحج إلى القدس مرة واحدة في حياته على الأقل. وعلى مر العصور حج إلى الأرض المقدسة الكثير من مشاهير ملوك وملكات الأرمن، ورجال دولة، وأمراء، وأناس من جميع الأوساط الاجتماعية، حاملين معهم هدايا تذكارية من بلادهم ليتركوا أثرا مميزا من الحضارة الأرمينية في القدس. ويعتبر الأرمن الحج إلى القدس بمثابة شرف عظيم يكفل للحاج منزلة اجتماعية مميزة.
والمشهود لها أن الكنيسة الأرمنية في فلسطين وقفت وقفات وطنية مشرفة ضد الاحتلال الاسرائيلي وضد قرار تقسيم فلسطين. ففي 3/3/1948 وجه ممثلو إحدى عشرة طائفة مسيحية في فلسطين نداء إلى الأمم المتحدة وإلى الهيئات العالمية الدينية والسياسية أعلنوا فيه رفض التقسيم وطالبوا باستقلال فلسطين دولة ديموقراطية يستطيع فيها الجميع، مسلمين ومسيحيين ويهود، ان يشتركوا في الحكم. ووقع هذا النداء بطريركية الأرمن الأرثوذكس وممثلية البطريركية الأرمنية الكاثوليكية. والمعروف أن البطريركية الأرمنية وظفت أموالها، إبان الانتداب البريطاني في الميدان العقاري مما جعلها أكبر مالك للأرض في القدس. ولأن الحي الأرمني في المدينة يجاور الأحياء اليهودية الاستيطانية الجديدة، فقد نتج عن هذا الأمر، احتكاك دائم بين الأرمن واليهود. وحاولت السلطات الاسرائيلية إجبار الكنيسة الأرمنية على بيع الأراضي التابعة لها للتوسع في عمليات الاستيطان، وعمدت إلى مصادرة بعض العقارات من بينها عمارة فندق فاست التي هدمت ثم بيعت أرضها إلى شركة اسرائيلية أنشأت في مكانها فندقا جديداً. وأقامت البطريركية دعوى قضائية لدى محكمة الاستئناف الاسرائيلية العليا. لكن المحكمة لم تبت هذه القضية حتى الآن. وتبلغ مساحة حي الأرمن في القدس القديمة 30 فدانا أو 6/1 مساحة القدس داخل السور.
حارة الارمن:
وتقع حارة الارمن جنوب غربي البلدة القديمة في القدس المحتلة على مساحة قدرها 300 دنم أي ما يعادل سدس مساحة البلدة القديمة في القدس، وتتكون من مجموعة من البيوت كانت في السابق للحجاج واصبحت لاحقا بيوت مؤجرة للأرمن، اضافة الى الدير المكون من مدرسة ومتحف وعيادة طبية.
الزواج عند الارمن:
الأرمن محافظون وفي الأغلب يتزوجون من نفس طائفتهم للحفاظ على الهوية الأرمنية، والزواج المختلط قليل جدا ان لم يكن معدوماً، في نفس الوقت الذي يشهد للأرمن انفتاحهم اجتماعيا مع غيرهم من الناس. وحتى في اسماء العائلات الأرمنية هناك ما يوحدها بكلمة يان والتي تعني الابن، أي ابن العائلة الفلانية وهكذا… ، وقد ساهم العثمانيون في تسمية عدد كبير من العائلات حسب مهنة رب العائلة فاذا كان حدادا حداديان أوكركشيان (كركش كلمة تركية الأصل).
الأقباط في فلسطين
الأقباط جمع قبطي، وهو اسم يعود إلى اللفظ اليوناني أيجيبتوس، قبل دخول العرب إلى مصر كانت كلمة “قبط” تدل على أهل مصر دون أن يكون للمعتقد الديني أثر على ذلك الاستخدام، إلا أنه بسبب كون السلطة كانت بأيدي أصحاب الديانة المسيحية وقت دخول العرب المسلمين مصر، فقد اكتسب الاسم كذلك بعدا دينيا تمييزا للمسيحيين عن غيرهم، حتي انحصرت كلمه قبطي علي مر العصور لتشير للمسيحيين في الاحاديث وكذلك في الخطاب الرسمي للدولة، ويتركز معظمهم في جمهوريه مصر العربية والسودان وبعض دول المهجر.
يرجع وجود الاقباط في فلسطين عامة والقدس خاصة الى القرن الرابع الميلادي كان عند اكتشاف خشبة الصليب المقدسة في القدس، وبناء الملكة هيلانة كنيسة القيامة في المكان عام 325م، حيث شارك بطريرك أنطاكية والقسطنطينية والبابا القبطي أثناسيوس الرسولي في تدشين الكنسية عام 336م، ومما يشير أيضا إلى الوجود القبطي في المدينة المقدسة قصة القديسة مريم المصرية التي حضرت إلى القدس عام 382م، واستقرت هناك. وبعد وفاتها تم تشييد كنيسة حملت اسمها مجاورة لكنيسة القيامة. وفي العهد الإسلامي ايضا ذكر الوجود القبطي في القدس ضمن العهدة العمرية لجميع الطوائف المسيحية في المدينة المقدسة. وعند استيلاء الفرنجة على القدس عام 1099م طردوا بطريرك الروم الأرثوذكس إلى القسطنطينية، كما أبعدوا عن كنيسة القيامة كهنة الكنائس الشرقية الذين يقومون بالخدمة، ومنهم الأقباط والسريان، ومنعوا الفرنجة الأقباط من زيارة القدس وحتى الاقتراب منها، واستمر الوضع على هذا الحال حتى جاء صلاح الدين الأيوبي عام 1187م وفتح أبواب كنيسة القيامة لزيارة جميع اطوائف المسيحية ومنهم الأقباط، و في عصر البابا كيرلس الثالث في القرن الثالث عشر تم انشاء أبرشية الكرسي الأورشليمي للأقباط الأرثوذكس.
وفي حرب تشرين- أكتوبر/ 1973م حيث أصدر البابا شنودة الثالث في مصر قراراً يقضي بمنع الأقباط من زيارة القدس، حتى يحل السلام في الأراضي المقدسة وتعود الأراضي الفلسطينية إلى أصحابها الشرعيين.
وللأقباط أملاك عديدة في مدينة القدس، وما يدل على ذلك سوق الأقباط الذي يمتد من باب الخليل حتى كنيسة القيامة، وحي الأقباط الذي يمتد من كنيسة القيامة حتى سوق خان الزيت، وتسكنه العائلات القبطية، كما يوجد لهم هيكل قبطي داخل كنيسة القيامة، وكنيسة باسم المجدلانية، ولهم دير السلطان وبه كنيستا الملاك والأربعة حيوانات، ودير مارانطونيوس شمال شرقي كنيسة القيامة،ودير مارجرجس في حارة الموارنة،وكنيسة السيدة العذراء بجبل الزيتون،وهيكل على جبل الزيتون، وكنيسة ماريوحنا، وكنيسة صغيرة باسم الملاك ميخائيل ملاصقة للقبر المقدس من الغرب.
واحتفظ الأقباط بالحقوق القديمة المعهودة التي وضعت أيام المجامع الكنسية في كنيسة القيامة وهي ستة قناديل، أربعة منها داخل غرفة القبر، واحدة في غرفة الملاك، وأخرى فوق حجر المغسل، ومن الحقوق الثابتة للأقباط حقهم في إحياء احتفالات أحد الشعانين والنور المقدس، حيث يشتركون في دورة أحد الشعانين، ودورهم يأتي، كما يقضي العرف بعد الروم والأرمن ويليهم السريان، وفي يوم الجمعة العظيمة تفتح كنيسة القيامة خاصة للأقباط الأرثوذكس ما بين الساعة 5 – 7 مساء ويطوف الأقباط بموكبهم في جميع أرجائها ويقدمون الصلوات على كافة مذابحها، وفي احتفالات النور المقدس التي تقام في سبت النور فإن الأقباط يدورون حول القبر المقدس ثلاث دورات وذلك بعد الروم والأرمن وهم ينشدون ألحانهم القبطية الشهيرة، ويتكرر هذا الاحتفال مرة ثانية في الساعة الرابعة من فجر أحد الفصح. كما أن للأقباط حق قراءة صلوات السواعي النهارية والليلية، ولهم حق أيضاً في دورة البخور داخل القبر المقدس وفى كل قداس في كنيسة القيامة في كل يوم من أيام السنة نهاراً وليلاً، وهذا عدا البخور الرسمي في الأعياد والمواسم على قدم المساواة مع اللاتين والروم والأرمن، كما للأقباط الحق في المواكب الرسمية إلى كنيسة القيامة أو في داخلها مثل باقي الطوائف الممثلة فيها، فيدخل مطران الأقباط المسيحيين الأرثوذكس في كنيسة القيامة في موكب رسمي يتقدمه الشمامسة والكهنة حاملين الصليب المقدس والحية النحاسية ثم يعود إلى مقر المطرانية بنفس الموكب بعد نهاية الصلوات.
وللاقباط العديد من الأديرة والكنائس خارج مدينة القدس منها، كنيسة ودير الأنبا أنطونيوس في يافا، وكنيسة ودير الأنبا أنطونيوس بأريحا، وكنيسة ودير مار زكا والقديس أندراوس بأريحا، وكنيسة ودير مار يوحنا المعمدان على نهر الأردن، وكنيسة السيدة العذراء والبشارة بالناصرة.
والاقباط في فلسطين يعتبرون أنفسهم فلسطينيين من حيث الهوية وينتمون للكنيسة القبطية من الناحية الدينية، وتربطهم علاقات حسنة بكل الطوائف، ويشاركونهم الأفراح والمناسبات والأعياد وتبادل الزيارات، كما تقام خلال شهر رمضان موائد إفطار في الكنيسة القبطية تعبيرا عن التلاحم بين أبناء الشعب الواحد، مسلمين ومسيحيين.
البهائيون في فلسطين
البهائية هي إحدى الديانات التوحيدية، أسسها حسين علي النوري المعروف باسم بهاء الله في إيران في القرن التاسع عشر، ومن مبادئ البهائية التأكيد على الوحدة الروحية بين البشر، واليوم يوجد حوالي خمسة إلى سبعة ملايين معتنق للبهائية، يتوزعون في معظم دول العالم بنسب متفاوتة، وهي حركة نبعت من المذهب الشيعي الشيخي سنة 1260ه تحت رعاية الاستعمار الروسي واليهودية العالمية والاستعمار الإنجليزي بهدف إفساد العقيدة الإسلامية وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية. ويرتبط البهائيون بداية تاريخهم بوقت إعلان الدعوة البابية في مدينة شيراز، إيران سنة 1844 (1260 هـ، ويؤمن البهائيون بوحدة المنبع الالهي لأغلب الديانات الكبرى الموجودة في العالم، ويعترفون بمقامات مؤسسيها وبأنهم رسل من الله، ومنها الإسلام والزردشتية واليهودية والمسيحية، ويعتقدون بأن جميع هذه الديانات جاءت لهداية البشر أينما كانوا عبر العصور.
يعود تواجد البهائيين في فلسطين إلى واقعة نفي مؤسس البهائية وبعض أتباعه إلى مدينة عكا سنة 1868م بفرمان السلطان العثماني آنذاك عبد العزيز، وسجنه في سجن القلعة في المدينة بتحريض من سفير الحكومة القاجارية/ الإيرانية. وبوفاة “بهاء الله” سنة 1892 م تم دفنه في ضواحي عكا ليتحول الموقع إلى مزار لأتباعه، وكان بهاء الله ما زال يعتبر حتى وفاته من سجناء الحكم العثماني ولم يفرج عنه وعن أتباعه الذين تم نفيهم معه إلى فلسطين، إلا بعد سقوط العائلة العثمانية المالكة خلال ثورة تركيا الفتاة في سنة 1908 م. وبعد إطلاق سراحهم قرر أكثر هؤلاء البهائيين البقاء في فلسطين بعد أن عاشوا فيها أكثر من أربعين سنة وأصبحوا من سكانها. وفي سنة 1909 و حسب وصية “بهاء الله”، دفنت رفاة “حضرة الباب” الذي بشر بمجئ بهاء الله، على سفح جبل الكرمل في مدينة حيفا. و بسبب قدسية هذه الأماكن لدى البهائيين استمر تواجد ذريتهم في فلسطين التي مازالت تضم المقر الإداري العالمي للبهائيين.
ويعتبر البهائيون مدينة عكا المركز الروحي لهم، حيث تم تأسيس بيت العدل في إسرائيل تذهب إليه أموالهم.
شرائع وأفكار البهائية:
o الصلاة ثلاث مرات: صبحا وظهرا ومساء، في كل مرة ثلاث ركعات، وأبطل الصلاة في جماعة إلا في الصلاة على الميت.
o قصر الوضوء على غسل الوجه واليدين وتلاوة دعاءين قصيرين.
o حدد شهر الصوم بتسعة عشر يوما من كل عام الذي هو عنده تسعة عشر شهرا. ويكون الصوم في شهر “العلاء” (21:2 مارس) وهذا الشهر هو آخر الشهور البهائية.
o جعل الحج إلى مقامه في “عكا” وهو واجب على الرجال دون النساء، وليس له زمن معين أو كيفية محددة لأدائه.
o البهائية لا يؤمنون بالجنة ولا بالنار.
o كما غيّر في أحكام الزواج والمواريث وبدل في أحكام العقوبات، وفرض نوعا من الضرائب على أتباعه لتنظيم شئونهم تقدر بنسبة (19%) من رأس المال وتدفع مرة واحدة فقط.
o كان من تعاليم “البهاء” إسقاط تشريع الجهاد وتحريم الحرب تحريما تاما، ومصادرة الحريات إلا حرية الاستماع إلى تعاليم البهاء، وإلغاء فكرة الأوطان تحت دعوى فكرة الوطن العام، والدعوة إلى وحدة اللغة التي لم تكن إلا وسيلة خادعة لفصل الأمم عن تراثها، وبخاصة الأمة الإسلامية حتى تنقطع عن كتابها وتاريخها.
o ترك البهاء عدة كتب منها “الإيقان” و”مجموعة اللوائح المباركة” و”الأقدس” وهو أخطر كتب البهاء حيث ادعى أنه ناسخ لجميع الكتب السماوية بما فيها القرآن.
o يعتقد البهائيون أن الباب هو الذي خلق كل شيء بكلمته وهو المبدأ الذي ظهرت عنه جمع الأشياء.
o يقولون بالحلول والاتحاد والتناسخ وخلود الكائنات وان الثواب والعقاب إنما يكونان للأرواح فقط على وجه يشبه الخيال.
o يقدسون العدد 19 ويجعلون عدد الشهور 19 شهراً وعدد الأيام 19 يوما.
o يقولون بنبوة بوذا وكنفوشيوس وبراهما وزاردشت وأمثالهم من حكماء الهند والصين والفرس الأول .
o يؤولون القرآن تأويلات باطنية ليتوافق مع مذهبهم.
o ينكرون معجزات الأنبياء وحقيقة الملائكة والجن كما ينكرون الجنة والنار.
• يحرمون الحجاب على المرأة ويحللون المتعة وشيوعية النساء والأموال .
o يقولون إن دين الباب ناسخ لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم .
o يؤولون القيامة بظهور البهاء، أما قبلتهم فهي إلى البهجة بعكا بفلسطين بدلاً من المسجد الحرام .
أماكن الأنتشار
تقطن الغالبية العظمى من البهائيين في إيران وقليل منهم في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين المحتلة حيث مقرهم الرئيسي، وكذلك لهم وجود في مصر حيث أغلقت محافلهم بقرار جمهوري رقم 263 لسنة 1960 م، وكما إن لهم عدة محافل مركزية في أفريقيا بأديس أبابا وفي الحبشة وكمبالا بأوغندا ولوساكا بزامبيا التي عقد بها مؤتمرهم السنوي في الفترة من 23 مايو حتى 13 يونيو 1989 م، وجوها نسبرج بجنوب أفريقيا وكذلك المحفلى الملى بكراتشي بباكستان. ولهم أيضاً حضور في الدول الغربية فلهم في لندن وفينا وفرانكفورت محافل وكذلك بسيدني في استراليا ويوجد في شيكاغو بالولايات المتحدة أكبر معبد لهم وهو ما يطلق عليه مشرق الأذكار ومنه تصدر مجلة نجم الغرب، وفي نيويورك لهم قافلة الشرق والغرب وهي حركة شبابية قامت على المبادئ البهائية ولهم كتاب دليل القافلة وأصدقاء العلم. ولهم تجمعات كبيرة في هيوستن ولوس انجلوس وبيركلين بنيويورك حيث يقدر عدد البهائيين بالولايات المتحدة حوالي مليوني بهائي ينتسبون إلى 600 جمعية، ومن العجيب أن لهذه الطائفة ممثل في الأمم المتحدة في نيويورك فيكتور دي أرخو ولهم ممثل في مقر المم المتحدة بجنيف ونيروبي وممثل خاص لأفريقيا وكذلك عضو استشاري في المجلس الاجتماعي والاقتصادي للأمم المتحدة أيكو سكو وكذلك في برنامج البيئة للأمم المتحدة وفي اليونيسيف وكذلك بمكتب الأمم المتحدة للمعلومات ودزي بوس ممثل الجماعات البهائية الدولية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ورستم خيروف الذي ينتمي إلى المؤسسة الدولية لبقاء الإنسانية.
الجالية الإفريقية في القدس
وجودهم:
يعود وجود الأفارقة في فلسطين إلى زمن الفتوحات الإسلامية، وتحديدا عندما دخل الخليفة عمر بن الخطاب مدينة القدس يرافقه عدد منهم، أما الجالية الإفريقية المتواجدة حاليا في مدينة القدس والتي تعود جذورها إلى دول تشاد، نيجيريا، السودان، والسنغال، فأبناؤها قدموا في أواخر القرن التاسع عشر، وهم ينحدرون بنسبهم من ثماني قبائل هي: السلامات، البرنو، التكروري، الفيراوي، الحوس، البرجو، والكلمبو، والفلاته. وتكاد أسباب مجيئهم إلى المدينة المقدسة تنحصر في سببين جوهريين هما:
الأول ديني:
حيث جاءوا لقضاء ما يوصف بالحجة المقدسية، قادمين من مكة المكرمة بعد أداء مناسك الحج هناك، وهم بهذه الحالة يكونون قد حجوا إلى المواقع الثلاث الأساسية التي تشد إليها الرحال حسب الشريعة الإسلامية، ألا وهي، المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، والمسجد الأقصى في القدس الشريف.
والثاني جهادي:
حيث قدموا للدفاع عن المقدسات الإسلامية ضد الانتداب البريطاني ومن ثم الاحتلال الإسرائيلي، وأخذوا على عاتقهم حراسة وحماية الحرم القدسي، وتقديم الخدمات للمصلين. وقد شارك الكثيرون من أبناء الجالية الإفريقية في المعارك التي خاضها الفلسطينيون ضد الحركة الصهيونية وكان أبرزها معركة جبل المكبر التي قادها محمد طارق الإفريقي، واستطاع ومن معه من القوات الفلسطينية والأردنية إنقاذ جبل المكبر ومحيطه من الاحتلال الإسرائيلي عام 1948م.
ويعتبر أبناء الجالية الإفريقية في فلسطين فلسطينيون من أصول إفريقية، رافق أسلاف بعضهم إبراهيم باشا في حملته الشهيرة على فلسطين في عهد محمد علي باشا الكبير الذي كان واليا على مصر في أواخر سنوات الإمبراطورية العثمانية.
مقر الجالية:
تستقر الجالية الإفريقية في اثنين من المواقع التاريخية في البلدة القديمة تعود إلى الفترة المملوكية. المكان الاول هو أول رباط يشيد في القدس، ألا وهو رباط علاء الدين البصير، ناظر الحرمين الشريفين، على الجهة اليمنى من الخارج من المسجد الأقصى، والرباط المنصوري المقابل له والذين لا يبعدان سوى عدة أمتار عن مدخل الأقصى. وعلى مدخل الرباط مسطبتان حجريتان على الجهتين الشرقية والغربية، يليهما بوابة في أعلاها نقش يبين باني الرباط وتاريخ بنائه، ومن ثم ندخل إلى دركاة، وهي عبارة عن ممر ضيق، حيث يوجد على يمين الداخل غرفة مخصصة للحرس، ومن ثم بوابة أخرى تطل على ساحة سماوية. أحيل هذان الرباطان إلى سجنين في الفترة العثمانية، حيث خصص الرباط المنصوري للمحكوم عليهم بالسجن لمدد مختلفة، أمّا رباط علاء الدين فقد خصص للمحكوم عليهم بالإعدام، ومن هنا جاءت تسميتهم بحبس الرباط، وحبس الدم على التوالي. ويعد الرباطان من أملاك الأوقاف الإسلامية.
والسبب في استقرار الأفارقة في هذا المكان، هو أن معظمهم في ذلك الوقت كانوا من سدنة المسجد الأقصى، يقومون بحراسته والاعتناء بنظافته وخدمة زواره، وكانوا في ذلك الوقت منتشرين في عدة مواقع، وطالبوا بأن يتجمعوا في مكان واحد حتى يسهل عليهم خدمة الأقصى بشكل افضل. وبالفعل ا ستطاعوا الإستقرار في هذين المكانين بمساعدة الحاج أمين الحسيني. يعود وجودهم في هذين المكانين حسب اعتقادي إلى نهاية العقد الثاني من القرن العشرين، أو بداية العقد الثالث. أستند في ذلك على اساس أنه تم إنشاء المتحف الإسلامي، وهو أول متحف في فلسطين، في سنة 1921 أو 1922، ثم انتقل هذا المتحف في عام 1929 إلى داخل المسجد الأقصى بالقرب من باب المغاربة. ويبلغ تعداد الجالية الإفريقية في القدس حوالي ثلاثة مائة شخص. الموجودون اليوم هم من أبناء الجيل الثاني والثالث بنسبة 52% إناث و48% ذكور، والجالية مجتمع فتي إذ تقل أعمار الغالبية الساحقة منها عن العشرين عاما.
الوضع الاجتماعي للجالية:
تتميز الجالية الإفريقية في مدينة القدس بروابط اجتماعية متماسكة وقوية فيما بينها، إذ يعتبرون أنفسهم عائلة واحدة، ويظهر ذلك جلياً في المشاركة الجماعية الكاملة من قبل أبناء الجالية في أفراح وأتراح بعضهم البعض.
وكان من عاداتهم تناول وجبة الغداء كل يوم جمعة معاً بعد صلاة الظهر في الرباط المنصوري، حيث كان الجميع يشارك بتكاليف الطعام، كل حسب إمكانياته، وبعد تناول الغداء يلتفون جميعا حول أحد الآباء، ويتسامرون ويخوضون في الحديث عن الشؤون والأوضاع الإجتماعية والسياسية العامة بالعرض والتحليل.
وإذا نظرنا إلى زاوية أخرى وهي العلاقة بين الجنسين، فقد كانت قائمة على المساواة وعدم التمييز، بل إن الفتاة تحظى باحترام ومعاملة حسنة تضاهي أحياناً معاملة الشاب.
وتعتبر الجالية الإفريقية نفسها جزءا أصيلا من الشعب الفلسطيني بعاداته وتقاليده المستمدة من روح العقيدة الإسلامية، لذلك اندمجوا بشكل كامل في المجتمع الفلسطيني ولم ينغلقوا اثنيا على ذاتهم، بل ارتبطوا بعلاقات وطيدة مع من حولهم وصاروا مكونا عضويا في نسيج المجتمع الفلسطيني، من حيث الواقع والتاريخ واللغة والدين
جمعية الجالية الإفريقية- المقدسية:
تأسست من قبل الأفارقة الفلسطينيين في القدس في عام 1983، وهي امتداد للنادي السوداني الذي كان فاعلا بين العام 1935 و1967 وهو العام الذي تعرضت له مدينه القدس للاحتلال الإسرائيلي. وتعتبر الجمعية ايضاً إحياء لدور نادي الشباب الغفريقي، الذي أنشيء في عام 1978 لكنه اضطر إلى إغلاق أبوابه في منتصف الثمانينات بسبب صعوبات مالية.
الأهداف العامة للجمعية:
1. ترويج البلدة القديمة
2. بناء وتعزيز شبكة علاقات مؤسساتية محلية ودولية
3. تمكين البناء المؤسساتي
4. الاستثمار في البناء المؤسساتي
5. تمكين وتأهيل الفئات المستهدفة
وهنالك مجموعة دوائر مهنية داخل الجمعية وهي:
1. دائرة الدعم النفسي والإجتماعي
2. الدائرة الرياضية
3. دائرة المرأة
4. الدائرة الإدارية
5. دائرة العلاقات العامة
ومن أهم البرامج القائمة بالوقت الحالي هي:
1. النويدة المقدسية
2. المجموعات الشبابية
3. المجموعات العلاجية مع الأمهات
4. الفرق الفنية (الفنية الموسيقية وفرق الدبكة)
5. المدرسة الكروية
6. الرياضة النسائية
السريان في فلسطين
السريان الأرثوذكس: هم طائفة مسيحية شرقية تُرجِع جذورها – بحسب تقليدها الكنسي- إلى رسل المسيح الأوائل، فسلسلة بطاركة هذه الطائفة تبدا من القديس بطرس كبير تلامذة المسيح، واسم السريان بالنسبة لمؤرخي الكنيسة السريانية يشمل بمعنى اوسع معظم المسيحيين في بلاد الشام وبلاد الرافدين بغض النظر عن عقائدهم المذهبية، فالروم الأرثوذكس مثلا يسمون أيضا بالسريان الملكيين وذلك لانهم اثروا اتباع مذهب الملك البيزنطي مارقيانوس عقب مجمع خلقيدونية عام 451 م، وكذلك الموارنة الكاثوليك تسمى كنيستهم بالكنيسة السريانية المارونية وكذلك الكلدان الكاثوليك وهكذا بالنسبة لبقية كنائس المنطقة عدا كنيستي الارمن الأرثوذكس والأرمن الكاثوليك فهم أرمن، فالسريان (آراميو اللغة) أو السوريون هم سكان البلاد وأحفاد بناة حضارات سوريا وبلاد الرافدين (الهلال الخصيب) المتعاقبة قبل الفتوحات الإسلامية، وقد تحول بعض السريان أو السوريون إلي الإسلام بعد الفتح، فورثوا حضاراتهم القديمة قبل الإسلام بالإضافة إلي الحضارة الإسلامية التي شاركوا فيها). والسريان سميوا بهذا الاسم نسبة إلى سوريا وطنهم التاريخي Syria – Syrian فباللغة السريانية يطلق للشخص السرياني سوريايا/سوريويو أي سوري، أما العرب فقد استخدموا ذات اللفظة التي استعملها البيزنطيين للدلالة على الشعب القاطن بسوريا.
والسريان هم أقدم الطوائف المسيحية، كانوا يسمون بالآراميين، نسبة إلى آرام الابن الخامس لسام بن نوح الجد الأعلى لجميع الشعوب السامية، ومصطلح السريان أطلقه المؤرخون اليونانيون على الآراميين، بعد أن تركوا عبادة الأوثان، واعتنقوا الديانة المسيحية في القرن الأول والثاني للميلاد، انطلق الآراميون من الصحراء السورية حوالي 2300 ق.م إلى أعالي مابين النهرين، استقروا في البداية في حران، وأسسوا عدة ممالك مستقلة غير موحدة بين القرنيين 11-10 ق .م، وقد دخلت تلك الممالك في صراع مرير مع الأشوريين وغيرهم من الشعوب المجاورة كالحيثيين في شمال وداخل سوريا والكنعانيين على الساحل السوري، وأيضا في وقت متأخر مع العبرانيين، إلا أن الأشوريين هم من تمكن في النهاية من القضاء على معظم النفوذ السياسي للآراميين سنة 710 ق .م، وبالرغم من الانتصار العسكري للآشوريين على الآراميين إلا أن النفوذ الثقافي والحضاري للآراميين ظل قويا هناك، وخصوصا في الممالك التي بقيت حية بيد الآراميين ولعبت دورا كبيرا قبيل سقوطها في القرن الثاني والثالث بعد الميلاد مثل مملكة الرها ” تركيا”، مملكة تدمر “سوريا”، مملكة الحظر “العراق”، ومملكة الأنباط “الأردن”. وكانت هذه الممالك الآرامية مختلفة عن بعضها البعض في حجمها وقوتها وسلطتها ونفوذها، إلا أن ضعف الآراميين يكمن في أنهم لم يؤسسوا دولة موحدة كبيرة تحت قيادة ملك أو حاكم واحد قوي، لذلك كانت هذه الممالك سهلة السقوط بيد الغزاة والطامعين. ومن ثم انتشر الآراميون بشكل أساسي في دول بلاد الشام (سوريا، لبنان، فلسطين والأردن) والعراق والهند، إضافة إلى عدد من الدول الأخرى، وبحسب المصادر المسيحية فإن السريان هم أول شعب وثني اعتنق المسيحية منذ السنوات الأولى لظهورها. .
منذ عام 1471م توجد في القدس أسقفية للسريان الأرثوذكس، وأما طلائع مسيحيي هذه الطائفة فقد نزحوا إلى بيت لحم حوالي سنة 1838م، ومعظمهم أتوا إليها في بدايات القرن العشرين من تركيا، وخاصة من منطقة طورعابدين، وذلك في أعقاب الحرب العالمية الأولى، في حين كان قد توافد سريان آخرون إلى فلسطين حجاجاً واستقروا فيها بالقرب من الأماكن المقدسة لاسيما في القدس وبيت لحم. منذ انطلاق المسيحية من الأراضي المقدسة حيث كان الآراميون والأشوريون يعيشون فيها، انتشرت السريانية كلغة للمسيحية لأن السيد المسيح كان يتحدث بها. وكانت السريانية هي لغة غالبية سكان بلاد الشام قبل انتشار الإسلام في هذه البلاد.
الطائفة الدرزية … عقيدتها ومراكزها وكتبها المقدسة
“الدروز” طائفة دينية ذات أتباع في لبنان، سوريا، فلسطين، الأردن، تجمعات في الولايات المتحدة، كندا، وأمريكا الجنوبية من المهاجرين من الدول آنفة الذكر، يسمون بالدروز نسبة لنشتكين الدرزي الذي يقولون بزندقته ويعتبرون أن نسبتهم إليه خطأ وأن اسمهم هو الموحدون . وهم من أصول قبائل عربية تنوخية، جاءت من اليمن على أثر تصدع سد مأرب قبيل الإسلام وسكنت سهول الحجاز والإحساء، ثم انتقلوا إلى الحيرة في العراق، ومنهم ملوك المناذرة أصحاب الحيرة. ثم انتقلوا إلى شمال العراق ومنها إلى حاضر حلب وقنسرين والمعرة وجبل السماق وصولاً إلى أنطاكية ثم إلى كسروان في جبل لبنان ومن هناك وصل عدد منهم إلى فلسطين. يتركز وجودهم في مناطق شمال فلسطين التاريخية موزعين على ما يقارب 18 بلدة وقرية جبلية، حيث عاشوا كجزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني حتى عام 1948م، حتى نشأت دولة إسرائيل حيث سعت حكومتها إلى عزل أبناء الطائفة الدرزية عن إطارهم العربي، وذلك بالضرب على وتر أن الدرزية هي قومية بحد ذاتها، ولتقريبهم منها اكثر استغلت إسرائيل رواية تزويج النبي شعيب ابنته لسيدنا موسى، لتدلل للدروز على أن ثمة علاقة مصاهرة تاريخية تربطهم باليهود تضاهي علاقتهم بالعرب، وفي عام 1956م أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول دافيد بن غوريون قراراً يلزم بموجبه أبناء الطائفة الدرزية بالخدمة الإجبارية في الجيش الإسرائيلي، وفي عام 1959 فصلت السلطات الإسرائيلية المحاكم الدرزية عن المحاكم الشرعية الإسلامية، وذلك بغرض تعزيز عملية فصل الدروز عن وسطهم العربي الطبيعي. وإمعانا في تكريس الفصل خصصت الدولة لدروز فلسطين سلطات محلية خاصة ومدارس ومناهج خاصة ترمي إلى خلق شعور لدى الطالب الدرزي يقضي بأنه ينتمي إلى طائفة مستقلة ولا يربطها بالعرب والفلسطينيين أي رابط.
وفرقة الدروز تؤله الحاكم بأمر الله، (سادس حكام العبيديين الفاطميين( المتوفى سنة 411هـ/ 1021م)، وهو يمثل محور العقيدة الدرزية، وقد أخذت جلّ عقائدها عن فرقة الإسماعيلية، وتنسب إلى محمد بن إسماعيل الدرزي المعروف بنوشتكين، وهو من أصل فارسي جاء إلى مصر سنة 408هـ، واتصل بالحاكم، وكان أول من أعلن عن ألوهيته. وشاركه في جريمته هذه رجل فارسي أيضا اسمه حمزة بن علي الزوزني، وينسب الدروز مذهبهم إلى حمزة، وفي المقابل يكرهون ويلعنون الدرزي الذي جهر بهذه العقيدة أمام الناس في الجامع الأزهر بالقاهرة، مخالفاً تعاليم حمزة، وكاد يتسبب في قتله، لذلك فهم يكرهون تسميتهم بالدروز، ويطلقون على أنفسهم اسم الموحدين. وبعد أن همّ المسلمون بقتل الدرزي هرب إلى بلاد الشام، وظل يدعو إلى عقيدته هناك حتى هلك سنة 410هـ. لذلك يمكن اعتبار الفترة من (408 ـ 410)هـ، هي فترة دخول العقيدة الدرزية إلى بلاد الشام ومنها فلسطين.
عقيدتهم
يعتقد الموحدون الدروز إن الله واحد أحد لا إله إلا هو ولا معبود سواه الواحد الأحد الفرد الصمد، منزه عن الأزواج والعدد وهو الحاكم الفعلي والأزلي للكون، ومبادئ التوحيد الفضائل العفية والعدل والطهارة ثم منزلة حرف الصدق ثم منزلة الحدود ثم منزلة المؤانسة أو الناسوت وهي سعادة السعادات وغاية الغايات من خلق النفوس، وهي جوهر التوحيد. ولديهم وصايا سبع وهي: 1- صدق اللسان. 2- حفظ الإخوان. 3- ترك عبادة العدَم والبهتان. 4- البراءة من الأبالسة والطغيان. 5- التوحيد لمولانا في كل عصر وزمان. 6- الرضى بفعل مولانا كيف ما كان. 7- التسليم لأمر مولانا في السر والحدثان.
مراكزهم
يسكن أبناء الطائفة الدرزية في “18” بلدة وقرية تقع جميعها على رؤوس الجبال في شمال فلسطين التاريخية، وهذه القرى والبلدات هي:
– دالية الكرمل: حيث تعتبر بلدة دالية الكرمل أكبر البلدات الدرزية في فلسطين، تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة حيفا.
– عسفيا: وتقع جنوب شرق مدينة حيفا.
– شفا عمرو: وتقع شمال شرق مدينة حيفا، وتعتبر مدينة مختلطة حيث يعيش فيها المسلمون (57.9%) والمسيحيون (27.5%) والدروز (14.6%).
– المغار: وتقع على السفوح الجنوبية لجبل حزور، يعيش فيها الدروز والمسلمون والمسيحيون.
– كسرا: تقع قرية كسرا على بعد 25 كم عن الحدود اللبنانية.
– الرامة: وتقع الرامة على السفوح الجنوبية لجبل حيدر، وإلى الشرق من مدينة عكا، أما عدد سكان البلدة اليوم فيناهز 7000 نسمة من جميع الطوائف؛ 55 % مسيحيون، 30% دروز و15% مسلمون. .
– ساجور: وتقع إلى الشمال الشرقي من مدينة عكا.
– يركا: وتقع شمال شرق مدينة عكا.
– دير الأسد: وتقع القرية إلى الشمال الشرقي من قرية مجد الكروم في الجليل، وتقوم في المكان الذي كانت تقوم عليه قرية “بيت عناة” الكنعانية.
– عين الأسد: وتقع إلى الجنوب الشرقي من بيت جن وإلى الشرق من قرية الرامة، ووصل العدد في عام 1961م إلى 250 نسمة، ليبلغ خلال عام 2010م نحو700 نسمة جميعهم من أبناء الطائفة الدرزية.
– جولس: وتقع على بعد 14كم شرق مدينة عكا، يبلغ عدد سكان جولس اليوم حوالي ستة ألاف نسمة جميعهم من الدروز.
– أبو سنان: وتقع في الشمال الشرقي من مدينة عكا.
– البقيعة: وتقع شمال شرق مدينة عكا. سكانها من أبناء الطائفة الدرزية ومسلمون ومسيحيون ويهود.
– بيت جن: وتقع في الجليل، سكنها من الدروز.
– جت: وتقع في الجليل الأعلى، إلى الشمال الشرقي من مدينة عكا.
– حرفيش: وتقع في الجليل الأعلى وتبعد 2كم عن الحدود اللبنانية الجنوبية،
– كفر سميع: وتقع إلى الشمال الشرقي من مدينة عكا.
– يانوح: وتقع قرية يانوح شمال شرق مدينة عكا على بعد4.5 كم إلى الجنوب الغربي من بلدة ترشيحا. أسسها الكنعانيون وعرفت يانوح منذ ألاف السنين بهذا الاسم الذي يعني باللغات السامية القديمة “يرتاح”. يوجد في القرية مقام “سيدنا شمس عليه السلام”، وهو مقام مقدس بالنسبة لأبناء الطائفة الدرزية، يؤمّه رجال الدين وبقية أبناء الطائفة للصلاة وللبركة وإيفاء النذور.
بلغ عدد سكان يانوح في العام 2009 حسب المصادر الدرزية 3000 نسمة جميعهم من أبناء الطائفة الدرزية.
نجمة الخمس حدود
“الحدود” في عقيدة التوحيد خمسة من كبار الانبياء كان لهم الدور الأول والاساس في إرساء دعائمها وانشارها:
الأخضر: مولاي العقل لقب لحمزة بن علي بن احمد الزوزني(ع)
الأحمر: مولاي النفس لقب لأبو إبراهيم بن محمد بن حامد التميمي(ع)
الأصفر: مولاي الكلمة لقب لأبو عبد الله محمد بن وهب القرشي(ع)
الأزرق: مولاي السابق لقب لأبو خير سلامة بن عبد الوهاب السامري(ع)
الأبيض: مولاي التالي لقب لبهاء الدين أبو الحسن علي بن احمد السموقي المشهور “بالضيف”(ع)
الكتب المقدسة
يعترف الدروز بالقرآن الكريم لكن يفسرون معانيه تفسيراً باطنياً غير المعاني الواضحة في النص. ولهم كتاب آخر يسمى “رسائل الحكمة” من تأليف حمزة ابن علي ابن احمد (المؤسس الفعلي للمذهب الدرزي)، وهو تفسير للقرآن يتألف من ثلاث مجلدات يمنع الإطلاع عليها لأي كان حتى أبناء الطائفة نفسها عدى شيوخ الباطنية. والدرزية ليست ديانة بل هي مذهب من مذاهب الإسلام.. وعلماء ومشايخ الدروز أو الموحدون يوحدون الواحد الاحد.
تعترف كل من لبنان وسوريا واسرائيل بالطائفة الدرزية ويملك الدروز في هذه الدول نظامهم القضائي الخاص بهم ليحتكموا إليه ويتمتعوا بجميع حقوقهم السياسية من انتخاب وترشيح وخدمة في المؤسسات العسكرية إلا أن الدروز في مرتفعات الجولان يعتبرون انفسهم سوريين ويرفضون الخدمة في الجيش الإسرائيلي. وفي الأردن لم يتم الاعتراف بالدروز كطائفة دينية ولا كعشيرة أردنية بالرغم من النظام العشائري السائد في الأردن ولم يعطى الدروز في الأردن حقوق الاقليات كما لدى الشيشان والشركس والاكراد والارمن وباقي الاقليات الموجودة في الأردن بالرغم من مشاركة الدروز في تكوين الدولة الأردنية في جميع المجالات.
الغجر (الرّوم) في فلسطين
تعود أصول الغجر أو (الرّوم) المنتشرين اليوم في معظم انحاء اوروبا والشرق الأوسط وشمال افريقية، إلى منطقة تقع شمال غرب الهند، حيث رحلوا من هناك، لأسباب غير معروفة تماما قبل ثلاثة آلاف سنة في مسارين، إذ هاجر بعضهم إلى منطقة الشرق الأوسط واعتنق الديانة الإسلامية، فيما توجه البعض الآخر نحو المناطق الشرقية من أوروبا واعتنقوا الديانة المسيحية. وذلك لاسباب عدة ابرزها أن يكون بسبب التعصب الديني إبان تلك الفترة في الهند، الأمر الذي دفع الرّوم نحو الهجرة، والبعض الآخر يعتقد أنهم ملّوا الحياة في موطنهم الأصلي فقرروا البحث عن أماكن أكثر جاذبية للحياة. ويعود سبب تسميتهم بـ “الرّوم” الى كلمة غجرية تعني “رجل”. فالرجل في تقاليد عشائر الرّوم هو القائد والمسيطر والمقرر، و للغجر المنتشرين في نواحي العالم المختلفة علم خاص بهم، وهو يتكون من مستطيلين احدهما أزرق والآخر أخضر تتوسطهما عجلة دراجة باللون الأحمر وهي ترمز للترحال، كما أن اللونين الأزرق والأخضر يرمزان لمكونات الطبيعة “السماء والنبات” التي يتوق إليها الرّوم..
ودخل الغجر، او عشائر الرّوم، فلسطين خلال القرن الخامس عشر، وتمركزوا في مناطق القدس، ورام الله، ونابلس، وغزة. ولا توجد إحصائيات حول أعداد الرّوم في فلسطين، ولكن التقديرات ترجّح أن عددهم يقارب 1200 شخصا في منطقة القدس، و حوالي 5000 شخصا في قطاع غزة. وإثر نكبة عام 1948 تهجر الرّوم كباقي أبناء الشعب الفلسطيني، واستقر معظمهم في الأردن، وتحديدا في ضواحي عمان، ويقدر عددهم هناك من 4000 إلى 5000 شخصا، ويطلق عليهم اسم “غجر فلسطين”، وهم، كغيرهم من اللاجئين الفلسطينيين في الشتات يتمسكون بحق العودة، والغجر في فلسطين ينتمون إلى 20 عشيرة مختلفة، لكل منها عادات وتقاليد مختلفة تختص بها، ولكل عشيرة قائد أو رئيس للعشيرة يتم اختياره من بين أفراد الحمولة، أو العشيرة الأكبر بناءً على حكمته واتساع نفوذه. واشتهر الغجرفي فلسطين، وفي تسمية أخرى “الرّوم”، بحرفة الحدادة وصناعة الأدوات المعدنية كحدوات الخيول، والحلي الفضية، كما امتازوا بترويض الحيوانات، وتقديم عروض السيرك، وإحياء الحفلات بالغناء والرقص، واعتمدوا على أسلوب المقايضة بدل البيع في معاملاتهم التجارية. أما اليوم فان الغجر “الرّوم” قد انخرطوا في مختلف المهن الأخرى، فمنهم الموظف والتاجر والحرفي، شأنهم في ذلك شأن بقة أبناء الشعب الفلسطيني.
العادات والتقاليد
الزواج
يمتاز الزواج بين غجر فلسطين بكونه زواجاً مدبراً أي أن اختيار الوالدين لشريك أو شريكة الحياة هو أساس الزواج، وغالباً ما يتم تزويج الشبان في سن مبكرة (17 عاماً)، وتزويج الفتيات في سن أقل من ذلك. قديماً كانت والدة العريس تقود احتفالات الزواج خلال سبعة أيام يطاق عليها اصطلاحا “أسبوع الفرح”، وكانت تقدم خلالها الحلويات والمشروبات بالإضافة إلى طبخ اللحم واللبن والأرز، أما حديثاً فلم تعد طقوس الزواج تدوم لأكثر من يومين؛ ليلة الحناء، وليلة العرس.
وعلى الرغم من طابع الابتهاج والصخب الذي يسم أعراس الدوم إلا أن الكثير من الأغاني الخاصة بأعراس الدوم حزينة، وتعبر عن الحالة النفسية للعروس التي لا تتوقف عن البكاء في معظم أيام الاحتفال بزفافها لأنها سوف تنتقل من نمط حياة إلى نمط حياة أخر.
الزّي الغجري التقليدي
يعرف “الرّوم” بحبهم للألوان الصاخبة كالأحمر والأصفر والأخضر، والذهبي بصورة خاصة. ولذلك، فإن لباسهم التقليدي يتكون من هذه الألوان أو من بعضها. ولباس النساء الغجريات محتشم بصورة عامة، ويتكون عادة من تنانير فضفاضة، أو فساتين طويلة غالباً ما تكون مزركشة بالتطريز الغجري الخاص ذي الألوان المتعددة. وعندما دخل الغجر فلسطين، وامتزجوا مع الأعراق الأخرى في البلاد أصبح طراز ملابسهم خليطا بين الزي الغجري التقليدي واللباس التراثي الفلسطيني، إذ انتقوا الأثواب الفلسطينية التقليدية ذات الألوان الصاخبة كالبرتقالي والأصفر والأحمر.
المواسم الخاصة
ويوجد للرّوم مواسم خاصة للاحتفال، لعل أهمها “موسم الأموات” أو “موسم الربيع” والذي يحتفلون به في الجمعة الثانية من شهر نيسان/ابريل، ويسمى أيضا “خميس الأموات”، حيث يتم خلال هذا اليوم توزيع البيض الملون والزلابية على الأقارب والجيران، احتفالا بحياة جديدة من خلال تكريم الأموات.
الاكراد في فلسطين
لم يقتصر فضل القائد صلاح الدين الأيوبي، وهو كردي مسلم، على تحرير فلسطين من الصليبيين بل عمل على ربط المسلمين بأرض فلسطين عن طريق الإقامة والسكن والرباط ، فاستقر عشرات الآلاف من الجنود الأكراد في مدن فلسطين، ومع مرور الوقت نشأت مئات العائلات الكردية وانصهرت مع بقية القوميات، حيث ارتبط وجود الاكراد في فلسطين في القرون الوسطى باحداث الصراع الإسلامي – الصليبي على بلاد الشام ومصر أيام الدولة النورية التي أسسها نور الدين زنكي، وبالدولة الصلاحية الأيوبية التي أسسها البطل الكردي صلاح الدين الأيوبي، وبعد هذه الفترة ظل الاكراد يتوافدون إلى مدن وقرى فلسطين في العهود اللاحقة منذ أيام الدولة المملوكية والعثمانية والانتداب البريطاني حتى بدايات العصر الحديث، وكانوا يأتون إليها على شكل مجاهدين في الجيوش الإسلامية التي تشكلت منذ أيام نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي، وقد أعطى الأخير الكثير من الأمراء الكرد إقطاعات خاصة بهم في مدن فلسطين الرئيسية من اجل الدفاع عنها أمام الغزوات الصليبية، والعمل على صبغ البلاد بالطابع الإسلامي بعدما كانت فلسطين مملكة صليبية لأكثر من مائة عام. ومع الأيام شكل الكرد الموجودون في هذه المدن أحياء خاصة بهم في كل من القدس والخليل وعكا ونابلس وغزة، واشتهرت بإسمهم” محلات الأكراد”. فعلى سبيل المثال أسكن صلاح الدين الكرد في مدينة الخليل، ومع الأيام اخذوا ينافسون سكانها على زعامتها، فصار بها حلفان: الحلف الأيوبي الكردي، والحلف العربي التميمي، ودخل الحلفان في صدامات وصراعات عشائرية انتهت بهما إلى (مذبحة السلطان قايتباي) المملوكي سنة 878هـ/ 1473م، وكانت مذبحة فاحشة، نتج عنها تفرق الحلفين إلى جهات مختلفة في فلسطين، فتفرق الكرد إلى نابلس واللد والقدس وخان يونس، وانتهت الأمور بتدخل السلطان المملوكي آنذاك، حتى ضعفت شوكت الأيوبيين في الخليل في القرن التاسع عشر قبيل حملة إبراهيم باشا المصري على بلاد الشام 1830م. أما مدينة نابلس فقد منحها السلطان صلاح الدين الأيوبي لابن أخته حسام الدين لاجين بعد أن فتحها الأخير وأخرج الصليبيين منها، وأصبحت إقطاعاً له، وبعد وفاته انتقلت إلى الأمراء الكرد أمثال سيف الدين علي بن احمد الهكاري.
كما شكل كرد نابلس أكثرية الجيش المملوكي، وكان من بينهم رجال إدارة وحكم مرموقين. واستمر مجيء العلماء ورجال الدين الكرد إلى مدن فلسطين في العصر المملوكي، فقد نزل الشيخ إبراهيم بن الهدمة الكردي قرية (سعير) الواقعة ما بين القدس والخليل، وكان صاحب كرامات، وأقام بها حتى توفي سنة 730هـ/1329م.
كما نزل العالم بدر الدين الهكاري السلتي وأبناؤه مدينة القدس قادمين إليها من مدينة السلط في شرقي الأردن، وكونوا ( حارة السلطية) نسبة إلى بلدة السلط التي قدموا منها، وتولى أحفاده إمامة المسجد الأقصى لعقود طويلة، وعرفوا بعائلة ( الإمام )، ولا يزالون يقيمون في القدس إلى اليوم. وكان عدد الكرد كبير في مدينة القدس، إذ شكلوا بها حارة خاصة بهم عرفت باسم ” حارة الأكراد”، وكانت تقع غربي حارة المغاربة، وتعرف اليوم باسم “حارة الشرف”. وشهدت القدس استقبال عدد لا بأس به من علماء الأكراد أيضاً، مثل الشيخ احمد محمد الكردي البسطامي- شيخ البسطامية بها- الذي عمل في التدريس بالمدرسة الصلاحية الصوفية، وبقي فيها حتى توفي سنة 881هـ/ 1400م. والشيخ يوسف الكردي الذي درس بالمدرسة الصلاحية، والشيخ جبريل الكردي الذي كان من أهل الفضل، ومن أصحاب شيخ الإسلام الكمالي، والشيخ نجم الدين داود الكردي الذي درس بالمدرسة الصلاحية، والشيخ درباس الكردي الهكاري المدرس بالمدرسة الجاولية. كما توجد اليوم في ساحة الحرم القدسي الشريف ( القبة القيمرية )، نسبة إلى جماعة من المجاهدين الكرد القادمين من ( قلعة قيمر) الواقعة في الجبال بين الموصل وخلاط ، ونسب إليها جماعة من الأمراء الأكراد، ويقال لصاحبها أبوالفوارس، ومن المدفونين في (القبة القيمرية ) الشهيد الأمير حسام الدين أبو الحسن بن أبي الفوارس القيمري المتوفى سنة 648هـ/1250م، والأمير ضياء الدين موسى بن أبي الفارس المتوفى سنة 648هـ/1250م، والأمير حسام الدن خضر القيمري المتوفى سنة 665هـ/1262م، والأمير ناصر الدين أبو الحسن القيمري المتوفى سنة 665هـ/1266م. ولا يزال أحفاد هؤلاء الأمراء يعيشون اليوم في القدس، وفي بلدة ( دورا ) بالخليل، ويعرفون ( بآل القيمري).
وقد هاجر قسم منهم بعد حرب حزيران 1967 إلى مدينتي عمان والزرقاء بالأردن. كما قدم الكرد الى القدس وجوارها خلال العهد العثماني، بعد أداء فريضة الحج، واقاموا في زاوية خاصة بهم وهي حي الأزبكية، وعمل بعضهم في الجيش وقوات الأمن، إذ كان احمد محمد الكردي مستخدماً في قوات الأمن، ومحمد فيروز الكردي مستخدماً في قوات الأمن، وحسن قواس البرزاني الكردي مستخدما في الجيش. كما أشارت سجلات محكمة يافا الشرعية الى توطن عدد من الكرد في قضاء يافا في العهد العثماني (1864-1914م). حيث عملوا في الجيش وقوات الأمن داخل قضاء يافا وخارجه، وبعضهم آثروا البقاء في المنطقة بعد انتهاء خدمتهم العسكرية، كما تظهرُ حجج حصر التركات في محكمة يافا الشرعية. فكان حسن آغا الكردي القاطن في (سكنة ارشيد) بيافا أحد أفراد الجيش العثماني في قضاء يافا. وكان الحاج بكير آغا الكردي جاويش في العساكر العثمانية المرابطة في القضاء. وكان الحاج احمد آغا بن محمد القواس الكردي القاطن في مدينة الرملة يوزباشي زاندرمة في لواء بني غازي.
وفي العهد العثماني شكل الجنود الكرد حارة خاصة بهم في مدينة غزة – مقر سنجق غزة العثماني- خلال القرن السادس عشر الميلادي. وعندما زار الرحالة التركي ” أوليا شلبي” مدينة صفد عام 1671 م، ذكر بان معظم سكانها جند من الكرد، ولهم حارة خاصة باسمهم ” حارة الأكراد”، وبها 200 دار. ويلاحظ بان الكرد استمروا بالقدوم إلى مدن وقرى فلسطين خلال العهد العثماني من حي الأكراد بدمشق، ومن الجزيرة، وديار بكر، طلباً للعمل والتجارة، أو العمل كموظفين واداريين، أو جنود في الجيش العثماني.
وقد سادت علاقات طيبة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحركات الكردية، ثم تتوجت بافتتاح مكتب للحركة الكردية في فلسطين بعد عودة قيادة منظمة التحرير إلى الوطن، كما بادر الراحل ياسر عرفات إلى رعاية المؤتمر التأسيسي لجمعية الصداقة الفلسطينية-الكردية التي أقيمت في صيف 1999 في رام الله، وهي أول جمعية صداقة عربية-كردية في العصر الحديث، حيث قابل ذلك الجانب الكردي بإقامة أول جمعية صداقه كردية-عربية في أربيل بكردستان العراق في عام 2000.
من أبرز العشائر والعائلات الكردية في فلسطين:
– الأسرة الأيوبية الكبرى :
جاء في ( وثيقة الأسرة الأيوبية الكبرى) المنشورة عام 1946 أسماء العائلات المتفرعة من الأسرة الأيوبية الكبرى، وهم أكراد أيوبيون يعودون بأصولهم الكردية إلى الدولة الأيوبية، وكانوا ضمن من توطنوا في فلسطين بعد تحريرها من الاحتلال الصليبي، ويسكن أغلبيتهم اليوم في مدينة الخليل بشكل خاص والبقية في مدن فلسطين الأخرى، والأسرة الأيوبية الكبرى تضم العشائر والعائلات الكردية الآتية: أبو خلف، صلاح، الهشلمون، طبلت، جويلس، البيطار، حمور، زلوم، حريز، الربيحية، البرادعي، احمرو، الجبريني، امحيسن، أبو زعرور، عرعر، صهيون، الحزين، برقان، سدر،فخذ أبو سالم/ مرقه، المهلوس، رويشد، أبو الحلاوة، الحشيم، متعب، قفيشه. وكانوا يشكلون حوالي نصف أو ثلث سكان مدينة الخليل. وقسم منهم يسكن اليوم في مدن جنين ونابلس والقدس ويافا ومصر والأردن.
-عائلة الإمام: يسكنون اليوم حول المدرسة الأمينية إلى الشمال من الحرم القدسي الشريف، ويعودون بأصولهم إلى العالم ضياء الدين محمد أبو عيسى الهكاري الصلتي القادم إليها من حارة الأكراد في مدينة ( السلط ) بالأردن خلال العصرالمملوكي، وقد تولى أحفاده إمامة المسجد الأقصى لقرون طويلة، ومنها لبسهم لقب الإمام ولقبوا به إلى اليوم.
-آل زعرور: من أكثر العائلات الكردية عدداً، ويعودون بأصولهم إلى الأيوبيين، ويسكنون اليوم في العيزرية شرقي القدس، وفي مدينة الخليل.
– دار الملا: وهم أكراد من نسل ملا أو منلا علي حاكم الناصرة الذي ينتسبون إليه، ويسكنون مدينة الناصرة.
– آل سيف: يقال بأنهم من نسل آل سيفا الأكراد الذين حكموا طرابلس وعكار شمالي لبنان في القرن السادس عشر، وقد نزلوها بعد صراعهم مع المعنيين في جبل لبنان منذ قرون خلت.
– آل موسى وآل عيسى: عرفت ذريتهم بالبرقاوي نسبة إلى بلدة برقة بجوار نابلس، وينحدرون من آل سيفا الأكراد حكام طرابلس وعكار في شمالي لبنان في القرن السادس عشر، ويقيمون اليوم في قرية شوفه وكفر اللبد.
-آل القيمري: وهم من أحفاد الأمراء الأكراد الذين قدموا إلى فلسطين من منطقة ( قيمر) الواقعة في الجبال بين الموصل وخلاط في كردستان العراق، وقد استقروا في مدينة الخليل في عصر الدولة الأيوبية بصفتهم مجاهدين في جيش صلاح الدين الأيوبي، ولأجدادهم اليوم ( القبة القيمرية) القائمة في الحرم القدسي الشريف وتضم رفات بعض أمرائهم الذين استشهدوا في تلك الحروب، ويسكن آل القيمري اليوم في بلدة( دورا) الخليل، وقسم منهم هاجر إلى عمان بالأردن.
من عائلات مدينة القدس: تضم مدينة القدس عدد من العائلات الكردية وهي: عائلة أبي اللطف، الكرد، الكردي، البسطامي،عليكو، الأيوبيون مثل: السائح، أبو غليون، عكه، قفيشه، غراب، أبو حميد، الأيوبي، الحزين، سدر، مرقه، علوش، الجبريني، البرادعي، فراح، امحيسن، متعب، الأيوبي، زلوم، حريز، اعسيلة .
ومن العائلات الكردية الأخرى المقيمة في القرى والمدن الفلسطينية: الشحيمات – فرع من عشيرة البشاتوه كانوا يقيمون في قرى (كوكب الهوا ،والمزار، والبشاتوة) في قضاء بيسان، وقد هاجر أغلبيتهم إلى غور الأردن واستقروا به، في مدينة الشونة الشمالية والمنشية ووقاص واربد بعد عام 1948. وهناك عائلات: الآغا في مدينة (صفد)، والكردي في قرية ( دير البلح)، والكردي والكنفاني في مدينة (عكا)، والكردي وفشري من الأيوبية في مدينة ( اللد)، والأكراد الأيوبية في قرية الربيحية / قضاء الخليل، واللحام في بلدة (صوريف)، والكردي في مدينة طبرية، والظاظا في مدينة ( بيسان)، وأبو زهرة والكردي وزلوم والسائح في مدينة ( نابلس)، وعائلات الناجي، باكير، علوه، في طيرة حيفا، وهم من اصل كردي قدموا اليها من ديار بكر، وهم من ذراري ثلاثة أقرباء وهم: بكوه ( باكير)، و علوه ( علي)، وحسوه ( حسن) وكانوا يقيمون في (طيرة حيفا)،وبعد عام 1948 هاجروا الى الأردن، وهناك آل مراد الكردي، والآغا، والظاظا، والكردي في قطاع غزة، والكردي في ( مخيم عائدة ) بجوار بيت لحم، والآغا في مدينة ( خان يونس)، والكردي في مدينة ( بئر السبع)، وأبو زهرة في ( يطا) ، وأكراد البقارة والغنامة في قضاء طبرية، والكردي في قريتي ( حوارة وحواسة)، والكردي في مدينة ( الرملة)، والكردي في قرية ( عين عريك) ، والكرد في ( القدس والخليل ودير البلح وبيت طيما)، والأيوبي والسعدية من الأسرة الأيوبية في مدينة ( يافا)، وآل أبو الهيجا في قرية (عين حوض)….
مدينة غزة: عاشت عائلة الظاظا في قرية” الكوفخة” في منطقة بير السبع حتى عام 1948، وعندما تعرضت القرية للهدم والتجريف رجعوا الى مدينة غزة، ويقول أحد أفراد عائلة الظاظا بان أساس العائلة من أكراد كردستان وقد جاء جدهم الى غزة أيام الدولة العثمانية بحكم وظيفته، وكان اسمه الحاج مصطفى الظاظا، وانجب ولدين هما عبدالحميد، و(عبد ربه) الذي ذهب مع أولاده عبد الرحمن وديب وسكن في قرية الكوفخة وعملوا في الفلاحة وتربية الأغنام والجمال، وبعد تدمير هذه القرية 1948 نزلوا مدينة غزة.
مدينة طبرية: وفي طبرية تسكن عائلة الكردي التي تنتمي الى عشيرة الايزولي الكردية في سوريا. وقد عينت حكومة الانتداب البريطاني السيد محمد أيوب ظاظا (أبو أيوب الكردي) مختاراً للمسلمين في مدينة طبرية، وهناك عائلة بكداش، وعائلة خليل الكردي(جرس)، وعائلة ظاظا وجدهم هو الحاج درويش ظاظا، وعائلة بكر آغا (ازولي) وجدهم بكر صدقي آغا (أزولي).
مدينة يافا: أشارت سجلات محكمة يافا الشرعية إلى توطين عدد من الكرد في قضاء يافاء في العهد العثماني (1864-1914م). إذ عملوا في الجيش وقوات الأمن داخل قضاء يافا وخارجه ، وبعضهم آثروا البقاء في المنطقة بعد انتهاء خدمتهم العسكرية ، كما تظهر حجج حصر التركات في محكمة يافا الشرعية. فكان حسن آغا الكردي القاطن في سكنة ارشيد بيافا أحد أفراد الجيش العثماني في القضاء. وكان الحاج بكير آغا الكردي جاويش في العساكر العثمانية المرابطة في القضاء. وكان الحاج احمد آغا بن محمد القواس الكردي القاطن في مدينة الرملة يوزباشي زاندرمة في لواء بنيغازي. ونتيجة للصراع العربي – الإسرائيلي الذي جرى في فلسطين وخصوصا حربي عام 1948 ، وعام 1967 م هاجر الكثير من العائلات الكردية السابقة الذكر إلى بعض الدول العربية المجاورة كسوريا ولبنان ومصر والعراق والأردن ودول الخليج، والى بعض الدول الأوروبية وأمريكا. يلاحظ بان أغلبية كرد فلسطين قد استعربوا ، وذلك بسبب وجودهم في فلسطين منذ عشرات السنين والتي تعود إلى حوالي تسعمائة سنة أيام الحروب الصليبية ، فكانت تلك الفترة الزمنية الطويلة كفيلة بتعريبهم وصهرهم في بوتقة المجتمع العربي الفلسطيني.
الخاتمة
من خلال هذه الورقة البحثية خضنا في تراث البشرية الساكن على ارض فلسطين ورغم تنوعها الكبير إلا انها كانت عبر التاريخ ملازمة للتنمية والتماسك الاجتماعي والسلام على ارض الانبياء ومهبط الديانات.
ويشير اعلان اليونسكو العالمي بشأن التنوع الثقافي 2001 في ديباجته ان الحوار بين الحضارات هو افضل الطرق للسلام وجاء نصه مؤكدا أن التعددية الثقافية هي الرد السياسي على واقع التنوع الثقافي ، وحيث ان التعددية الثقافية لا يمكن فصلها عن وجود اطار ديمقراطي فأنها تيسر المبادلات الثقافية وازدهار القدرات الابداعية التي تغذي الحياة العامة ، وإذا كانت الحقوق الثقافية جزءا لا يتجزأ من حقوق الانسان التي هي حقوق عالمية ومتكافلة فان من حق كل شخص ان يتمتع بالقدرة على التعبير عن نفسه والإبداع في كل المجالات ، كما ان له الحق في تعليم وتدريب جيدين يحترمان هويته الثقافية احتراما كاملا ، فضلاً عن الحق في ممارسة تقاليده وأعرافه الثقافية الخاصة المميزة ويكفل اعلان التنوع الثقافي حرية التعبير وتعددية وسائل الاعلام والتعددية اللغوية والمساواة في فرص الوصول الى اشكال التعبير الفني والثقافي والحضور الكامل في وسائل التعبير والنشر وهي مفاهيم وقيم تعتبر في اطار القانون الدولي ضمانات للتنوع الثقافي.
وياتي هذا الاعلان متماشيا مع إعلان مبادئ بشأن التسامح والذي اعتمده المؤتمر العام لليونسكو في دورته الثامنة والعشرين 1995 ، والذي نصت دباجته على أننا إذ نعقد العزم علي اتخاذ كل التدابير الإيجابية اللازمة لتعزيز التسامح في مجتمعاتنا لأن التسامح ليس مبدأ يعتز به فحسب ولكنه أيضا ضروري للسلام وللتقدم الاقتصادي والاجتماعي لكل الشعوب وعرف الاعلان نفسه التسامح على أنه الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا. ويتعزز هذا التسامح بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد. وأنه الوئام في سياق الاختلاف ، وهو ليس واجبا أخلاقيا فحسب ، وإنما هو واجب سياسي وقانوني أيضا ، والتسامح ، هو الفضيلة التي تيسر قيام السلام ، يسهم في إحلال ثقافة السلام محل ثقافة الحرب.
والمطلع على اكثر الشعوب تطورا ونجاحا وديناميكية يستكشف مدى الانصهار المعنوي داخل الدولة رغم الاختلافات العرقية والدينية .. الخ فقد تحوّل تعزيز التنوع الثقافي “التراث المشترك للبشرية ” وفقاً للإعلان العالمي لليونسكو المتعلق بالتنوع الثقافي للعام 2001 والحوار الناتج عنه الى إحدى القضايا العصرية الأشد إلحاحاً ، والتي تتطلب دعما دوليا لتحقيق السلام والأمن بين جميع الدول.