مقابلة العدد الشهري 140 من ساخر سبيل . .. مع الصديق الاعلامي والفنان د. صائب غازي .
أجرى الحوار : محمد هارون .
****
المقدمة : يسر أسرة ساخر سبيل ان تلتقي في هذا العدد مع شخصية حديثة على كندا ولكنها أحدثت فرقاً بفترة قصيرة إلى حد ما وخاصة في الجانب الإعلامي والفني، بطيب أخلاقها وعمق أفكارها وحُسن رأيها نلتقي مع الدكتور صائب غازي … وإلى السؤال الأول :
س1 : في البداية … ما هو شعورك الآن وأنت تقف أمام الميكرفون والكاميرا بعكس ما تعودت حيث كنت أنت تسأل وغيرك يجيب ؟.
– يبقى الشعور الأهم عندي والأحساس بالقوة هو الوقوف خلف الكاميرا مخرجا وليس مقدما أو مديرا لحوارات ذلك لأنني أعشق مهنتي الأساسية (الأخراج) كما أنني أحترم التخصصات ، ولكن لأن الزمن تغير والتخصصات تداخلت كثيرا خصوصا مع انتشار وسائل التواصل فكان لابد لي من خوض تجربة الوقوف أمام الكاميرا بمساحات محدودة فقط وليس بانتشار واسع ذلك عندما اريد أن أوصل رسالة معينة بطريقة مباشرة ترضيني ربما
س2: نتشرف بسماع نبذة عن سيرتك الشخصية ومسيرتك العملية.
– أنا مخرج ومنتج وصانع المحتوى ، حاصل على الدكتوراه في الفنون السمعية والبصرية تخصص السينما ولكنني عملت في مجال الإعلام لسنوات طويلة ويستهويني الإعلام كوني عملت في عدد من المؤسسات الإخبارية المهمة مثل قناة الجزيرة التي كنت فيها مخرجا وعلى مدى 12 عاما وكذلك قناة دبي الأقتصادية التي اصبحت اخبارية فيما بعد وقناة الحرة و قناة CNBCعربية اضافة الى عملي في تلفزيون العراق مخرجا وعلى مدى تسعة أعوام ، هذه المسيرة الإعلامية الطويلة ومع تطور وسائل الإعلام والإتصال حفزني على دراسة إعلام الديجتال في كندا لمدة عام حصلت فيها على الدبلوم الى جانب حصولي على عضوية نقابة الصحفيين الكنديين ، ومن كندا لاأزال أعمل منتجا لتقارير و وثائقيات لحساب عدد من القنوات العربية ، كما لدي عملي الخاص في مجال صناعة المحتوى على قناتي الخاصة في اليوتيوب وأسمها كندا بلس (Canada Plus) وهي قناة احترافية تغطي النشاطات والفعاليات الثقافية والفنية والأجتماعية في جميع المدن الكندية
س3: من خلال اجابتك ومتابعتنا لكتاباتك في أكثر من منصة، كيف تقيم الإعلام العربي الكندي باللغة العربية وكيف يمكن تطويره ؟
– مشكلة الإعلام العربي في كندا هي قلة مصادر التمويل ، والجالية العربية أيضا لا تسهم بشكل فاعل في تمويل المؤسسات الإعلامية العربية الكندية على المستويين المادي والمعنوي التشجيعي وهذا يجعل حضور الإعلام العربي الكندي ضعيفا ، كما ان وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة تضيق الخناق على العمل الإعلامي المؤسساتي ، أما الية تطوير المتوفر منها ذلك بمواكبة المتغيرات التقنية وأهمها إعلام الديجتال وذلك بالاهتمام في صناعة الصورة بشكل أكبر من صياغة الموضوعات الصحفية بطريقة تقليدية كتابية طويلة و مملة لاتجد صدى عند المتلقي العربي في كندا.
س4: هناك أعمال وانجازات لفرق مسرحية وتلفزيونية عربية في مدن كندا، كما أن هناك طاقات فنية كبيرة أيضا،ً برأيك هل نجحت هذه الأعمال في توصيل همومنا وتطلعاتنا الى عرب كندا على الأقل؟
– جواب هذا السؤال ذو صلة وثيقة بجواب السؤال الذي سبقه وهو شحة مصادر التمويل تجعل النشاطات الفنية والمسرحية والتلفزيونية شحيحة كما أنها ليست بمستوى التناول والتأثير المطلوب للموضوعات المهمة التي تهم المجتمعات العربية ، هذا أولا أما ثانيا فأن مهنتنا الفنية والإعلامية هي (مهنة الدخلاء) حيث يستطيع الولوج اليها بسهولة كل من يرغب بغض النظر عن مؤهلاته الأكاديمية أو المهنية خاصة من قبل البعض الذين لايمتلكون رؤى فنية وإعلامية مهنية حقيقية وذلك يعني أن معظم الأعمال التي تقدم لن تتمكن فعليا من عرض هموم وتطلعات الجاليات العربية في كندا وإيصالها لأنها لا تقدم بطريقة مهنية متميزة ، باستثناء الفعاليات الموسيقية والغنائية ربما قد نجحت في تسجيل حضور حقيقي لدى الجمهور
س5: لعرض رأينا وثقافتنا العربية في المسرح والتلفزيون ووسائط الاعلام الكندية المتنوعة ولكل الكنديين من مختلف الأصول، كيف يمكننا النجاح والمنافسة مع الإثنيات الأخرى في هذا المجتمع المتعدد الأعراق والثقافات؟ .
– يمكن لنا النجاح عبر تأسيس مؤسسات أكاديمية مهنية حقيقية كما يمكننا انتاج أفلام و وثائقيات وأعمال درامية باللغة العربية والإنكليزية والفرنسية وتسويقها للقنوات التلفزيونية الكندية باللغة التي يفهمها الكنديون لكن بثقافتنا نحن ، أيضا لو تمكنا من إنشاء قناة تلفزيونية تلحق بها عدد من المنصات الرقمية يمكن لنا تحقيق المنافسة داخل كندا الى جانب فتح باب للتعاون مع المؤسسات الكندية الإعلامية من خلال هذه القناة والمنصات الرقمية
س5: بعد انتهى شهر رمضان الكريم وتحلق معظمنا حول شاشات الفضائيات العربية، لدينا مجموعة من الاستفسارات وأنت خير من يجيب عليها وخاصة واننا من متابعين كتاباتك الأولية في تقييم بعض تلك الأعمال الدرامية أثناء الشهر الفضيل . في البداية حدثنا عن المسلسلات العراقية ومدى نجاحها ومتى سيدخل المسلسل العراقي بقية البيوت العربية.
– الدراما العراقية في هذا الموسم الرمضاني من عام 2024 تميز بوفرة الإنتاج فقد رصدت الحكومة العراقية ميزانية كبيرة لشبكة الإعلام العراقي الرسمية والميزانية كانت مخصصة للإنتاج الدرامي فقط ، الأعمال لم تكن بمستوى متميز بقدر ما أسهمت في جعل عجلة الإنتاج تدور بعد سنوات عدة من التلكؤ في دورانها ، لذلك جاء العراق في المرتبة الثانية إنتاجيا بعد مصر في عدد الأعمال الدرامية ، أما على المستوى القطاع الخاص فتباينت الأعمال الدرامية مابين الجيد في بعضها والضعيف في أغلبها على المستويين الموضوعي والفني ، هذا ولم تخلوا الأعمال من تقديم أجنداتها وفقا لطبيعة القناة المنتجة الى جانب ارسال رسائل مبطنة في أغلبها يحمل أهدافا غير نبيلة للأسف ، أما بخصوص وصول الأعمال العراقية وانتشارها عربيا فأعتقد أن هذا الأمر بدآ يتحقق تدريجيا على أرض الواقع وعلى وجه الخصوص من خلال مشاركة بعض الفنانين العراقيين في أعمال عربية مشتركة ، الى جانب الأعمال التي تنتجها قناة mbcعراق والتي يتابعها عدد كبير من الجمهور العربي والخليجي بشكل خاص ، ولكن المؤشر السلبي إنتاجيا على قناة mbcعراق هذا الموسم كما في المواسم السابقة هو تكرار الأعمال واجترارها واستسهال اعادة انتاجها في كل سنة مع تغيير ضمني للقصص داخل العمل نفسه أما الأطار العام فيبقى يحمل نفس المضمون ونفس الأسماء وكأن الأفكار قد نضبت
س6: من المسلسلات التي حملت قضايا مهمة ولاقت تفاعلا كبيراً، الحشاشين ومليحة من مصر ، والمسلسل اللبناني السوري “على امل”. هل توافق على ذلك؟ ولماذا ؟ .
– مسلسل الحشاشين عمل فني كبير ومهم وقد نختلف مع طريقة السرد والتناول في بعض مفاصله ولكن ذلك لاينفي أنه من الأعمال الفنية الدرامية الفاخرة والمتميزة فنيا وموضوعيا ، بالنسبة لكل من مسلسل مليحة من مصر و على أمل للأسف لم أحظى بفرصة مشاهدتهما
س7: في رمضان 2024، هناك مسلسلات عربية تخططت المنطقة العربية ووصلت إلى العالمية. هذا ما ورد في بعض وسائل الإعلام العربية … هل هناك مبالغة ؟ .
– نعم مبالغة كبيرة ، العمل الدرامي الذي يصل الى العالمية يحتاج الى تناول قضايا أو شخصيات تهم المجتمع الدولي حتى يصبح مقبولا ، فضلا عن ترجمة الأعمال وتسويقها ، فهل هنالك محطات عالمية عرضت أعمالا عربية وحتى لو حدث ذلك فماهي نسبتها وماهو مقدار تأثيرها ؟ وهل تعلق موضوعاتها في ذاكرة المتلقي الغربي وتصبح حديثا للشارع ، ودعني أعطيك مثالا واقعيا عشته ولا أزال أعيشه يوميا حول الحضور العربي عالميا فعندما التقي بشخصيات غير عربية في كندا أو في كل مكان من العالم ومن أعراق مختلفة عندما أخبرهم أنني عملت في قناة الجزيرة أجدهم جميعا يعرفونها ويتابعون ما تعرض حتى هذه اللحظة ، لكن عندما أذكر أسماء قنوات أو أعمال لقنوات أخرى لم يصادفني يوما شخصا أجنبيا قد سمع بتلك القنوات أو الأعمال التي تقدمها ، وهنا ينطبق القول أن قناة الجزيرة تخطت المحيط العربي وأصبحت عالمية ، وهذا النموذج قد سقته هنا كشاهد وليس كقياس ثابت ولكنه شاهد اعتباري وليس مجازي.
س8 : بعدما شاهدت مسلسلات رمضانية عديدة منها هو إجتماعي يتعلق بالنسب، والإرث، والخيانة، والصراع مع الفقر، والسرقة والبلطجة والمخدرات، ومسلسلات تاريخية، و أخرى مقتبسة… هل يمكنك اختيار وتنصيب 3 مسلسلات ثم 3 ممثلين أو ممثلات على عرش الدراما الرمضانية الأخيرة ؟
– مسلسل الحشاشين والفنان كريم عبد العزيز فقط وأرجو أن تعفيني من الأجابة عن بقية الأعمال والممثلين .
س9 : بنهاية هذا اللقاء، كلمة الى قراء ساخر سبيل وكندا سبيل .
– أتمنى الى هذه المؤسسة الإعلامية التي يديرها باجتهاد وسعي دؤوب الصحفي محمد هارون النجاح والحضور الدائم وأن تمثل تطلعات الجمهور العربي في كندا ، كما أدعوا الجمهور العربي في كندا الى دعم الإعلام العربي في كندا دوما وأن يسهموا بشكل فاعل في حضور الفعاليات والملتقيات الفنية والثقافية العربية لأنها منهم واليهم.
الخاتمة : باسم القراء الكرام وإدارة ساخر سبيل نتقدم بالشكر والتقدير لهذه القامة الإعلامية العربية الكندية المتمثلة بالدكتور صائب غازي متمنين له دوام الصحة والعافية والكثير من الاجازات في مقبل الأيام .
س2: نتشرف بسماع نبذة عن سيرتك الشخصية ومسيرتك العملية.
س3: من خلال اجابتك ومتابعتنا لكتاباتك في أكثر من منصة، كيف تقيم الإعلام العربي الكندي باللغة العربية وكيف يمكن تطويره ؟
س4: هناك أعمال وانجازات لفرق مسرحية وتلفزيونية عربية في مدن كندا، كما أن هناك طاقات فنية كبيرة أيضا،ً برأيك هل نجحت هذه الأعمال في توصيل همومنا وتطلعاتنا الى عرب كندا على الأقل؟
س5: لعرض رأينا وثقافتنا العربية في المسرح والتلفزيون ووسائط الاعلام الكندية المتنوعة ولكل الكنديين من مختلف الأصول، كيف يمكننا النجاح والمنافسة مع الإثنيات الأخرى في هذا المجتمع المتعدد الأعراق والثقافات؟ .
س5: بعد انتهى شهر رمضان الكريم وتحلق معظمنا حول شاشات الفضائيات العربية، لدينا مجموعة من الاستفسارات وأنت خير من يجيب عليها وخاصة واننا من متابعين كتاباتك الأولية في تقييم بعض تلك الأعمال الدرامية أثناء الشهر الفضيل . في البداية حدثنا عن المسلسلات العراقية ومدى نجاحها ومتى سيدخل المسلسل العراقي بقية البيوت العربية.
س6: من المسلسلات التي حملت قضايا مهمة ولاقت تفاعلا كبيراً، الحشاشين ومليحة من مصر ، والمسلسل اللبناني السوري “على امل”. هل توافق على ذلك؟ ولماذا ؟ .
س7: في رمضان 2024، هناك مسلسلات عربية تخططت المنطقة العربية ووصلت إلى العالمية. هذا ما ورد في بعض وسائل الإعلام العربية … هل هناك مبالغة ؟ .
س8 : بعدما شاهدت مسلسلات رمضانية عديدة منها هو إجتماعي يتعلق بالنسب، والإرث، والخيانة، والصراع مع الفقر، والسرقة والبلطجة والمخدرات، ومسلسلات تاريخية، و أخرى مقتبسة… هل يمكنك اختيار وتنصيب 3 مسلسلات ثم 3 ممثلين أو ممثلات على عرش الدراما الرمضانية الأخيرة ؟
س9 : بنهاية هذا اللقاء، كلمة الى قراء ساخر سبيل وكندا سبيل .
***
الخاتمة : باسم القراء الكرام وإدارة ساخر سبيل نتقدم بالشكر والتقدير لهذه القامة الإعلامية العربية الكندية المتمثلة بالدكتور صائب غازي متمنين له دوام الصحة والعافية والكثير من الاجازات في مقبل الأيام .